كيف تفسّر التذمر المفاجئ في شخصية المسن 🥄
متى تجاوز الإنسان عمر الستين، تبدأ شخصيته تتعرَّض إلى تغيّرات حادة نتيجة انكماش حياته.
هل تسعى إلى تحسين صورتك أمام فريق العمل؟ جرّب الصمت!
في أحدث نصائح بيئة العمل من وول ستريت جورنال، تحث راتشيل فينتزيق الموظف على التزام الصمت قدر المستطاع، لا سيما في الاجتماعات. فالصمت يعكس ثقة الموظف في نفسه ورجاحة فكره، على خلاف الموظف المتضعضع الميّال إلى مقاطعة الآخر، أو القفز للكلام في أول لحظة صمت تعم في الغرفة.
وتذكَّر هذه النصيحة: الصمت جميل لأنَّه غير قابل للتسجيل والاقتباس، وبالتالي لا لوم يقع عليك. 😏
كيف تفسّر التذمر المفاجئ في شخصية المسن
تفاديًا لليلة جديدة من الأرق، نزعت قابس التلفاز وأطفأت جهاز الإنترنت، وقررت قراءة نصٍّ خفيف قبل النوم. رحت أمرر سبابتي على الكتب لأني لا أرتدي نظارتي، ووجدت سبابتي تقف عند كتاب الأطفال «حكايات السيدة ملعقة» لآلف برويسن بترجمة بثينة الإبراهيم.
في العادة تتجاوز سبابتي كتب أدب الأطفال دون أي تفكير، لكن خطر لي مقال بثينة الإبراهيم في العدد الماضي من نشرة إلخ «رسالة إلى قارئ لا يحب كتب الأطفال»، فخجلت من نفسي وقلت:
هذه الليلة، لن أكون هذا القارئ.
ذاكرتي متلاشية عن شخصية السيدة ملعقة التي عرفتها طفلةً في مسلسل كرتوني، لكن واضح من الغلاف والعنوان أنَّ البطلة بحجم الملعقة، وعلى ما يبدو تحظى بوقت رائع مع القطط والفئران. لذا بدأت القراءة، وفوجئت أنَّ ما أقرأه حقًّا هو أدب المسنين.
تبدأ الحكاية الأولى مع السيدة ملعقة نائمة على سريرها كالعادة، ثم تستيقظ ذات صباح لتجد نفسها بحجم ملعقة الشاي. لم تنادِ على أحد مفزوعةً من هذا التغيّر لأنَّ كل أبنائها كبروا وسافروا، وزوجها خرج إلى الحقول. وإذا كنت تظن أنَّ الانكماش سيوقفها عن متابعة مهامها في البيت، فأنت مخطئ. ستتدحرج على اللحاف، ثم تزحف على بطنها خارج الغرفة، وتزحف على درجات السلم «دون أن تؤذي نفسها». ثم، على خلاف شخصيتها المرحة، تتعمَّد التذمّر بصوتٍ عالٍ، وتجبر الفأر والقط والكلب والشمس والريح والمطر على أداء مهامها المنزلية عنها.
وهكذا، تظل تثبت السيدة ملعقة، في كل حكاية، أنَّ رغم الانكماش المفاجئ الذي يصيبها في أي وقت، فهي ليست عاجزة عن مساعدة نفسها. بل تتمتع بما يكفي من سعة الحيلة للتأقلم مع الانكماش ومواصلة حياتها، إلى أن تعود فجأة إلى حجمها الطبيعي.
لكن، كما الحال مع قصص الأطفال، تخبئ الحكايات الخيالية للسيدة ملعقة جانبًا من الواقع الحقيقي لحياة المسن.
تقول فايث هيل في مقالها «التغيرات الغامضة في شخصية المسن» (The Curious Personality Changes of Older Age) أنَّ متى تجاوز الإنسان عمر الستين، تبدأ شخصيته تتعرَّض إلى تغيّرات حادة نتيجة انكماش حياته. ففي هذه المرحلة يعيش تجربة التقاعد والانفصال عن بيئة العمل، ورحيل الأبناء للدراسة والزواج، وضعف قدرته الجسدية والذهنية، وفقدان الأصدقاء، والوحدة في حال الترمُّل. بالطبع لن يحدث هذا كله فورًا بعد إطفاء المرء الشموع على كعكة ميلاده الستين، بل بالتدريج، على مدى السنوات، وفجأة.
وتنقل فايث هيل عن برينت روبرتس، بروفيسور علم النفس في جامعة إلينوي: «نحن نشيّد عالمنا بحيث نتفادى أي ظروف تضطرنا إلى تغيير شخصيتنا. لكن إن عجزت فجأة عن الذهاب إلى البقالة بنفسك، فأنت مضطر لا محالة إلى التأقلم. لأنك ما أن تفقد السيطرة على ظروف معينة في حياتك، فسبيلك الوحيد للتعامل معها أن تغيّر شخصيتك.»
وهذا ما يفسّر ميل بعض المسنين إلى التذمّر، حتى إن لم تكن من طبيعته. التذمُّر هنا قد يتحوَّل إلى أداة حماية من المشي طويلًا في السوق، لأنَّه يخشى أن يعرضه هذا المشي للسقوط والإصابة. والتذمُّر قد يكون أداة تحفيز للآخرين على المساعدة في تلبية احتياجات البيت دون تأخير، لكي لا يضطر لمعايشة القلق من بقائها غير منجزة.
إذا كنت تقرأ هذه التدوينة، وفي حياتك أب أو أم تجاوزا الستين، ولاحظت عليهما التذمّر أو الانكفاء أو التقلب المزاجي، حاول ألا تأخذ تلك الأمور على نحوٍ شخصيّ. ساعدهما على التعامل مع الانكماش في حياتهما، مدّهما بأدوات أخرى تطمئنهم وتساعدهم على التأقلم بروح مرحة كما تفعل السيدة ملعقة.
ولا تنتظر منهما تفسيرًا عمّا يمران به. ففي نهاية الحكاية الأولى للسيدة ملعقة، بعدما عاد زوجها وكانت في حجمها الطبيعي كما تركها، «لم تقل العجوز شيئًا عن تحوّلها صغيرةً بحجم ملعقة الشاي، لأن العجائز لا يتحدثن عادةً عن أشياء كهذه.»
الإثنين للاثنين 👩❤️👨
الحياة الزوجية ليست وردية، لكن لا داعي لأن تصبح سوداء.🌚
أنا كاملٌ دونك، لكنّي أرغب فيك
أدركت مؤخرًا أنَّ المحبة تنضج عندما لا تكون مبنية على الاحتياج، حين يكون كلا طرفيّ العلاقة ناضجان بما يكفي للخوض في علاقة لا يُثقلها الاحتياج ولا يرهقها التعلُّق.
أي أن ترغب في أن تكون مع شريك حياتك، لا أن تحتاج إلى وجوده.
قد تبدو لك الجملتان متشابهتان، لكن في الحقيقة الفرق بينهما جوهري.
ففي الأولى، أنت ترغب في مرافقة هذا الشخص، في العيش معه، أن تمضي وقتًا سعيدًا معه، فيضيف إلى حياتك حياة. لكن إذا لم يعد موجودًا لأي ظرف كان، لن تشعر كما لو أنك فقدت حياتك بأكملها، أو قُطِع عنك احتياجٌ ضروري. بطبيعة الحال ستداهمك مشاعر الشوق واللهفة، لكن تظلّ قادرًا على تجاوزها ومواصلة حياتك.
أما في الثانية فأنت تحتاج إلى هذا الشخص، تربطك به صلة تهدّد سكينتك اذا ما كان موجودًا. تشعر بالتيه والضياع في غيابه، وكأن سير حياتك مرهونٌ بقرار هذا الشخص البقاء معك من عدمه. يؤدي هذا إلى شعور الطرف المحتاج بالدونية، فيفسد جوهر المحبة ويحوّلها إلى علاقة غير متكافئة، حيث يشعر الطرف المحتاج بعدم الاكتفاء والطرف المانح بالعبء.
لذلك احرص على التأكد من دوافعك لدى اختيار شريك حياتك، وتأكَّد بأن دوافعك تجاه خوض الزواج به تكمن في انجذابك إليه ورغبتك في إمضاء بقية حياتك معه لأنك تحبه، وليس لأنه فرصة فرار من وضعٍ قاسٍ، أو طريق إلى حل مشكلة، أو إكمالٌ لنقصٍ تراه في نفسك، أو حتى رضوخًا للنظرة المجتمعية.
🧶 إعداد
إيلاف محمد
لمحات من الويب
«لا تستسلم أبدًا للمحن، ولا تثق في دوام الرخاء، فمن عادة الأقدار التبدُّل على هواها.» سينيكا
فؤاد الفرحان يحذّر من فخ الزواج برائد أعمال!
موقع (focusmate) يمنحك زميل عمل افتراضي يحثّك على إنهاء مهامك لليوم. (توصية مستخدم في ثريدز)
ناطرة دوري لأني ليدي.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
كعادة الآباء في جيلي حاولت يائسًا نقل تجربتي تلك إلى طفلتيّ الصغيرتين وسرد فوائد القراءة عليهما لكن دون جدوى. 🧛
آباؤنا وأجدادنا المسنين في حالة لا حول لهم ولا قوة فيها للدفاع عن أنفسهم أو رفض تصويرهم أو حتى تذكُّر من هُم من الأساس. 🎥
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.