كيف يربط دماغك بين الغياب والرقم صفر؟ 🧠0️⃣

زائد: هل ستدفع مقابل سيلفي مع كوكب الأرض؟

ما رأيك بسيلفي مع كوكب الأرض؟

إذا بدت لك الفكرة تافهة، وغير معقولة، وغير قابلة للتطبيق، فأنت محق في الافتراضين الأولين، لكنك مخطئ تمامًا في الثالث!

ففي يناير 2025، سيطلق اليوتيوبر مارك روبر قمرًا اصطناعيًّا بالتعاون مع قوقل و«سبايس إكس». وإذا أردت التقاط سيلفي مع كوكب الأرض، حمِّل صورتك على الموقع (spaceselfie.com)، وسيبلغك البرنامج أيضًا بتوقيت توجُّه القمر الاصطناعي نحو مدينتك، ويُطلَب منك مغادرة بيتك أو مكتبك لالتقاط صورة الأرض وأنت فيها (بالطبع لن تكون ظاهرًا في لقطة الأرض!). 

الآن نصل إلى الافتراض الرابع: هل ستبلغ بنا التفاهة إلى دفع المال لالتقاط هذا السيلفي؟ 🤷🏻‍♀️


الرقم صفر / Imran Creative
الرقم صفر / Imran Creative

كيف يربط دماغك بين الغياب والرقم صفر؟

إيمان أسعد

هل خطر على بالك كيف نبرمج الروبوت الآلي على تمييز القمامة عديمة القيمة؟

هل كل شيء مرمي على الأرض قمامة؟ هل كل شيء تالف قمامة؟ هل علبة الصودا نصف المملوءة على الطاولة قمامة، أم لا بد من انتظار وقتٍ معين يمر عليها لكي يصنفها الروبوت قمامة؟

هذه التساؤلات هي ذاتها التي واجهتها شخصية «ماسا» مبرمج الروبوتات الذكية الياباني في مسلسل «سني» (Sunny) في محاولاته برمجة روبوته الأول، في حلقة عنوانها «قمامة أو ليست قمامة». طيلة الحلقة، ينكب «ماسا» على تعديل «تصنيف القمامة» في خوارزمية الذكاء الاصطناعي، ويحدِّث الأنماط كلما اكتشف خطأً ارتكبه الروبوت في التصنيف.

سرعان ما تعلَّم الروبوت المهمة، إلى أن يصل إلى امتحانه الأخير: هل يرمي ورقة بالية لا فائدة وظيفية لها، رسم عليها «ماسا» حين كان طفلًا، في القمامة؟ لا، لم يصنفها قمامة. لماذا؟  لأنه استكشف نمطًا جديدًا في تصنيف قيمة الأشياء لدى البشر: الحزن، والحزن، كما قال الروبوت، يضفي على الشيء قيمة رقمية حقيقية.

الحزن الذي رآه الروبوت على وجه «ماسا» ما أن حمل بملقطه الآلي الرسمة، وبناءً عليه أخرج الورقة من تصنيف القمامة، نابعٌ من الفقد الذي عاشه «ماسا» بغياب الأب عن حياته. في هذه اللقطة، إذا حركنا المنظار من خوارزمية فهم قيمة الأشياء لدى الروبوت، إلى خوارزمية فهم قيمة الأشياء لدى «ماسا»، قد نتساءل:

كيف للدماغ البشري أن يتفاعل مع الغياب، كيف يفهم القيمة صفر؟ لماذا نحزن على إنسانٍ غائب ما كان له وجود في أيامنا؟ أو نحزن على شيءٍ فقدناه، وما عاد له حيّزٌ ملموس في حياتنا؟

في مقال «كيف يحاول الدماغ البشري استيعاب غرابة الصفر» (How the Brain Contends with the Strangeness of Zero) في المجلة العلمية «كوانتا»، تستعرض الكاتبة ياسمين سابلاكاقلو هذه الإشكالية:

«ليس سهلًا على الدماغ استيعاب مفهوم الصفر. فالأطفال يستغرقون وقتًا أطول في إدراك الرقم صفر مقارنةً ببقية الأرقام، ويستغرق الكبار وقتًا أطول في قراءته مقارنةً ببقية الأرقام. هذه الصعوبة متأتية من احتياج الدماغ إلى اختراع قيمة من لا شيء، إذ لا بدَّ أن يتعرَّف إلى الغياب (أي إلى انعدام القيمة) على أنه قيمة رياضيَّة في حد ذاته، ويتعامل مع هذا التناقض المنطقي.»

هذه العلاقة بين الصفر والغياب انطلقت منها أول دراسة من نوعها تستكشف التفاعل الدماغي العصبي مع الرقم الصفر، والمنشورة في 19 أغسطس 2024 بعنوان «التمثُّل الرمزي وغير الرمزي للرقم صفر في خلايا الدماغ البشري العصبية» (Symbolic and non-symbolic representation of numerical zero in the human brain) مؤلف الدراسة والباحث في الوعي الإنساني، بينجاي بارنيت، كان مهتمًّا بالبحث في موضوع الغياب قبل اهتمامه بالصفر. إذ يرى أنَّ «الأبحاث العلمية تجاهلت إلى حدٍّ بعيد استكشاف تفاعلنا البشري مع الأشياء الغائبة.» 

تعتمد الدراسة على تجربة خضع لها أربعةٌ وعشرون مشاركًا، تُعرَض فيها أمامهم مجموعتان من المربعات. يتضمن كل مربع عددًا من النقاط وأحدها لا يتضمن أي نقطة، ويقتضي التمرين الوصل بين المربعات ذات العدد المماثل من النقاط. وفي أثناء هذا التمرين يخضع المشارك إلى التصوير المغناطيسي للدماغ لتسجيل كهربة الخلايا العصبية.  

سجَّلت التجربة تكهرب الخلايا العصبية لدى تفاعلها مع عدِّ المشاركين النقاط في كل مربع، لكن المفاجأة التي سجلتها التجربة هي تكهرب الخلايا العصبية أيضًا لدى تفاعلها مع الرقم صفر (أي مع المربعات الفارغة). هذا الاكتشاف مهم للغاية لأنه يدحض الاعتقاد السائد بأنَّ تفاعل الدماغ مع الصفر يتمثَّل في سكون الخلايا العصبية وعدم كهربتها. التكهرب يعني أنَّ الدماغ أعطى قيمة رقمية لغياب النقاط عن المربع، وأنه يتعامل مع الصفر كما يتعامل مع الأرقام الأخرى، بصفته قيمة رياضية، وأيضًا بصفته قيمة كميَّة لها وجود مادي.

هذه النتيجة هي الخطوة الأولى لدى بارنت، ولدى العلماء، في استكشاف تفاعل دماغنا ووعينا مع الغياب. وقد تكون خطوتك الأولى في فهم حزنك إثر غياب أحدهم، مع «الصفر» الذي يتركونه من خلفهم. 

وأيضًا، تثبت هذه الخطوة العلمية ما عرفه الشعراء دومًا منذ بداية البشرية: الغائب حاضرٌ في غيابه أكثر من حضوره.


صفا للاستثمار:

كيف تتخيّل بيت العمر؟ 💭

مسكن متكامل ومريح، موقعه قريب من كل شي، وفيه كل شي 🏡✨

موقفك الخاص، مصلى، مقهى،بقالة، صالة رياضية، وترفيهية!

هذي هي تجربة السكن في صفا 🔗

التجربة اللي تسبق الحاضر وتنبض بالحياة 🖼️🥁


شبَّاك منوِّر 🖼️

لدى تأمل إبداعات البشرية، لا يمكننا إلا الوقوف أمام جمال السجاجيد الشرقية. وقد تظنها فنَّا محصورًا في تقليديته. ولكن لدى الفنان الأذربيجاني فائق أحمد، تكسر السجاجيد تقليديتها دون المسّ بأصالتها. 👨🏻‍🎨🌞

  • تخرَّج فائق من كلية النحت في أكاديمية أذربيجان الحكومية للفنون الجميلة، ولم تمر بضعة سنوات حتى وجد جمهوره، فشارك في بينالي البندقية بعد ثلاث سنوات فقط من تخرجه. في أثناء دراسته النقوش الصخرية القديمة، اكتشف فائق حبه لما ابتكره الإنسان على مر العصور. ولكن رؤيته للسجاد في كل زوايا المنزل وجدرانه، منذ طفولته، كانت أولى لحظات ارتباطه بالسجاد الشرقي. 👦🏻 📜

  • قرر فائق أنه ليس بحاجة إلى اختراع فن جديد ليصنع فارقًا أو يؤثر بالجمهور. اكتفى بتسخير ارتباط الناس عاطفيًّا، من مختلف الفئات الاجتماعية، بالسجاجيد، وجَعَلَها وسيطه الفني الأساسي. يعيد فائق تشكيل السجاد ويخرجه عن شكله التقليدي، إما بتحوير الألوان أو إضفاء أجزاء وأشكال مستكشفًا الأبعاد النحتية، ليخرج السجاد من حدوده المعتادة، وتُطمَس الحدود بين اللوحة والمنسوج. 🪡 🖼️

  • يتناول «فائق» مواضيع متعددة في أعماله، بعضها مستوحى من صراعاته الداخلية، وبعضها تأملات وانتقادات لمجتمعه. ففي عمله «Liquid» تبدأ السجادة بشكلها التقليدي، ثم تمتد الخيوط وكأنها تسيل على الأرض في إشارة إلى التغير المستمر للمجتمعات وسيولة الاعتقادات وتلاشي الثبات أو المرجعيات الأيدولوجية والدينية. 🫠⏳

  • أما عمل «Fuel» فيعكس إمكانيات ثروتين مهمتين في بلاده، النفط والسجاد، بطريقة ذكية؛ حيث حاك الصوف الأسود وجعله يتداخل بألوان السجاد. في «DNA» يحاول فائق صنع رابطة بين الأجيال من العصور القديمة وحتى الآن، من خلال وسيط ثقافي تقاطع معهم على هيئة خيوط السجاد.🧵🛢️

  • لكثرة أعماله سأختار بضعة أعمال مفضلة، أولها «Invert» حيث تندمج ألوان ساطعة وغير معتادة بألوان السجاد الكلاسيكية، كأنها تشير إلى اندماج الثقافات والأجيال في نسيج واحد يجمع حبهم لفن عريق. وعمل «Epiphany» الذي يرمز للتفكك والصراعات داخل الفرد والمجتمع، وقد ينعكس أيضًا على التوتر والتنازع بين التقليدي والحديث. أما عمل «Out» فلامسني لبساطته وذكائه، وكأنَّ كل شيء بوسعه التمرد والخروج عن المألوف، حتى الخيوط عندما لا تجد لها متسعًا كافيًا داخل الحدود المفروضة للسجاد. 💫🌬️

🧶 إعداد

شهد راشد


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+390 متابع في آخر 7 أيام