عالق بين رعاية أبويك وأطفالك في الوقت نفسه؟ 🤷♂️
زائد: هل يخضع محتوى تك توك للملكية الفكرية؟
إذا اكتشفت بالصدفة حسابًا في التواصل الاجتماعي يستنسخ كل منشور من منشوراتك الناجحة ويعيد صنعها على حسابه، يقلدك في كل حركة، ويعيد كلامك كلمة كلمة، ويعرض المنتجات نفسها، ويلتقط صور سلفي بالفلتر نفسه وبزاوية الإضاءة نفسها، هل يحق لك رفع قضية بتهمة التعدي على حقوق الملكية الفكرية؟
هذا ما ستكشفه الأيام لنا، مع أول قضية من نوعها تُرفَع في المحاكم الأمريكية من صانعة محتوى «تسوُّق من أمازون» على تك توك وإنستقرام، مقهورة من صانعة محتوى «تسوُّق من أمازون» أخرى في تك توك وإنستقرام تقلدها في كل شيء، وتحقق أرباحًا عالية (وتضيِّق على الأصلية في رزقها).
تتضمن صحيفة الدعوى عدة اتهامات أهمها:
التعدِّي على حقوق الملكية الفكرية.
الإضرار بشبكة علاقات صانعة المحتوى التجارية مع أمازون. (أمازون تبعث بصناديق يومية لصنّاع محتوى التسوق للإعلان عنها.)
استلاب السمات الشخصية لصانعة المحتوى والتشبُّه بها، مما يسهّل عليها سرقة المتابعين الذي تعبت الأصلية على جمعهم.
المتضرر الأكبر من إثبات وجود ملكية فكرية لـ«قالب المحتوى» هي منصات تك توك وإنستقرام ويوتيوب؛ كلها قائمة على التقليد الأعمى الذي هو جوهر «الترند»، والأساس الذي تعمل عليه الخوارزميات. 🤷🏻♀️
عالق بين رعاية أبويك وأطفالك في الوقت نفسه؟
كنت في طفولتي مغرمًا بقصص جدتي التي كانت تعيش معنا في المنزل نفسه. كنت أصغر الأطفال سنًّا، وأبعدهم زمنًا عن أصول العائلة في الريف، ولذا كنت أكثرهم دهشة تجاه تلك القصص الفلكلورية. إلا أن أجمل ما أتذكره عن جدتي كيف اعتادت أن تتلقى رعاية أمي لها بالكثير من الدعوات الصادقة، ثم همسها وحيدة بحكمة: «مَكبرك مَصغرك»، وهو مثلٌ شعبي مصري معناه ببساطة أنك كلما كبرت في السن تحتاج إلى الرعاية كأنك طفل صغير.
انتمى والدي حينذاك إلى «جيل الكلوب ساندوتش» (club sandwich generation) دون أن يعرف معنى هذا المصطلح الذي يطلقه علماء السكَّان على أولئك الذين يعتنون بأطفالهم وأقاربهم المسنين في الوقت ذاته.
واليوم، بات الكثير من أبناء هذا الجيل ينتمي إلى هذا المصطلح. ويرجع السبب الأساسي إلى ارتفاع تلك الظاهرة إلى ارتفاع متوسط الأعمار، إضافةً إلى تأخر الشباب في الاستقلال المادي وتكوين الأسرة. وبطبيعة الحال ينتج عن هذه الرعاية المزدوجة أعباء مالية ومعنوية واضحة يعانيها الجيل الذي يلتزم بها، خاصة مع توضيح بعض الدراسات أن الأجيال الحالية من كبار السن يعيشون عمرًا أطول، لكنهم أشد عرضة للإصابة بالأمراض.
تؤثر تلك الأعباء في المسار المهني لهذا الجيل. ففي عام 2021، وجد استطلاع أجراه معهد «روزالين كارتر» لمقدمي الرعاية أن 73% من الموظفين الذين يتحملون مسؤوليات رعاية الآخرين اضطروا إلى ترك الوظيفة مبكرًا أو بشكل غير متوقع، و70% اضطروا إلى الاعتذار عن العمل ليوم واحد، و68% قرروا عدم تحمل مسؤوليات أو مشاريع إضافية.
هذا ما دفع شركة قوقل مثلًا إلى تحديث سياسة الإجازات المدفوعة الأجر لديها بحيث تناسب جيل «الكلوب ساندويتش» والذي يمثل أكثر من 40% من الموظفين.
وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس فإن أمهات هذا الجيل يشعرن بتوتر أكبر مقارنةً بالرجال، ولا ترى عالمة النفس كاثرين نوردال في هذا أمرًا مستغربًا. حيث تؤكد أن القلق بشأن صحة الوالدين، والمسؤولية المباشرة عن تربية الأطفال، فضلاً عن القلق المالي بالطبع، كلها أمور يصعب التعامل معها. ويتفق هذا مع ما طرحه ديفيد جو هارت في كتابه «معضلة الرعاية» (The Care Dilemma)، حيث أوضح أن النساء يتحملن مشاق الالتزامات الأسرية بشكل أكبر من الرجال، حيث يُنظَر تقليديًّا إلى المرأة على أنها المسؤولة الأولى عن الرعاية.
ولا يختلف الأمر في منطقتنا العربية. فوفقًا للبوابة العربية للتنمية فقد ارتفع متوسط العمر المتوقع من 64.4 إلى 71.8 خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وهي النسبة المرشحة للزيادة في السنوات المقبلة. ورغم هذا التشابه، إلا أننا نختلف ثقافيًا عن الغرب تجاه فكرة رعاية كبار السن. فالموروث الثقافي العربي، والتعاليم الدينية الإسلامية، تضفي قدسية خاصة على رعاية الآباء والأمهات متى تقدموا في السن، لذا نجتهد في خدمتهم بمحبة خالصة وباطمئنانٍ إلى قرارنا منح رعايتهم أولويةً في حياتنا.
ورعاية الوالدين ليست مسؤولية فحسب، بل فرصة ثمينة لنا ولهم. ففي تقديم الرعاية لوالديك فرصة لإعادة تشكيل العلاقة بينكما، حيث تتحول العلاقة في جوهرها من النصح والإرشاد والتلقين إلى التفاهم والطمأنينة والعطاء. ولا تقف مسؤوليتك المباشرة عن أطفالك عائقًا أمام علاقتك بوالديك، بالعكس تمامًا. إذ بمجرد أن تصبح أبًا لأطفال، ستجد نفسك أقرب إلى فهم تصرفات والديك التي عجزت عن فهمها في مرحلة الطفولة والمراهقة.
لا يعني هذا أبدًا إنكار المجهود البدني والمعنوي الذي يعانيه المسؤول عن رعاية جيلين من أسرته، لا سيما مع وجود حالات حرجة مثل رعاية والد مصاب بالخرف أو الزهايمر مع وجود أطفال رضع. مثل تلك الحالات تحتاج إلى تأمين رعاية طبية خاصة للوالدين، وما يعنيه هذا من عبء مادي ومعنوي ضخم لا يفرِّق في أثره بين موروثات ثقافية عربية وأخرى أجنبية. مما يستدعي تأسيس منظومة صحية واجتماعية تدعم الجيل الراعي في أداء مسؤوليته.
مذ طفولتي، لم أسمع أحدًا يردد المثل المفضل لدى جدتي وظننت أني نسيته، إلى أن استضفت والدتي في المنزل قبل أسابيع وتفانيت في رعايتها بمنتهى الحب والحنان، لأسمعها تهمس: صحيح مَكبرك مَصغرك.
شبَّاك منوِّر 🖼️
يقول الفيلسوف الصيني لاو تسي «كن كالبامبو». قد تبدو الجملة غريبة، إذ ما الذي يميز البامبو عن غيره لكي نتشبه به؟ 🤔
يُعَد البامبو أسرع النباتات نموًا على الكوكب، ولكن بعض أنواعه - مثل التي نستخدمها لصناعة الورق - لا تصل مرحلة النضج إلا بعد خمس سنوات من زراعتها، ويمكن حصادها لفترة تصل إلى سبعة عقود. وبعض نباتات البامبو تنمو بسرعة 4 سنتيمتر تقريبًا في الساعة، وينمو بعضها بويترةٍ أبطأ رغم انتمائها إلى الفصيلة نفسها. فكأن كل نوع يدرك طاقته وحدوده ويعيش وفق إمكانياته. ⏳🌱
ورغم ارتفاع البامبو وقوته، لا يُصنَّف ضمن الأشجار بل ضمن فصيلة الحشائش. ويختلف عن بقية النباتات في كونه مُفرَغًا من الداخل، ومع ذلك لا ينكسر عند هبوب الرياح. 💨🎋
لهذا ترى الفلسفات الشرقية في البامبو رمزًا للمرونة والصبر والقوة، إذ تظهر مرونة البامبو وصلابته في تسخيره فراغ جذوعه لكي يميل عند هبوب العاصفة ويُجارِي الرياح، ليعود بعدما تمرُّ العاصفة إلى هيئته الأولى، فيذكّرنا بأننا رغم الصعوبات والتزعزع، بوسعنا دومًا الوقوف مجددًا. 🏠🌪️
🧶 إعداد
شهد راشد
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
لا شيء يعوِّض قضاء أوقاتنا مع كبار عائلتنا وبذل الصحبة الحسنة والرعاية الفاضلة لهم، وردِّ شيء من أفضالهم علينا إليهم. 🧓🏻
آبائنا وأجدادنا المسنين في حالة لا حول لهم ولا قوة فيها للدفاع عن أنفسهم أو رفض تصويرهم أو حتى تذكُّر من هُم من الأساس. 🎥
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.