هل عندك سر مثل بيتر قريفين؟ 😁

هناك أفلام لا تُمَس وكأنها من المسلَّمات، ونقدك لها من الممكن أن يهز ثقة من يستمع إليك في مدى جودة ذوقك.

أفلام مبالغ في تقديرها؟ / تصميم: أحمد عيد
أفلام مبالغ في تقديرها؟ / تصميم: أحمد عيد

لا يفارق ذهني مشهد من مسلسل «فاميلي قاي»، عندما كانت الشخصيات على وشك الموت، ويكشف «بيتر» سرًّا لطالما احتفظ به ولم يصرح به من قبل، والسر: 

عدم إعجابه بفلم «العراب»!

وبالطبع كانت ردة فعل بقية الشخصيات عدائية.

فهناك أفلام لا تُمَس وكأنها من المسلَّمات، ونقدك لها من الممكن أن يهز ثقة من يستمع إليك في مدى جودة ذوقك.

ومن هنا انطلقت فكرة هذا العدد، عندما عبَّر محرر النشرة علي حمدون في حديثٍ عارض عن عدم إعجابه بفلم «فورست قمب». فأنا من محبي الفلم ولا أنكر هذا، لكن لدى علي وجهة نظر تستحق الاطلاع عليها. 😁

مع العلم أنَّ بعض الأفلام، مثل أفلام كوروساوا، «يظلمها» النظر إليها بعين الحاضر. فميزة هذه الأفلام أنها كانت ثورية في حينها، سواء في السرد أو في تقنيات التصوير، ناهيك عن ظروف اليابان في ذاك الوقت. ومن الظلم معاملة من يسير على الشوك بمن تُمهَّد له كل سبل الإنتاج والتطور حاليًّا. وهذا النوع من الأفلام، برأيي، نظرتنا لها تختلف.

لكن حاولنا نتحدى في هذا العدد تلك الأفلام التي توهَّجت في وقتها وأصبحت أعمالًا لا تُمَس، رغم أنَّ من الممكن المساس بها.

نايف العصيمي


فاصل ⏸️


فلم « Inception»
فلم « Inception»

  • نزل يوم الثلاثاء الماضي العرض الدعائي الرسمي لفلم «Gladiator II» المنتظر من إخراج ريدلي سكوت، والذي يضم في بطولته كل من بول ميسكال وبيدرو باسكال ودينزل واشنطن، وتجاوز العرض ثلاث دقائق. (والثلاث دقائق تكفي وزيادة حتى يبيّن تأثير غياب الأسطوري هانز زيمر. 🤨)

  • تعود النجمة الأوسكارية ميريل ستريب لتقديم شخصية «ميراندا بريستلي» في جزء ثانٍ من فلم «THE DEVIL WEARS PRADA». ويتناول الجزء الثاني محاولة استعادة ميراندا مسارها المهني المتدهور، مما يجعلها تتواجه مع «إميلي» -إيميلي بلانت- التي أصبحت مديرة تنفيذية بارزة في إحدى الشركات الفاخرة. (كأنها تشبه قصص تويتر السامجة عن انتقام الموظف من مديره! ☹️) 

  • صدر العرض الدعائي الأول لفيلم «F1» من بطولة براد بيت وإخراج جوزيف كوسينسكي مخرج فِلم «توب قن :مافريك». تدور أحداث الفلم حول سائق فورمولا 1 يعود من التقاعد للتنافس مع سائق أصغر سنًا ضمن الفريق نفسه. وسيُعرَض في صالات السينما بتاريخ 27 يونيو 2025. (عرفنا إنَّ هانز زيمر مؤلف الموسيقا التصويرية، فإما الفلم عظيم أو ينطبق عليه هذا الوصف! 🤣)

  • أعلن رئيس الهيئة العامة للترفيه، المستشار تركي آل الشيخ، عن خطط لإطلاق مشاريع فنية جديدة خلال العامين القادمين، بدعم من صندوق (Big Time) وهيئة الترفيه، بهدف تحسين جودة الإنتاج والوصول به إلى مستوى عالمي. وأحد الأفلام السعودية المعلن عنها سيكون الأضخم إنتاجيًا على المستوى العربي بميزانية تُقدّر بأربعين مليون دولار. (في انتظار عرضه الدعائي 🤩)


فلم «Mystic River»
فلم «Mystic River»

التمثيل فنٌّ غير متصل بالضرورة بفكرة المحاكاة، ولكنه يتصل بشكل كبير بمفهوم المقاربة، كأن تأخذ البرتقالة دور المندرينة، في حال انقرضت الأولى كفاكهة. 🍊🎭

ولكون ‏التمثيل في أصله زيفًا، ولا يمكن للزيف أن يقنعك تمامًا في أصالته، إلا أن الإقناع يحصل في عملية المقاربة التي أخذت عبر التاريخ بالتدرُّج من المسرح حيث المشاعر التي يعبِّر عنها الممثل موحَّدة، ومن أجلها يسخِّر كافة قدراته الجسدية والصوتية بحيث يتلقفها المشاهد دون أدنى صعوبة. لكن مع مجيء السينما زادت حدة التعقيد، وارتفع سقف التحدي، وأضافت السينما لكل شعور عشرات التعابير، في محاولة منها لعكس ردات فعل البشر الحقيقية والمتنوعة إزاء ما يواجهونه من حزن صادم أو حتى فرح عارم.

انطلاقًا من هذه المقدمة حول التمايز بين الأداء المسرحي والسينمائي، نقول أكشن في هذا المشهد من فلم «Mystic River» والذي بسببه فاز الممثل شون بن بالأوسكار...مع وجود منافس آخر كان يستحقها بجدارة أكبر.

تبدأ في هذا المشهد ذروة أحداث الفلم. يتولى المحقق «شون ديفين» التحقيق في مسرح الجريمة بعد اكتشاف جثة ابنة صديقه جيمي ماركوم -الذي يلعب دوره شون بن- مقتولةً داخل حفرة بالقرب من الحي. وتؤثر هذه الحادثة بشكل كبير في حياة الشخصيات الرئيسة في الفلم، وتشكِّل جزءًا أساسيًا من الحبكة الدرامية والتطورات التي تليها. 

وفي أثناء أداء المحققين عملهم الروتيني يداهم الأب مسرح الجريمة في محاولة منه للتأكد من حقيقة قتل ابنته، وفي هذا المشهد تحديدًا يبرز الأداء المسرحي البكائي والصارخ تعبيرًا عن مشاعر الفاجعة والفقد كما يُظَن أنه شائع في واقع الحياة، إلى الحد الذي طلب فيه الممثل شون بن وجود اسطوانة أكسجين في موقع التصوير في حال انقطعت أنفاسه.

خطف شون بن بسبب هذا الأداء أوسكار أفضل ممثل، حارمًا منافسه بيل موري التتويج الذي كان يستحقه بعد الأداء المبهر الذي قدمه في فلم «Lost In Translation». فعلى خلاف الأداء الصارخ والعاطفي المباشر لشون بن، جسَّد بيل موري التعقيدات التي تتسبب بها الصدامات الثقافية، وتجليات انعكاس أزمة منتصف العمر، من خلال تفاصيل تعامله الاعتيادي مع الناس واللباس، بل حتى في تفاصيل لغة الجسد الراكدة التي تبحث عن محفِّز لها، دون أي مبالغة مسرحية بادّعاء الوصول إلى الواقعية. 

لهذا نسخط أحيانًا من اختيار الأكاديمية، التي يروق لها الأداء المسرحي المنتمي إلى مسرح برودواي ومسارح «وست إند» في لندن. وهذا لا يعني أنَّ أداء شون بن كان سيئًا بل كان جميلًا، لكن ببساطة لا يجسد فن السينما... وأكيد ما يستاهل الأوسكار. 


توصيتنا اليوم «عكس عكاس» 🙃 يعني بدل ما نحاول نقنعك تشاهد فلم ونمدح لك في محاسنه، نحاول اليوم نقنعك إنك ما تشاهد فلم رغم كل المديح اللي انهال عليه من ثلاثين سنة والأوسكارات الست اللي فاز فيها، من بينها أوسكار أفضل فلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل! (نعترف مهمتنا صعبة شوي 😬)

فلمنا اليوم هو «فورست قمب» (Forrest Gump)، ويروي قصة رجل بسيط اسمه «فورست قمب»، يعيش حياة مليئة بالأحداث البارزة في التاريخ الأمريكي، ويحقق نجاحات كبيرة أسطوريّة رغم تحدياته الذهنيَّة. 

تخيَّل البطل فورست، الذي أدى دوره توم هانكس، يصارع وعثاء حرب فيتنام وينال وسام الشرف، ويعشق حبيبة طفولته فائقة الجمال والمنتمية للحركة الهيبية الرافضة للحرب، ويقابل رؤساء أمريكا واحد ورا الثاني، ويروح الصين في عز الحرب الباردة، ويصير بطل العالم في لعبة البينق بونق، وأحد أوائل المستثمرين في «أبل»، وصاحب سلسلة مطاعم شهيرة للأكلات البحرية، ويتمتع بالصحة اللي تخليه يقطع أمريكا هرولة من المحيط إلى المحيط في دعاية عظيمة لأحذية «نايك» ويلهم شعارها «Just do it».

كل هذا وأكثر، بقوة «سوبر هيرو» تتناقض مع معدل ذكائه اللي يبلغ 75، اللي هو أقل بخمس درجات من أدنى درجة قبول في المدرسة الابتدائية! 😳

يُعقَل أنَّ كل هذا يحصل لشخص محدود الذكاء، وعانى في أثناء طفولته من مشاكل صحية واجتماعية؟

ممكن يخطر لك الحين تقول لي إنَّ شخصية «بيلا باكستر» من فيلم «Poor Things» عانت تحديات ذهنيَّة وأيضًا حققت نجاحات لا تتفق مع وضعها. هنا أقول لك إنَّ «بيلا باكستر» شخصية خيالية تمامًا وفي عالم متخيَّل تمامًا، على عكس «فورست» اللي يُقال إنه شخصية حقيقية لكن قدموها في سياق خيالي، في حبكة يحضر فيها الحظ كما لو كان دعوة أم أو اصطفاء خارق. 

فالفكرة هنا أنَّ صنّاع الفلم قرروا التعامل مع أعقد قضايا أمريكا وإنجازاتها ومساوئها بكل سطحيَّة وبحبكة متدنية الذكاء، ومبرر هذي الحبكة أنَّ البطل بسيط فكريًّا ويتعامل بعفوية مع معضلات الحياة من أصغرها إلى أكبرها. 

زين، تسألني ليه كل هذا المديح وكل هذه الجوائز طالما الفلم بنظرك لا يستحق المشاهدة؟!

السبب يعود إلى أنَّ أفلام التسعينيات غلب عليها طابع الحِكَم والوعظيات اللي تترسخ في ذهن المتلقي كالوشم الدهري متى شاهدها، وأيضًا يستقبلها الجمهور المقدِّر والممتن لإنسانيَّة البطل. بالضبط مثل حكمة أم فورست -واللي انضمت إلى قاموس الاقتباسات العالمية البشرية- يوم قالت: «الدنيا علبة شوكولاتة وما تدري إيش اللي بتحصله منها». 🤷🏻‍♂️🪶

يمكن قسونا شوي على «فورست قمب» و«بيلا باكستر»، وحتى على «فضة قلبها أبيض» اللي كانت ستحظى باهتمام مبالغ فيه وتفوز بجائزة لو كان عملها هوليوودي، لأنَّ هوليوود تبالغ في تقدير الأعمال اللي تشتغل على حبكة التأثير الدرامي العاطفي، بالضبط مثل ما قال جاي بارتشيل في فلم «This Is The End».

وآخر شي: الفلم ساعتين ونص، ليه تضيع وقتك عليه إذا تقدر تشاهد الحلقة الرابعة من الموسم الثاني من «هاوس أوف دراقونز». 🤩🐉


فلم «Shawshank Redemption»
فلم «Shawshank Redemption»

أحيانًا ينصفك التلفزيون بعد ما ظلمتك السينما، وتنصرك شركة الإنتاج بعد فداحة خسائر شباك التذاكر من خلال إصدار 320 ألف نسخة من الفلم للتأجير، وذلك لإيمانها في قوة تأثير الفلم على المشاهدين ولو بعد حين.

وهذا اللي حصل مع عدة أفلام نجحت في تكوين قاعدة من الجمهور والنقاد اللي قدَّس تجربة مشاهدتها تلفزيونيًّا على مر السنوات، ومن ضمنها فلم «Shawshank Redemption» الأكثر تقييمًا عبر التاريخ والمتصدر قائمة أفضل 250 فلم على منصة «آي إم دي بي» واللي (خلينا نعترف) كثير منّا بالغ في عشق نهايته السعيدة. 

وهذي أول معلومة نشاركك إياها اليوم في دريت والا ما دريت. 😎

  • المخرج فرانك دارابونت كان يشاهد فلم «Goodfellas» كل يوم أحد أثناء تصوير فلمه «Shawshank Redemption» ليستلهم منه طريقة استخدام السرد الصوتي وعرض مرور الزمن.

  • استغرق تصوير مشهد المحادثة الأولى بين «آندي» و«ريد» في ساحة السجن تسع ساعات كاملة، وفي المشهد كان «ريد» يرمي كرة البيسبول. وطوال التسع ساعات ظل مورقان فريمان يلقي الكرة دون أن يبدي أي شكوى. وفي اليوم التالي حضر إلى العمل وذراعه اليسرى ملفوفة في رباط ضاغط.

  • في الرواية الأصلية، «ريد» رجل إيرلندي أبيض في منتصف العمر بشعر أحمر يميل إلى الشيب. فتضمنت الخيارات الأولى لأداء الدور كلينت إيستوود وهاريسون فورد وبول نيومان وجين هاكمان وروبرت ريدفورد وروبرت دوفال. مع ذلك، ظل فرانك دارابونت يرى مورقان فريمان الأنسب لهذا الدور، بسبب حضوره القوي وسلوكه المميز وصوته العميق. ومن باب الدعابة، أبقى المخرج على رد «ريد» على استفسار آندي عن لقبه: «ربما لأنني إيرلندي.» 

  • للتحضير لدوره كآندي دوفريسن، قضى تيم روبينز بالفعل بعض الوقت في الحبس الانفرادي. وطلب أن يُحبَس في الزنزانة الانفرادية لبعض الوقت ليشعر بتجربتها، رغم علمه بأن تجربته لن تكون مماثلة تمامًا لتجربة الشخصية لأنها كانت طوعية.

  • يرى ستيفن كينق أن هذا الفلم من بين أفضل الأعمال التي جرى اقتباسها من رواياته، وهذا الرأي يشاركه فيه مورقان فريمان الذي اختاره كفلمه المفضل بعيدًا عن كونه يمثل فيه. 

  • الصور الفوتوغرافية لـ«ريد» الشاب المرفقة بأوراق الإفراج المشروط هي في الواقع صور لابن مورقان فريمان الأصغر، ألفونسو فريمان. كما ظهر ألفونسو في الفلم في مشهد قصير حيث كان ينادي: «سمك طازج! سمك طازج صيد اليوم! نحن نصطادهم!». وبعد عام ظهر ألفونسو في دور فنّي بصمات في فلم مورقان فريمان التالي «Seven».

  • إجمالي الإيرادات الأولية للفلم البالغ 18 مليون دولار لم يكن كافيًا لتغطية تكاليف إنتاجه. حقق الفيلم 10 مليون دولار إضافية بعد ترشيحه لجوائز الأوسكار، لكن ظل الفلم فاشل في شباك التذاكر. ويقول مورقان فريمان إنَّ اسم الفلم الصعب كان سببًا رئيسيًا في الفشل، لأنَّ في تلك الفترة (حين لم يكن هناك إنترنت) كان النقل الشفوي يلعب الدور الأكبر في نجاح أي فلم.

  • أحب المنتج روب راينر سيناريو فرانك دارابونت إلى درجة عرضه 2.5 مليون دولار مقابل حقوق السيناريو ليتمكن من إخراج الفلم. وكان راينر يرغب في أن يلعب هاريسون فورد دور «ريد» وتوم كروز دور «آندي». نظر دارابونت بجدية في عرض راينر، ولكنه في النهاية قرر أن هذه كانت «فرصته لفعل شيء عظيم حقًّا» من خلال إخراج الفلم بنفسه، حتى أنه قبل تخفيض راتبه للسماح له بالإخراج.

  • جرى النظر في جيف بريدجز وتوم هانكس وكيفن كوستنر وتوم كروز وماثيو برودريك ونيكولاس كيدج (تصوَّر للحظة كيدج في هالدور!) وجوني ديب وتشارلي شين لدور آندي دوفريسن. ورفض هانكس الدور لأنه كان ملتزم بفلم «فورست قمب» اللي عقرنا فيه بالتوصية. 😜


ميم النشرة

النشرة السينمائية
النشرة السينمائية
منثمانيةثمانية

مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.

+150 متابع في آخر 7 أيام