حان الوقت لكي تشيّد متحف فشلك 🏛️

الفشل جزء لا يمكن التضحية به لتحقيق النجاح ومعرفة مكامن الخطأ.

شرَّعت أستراليا قانون «الحق في الانفصال» الذي صيَّر التواصل مع الموظف خارج ساعات عمله، لأسباب غير ضرورية، عملًا غير قانوني قد يكلف الشركة دفع غرامة بحد أقصى 63 ألف دولار . وصرَّح رئيس الوزراء الأسترالي في إعلانه تطبيق القانون:

«الموظف الذي لا تدفع له لقاء عمله 24 ساعة، غير ملزم بالعمل لديك 24 ساعة.»

وبسرعة استدرك رئيس الوزراء بعد الاستهلال الحازم، ووجه نداءً ورجاءً للموظفين والمدراء بحلّ الأمور بالحسنى بينهم وعدم تصعيدها إلى المحاكم، حتى لا تنشغل الحكومة بقضايا تزيد على ساعات عمل موظفيها. 😏


متحف الفشل / Imran Creative
متحف الفشل / Imran Creative

حان الوقت لكي تشيّد متحف فشلك 

شهد راشد

لديّ الكثير من الهوايات التي يمكن استغلالها لتحقيق دخل مادي، وقد حاولت توظيف بعضها لإنشاء مشاريع صغيرة. لكن مرة إثر أخرى أفشل في الاستمرار، أو حتى البدء، لأنني أخشى الفشل. 

وبينما يُعرِّف المعجم الفشل بأنه «الخيبة، وعدم تحقيق ما كان يأملُه الشخص»، ففي حياتنا الشخصية لا توجد معايير واضحة يقاس عليها الفشل والنجاح، بل هي معايير يضعها المجتمع أو نضعها لأنفسنا ولا مجال للنجاة منها. فإن لم ننجح في أمر فنحن فاشلون بطبيعة الحال، مع أن الفشل ليس بالضرورة نقيض النجاح، ربما يكون نقيضه الاستسلام النهائي. 

وبالرغم من معرفتي لكل ذلك إلا أن شعور الفشل مصاحب لي حتى في أبسط الأمور. فقد أشعر بالفشل عند توقفي عن ممارسة الفن أو الرياضة، وعندما لا تعجبني نتيجة عمل ما، وعند عدم إنهاء جميع مهمات الأسبوع التي كان من المفترض توزيعها على شهر. قد نشعر بالفشل لأننا نُحمِّل أنفسنا أكثر مما نستطيع، ونرفع سقف توقعاتنا فلا نطوله. هنا تكمن المشكلة بين فشل ملموس لمشروع تجاري أو تجربة مهنية، وبين شعور يحفزه خوفنا وترددنا وقسوتنا تجاه ذواتنا. 

ولكن أليس للفشل ما يشفع له؟ 

يبدو أن الأخصائي النفسي والباحث في الاختراعات سامويل ويست ضجر من السمعة السيئة التي ينالها الفشل في كل حوار. فأنشأ «متحف الفشل» الذي يضم عشرات القطع من الاختراعات والمنتجات الفاشلة التي أطلقتها شركات عالمية ناجحة. 

منها مثلًا دمية ترتدي ثيابًا ممزقة بملامح حزينة وخائفة أنتجتها شركة ألعاب لتشجيع الأطفال على التعاطف في محاولة لتحييدهم عن مثالية باربي، إلا أنها بثت الرعب في قلوبهم فلم يشترها أحد. أو نظارات قوقل الرقمية التي فشلت لأنها لم تقابل توقعات المستهلك، بل كانت نموذجًا تجريبيًا فقط، و«بيبسي كريستال» الذي لاقى رواجًا أول أيام إطلاقه ثم انحدر إلى فشلٍ ذريع بعد اكتشاف المستهلكين سوء طعمه. والكثير من المنتجات التي تتراوح من أعقد المجالات التقنية إلى أكثرها استهلاكًا وسهولة. 

الهدف من إنشاء المتحف إدراك أن الفشل جزء لا يمكن التضحية به لتحقيق النجاح ومعرفة مكامن الخطأ. فالكثير من الشركات التي تشجّع على الابتكار ترفض الفشل ولا تراه خيارًا، مما يشلّ رغبة المبتكرين في المحاولة. ولا يقتصر الأمر على الاختراعات، بل يمتد للمنتجات البسيطة والإعلانات التسويقية وغيرها. كذلك الأمر بالنسبة لنا بصفتنا أفرادًا: خشيتنا من الفشل تمنعنا من المغامرة والخروج عما ألفناه، أيًا كان الشيء الذي يقيدنا خوفنا إليه.

عند الانتهاء من جولة المتحف ثمة جدار يسمى «جدار الاعتراف بالفشل»، يلصق عليه الزوار قصص فشلهم.

ومن هنا أدعوك إلى إنشاء متحف فشلك، اعرض فيه بفخر محاولاتك الفاشلة من منطلق دراستها كتجربة تُمكِّنك من التغيير إلى نتائج أفضل في المرة القادمة، ولكي تحتفل بفشلك الذي منحتْه إياك شجاعتك عندما حاولت في المقام الأول. 


فاصل ⏸️


شبَّاك منوِّر 🖼️

هل لا تزال على اتصال بأصدقاء طفولتك؟ وهل تحقق شيء من أحلامكم الكثيرة؟ في فلم «ستاند باي مي» (Stand By Me) يخوض كريس وجوردي وفيرن وتيدي مغامرة العمر عندما يسمعون عن طفل صدمه قطار، فيذهبون للبحث عن جثته، وفي طريقهم يتحدثون ويتعاركون ويبكون ويضحكون، لتصبح رحلتهم محطة طفولة لا تنسى.🥹 🛤️

  • لكل طفل من الأربعة صعوباته العائلية، بين الإهمال والتعنيف الجسدي والسمعة السيئة وغيرها. يتحالفون معًا ليشكلوا عصابة أصدقاء، حيث يعيشون مغامرات خطرة ويظهرون تصرفات لا تلائم أعمارهم، ففي أحد المشاهد مثلًا صُدِمت من تناقض براءة منزل الشجرة وتدخين الأطفال داخله. قد نظن تصرفاتهم تمردًا وإساءة تصرُّف، ولكنها في الحقيقة أداة تأقلم، إذ لكل إنسان طريقته في التأقلم مع ظروفه الصعبة. في هذه اللحظة ستغضب من فعلهم دون معرفة دوافعهم، وسيتكرر غضبك كل مرة ترى أمرًا دون معرفة سياقه وقصته، لذا تحلّ بالحكمة والصبر والتفهم قدر استطاعتك. 😡😔

  • في أحد المشاهد يبكي جوردي بينما يحكي لكريس أن والده يكرهه، ويتمنى لو أنه هو الذي توفي بدل أخيه المثالي والمحبوب. يرد كريس بعبارة غير متوقعة «هو لا يكرهك، لكنه لا يعرفك». كم جانبًا تُظهر لعائلتك؟ هل تُظهر جوانبك نفسها التي تُظهرها أمام الجميع؟ نتعلم منذ طفولتنا إظهار الجوانب التي نعتقد أن والدينا ومعلمينا وأصدقاءنا يودون رؤيتها، ونخفي ما نعتقد أنه لن يحظى بالقبول، لكننا بهذا التصرف نفترض ونتخيل ونقرر عنهم، ونحرمهم فرصة التعرف علينا حقًا. 🔍🎭

  • يأتي كريس من عائلة سيئة السمعة ويفترض الجميع أنه مثلهم. فنحن نسمع الكثير من الأمثال والقصص التي تدعم اعتقادنا، إلا أن كريس يتظاهر بالسوء لأنه يعرف أن سوءه مُقرَّر عنه سلفًا. نظن أننا في صندوق مغلق من التصورات نعجز عن الخروج عنه لصعوبة تحطيمه فنستسلم، بينما قد نتمكن من إيجاد فتحة صغيرة تمكننا من التسلل خارجًا، مثلما فعل كريس بعد أن كبر وغادر بلدته. 🗃️🫶🏼

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • على الرغم من فوائد التغذية الحدسية فإنها لا تزال تواجه انتقادات، معظمها نتج من عدم فهم حقيقتها. 😋

  • التنزه مشيًّا يغذي خيالي، فالطبيعة تكشف جمالها لعينيِّ المشّاء الذي ينظر إليها بعينين مفتوحتين صافيتين. 🚶

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+280 متابع في آخر 7 أيام