ماذا سيشتري كتّاب إلخ من معرض الكتاب 📚
كتّاب النشرة يفصحون لك عن الكتب التي دونوها على قوائم الشراء قبل التوجه إلى معرض الرياض للكتاب.
ماذا سيشتري كتّاب إلخ من معرض الكتاب
كتاب أحببته، سبق أن حصلت عليه من معرض الرياض الدولي للكتاب.
يقول ميشيل أونفري إنّ الفلسفة الفرنسية هي فلسفة أدبية، وفي هذا الإطار يُقرأ الكاتب الفرنسي ميشيل دي مونتاني.
حين قرّرت دار معنى السعودية أن تترجم المقالات الكاملة لمونتاني، تهيّبتُ الفكرة لضخامة هذه المقالات، التي تتداعى في ثلاثة أجزاء، وبلغة وأسلوب صعبين يعودان إلى القرن السادس عشر. وثمّنت الجهود التي بُذلت، وتابعت وقائع هذه الترجمة حتى بلغت النسخ رواق جناح معنى في معرض الرياض. وبالرغم من بعدي جغرافيًّا عن المعرض، حرصت على الحصول عليها، وتطوّعت إحدى الصديقات بإهدائي نسخة منها. كما سعيت في المعارض اللاحقة لأن أحصل على نسخ أخرى أهديها للأصدقاء، لثقتي أن دي مونتاني يجب أن يكون في كل مكتبة.
وبالرغم من بعض المؤاخذات على الترجمة، تقدم المقالات الكاملة وجبة دسمة ومتجددة من الأفكار، التي تساعدنا -كما أكدت الكاتبة سارة بيكويل- على الإجابة عن السؤال: كيف تعاش الحياة. حين يكتب دي مونتاني، فهو لا يقدم حقائق ثابتة، بل يفكر من خلال كتاباته في الحياة، وما تثيره من أسئلة، ويفكر أيضًا في مختلف الأجوبة الممكنة.
لهذا نلاحظ أن المقالات تنتقل من موضوع إلى آخر؛ فهي إذن لا تُقرأ دفعة واحدة، بل بتأنٍّ ومن حين إلى آخر. يعلمنا دي مونتاني الصبر والتدبر، وأن نواجه ذواتنا، وأن نُشعرها بالعار متى ما تكاسلت عن السعي إلى الفهم. ويشجعنا أيضًا على تأمل أسئلتنا وحماقاتنا، وذلك عن طريق فعلين أساسيين: القراءة أولًا، ثم الكتابة متى استطعنا إليها سبيلا.
الكتاب الذي ستبحث عنه في المعرض الحالي؟
كثيرة هي الكتب الصادرة حديثًا التي سيحتفل بها المعرض الدولي للكتاب بالرياض، وسأحرص على الحصول على بعضها، ومن أهمها: إصدار جديد لترجمة قديمة، لكتاب -بدوره- قديم ونادر، وهي ترجمة عادل زعيتر لأهم سيرة ذاتية لنابليون، للكاتب السويسري إميل لودفيق، رائد كتابة السير الذاتية. صدر الكتاب عن دار وسم الكويتية، وهو كتاب يتناول في خمسة أجزاء حياة نابليون. يحاول فيه الكاتب تحليل شخصية هذا السياسي المحنّك تحليلًا نفسيًّا، وهو ما كان شائعًا في زمن كتابة هذه السيرة.
تبتعد كتابات إيميل لودفيق عن الكتابة التوثيقية، وتميل إلى الأدب، لهذا يجب أن يُقرأ هذا الكتاب من باب الاستئناس، وليس من باب أخذ المعلومة الصادقة. ولهذا فقد أكّد في نهاية عمله أن ميله الأدبي بالكتابة، قد يعطي انطباعًا بأن عمله محض خيالٍ قائم على إعجاب كبير بنابليون. إلا أن لودفيق حاول أن يوازن بين هذا الإعجاب، وبين انتقاده لبعض عيوب نابليون، وهذا ما سينتهي إليه قارئ هذه السيرة.
كتاب أحببته، سبق أن حصلت عليه من معرض الرياض الدولي للكتاب.
أحاول دومًا الحصول على العناوين التي تقع في دائرة اهتمامي، ولا أطيق الصبر حتى وصولها إلى المكتبات أو إلى معارض الكتاب، وكثيرًا ما أسعى إلى الحصول على تلك العناوين من معرض الرياض، لأنه يمثل افتتاحية أجمل المواسم على الإطلاق.
حرصت في المعرض الماضي مثلًا على الحصول على كتاب: «الصمت في عصر الصخب» للنرويجي إيرلنق كيج -ترجمة عبدالوهاب المقالح، منشورات نادي الكتاب-.
بطبيعتي أحاول دومًا الوصول إلى الصمت الداخلي، وإلى السكينة التي يُفقِدنا إياها ضجيج العالم، وصخب وسائل التواصل الاجتماعي. لذا، فإني أؤثّث عزلتي بكتبٍ أبلغ بها هذه المرتبة العالية من الهدوء. والمؤلف هو رحالة يحدثنا في كتابه عن رحلته التي استغرقت خمسين يومًا قضاها في القطب الشمالي، من دون أن تكون بحوزته أجهزة توصله بالعالم، حيث وجد هناك صمتًا تكمن فيه أسرار العالم. يعرف كيج ما يتكلم عنه، فهو أول من وصل إلى الأقطاب الثلاثة بتسلقه قمة إفرست، وبذهابه إلى القطبين الشمالي والجنوبي سيرًا على الأقدام.
يعدُّ كتابه هذا مكملًا لكتابه الآخر: «Philosophy for polar explorers»، الذي قرأته قبل قراءتي لكتاب الصمت، رغم صدوره بعده. الكتاب دعوة للقارئ لأن يجد صمته، وطوبى للصامتين!
ما الكتاب الذي ستبحث عنه في المعرض الحالي؟
الكتب كثيرة جدًّا، والعمر قصير! أقرأ خمسة كتب في آن واحد، وقوائم القراءة تطول ولا تقصر أبدًا!
لعلّي سأسعى إلى الحصول على كتب إرفين يالوم، الذي قرأت له: «مسألة موت أو حياة»، ووجدت في حديثه عن كتبه ما يثير الاهتمام، ولا سيما كتاب «أمي ومعنى الحياة»، إذ أحب استكشاف علاقة الكتّاب بأمهاتهم.
ومن منشورات «صفحة 7» سأقتني «وجه القمر الآخر» لكلود ليفي شتراوس -ترجمة الدكتور خليد كدري- لأني أحب استكشاف العوالم المجهولة عمومًا، واليابان خصوصًا.
ومن منشورات نادي الكتاب «سؤال الحياة» لفكتور فرانكل، وكتاب «ما هذا الشيء الذي يدعى فلسفة اللغة»، لغازي كيمب -ترجمة الدكتور عقيل الزماي-. ربما عليّ الاكتفاء بهذه العناوين، لأن القائمة ستكون لانهائية قطعًا!
كتاب أحببته، سبق وأن حصلت عليه من معرض الرياض الدولي للكتاب.
غلافٌ برتقالي ولوحةٌ آسرة؛ كانا أكثر من كافيين لتسترعي رواية «دودة الخشب» انتباهي، أثناء تجوالي في معرض الرياض الفائت. وفي سابقة نادرة الحدوث، قررتُ إدراج الرواية مباشرة على قائمة قراءاتي بمجرد الاطلاع على نبذة غلافها الخلفي؛ رواية عن تعاقب أجيال في قرية ريفية، إبان فترة الحرب الإسبانية الأهلية. لم أقرأ لكاتبتها ليلى مارتينيث قبلًا، ونسيت أغلب ما أعرفه عن الحرب. رغم ذلك، استطاعت الرواية في صفحاتها -التي لا تتجاوز المئتين- إحياء عالم الأنفس اليائسة، التي ذاقت من ويلات الحرب، والاختفاءات القسرية، ومن الفساد ما ذاقت. هي رواية بطلها الحقيقي منزل يسكنه الأحياء والموتى على حدٍّ سواء. هي قصة حقدٍ تتوارثه أجيال أربعة، وصراع وجودي بين جدة وحفيدتها في قرية تستوطنها شياطين إنسية.
ما الكتاب الذي ستبحث عنه في المعرض الحالي؟
رواية «عن النمل والديناصورات»، للصيني ليو تسي شين، من ترجمة يارا المصري. أولًا: يُقال أنها من أبرز روايات الخيال التأملي، التي تستكشف فكرة الصراع وعواقب التطور التقني، وكل ما بينهما من تأملات في المجتمع البشري، والعلاقة بين أفراده. وسيكون من المثير للاهتمام قراءة رؤيته بعد عشرين عامًا من نشرها. وثانيًا: لا أذكر متى آخر مرة قرأت رواية خيال تأملي من شرق آسيا، فهي فرصة لتجسير بعض الفجوات في تصوراتي حول هذا الجنس الأدبي. وثالثًا: رواية أبطالها النمل والديناصورات؛ هل أحتاج سببًا آخر؟
كتاب أحببته، سبق أن حصلت عليه من معرض الرياض الدولي للكتاب.
من الصعب اختيار الكتاب الذي يمكن أن تقول عنه أنك خرجت به غنيمةً من معرض الرياض للكتاب، لكن حفزتني فكرة «اختر كتابًا واحدًا». في هذه الحالة سأختار رواية «عودة البحار»، للكاتب البرازيلي العظيم جورجي أمادو. الرواية التي سأشتري منها نسخًا عديدة من كل معرض كتاب، وأعتقد أنها رواية لا يمكن اختصارها، أو إعطاء نبذة عنها. لكنها بالمجمل تتحدث عن «شراء لقب»، فحين يتوفر المال والحياة الرغيدة؛ لا يؤرّق الشخص الذكي سوى كونه نكرة في مجتمعه. من هنا، فالرواية تروي قصة البطل الهامشي، الذي يرفض هامشيته، ويحارب بكل الوسائل -غير المشروعة- لإثبات أهميته. ومن خلال هذا الطموح، يكشف أمادو لنا مدى احتياج الإنسان إلى جزئه المفقود.
ما الكتاب الذي ستبحث عنه في المعرض الحالي؟
كثيرة هي الكتب التي سأبحث عنها، دعك من الكتب التي في القائمة. هناك كتب تتبرج أمامنا من خلال عناوينها وأغلفتها، وإن كان ولابد من ذكر شيء، فما أطمح إليه في زيارتي لمعرض الرياض، أن أجد بعض مفقودات مكتبتي. مثل بعض كتب بورخيس، فقد لاحظت أنها تختفي بشكل عجيب، إمّا بسبب الطيبة المفاجئة، أو لعلها المحبة الكبيرة لبعض الأصدقاء.
لكن الذي يخطف لبّي في تجربة زيارتي لمعارض الكتاب، هو فكرة التجوّل بين رفوف المكتبات اللانهائية، وأحيانًا يتملكني الحزن بسبب الكتب التي لن يكتشف جمالها كل هذا الحشد. حسنًا، أعرف أن السؤال كان عن كتاب محدد، لعلّي سأبحث عن كتاب «تاريخ الجسد – أوروبا من العصر الحجري القديم إلى المستقبل»، لجون روب وأوليفر ج.ت. هاريس. والسبب ليس غريبًا، فأنا لم أجده في المعرض السابق، ولم أجده كذلك في معرض القاهرة. أقول لعلّي أجده في هذا المعرض، لأكتشف ما المدهش فيه.
كتاب أحببته، سبق أن حصلت عليه من معرض الرياض الدولي للكتاب.
كتاب «صنعة الشعر» للكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، من ترجمة الراحل صالح علماني. أتذكر اقتنائي للكتاب قبل أعوام طويلة، في معرض الرياض الدولي للكتاب.
يستعرض الكتاب ست محاضرات ألقاها بورخيس، في خريف سنة 1967، في جامعة هارفرد، بعد وصوله إليها محاضرًا زائرًا، في كرسي تشارلز إليوت نورتون.
هذه المحاضرات أشبه بمقدمة في الأدب وفي عالم بورخيس السحري. تحدّث فيها عن لغز الشعر، وعن الاستعارات، وكيف استخدمها الشعراء عبر التاريخ، وعن فن حكاية القصص، حيث يدافع عن القصة القصيرة، ويتنبأ بموت الرواية. تحدث بورخيس في هذه المحاضرات أيضًا عن فن الترجمة، وعن أسرار ترجمة الشعر، ثم عن فكر الشعر ومعتقدات الشاعر.
الكتاب أحد الكنوز الثمينة التي تركها بورخيس، ونقلها صالح علماني إلى المكتبة العربية. كل من يحب الأدب والشعر والترجمة، عليه اقتناء هذا الكتاب وقراءته دون تردد. بورخيس أحد الكتّاب الذين يذكروننا دائمًا بالأسباب الأولى التي دعتنا للكتابة والقراءة واقتناء الكتب. إنه ذاكرة حية، ورسالة حب ممتدة بيننا وبين قصصنا مع المعرفة والفضول.
ما الكتاب الذي ستبحث عنه في المعرض الحالي؟
كتاب مذكرات الشاعر المبدع عبدالله البردوني، من إعداد وتقديم: الدكتور حيدر محمود غيلان. أتذكر قراءتي لقصائد البردوني في المساءات مع والدي، وتأمل معانيها، وقدرة البردوني الساحرة على الرقص بالكلمات، واللعب بها بطريقة مذهلة ومعبرة. لطالما تساءلت عن العادات اليوميّة، التي مكّنت البردوني من الوصول إلى هذه القدرة العالية من التحكم باللغة وبالقوافي، وعلى قدرته على سرد القصص العميقة في أبيات جميلة وخالدة.
سأبحث عن هذا الكتاب، وربما وجدت فيه بعض الإجابات عن هذه الأسئلة، للاقتراب أكثر من الحياة السريّة لشاعر مثل البردوني. جرأة البردوني وشجاعته في التعبير عن الحقيقة في قصائده ومقالاته، تجعله رفيقًا مثاليًّا في المجالس، وهذا الكتاب فرصة لاستراق السمع، والتعرّف على حكاياته.
تنطلق غدًا الخميس، 26 سبتمبر، فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، وتمتد إلى 5 من أكتوبر 2024، بجامعة الملك سعود. يشارك في نسخة هذا العام أكثر من 2,000 دار نشر، ووكالة محلية وإقليمية وعالمية، موزعة على 800 جناح. تحلّ دولة قطر ضيف شرف على نسخة هذا العام من المعرض. يعكس اختيار قطر الدور الثقافي الرائد لدولة قطر في المشهد الثقافي الخليجي والعربي، وعمق الروابط الثقافية والتاريخية الوطيدة، التي تربطها بالسعودية.
أُعلنت القائمة القصيرة لجائزة البوكر لعام 2024 (The Booker Prize) وضمت القائمة خمس نساء، ورجل واحد فقط، في ظاهرة هي الأولى من نوعها على امتداد خمسة وخمسين عامًا من تاريخ الجائزة. من المقرر أن يُعلن عن الفائز بجائزة البوكر مساء الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024، في لندن، وسيحصل الفائز على 50,000 جنيه إسترليني.
أعلنت دار تشكيل السعوديّة عن: إصدارات مشاريع تشكيل الحصرية، في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024. ومن أبرز الإصدارات: رواية «الهجوم على الأرض والشمس»، للروائي ماثيو بليزي، وترجمة إسكندر حمدان، التي حازت على جائزتي لوموند وفرانس إنتير.
أعلنت دار أثر السعوديّة عن اصداراتها في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، وضمت عددًا من الأسماء البارزة، أمثال الروائي يون فوسه، الفائز بجائزة نوبل للآداب 2023، والكاتب عبدالرزاق قرنح، الحائز على جائزة نوبل للآداب 2021، ومحمد مبوقر سار، الفائز بجائزة القونكور 2021.
سواء كنت صديقًا للكتب أو كنت ممن لا يشتريها إلا من معارض الكتاب، هذه النشرة ستجدد شغفك بالقراءة وترافقك في رحلتها. تصلك كلّ أربعاء بمراجعات كتب، توصيات، اقتباسات... إلخ.