فلم «Here» جريء وتجريبي رغم إخفاقه 🏡
زائد: أفلام رائعة للمخرج روبرت زيميكس 🏐✈️
فلم «Here» جريء وتجريبي رغم إخفاقه
ربما تساءلنا يومًا عن البيوت ذات النوافذ المشرعة في النهار، المغلقة ستائرها قليلًا كأجفان ناعسة في الليل، إن كانت مثلنا، تحلم بأفضل قاطنيها، وتحن إلى أولئك الذين أمتعوا جمودها بحضورهم ثم غابوا. أتصور أنّ الذكريات التي شهدت حدّةً عاطفية عالقةٌ في الماضي، وكأنَّ عروق الجدران تتغذى على صدى أصوات من مروا بها، وتهبها الحياة خلودًا ووعيًا أخرس.
هذا ما يحكيه فِلم «Here»، المقتبس من رواية مصوّرة تحمل العنوان نفسه، تسرد قصة حياة من عبروا بقعة أرض معيّنة تحوَّل نتوءها إلى منزل تتعاقب عليه العوائل عبر عقود طويلة. وأخرج الفلم روبرت زيميكيس المعروف بإخراجه فلم «Forrest Gump»، الذي نجد أبطاله في هذا الفلم أيضًا، مما يضيف إلى عمق التجربة السينمائية، ويعيد تقديم أداءات تمزج بين الحنين والحداثة.
المنزل، في هذا السياق، ليس مجرد مكان، بل شاهد صامت على تناوب الأجيال. يستعرض من زاويته الداخلية العليا في غرفة الجلوس تفاصيلَ البدايات، حيث تتشكل الأحلام الأولى، مرورًا بمحطات النجاح والأضواء التي تضيء مسارات حياتهم، ثم تُطوَى فيه صدمات الحياة والانكسارات التي تترك أثرها العميق. وفي النهاية، يصل الفِلم إلى خريف العمر، حيث يصبح المنزل، الذي أضحى عديلًا للزمن، شاهدًا صامتًا على لحظات الرحيل، عندما يوشك قاطنوه على مغادرة الحياة، تاركين وراءهم ذكرياتهم حبيسة جدرانه التي لا تكف عن تجديد نفسها.
يبدأ المشهد الأول بصور «أرخبيلية» موزعة على حائط الشاشة السوداء للمنزل من الخارج، كما لو أنها تأريخٌ لمراحل حياة البيت. لننتقل إلى إحدى الزوايا بداخله، حيث نشهد ثبات المشهد طوال الوقت. ودون ارتباط بخط زمني، نشهد قفزات تاريخية، وكأن روح المكان حاضرة قبل أن يتشكل هيكلها، من الدمار إلى الإعمار. والغريب أيضًا أن ولادة المنزل تتطلب حفر حفرة لإعداد الأساسيات وإزالة التربة السطحية الضعيفة، أما نحن فتُحفَر لنا الحفرة من أجل نهاياتنا لاحقًا.
هذه اللحظة الشعرية برزت قبل أن يتشتت ذهني بسبب كثرة الذكريات التي لم أتمكن من ربطها، وكثرة الوجوه التي ظهرت أول عشرين دقيقة من الفِلم. إذ تتابعت أحداث مفصلية ومشاهد سريعة من تاريخ أمريكا، شملت جوانب من حياة ويليام فرانكلين، وتحرير أمريكا من الاستعمار الإنقليزي في عهد جورج واشنطن، مرورًا بحرب فيتنام، ووصولًا إلى اختراعات مثل كرسي «ليزي بوي» والتلفزيون، الذي كانوا يصفونه حينها بالراديو الذي يعرض صورًا. كل ذلك يُعرَض بطريقة أشبه بفقرة «حدث في مثل هذا اليوم»، حيث تتوالى الأحداث بلا توقف أو ترابط واضح، مما أضاف شعورًا بتضعضع الحبكة وكأنها تغرق في زحمة التفاصيل.
ولا يمكن للمشاهد الإمساك بخط السرد الرئيس إلا متأخرًا، حيث يتناول سيرة حياة شجرة عائلة «يانق» التي عاصرت الحلم الأمريكي بحلوه ومرّه، بدءًا من الجد «آل يانق» -الذي جسّد دوره بإتقان الممثل بول بيتاني- العائد للتو من الحرب العالمية بسبب إصابة، لتتعكر حياته لاحقًا بسبب المتاعب المالية. إذ يجد نفسه مضطرًا للعمل مندوب مبيعات في سوق غير مستقرة؛ لإعالة عائلته المكونة من أربعة أفراد، مما يجعله يعيش تحت ضغط دائم وقلق مستمر من فقدان مصدر رزقه.
في الوقت نفسه، يحاول «آل يانق» الهروب من مخاوفه وآثار صدمته من الحرب بإدمانه الخمر، ما يزيد من تعقيد شخصيته وهو الرجل التقليدي الذي يرى نفسه مسؤولًا عن كل صغيرة وكبيرة في عائلته، ويعيش في عالم أمريكي يتغيّر بسرعة، دون مراعاة لمعاييره التقليدية.
ثم يتسلّم عصاة سباق التتابع، المتمثلة بمفتاح المنزل، الابن «ريتشارد يانق» -الذي أدى دوره توم هانكس- لنشهد على شبابه من خلال تقنية «De-aging» التي استخدمها سكورسيزي في فِلم «The Irishman». ولا أستطيع أن أفتي تقنيًّا إن أفلَحَت حقًّا هذه التقنية، ووصلت إلى كمالها لتُستخدم، ولكني لست من الذين يركزون على الإضاءة والكاميرا المستخدمة وغيره، كون التجربة بأكاملها مبنية على الزيف. فلذلك، انطلت الخدعة عليّ.
أجاد توم هانكس -رغم تركيز البقية على وجهه الشاب وجسده الطاعن- تقديم شخصية رجل العائلة ببراعة، مع زوجته «مارقريت يانق» -جسدتها روبين رايت- التي كانت تبحث منذ شبابها عن فرصة العيش بعيدًا عن منزل عائلة زوجها، وسطوة الجد العائل. والأخيرة ذكرتني في نهاية حياتها، بعد أن داهمتها أعراض ألزهايمر، بظاهرة غريبة تصيب بعض النحل، تسمى: «متلازمة اضطراب المستعمرة»، حيث يطير النحل صباحًا من خليته ولا يعود إليها. ويأتي المشهد الختامي، عندما تظهر وهي تحاول العثور في الأريكة على غرض أضاعته ابنتها عندما كانت صغيرة. وهذه الخاتمة متكاملة، كأنما الذكرى متواريةٌ في خبايا عقلها المتهاوي حتى وجدتها.
يُقال أن المخرج روبرت زيميكيس وعد عشّاقه بعودة قوية يستعيد من خلالها نجاح فِلمه «Forrest Gump»، بالتعاون مجددًا مع بطله توم هانكس. وبصفتي أحد الذين لم يُعجبهم «Forrest Gump» -كما صرّحت سابقًا في العدد الذي تناول أفلامًا بالغ الناس في تقديرها- فقد رأيت أن العمل الجديد، وإن لم يُنفذ بإتقان تام، يتميز بجرأة في فكرته، حيث يمثل تحديًا كبيرًا على مستوى التنفيذ.
ورغم ذلك، يُمكن أن نعدّ الفِلم تجريبيًّا، حتى وإن كان المخرج مخضرمًا في مسيرته، خاصة أن التقنية المستخدمة فيه حديثة، ولا تزال قيد التطوير، مما يجعل التجربة أكثر مغامرة وإثارة للاهتمام، دون ذكر الموسيقا التصويرية الرائعة وهندسة الديكور الممتعة التي نشهد من خلالها كافة صيحات الأثاث في موقع تصوير واحد!
أما من الناحية القصصية، فقد نجح العمل في تجسيد حياتنا، خلف الأبواب الموصدة، بكل شاعرية. لأنه يشبهنا في كل شيء، حتى في أحلامنا التي ما زالت مرتبطة بمنزل الجدة القديم الذي باعه الآباء، وذلك المسند الذي كان الجد يودع خلفه بذور التمر كي لا يُحاسَب على الكمية التي أكلها بعد إصابته بداء السكري. أنا مثلًا، وعلى الرغم من مرور عشر سنوات على الرحيل، عندما سُئلت لماذا انتقلنا، أجبت ببساطة: بدأت الذكريات الحلوة تتآكل، فقرّرنا الإبقاء على ما تبقى منها.
منزل الأب والأم بلا أب وأم ليس بمنزل؛ البيوت بمن اعتدناها بهم. وهذا ما فعله «رتشارد يونق» في النهاية... باع منزل عائلته مبتورة الأطراف بعد تفككها، ليبقي على ذكرياته الحلوة ساكنة في عقله، وهذا هو الخيار العقلاني.
يُعرض اليوم في سينما فوكس السعودية فِلم «The Return»، من إخراج أوبرتو باسوليني، وبطولة رالف فاينس وجولييت بينوش. يُعيد الفِلم تقديم ملحمة «الأوديسة»، حيث يعود «أوديسيوس» إلى «إيثاكا» بعد عشرين عامًا لاستعادة عائلته وعرشه. عُرض الفِلم لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي.
كما يُعرض في اليوم نفسه في سينما فوكس السعودية فِلم الأنيميشن «Solo Leveling: ReAwakening»، المقتبس عن المانهوا الكورية الشهيرة. يحكي الفِلم قصة الصيّاد الأضعف، «سونق جين وو»، الذي يكتسب قدرة فريدة على رفع مستواه بعد مواجهة زنزانة غامضة، مما يغير مصيره في عالم يزخر بالوحوش والمغامرات.
من المتوقع أن يؤجّل عرض مسلسل «Harry Potter» المنتظر إلى أواخر عام 2026، أو أوائل عام 2027، وفقًا لتصريحات كيسي بلويز، الرئيس التنفيذي للمحتوى في «HBO». يُشار إلى أن العمل لا يزال في مراحله الأولى، مع احتمالية تصوير موسمين متتاليين لتقليل الفجوات الزمنية بينهما.
أطلقت استوديوهات سوني المشاهد الافتتاحية لأول ثماني دقائق من فِلم «KRAVEN THE HUNTER»، المقرر عرضه في صالات السينما بتاريخ 13 ديسمبر المقبل.
يستعد توم كروز لدور البطولة في فِلم الإثارة والرعب «Deeper»، بالتعاون مع المخرج دوج ليمان، الذي سبق وأخرج له أفلامًا ناجحة مثل «Edge of Tomorrow» و«American Made». تدور أحداث الفِلم حول رائد فضاء سابق يشرع في استكشاف فجوة بحرية غامضة، ليواجه قوة شريرة تهدد حياته.
حصل فلم «Nosferatu»، من إخراج روبرت إيقرز وبطولة بيل سكارسقارد وليلي روز ديب، على تقييم 95% من نقاد موقع «Rotten Tomatoes»، بعد اثنتين وأربعين مراجعة نقدية. من المقرر عرض الفِلم في صالات السينما يوم 25 ديسمبر المقبل.
فاصل ⏸️
اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من فِلم «Flight»، الصادر عام 2012، من إخراج روبرت زيميكيس، ومن بطولة دينزل واشنطن.
كابتن «ويب ويتاكر» طيار ماهر، ولكنه مدمن على الكحول والمخدرات، ويواجه تبعات أفعاله بعد أن اضطّر لهبوط طارئ بطائرته المعطلة، منقذًا حياة معظم الركاب بينما كان ثملًا.
في المشهد، يجلس «ويب» أمام مجلس سلامة النقل الوطني في جلسة استماع لتحديد المسؤول عن الحادثة. وتُقدّم المحققة «إلين بلوك» الأدلة القاطعة، بما في ذلك تقارير السموم، التي تثبت وجود مستويات عالية من الكحول في عينة دم تعود إلى أحد أعضاء الطاقم الجوي. تبدأ «بلوك» بطرح أسئلة تتطلب إجابات دقيقة من «ويب»، وهو بدوره كان يجيب بطريقة محسوبة، محاولًا حماية نفسه.
تأتي ذروة الاستجواب عندما تسأل «بلوك» «ويب» عن زميلته المضيفة «كاترينا ماركيز»، وحقيقة أنها التي شربت زجاجتي الفودكا الموجودتين في الحطام. تتمثّل المعضلة لدى «ويب» في أن «كاترينا» فقدت حياتها أثناء الحادث، وقد ضحت بنفسها من أجل إنقاذ أحد الركاب، فضلًا عن ارتباطهما بعلاقة جمعتهما خارج العمل، مما يضيف بُعدًا أخلاقيًّا ثقيلًا على السؤال.
على مر الفلم، وفي هذا المشهد، نجح دينزل واشنطن في تجسيد شخصية «الثمل الواعي» (Functioning Alcoholic)، عبر تفاصيل دقيقة في لغة الجسد ونبرة الصوت. فلم يعتمد على التمثيل النمطي للشخص الثمل، مثل التلعثم المبالغ، أو الترنح، بل أضاف لمسات بسيطة تُبرِز حالته بطريقة طبيعية مُقنعة. مثل نظراته المرهقة التي تتنقل بين صورة «كاترينا» والمحققة «بلوك» أمامه، وكأنه يبحث عن مهرب، واهتزاز شفتيه أثناء حديثه يعكس التوتر الناتج عن محاولته الحفاظ على هدوئه. وأما التلعثم الخفيف وغير المتكلف في كلامه فيُوحي بجهده المستمر للتحكم في نفسه.
بعض التفاصيل البسيطة، مثل شربه الماء، والعرق الظاهر على جبينه، تضيف لمسة من الواقعية تتبدَّى من خلالها حالته النفسية المجهدة. كذلك أضافت لحظات الصمت بين كلماته بعدًا آخر للتوتر، حيث استخدم واشنطن تعابير وجهه، وتردّد جسده، في نقل الصراع الداخلي بين رغبته في إنقاذ نفسه، وشعوره بالذنب تجاه «كاترينا» وتضحيتها.
بعد هذا الأداء المتيمز بالعمق والصدق الاستثنائيين، ترشح دينزل واشنطن عام 2013 لعدة جوائز عن أفضل ممثل، من ضمنها: جائزة الأوسكار وجوائز «BET» وجائزة القولدن قلوب، مُثبتًا مرةً أخرى براعته التمثيلية في تقديم الشخصيات المركبة.
فقرة حصريّة
اشترك الآن
أشار توم هانكس في إحدى مقابلاته إلى قراءته مقالًا عن شركة الشحن «فيديكس»، وكيف أن طائرات الشركة تعبر المحيط الهادئ ثلاث مرات يوميًّا محمّلة بالطرود. هذا التساؤل قاده إلى التفكير: ماذا لو سقطت إحدى هذه الطائرات؟ من هنا، وُلدت فكرة فِلم عن تحطم طائرة «بوينق 747»، ونجاة راكب وحيد منها، ليجد نفسه منعزلًا تمامًا على جزيرة مهجورة.
وبهذه المعلومة نستهل فقرة «دريت ولّا ما دريت» عن فِلم «Cast Away»، الصادر عام 2000. 🏐📦
بعد تصوير الأجزاء الأولى من الفِلم عام 1998، توقّف العمل مدة عام تقريبًا، ليتمكّن توم هانكس من فقدان اثنين وعشرين كيلوقرامًا من وزنه، والسماح لشعره ولحيته بالنمو، ليظهر بمظهر يعكس بواقعية حياة العزلة التي عاشتها الشخصية على الجزيرة. خلال فترة التوقّف، أخرج روبرت زيميكس فِلم «What Lies Beneath» مع طاقم التصوير نفسه، ليصدر الفِلمان معًا في عام 2000.
قام كاتب الفِلم ويليام برويلز بخطوة مبتكرة لتحضير النص، حيث عزل نفسه في جزيرة في خليج كاليفورنيا لمدة أسبوع. ومن خلال هذه التجربة، تعلّم تقنيات البقاء، مثل إشعال النار، وفتح جوز الهند. وانعكست هذه التجربة في شخصية «تشاك نولاند» التي أداها توم هانكس، مما أضفى واقعيةً على تفاصيل عزلته.
كُتبَت حوارات مخصّصة لشخصية الكرة الطائرة -«ويلسون»- أثناء تصوير الفِلم، لمساعدة توم هانكس على التفاعل بعفوية مع هذا العنصر الجامد، ولكنها حُذفَت من النسخة النهائية للفِلم، بهدف الحفاظ على واقعية القصة، وتجنب إدخال عناصر خيالية قد تُضعف تأثير العزلة الحقيقية للشخصية.
في البداية، ترددت شركة فيديكس بشأن تأثير الفِلم على صورة علامتها التجارية، حيث تخوّفت من إظهار الشركة في موقف سلبي بسبب تحطم الطائرة. لكنها لاحقًا دعمت الفكرة بعدما رأت كيف يمكن للفِلم أن يعكس مرونة موظفيها وقدرتهم على مواجهة الظروف الصعبة.
يُقال أن نجاح «Cast Away» كان مصدر الإلهام لفكرة مسلسل «Lost». حيث استوحى المنتجون الفكرة من تجربة «تشاك» في العزلة على جزيرة نائية، لكنهم أضافوا عناصر خيالية وغامضة جذبت الجمهور، قبل أن يتورطوا بتلك العناصر وينتهي بهم الحال إلى إضاعة القصة للأبد على تلك الجزيرة.
شاهدت فلم «Still: A Michael J. Fox Movie» الفائز بجائزة الإيمي لأفضل وثائقي على دفعتين: الأولى على شاشة الآيباد المشروخة وأنا مستلقية في فراشي عصرًا، والثانية بعد ثلاثة أيام على شاشة الآيفون المشروخة، مستلقية في فراشي ليلًا بعدما داهمني الأرق إثر نوبة سعال حادة، لم تنقطع نوباتها المفاجئة عني منذ إصابتي بالتهاب رئوي بداية العام.
مع ذلك، أفضِّل أن ينتابني السعال على أن أعيش اللحظة التي عاشها مايكل جي فوكس حين أفاق من نومه، في أواخر العشرينات من عمره، إثر الاهتزاز المفاجئ لخنصر يده اليمنى.
مع لحظة الاكتشاف هذه، يستهل الوثائقي سردية حياة مايكل جي فوكس، أحد ألمع نجوم الثمانينيات والتسعينيات في السينما والتلفاز. لحظة انقضاض مرض «باركنسون» في استهلال الوثائقي لا تعني أنها نقطة البداية في السرد، إذ سيعود مايكل إلى تاريخه منذ طفولته، والأحداث التي شكَّلت لديه سرعة البديهة الفكاهية، وسرعته الجسدية في الحركة والجري.
تعتمد السردية على مسارين: مسار المقابلة المباشرة مع مايكل جي فوكس في حالته الراهنة، مع فقرات من تمارينه الرياضية التي يخضع لها لكي يتمكن من السيطرة على جسده. والمسار الثاني يعتمد تصوير أحداث حياته الماضية بناءً على تجميع ذكي من لقطاته في الأفلام والمسلسلات، كأنما «نفسه الشابة في عز صحتها» تؤدي دور البطولة.
الوثائقي ليس من النوعية التي تستدر دموعك على مصاب مايكل جي فوكس، ربما لأنَّك إن لم تكن من جيل الثمانينيات وشاهدت أفلامه عن العودة إلى المستقبل في مراهقتك، فلن تفهم المفارقة المحزنة في إصابته بمرض باركنسون تحديدًا من بين كل الأمراض، (وعلى الأغلب ستفوتك رمزية تعليقه على رؤية اهتزاز إصبعه بأنها رسالة من المستقبل). وربما لن تحزن لأنَّ مايكل نفسه، في مستهل حواره في الوثائقي، سيحدد لك سردية قصته:
لن أرويها كما لو أنها قصة حزينة.
مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.