لماذا العمل في مجال تحبه يجعلك تبدو أصغر سنًا؟ 🥰
العمل في مجال نحبه لا يمنحنا فقط شعورًا بالسعادة والرضا، بل له تأثير إيجابي طويل الأمد على صحتنا.
إذا شاهدت طفلك يجيب عن أسئلة الحساب بالعد على أصابعه، لا تنهره. في الواقع، تشجعك الأبحاث على تشجيعه، وعدم القلق من اعتماده في سنوات دراسته الأولى على ذلك.
فالعدّ على الأصابع، لا سيما في سنوات التكوين المعرفية الأولى، ينشِّط منطقة الدماغ المسؤولة عن حل المعادلات. ويُظهِر الأطفال الذي اعتمدوا العد على الأصابع في المرحلة الدراسية المبكرة ميلًا أعلى إلى التميُّز مستقبلًا في مجال الرياضيات.
وصدقني، أعرف أنَّ النصيحة التعليمية الشائعة أن تنهر طفلك إذا عدَّ على أصابعه؛ لكن طالما لديك نصيحتان، لِمَ لا تختار العمل بالنصيحة التي لا تتطلب منك إحراج طفلك والتسبب بالضيق لنفسك؟ 👦🏻✋🏻
لماذا العمل في مجال تحبه يجعلك تبدو أصغر سنًا؟
عندما دخلت دكتورتي الجديدة إلى قاعة المحاضرات أول مرة، لم أدرك حينها أن تلك اللحظة ستغير نظرتي إلى مادة أمقتها بشدة. إذ لطالما كانت الكيمياء التحليلية، بالنسبة لي، إحدى المواد التي أراها مملة ومعقدة، بلا أي جاذبية تثير اهتمامي. ولكن ما حدث في تلك المحاضرة الأولى كان عكس ما توقعته تمامًا. منذ لحظة دخول الدكتورة، شعرت بوجود طاقة خاصة؛ امتلأت عيناي بالإعجاب منذ أن بدأت الحديث، ولم أصدق كيف يمكن لشخص أن يقدِّم موضوعًا معقدًا بطريقة تجعل المستمع يتفاعل وكأنه يستمتع بعرض فني مثير.
كان واضحًا أنها شغوفة فيما تقدّمه، سواء في مظهرها الأنيق الذي يعكس اهتمامًا شديدًا بالتفاصيل، أو في ابتسامتها التي لم تفارق وجهها. وعندما بدأت الحديث عن الكيمياء، شعرت وكأنني أستمع إلى قصة شيقة، وليس إلى مادة علمية جافة. حديثها لم يكن مجرد نقل للمعرفة، بل كان تجسيدًا حيًا للشغف الذي تشعر به تجاه هذا المجال. حتى إنني لاحظت كيف تلمع عيناها عندما ذكرت أنها تعمل أيضًا في مختبر أبحاث خارج الجامعة، ما عزَّز لدي الشعور بأنها تحيا الكيمياء وتتنفسها.
بعد انتهاء تلك المحاضرة، بدأت أتساءل: هل من المعقول أن يكون الشغف بالعمل سرَّ الشباب والحيوية؟ فقد بدت تلك الأستاذة وكأنها تعيش حياة مفعمة بالطاقة والإيجابية، كأنما عملها يضيف إلى حياتها أكثر مما يأخذ منها.
في الواقع، هناك أدلة علمية تدعم هذه الفكرة. فمن المعروف أن العمل يشغل جزءًا كبيرًا من حياتنا اليومية، وإذا كنا نحب هذا العمل ونستمتع به، فمن المؤكد أنَّ انعكاساته ستغدو إيجابية على حياتنا النفسية والجسدية.
يتناول البحث العلمي «التوتُّر وتقصير التيلوميرات» (Stress and telomere) تأثير التوتر الناتج عن العمل على الجسم، وكيف قد يؤثر الإجهاد المزمن سلبًا على صحة الخلايا وطول «التيلوميرات». والتيلوميرات هياكل تحمي نهايات الكروموسومات وتمنعها من التلف، لذلك يُعَد تقصير التيلوميرات علامةً من علامات الشيخوخة البيولوجية المبكرة، ويزيد خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل القلب والسكري، وحتى بعض الأمراض النفسية.
فهرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، تُطلَق في الجسم عند التعرض للإجهاد المستمر، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الجذور الحرة (ROS) التي تضر بالخلايا وتسبب التهابًا. هذه التغيرات تؤثر مباشرة في التيلوميرات، مما يؤدي إلى تقصيرها بمرور الوقت وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التنكسية.
الأشد إثارة للدهشة أن هذه التغيرات ليست محدودة بالفرد فقط، بل قد تنتقل إلى الأجيال القادمة من خلال ما يسمى «التأثيرات بين الأجيال». إذ يمكن أن يؤثر التوتر الذي تتعرض له الأم في أثناء الحمل على صحة الأطفال، وعلى طول التيلوميرات لديهم.
إذن، العمل في مجال نحبه لا يمنحنا فقط شعورًا بالسعادة والرضا، بل له تأثير إيجابي طويل الأمد على صحتنا، وربما على صحة ذريتنا. فالشغف بما نقوم به ترياقٌ ضد التوتر المزمن، مما يجعلنا نشعر بحيوية وشباب دائمين.
لهذا كله، لا أرى في أستاذتي مجرد دكتورة جامعية، بل نموذجٌ حيّ يرينا كيف للشغف بالعمل أن يغير حياتنا بالكامل. لم أعد أرى الكيمياء مادةً معقدة ومملة، بل أصبحت أراها عالمًا يزهو بالإبداع والجمال. وإذا كان ثمة سر وراء الحيوية والشباب الدائم، إليك هذه المعادلة الكيميائية البسيطة:
اعمل في شيء تحبه، وستجد أن الشغف الذي تعيشه سيضيف إليك سنوات من الحياة السعيدة والنشطة.
الشيء بالشيء يُذكَر 🎭
قناع الموت والبرسونا والفجوة والابتسامة
مر عليَّ في إنستقرام قناع موت إدفارد مونش، صاحب لوحة «الصرخة» ذائعة الصيت، والشهيرة أيضًا في عالم الميمز. الملفت في قناعه، أنَّه على خلاف الوجه الصارخ المذعور في لوحته، تبدو الملامح هادئة مطمئنة.
قناع الموت (Death Mask) طقسٌ قديم يعود إلى الرومان والفراعنة، عبارة عن قالبٍ يؤخذ لوجه الراقد على فراش الموت، بهدف الاحتفاظ بآخر ملامحه في هذه الحياة. إذ يُعتَقد أنَّ في تلك اللحظات، سيجسد الوجه بحق روح الإنسان وشخصيته الحقيقية بعدما سقط عنه قناع الدنيا.
الأصل اللاتيني لكلمة «بيرسونا»، المشتق منها مفردة «شخص» (person)، يعني «القناع». ويقول عبدالسلام بنعبدالعالي، أنَّ كلًّا منا يحتاج إلى قناع -شخصية مظهريَّة- لكي نغدو أشخاصًا ونتمكن من العيش مع الآخرين، «ففي جميع الحالات، القناع أداة اتصال وتواصل، حتى إن كان التواصل غير مباشر أو عن طريق التنكُّر، أنا أتقنَّع لأظهر للآخر في صورة بعينها.»
تقتبس كيت زامبرينو عن مقال جورجيو أقامبن «الهوية بلا شخصية» في محاولتها تفسير القناع الذي يخفي ذواتنا الأصلية. عاد أقامبن بمفهوم «الشخصية» إلى المسرح الرواقيّ الروماني، حيث يحمل الممثل القناع على مسافة من وجهه، وهذه الفجوة بين الذات والشخصية المظهريَّة تشير إلى القناع الحقيقي.
في مقطع آخر ظهر لي على إنستقرام، في اقتباس من مسلسل بريطاني قديم لا أعرفه، تقول الشخصية: «هل ترين هذه الابتسامة على وجهي؟ هذه ليست بابتسامة، بل قفل الصمَّام الذي أكبت به صرختي.»
🌟 إعداد
إيمان أسعد
لمحات من الويب
كيف احتكرت «مارفل» و«دي سي» مصطلح «الأبطال الخارقين» قانونيًّا؟
موقع يتحدَّاك: كم ثانية بوسعك قضاؤها دون فعل شيء؟
موسم الهجرة.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
توافه مهام الوظيفة على مدار اليوم تهدر على الأقل ساعة ونصف يوميًّا أحتاجها للتفكير التطويري. 🤏🏻
لاحظت تأثير «الأناقة الانتقامية» على تعزيز شعوري بالسيطرة على جزء كبير من نفسي ويومي وتحسين مزاجي. 👗
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.