لماذا تمرض في أول يوم إجازة من عملك! 🤒

العلاقة وثيقة بين التوتر والإجهاد والأمراض، نفسية كانت أم جسدية.

عاد أرشيف الإنترنت للحياة بعد اختراق الهاكر الذي سبَّب انهياره واختفاء 916 مليار صفحة ويب محفوظة عليه، لكنها عودة منقوصة. فالأرشيف متاح حاليًّا للقراءة فقط، ولا تستطيع تحميل صفحة ويب جديدة عليه بغية الحفاظ عليها من الاندثار! 

طبعًا نتوقّع من هذا الحدث أن يهزنا ويدفعنا إلى طباعة بياناتنا وصورنا وملفاتنا المهمة المحفوظة في الإنترنت على طول، لكن على قدر أهمية تلك البيانات، الصراحة ما لنا خلق. 🤷🏻‍♀️


المرض في الإجازة / Imran Creative
المرض في الإجازة / Imran Creative

لماذا تمرض في أول يوم إجازة من عملك!

شهد راشد

منذ بداية السنة وأنت تعمل بجهد على عدة مشاريع، وربما تكمل مهامك في عطلة نهاية الأسبوع، وبعد مضي عدة أشهر تقرر أن الوقت قد حان لإجازة تفصل فيها نفسك عن العمل ومشاغله لتستمتع بالفراغ والراحة أو السفر والمغامرة. وفجأة في أول يوم من إجازتك تشعر بآلام في حلقك، ثم تتراكم الأعراض فيبدأ الصداع والحمى. وهكذا تجد نفسك طريح الفراش وقد انهارت خططك كلها.

هل يبدو تسلسل الأحداث هذا مألوفًا؟ 

لسنوات طويلة وأنا أعيش هذه الحالة: أمرض بعد الاختبارات النهائية، أو عند أخذ إجازة منتظرة من العمل. لم أنتبه إلى هذا الارتباط، إلى أن قررت الأسبوع الماضي أخذ إجازة قصيرة جدًا، ووجدتني عاجزة عن الحركة لأربعة أيام! هنا بدأت أتساءل: هل يمر غيري بهذه التجربة الغريبة؟

بعد بحث سريع، اتضح أنها ظاهرة منتشرة ولها عدة مسميات، فالبعض يسميها «مرض الفراغ» والبعض يدعوها «The Let Down Effect». ولكن لماذا نمرض فور إعطاء أنفسنا الإذن لنرتاح؟ يكمن السر في هرموناتنا، والتي كلما قرأتُ عنها دهشت أكثر وترسَّخ اعتقادي بأنها تدير أجسادنا بدقة وصرامة، وأي اختلال في توازنها سندفع ثمنه عاجلًا أم آجلًا. 

فأنا اعتقدت لوقت طويل أن الجسد منفصل عن الشعور، ولكن ثبت مرارًا أن العلاقة وثيقة بين التوتر والإجهاد والأمراض، نفسية كانت أم جسدية. والمثير للاهتمام أن الإجهاد المؤدي للمرض لا يقتصر على الإجهاد السلبي مثل الضغوط المادية أو المهنية، بل قد يكون إجهادًا إيجابيًا مثل التحضير لمناسبة كبرى.

إلا أن المعادلة ليست سهلة. فالتأثر يختلف من فرد لآخر حسب جيناته، وأساليب تأقلمه، ومدى حصوله على الدعم وغير ذلك. وعندما يتعلق الأمر بالإجهاد والتوتر فإن القليل منه على فترات قد يكون مفيدًا في تعزيز الجهاز المناعي وتجهيزه للتعامل مع التحديات المقبلة كالإصابات والعدوى.

ولكن، عندما نتعرض للتوتر المزمن الذي يمتد ستة أشهر فأكثر، ويتنوع هذا الإجهاد بين الصعوبات المالية والصحية والمهنية، وحتى ما لا نعدّه توترًا مثل القيادة في الازدحام اليومي، سيختلف الوضع تمامًا. فالإجهاد المزمن يعيق قدرة الجسد على بدء استجابة مناعية سريعة وفعالة مما يثبّط المناعة عمومًا، فيكون الجهاز المناعي ضعيفًا وأقل كفاءة في محاربة الأمراض. وهنا يأتي دور الهرمونات؛ فالإنتاج المفرط والمزمن للكورتيزول والأدرينالين قد يؤدي إلى تعطيل الوظيفة المناعية، بينما إفرازه بتوازن يدعم المناعة!

يشرح الدكتور سهيل حسين الأمر ببساطة فيقول: «عندما يعتاد الجسم على العمل بمستويات عالية من هرمونات التوتر -وهي الكورتيزول والأدرينالين- ثم تنخفض فجأة، يضعف جهاز المناعة ونصبح عرضة للعدوى البسيطة. تخيَّل شريطًا مطاطيًّا مشدودًا دائمًا، ماذا يحدث عندما تتركه؟» 

يمكننا تفادي انفلات الشريط المطاطي فجأة، وذلك بالالتفات إلى أنفسنا والاستماع إلى أجسادنا، قبل أن نتخذ إجراءات تأديبية شديدة تجبرنا على التوقف قليلًا للراحة أو الاستمتاع. وأظن أننا لو تركنا الأمر يتكرر بكثرة، فلن تكتفي أجسادنا بالزكام والحمى، وستشن هجومًا أعنف. 

بعد قراءة مجموعة من الأبحاث التي عدَّدت الأمراض التي قد يتسبب بها التوتر والإجهاد المزمن (وهي كثيرة)، أظنني سأجبر نفسي على الراحة من الآن. وكما يقول ابن المقفع: «اعلم أن ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجاتك وإن دأبت فيهما، وأنه ليس لك إلى أدائهما سبيلٌ مع حاجة جسدك إلى نصيبه منهما، فأحسن قسمتهما بين دَعَتِك وعملك.»


فاصل ⏸️


شبَّاك منوِّر 🖼️

تتنوَّع المدارس الفنية وأهدافها وأساليبها، إلا أننا دومًا نتَّصِل بالعمل الذي يلامس تجربة أو حالة أو شعور مررنا به ولم نعرف كيف نعبر عنه. وهذا ما رأيته عند مشاهدة ردود أفعال الناس على أعمال الفنانة البحرينية زينب السباع.🧵

  • تميل زينب للفن المفاهيمي، القائم بشكل أساسي على الفكرة وقوّتها وارتباطها بالمتلقي، والتركيز عليها كأهم عنصر في العمل الفني، مع استخدام أقل المواد وأبسطها دون حدود كثيرة لشكل العمل كيلا تلفت الأنظار بعيدًا عن الفكرة. 🖼️💡

  • تهيمن الكلمات والعبارات على أعمال زينب الفنية، فهي تكتبها أو تحيكها أو تنقّطها أو تحرقها على مختلف المواد، كما يلاحظ أنها تكتفي باللونين الأبيض والأسود في كثير من أعمالها. تصف زينب اللونين في أحد اللقاءات أنهما: «ألوان حيادية المعنى والشعور، تساعدني دومًا على التركيز في الفكرة أكثر من أي عنصر جمالي آخر». 🎨✌🏻

  • تستعين زينب كذلك بالإبرة والخيوط في صناعة أعمال متكاملة مبهرة، مثل عمل «ALRIGHT». ولا تقف عند ذلك، بل تسخِّر المواد الطبيعية كالتراب لإيصال فكرة نتجاهلها كثيرًا، مثل عمل «إنما أنتَ أيام». 🪡📝

  • تعرفت على زينب من خلال عمل انتشر كثيرًا على وسائل التواصل بعنوان «?To escape» حيث حاكت عبارة مقتبسة من غادة السمّان على لوحة ثم أكملتها على قميصها وربطت نفسها باللوحة بخيوط طويلة تعبّر عن عجزنا عن الهرب مما في داخلنا. استغرقني هذا العمل طويلًا لأنه على بساطته، نقل ما أشعر به ومكّنني من تأمله مجسَّدًا أمامي، واستوعبت أن الهرب خدعة أكذب بها على نفسي. ومع أنه إدراكٌ بديهي إلا أن رؤيته كانت تذكيرًا وتوكيدًا، وكأنه إدراك متجدد. 🧶🏃🏻‍♂️ 

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+530 متابع في آخر 7 أيام