كيف يصبح النجاح عدو اليوتيوبر الناجح! 📺

الإنتاج اليوتيوبي مهما كان ضخمًا بمعايير يوتيوب، يظل مختلفًا تمامًا عن معايير الإنتاج التلفازي وتحدياته.

في ثلاثة أيام فقط استقبل تطبيق «بلوسكاي»، المنافس لـ«إكس»، مليون مستخدم من البرازيل وحدها! ليس حبًّا في «بلوسكاي»، بل لقرار القضاء البرازيلي حجب «إكس» عقابًا لإيلون مسك.

ليس اللافت هنا القفزة السريعة من السفينة الغارقة، بل معلومة أنَّ أشهر حسابات المعجبين بالأفلام والسينما ومشاهير الممثلين في «إكس» هي في الأساس حسابات برازيلية، حتى لو كانت ناطقة بالإنقليزية. وقواعد المعجبين في البرازيل لا يسعها الاستغناء عن تصفح تلك الحسابات، مما يفسر الصعود الصاروخي لتطبيق «بلوسكاي» إلى المرتبة الأول في التطبيقات الأكثر تحميلًا في البرازيل.

فإذا كنت تتابع حسابًا سينمائيًّا واختفي الأيام السابقة، على الأغلب ستجده في «بلوسكاي».🙂


محتوى يوتيوب / Imran Creative
محتوى يوتيوب / Imran Creative

كيف يصبح النجاح عدو اليوتيوبر الناجح!

إيمان أسعد

أتصوَّر أنَّ جوهر علاقتي بالمحتوى اليوتيوبي لا يختلف عن علاقة الكثيرين من أبناء جيلي الطيبين به: نوستالجيا إلى أرشيف ذاكرتنا من المسلسلات الكرتونية والبرامج والأغاني الهندية والأجنبية ومقدمات المسلسلات العربية. (أنا واثقة أن تكرار عرضي تتر «المال والبنون» تجاوز المئات).

وأيضًا، أفضّل التعامل معه أنه تلفاز تقليدي، بمعنى أني أهوى مشاهدة برنامج «أس إن إل» (SNL) عليه، والأفلام الوثائقية ومقابلات الكتّاب والمترجمين الأجانب على مسارح الجامعات أو المكتبة العامة في نيويورك أو زوم. لكن لست مهتمة حقًّا بمشاهدة الإنتاج الفردي اليوتيوبي، لا الأجنبي ولا العربي، يعني لا «مستر بيست» ولا «الدحيح».

رغم ذلك، لفتني تحليل ريان برودرك في نشرته البريدية (Garbage Day) للمصير الصعب الذي يواجهه أشهر يوتيوبر في العالم، والأعلى من حيث عدد المشتركين في تاريخ يوتيوب: مستر بيست. لأنَّ هذا المصير المقلق سببه نجاحه الساحق منقطع النظير!

يرى ريان برودرك أنَّ مستر بيست على مشارف عام صعب جدًا في مسيرته، ولخَّص الأسباب في تدوينة بعنوان «حين يتضخَّم نجاح اليوتيوبر إلى ما يفوق قدرته» (When a YouTuber gets too Big).

يوتيوب تكافئ سارق الأفكار

يعتمد مستر بيست على نمط تحريري واحد، مما جعل من السهل على الآخرين تقليد هذا النمط وتطبيقه في محتواهم. وقد تظن أنَّ التقليد يقلل من فرص نجاح السارق لأنَّ المشاهد لن يشجع هذا التصرف وسيظل مخلصًا للأصلي، لكن ما يحدث في يوتيوب هو العكس تمامًا. فالتقليد يسهّل على الخوارزميات التوصية بما يشبه نماذج المحتوى الناجح الذي تقيس عليه. ولهذا، فإنَّ أربعة من أصل خمسة أعلى صنّاع المحتوى متابعةً هم من مقلدي مستر بيست. والمزاحمة على المرتبة الأولى التي يحتلها تشتد.

الخروج من منطقة النجاح المعهود

يمثّل انتقال مستر بيست إلى تقديم برنامج ألعاب «الأضخم في التاريخ» على منصة أمازون تحديًّا كبيرًا، لأنَّ الإنتاج اليوتيوبي مهما كان ضخمًا بمعايير يوتيوب، يظل مختلفًا تمامًا عن معايير الإنتاج التلفازي وتحدياته، ويتطلب فريقًا محترفًا كبيرًا من الموظفين، وقدرة فائقة في السيطرة عليه. وهذا ما يفتقر إليه مستر بيست الذي اعتمد على توظيفات سريعة من المقربين إليه، وأغلبها عشوائية، في غير محلها ودون تدقيق.

من ضمن الموظفين من ظهرت تسريبات عن تحرشه بالأطفال من خلال الرسائل النصيَّة كما الحال مع شريكه في صناعة المحتوى، آفا كريس. ومنهم من يفتقد إلى خبرة إدارة المهام الموكلة إليه، كما تبيَّن في تسريبات عن فوضى سيطرة فريق مستر بيست على عملية الإنتاج في أمازون واللاعبين والجمهور، وتسريبات عامة عن أجواء العمل السميَّة. 

الحفاظ على صورة المحتوى العائلي 

التسريبات السلبية عن نمط عمل مستر بيست وفريقه بدأت بعد إعلان الانتقال إلى أمازون. ولا يقتصر تداولها في منصات التواصل الاجتماعي، بل بدأت صحف كبرى تجري تحقيقات حولها. هذه التحقيقات لن تضر فحسب صفقة إنتاج برنامجه على أمازون، القابلة للإلغاء في حال تراكمت الاتهامات ضده، بل ستخيّم بظلالها على صورة محتواه «النظيف» في يوتيوب، لا سيما ادعاءات التحرش ضد شريكه في صناعة المحتوى. 

هذه الأسباب الثلاثة تبين خطر الطموح والتوسُّع متى فاق الأمر قدرات اليوتيوبر الناجح، وضعف قدرته على التطور والتأقلم بسرعة وبناء الفريق الصحيح، وأيضًا الصعوبة في استمرارية حفاظ اليوتيوبر على صورته التي صنعها في البدايات. 

هذا ما لفتني حقًّا في تحليل الوضع الحالي لمستر بيست، الذي لم أشاهد أيًّا من مقاطعه: عدم الاكتفاء بالنجاح الذي تحققه في هذه المرحلة من حياتك وخبراتك وقدراتك، والتسرُّع في تحقيق نجاح أكبر، قد يتحوَّل إلى أسطورة «إيكاروس» الإغريقية الشهيرة للغاية: 

حين انتشى إيكاروس بقدرته على الطيران بجناحيه المصنوعين من الشمع، اقترب من الشمس بدون أي داعٍ حقيقي لهذه الخطوة. وبطبيعة الحال ذاب الشمع، وهوى إيكاروس صريعًا في البحر.


فاصل ⏸️


شبَّاك منوِّر 🖼️

مع اقترابنا من نهاية السنة، بدأت أفكر في الأشهر الماضية: هل أنجزت ما أود؟ ماذا عن تلك الرغبات التي ركنتها في زاوية بعيدة أراها لكنني أتغاضى عنها؟ هل أشعر بالرضا تجاه حياتي بجميع جوانبها؟ من هنا تعرفت إلى مصطلح «مراجعة الحياة» (Life Review). 🕵🏽‍♀️⏳

  • ابتُكِرت عملية مراجعة الحياة في الستينيات لمساعدة المتقدمين في العمر والمتقاعدين على اكتشاف رغباتهم في كيفية قضاء ما تبقى من أيامهم، وذلك من خلال العودة إلى ماضيهم، والتصالح مع أخطائهم وإرثهم. تعتمد المراجعة على طرح عشرات الأسئلة المتنوعة التي تبدأ من الطفولة، من تلك الأسئلة مثلًا: ما هوايتك المفضلة عندما كنت صغيرًا؟ 🧐🪁

  • لا يوجد وقت محدد لتراجع حياتك. فقد تطورت الممارسة لتشمل الجميع، وتدعم اكتشاف النفس وإعادة إيجاد الأهداف ودعم الرضا وتقليل القلق، سواء كنت في مقتبل العمر، أو مررتَ بتجربة كبرى غيرت أولوياتك، أو شُخِّصت بمرض أعاد تعريف حياتك. فهي فرصة لكي تتأمل إنجازاتك وتطورك، وتمنحك مسارًا أوضح لمستقبلك. ففي دراسة أُجريَت على مجموعة تتراوح أعمارهم بين 18 - 29، لوحظ أن جلسات المراجعة دعمت ثقتهم بأنفسهم، وشعورهم بقيمة حياتهم ومعناها. 🎯🌻

  • يُنصَح  بمراجعة الحياة مع مختص، ولكن يمكنك مراجعة حياتك بنفسك بالاستعانة بعدة مصادر مثل كتاب «دليل مراجعة الحياة» الذي يقدم أسئلة لمراحل حياتك، وكتاب «كتابة إرثك» الذي يتعمق في مواضيع عديدة مثل القِيَم والصداقات وحتى الأطعمة والموسيقا وغيرها. اختر موضوعًا واحدًا أسبوعيًا، تأمله وراجعه. 📖📆

  • لماذا قررت مراجعة حياتي؟ على الرغم من هواجسي الكثيرة، إلا أن عقلي لا يتمكن من اتباع مسار واحد. وأظن أن وجود دليل يرتب أفكاري ويدعم خلق مسارات واضحة لكل مرحلة سيسهل مهمة اكتشافي لما أريد وما أرغب في فعله، خاصة مع شعوري المستمر بالتخبط، ومع قراري تغيير طريقة تفكيري تجاه نفسي ونظرتي إلى الحياة. 🌅😌

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • لا تزال «دوم» باقية في أذهان الناس أو على الأقل بقيت مهمة لفئة من الناس. 🧟‍♂️

  • أتمنى ألّا تصبح «مراجعات الرؤساء التنفيذيين» لمنتجات منافسيهم ظاهرة جديدة؛ فهي فكرة مشوبة بعدم الموضوعية. 😎

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+660 مشترك في آخر 7 أيام