هل تعرف مدى سهولة غرس ذكريات زائفة فيك؟ 🧠

أليس ضعفنا تجاه غرس الذكريات الزائفة فينا سببه أننا بغريزتنا لا نثق أساسًا في ذاكرتنا؟

إذا استيقظت هذا الصباح مع إحساس مفاجئ وغير مفهوم بالهمّ والكدر، مثل حالنا جميعًا، فمن الوسائل البسيطة النفسية التي تمنحك إشراقة أنت في أمس الحاجة إليها، أن تبادر إلى قول كلمة طيبة لأحدهم. 

امدح الفرد المتيقظ اللحظة من عائلتك، امدح الباريستا الذي أعد فنجان قهوتك، امدح زميل عملك. وستعود عليك الكلمة الطيبة بضعف البهجة التي منحتها لغيرك. 

(من المهم جدًّا ألا تفسد فورًا أثر كلمتك الطيبة بفتح تويتر😰.)


غرس ذكريات زائفة / Imran Creative
غرس ذكريات زائفة / Imran Creative

هل تعرف مدى سهولة غرس ذكريات زائفة فيك؟

إيمان أسعد

تصوَّر أنك في زيارة عائلية، لديك ذكرى معينة واضحة بتفاصيلها عن طفولتك شاركتها الجميع، (إما لتكسر الصمت الرهيب بقصة مضحكة لطيفة، أو لكي تلهي أحدهم عن مواصلة نقاشٍ أنت مدرك -من تجارب سابقة- أنَّه لن ينتهي على خير). وفي خضم سردك، يقطع أحد كبار العائلة عليك، قائلًا أنَّ تفصيلًا معينًا ليس بالضبط كما تتذكر، ويطرح تفصيلًا مختلفًا.

الآن: هل تتشبث بتفاصيل الحدث كما هي في ذاكرتك، أو تقتنع بما قاله كبير العائلة لأنَّه مصدر معلومات موثوق به، وبحكم عمره ومكانته العائلية مطّلع على قاعدة معلومات تفوق قاعدة معلوماتك، لذا لا بد أنه الأدرى منك بما وقع لك؟

في حال اقتنعت فعلًا بما قاله، دون تشكيك، ستعيد ذاكرتك فورًا بناء الحدث من جديد بناءً على المعلومات الجديدة. ومع مرور الزمن ستنسى ذكرى الزيارة العائلية وتصحيح كبير العائلة لمعلوماتك، لكنك الآن تحمل ذكرى طفولتك من بعد التعديل، وخسرت القديمة للأبد.

هذا السيناريو مماثل للقوة التي تملكها بوتات الدردشة ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي في غرس ذكريات زائفة لديك بمجرد التحاور معها. وهذا السيناريو ما يستكشفه البحث المشترك ما بين معهد ماساتشوستس للتقنية وجامعة كاليفورنيا، بعنوان «نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الحواريّة تعزز الذكريات الزائفة في مقابلات الشهود» (Conversational AI Powered by Large Language Models Amplifies False Memories in Witness Interviews)

حقل «الذكريات الزائفة» من الحقول الدراسية المهمة في علم النفس لما لها من عواقب وخيمة، ويعرّفها البحث على أنها «استحضار أحداث لم تقع أصلًا، أو انحراف في التفاصيل عما وقع فعلًا.»  

وتزييف الذكريات عبر تحريف تفصيل أو اثنين هو ما يحدث عادةً مع بوتات الدردشة، سواء كان التحريف عن «خبثنة» متعمدة، أو عن غير عمد بسبب هلوسة البوت نفسه.  

التجربة البسيطة التي اعتمدها البحث تبيّن كيف تتسلل الذكريات الزائفة. طُلِب من مجموعة الاطلاع على فيديو لجريمة سطو مسلح على متجر، وتتضمن استخدام سكين. جرى إبلاغ المشتركين أنَّ نموذجًا لغويًا من نماذج الذكاء الاصطناعي -تعتمده الشرطة- سيجري تحقيقًا أوليًّا لاختبار مدى تذكّرهم تفاصيل الجريمة، وذلك من خلال طرح النموذج مجموعة من الأسئلة والتأكيد على صحة إجابات المشتركين. (تعمَّد الباحثون ألا يبلغوا المشتركين بالهدف الحقيقي، وهو اختبار قدرة الذكاء الاصطناعي على التزييف، حتى لا تتأثر ثقتهم به.)

في بداية التحقيق، يسأل النموذج اللغوي أسئلة تعتمد على الحدث الحقيقي، وبعد انغماس الشخص في العملية وبناء ثقته بالنموذج، يطرح النموذج سؤالًا خاطئًا. مثلًا، سيطرح السؤال: «ما حجم المسدس في يد السارق؟» فإذا أجاب الشخص «مسدس صغير» دون تشكيك في رواية النموذج، يؤكد النموذج صحة الإجابة، ويطرح سؤالًا تاليًا «هل تتذكر لونه؟» 

هنا تتغير الذكرى لدى المشترك، من جريمة استخدم فيها السارق سكينًا إلى جريمة استخدم فيها مسدسًا، دون أن يستشعر أنه تعرَّض إلى عملية تزييف.

النتيجة التي خلص إليها البحث أنَّ نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي يحتاج إلى ما بين عشر إلى عشرين دقيقة من التحاور حتى يستطيع غرس ذكريات زائفة ورفع ثقة المشترك في صحتها. ولدى الالتقاء بالمشتركين بعد أسبوع من التجربة، لم يشك أحدهم في الذكريات الزائفة التي غُرسَت فيه، ما يشير إلى ترسخها لديهم.

من السهل أن نجد في هذا البحث نذيرًا مستطيرًا يهدد الذاكرة البشرية؛ لكن في الواقع، الذاكرة البشرية ما كانت يومًا مصدرًا موثوقًا به في المطلق. فالذاكرة ليست تسجيلًا محايدًا للواقع، بل هي تشكيلٌ للواقع يعتمد على كثير من العوامل والتحيزات، أولها تحيزاتنا الشخصية. 

فكّر بالأمر من هذه الزاوية: أليس ضعفنا تجاه غرس الذكريات الزائفة فينا، سواء على يد البشر أو البوتات، سببه أننا بغريزتنا لا نثق أساسًا في ذاكرتنا؟ 🤷🏻‍♀️


شبَّاك منوِّر 🖼️

مدير جديد وتشعر بالتخبط😣؟ من السهل الوقوع في فخ الموازنة بين مهامك، ومتابعة مهام فريقك، وخلق مساحة منتجة ومرضية للجميع. فإذا مضى عليك مدة في إدارة فريقك وتفكر بتطوير مهاراتك القيادية، وإعادة تقييم أسلوب إدارتك، هنا أربعة أسئلة احرص على العودة إليها دوريًّا. 👨🏻‍💼👩🏻‍💼

  • هل اخترتُ الأشخاص المناسبين للفريق؟ هل كنت سأختارهم في مناصبهم وأنا أعرف ما أعرفه عنهم الآن؟ إذا كانت إجابتك «نعم» وعن قناعة، فاحتفل بمهارتك. أما إذا وجدت أنك متردد وتشعر أن قرارك ليس صائبًا تمامًا، فعليك أخذ منحًى آخر بتقديم الملاحظات لهم، وإعادة التفكير بأساليب تتلاءم معهم عندما تلاحظ تقبّلهم للنقد. واسأل نفسك: كيف يمكنني دعمهم للحصول على عمل بجودة أفضل؟ 🎯👩🏻‍💻

  • متى آخر مرة عارضني فيها موظف؟ إذا كنت لا تتذكر، فهذا يعني أن الشفافية ومساحة التعبير في فريقك منخفضة، وقد يعود السبب إلى طريقتك في التعامل مع الآراء. هنا عليك اتخاذ الإجراء المناسب، خاصة إذا كان هدفك خلق نقاشات مفتوحة وحوارات بنّاءة بينك وبين أعضاء فريقك. ✋🏽🔇

  • ما الذي عليّ أتمتته لإنتاجية أفضل؟ ثمة الكثير من الأعمال المتكررة والمملة التي يقضي الفريق وقته وجهده عليها، مثل تعبئة ملف مواعيد الإجازات، أو ترتيب المواعيد في التقويم وغيرها. فكر في المهمات التي يمكن أتمتتها وتخفف عبء العمل على الفريق، لكي يركز على الأهم، ويتفرغ لتجويد مخرجاته. 💻😓

  • كم عدد الأشخاص الذين يتركون فريقي؟ إذا كانت الإجابة «جميعهم سيغادر إذا سنحت الفرصة» فهذه معضلة. ولكن عدم خروج أحد منذ فترة طويلة ليست دلالة إيجابية بالضرورة، بل قد يشير إلى احتكار المواهب وعدم تشجيعها على التقدم. كما أنَّ دعم المدير أعضاء فريقه بتطوير مهاراتهم ومنحهم الترقيات، يجذب المزيد من المبدعين وذوي الكفاءة إلى فريقك. 🎖️📊

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+400 متابع في آخر 7 أيام