فلم «Alien: Romulus» نجاح آخر للأفلام السهلة الممتعة 👽🎬
فلم «Alien: Romulus» ممتع مع قصة سهلة، ولا يخلو من المشاكل العديدة خصوصًا في النهاية.
فلم «Alien: Romulus» نجاح آخر للأفلام السهلة الممتعة
عندما أُعلِن عن نزول فلم جديد من سلسلة «Alien» لم أكن متحمسًا، خصوصًا بعد تذبذب مستوى الأجزاء الأخيرة. وحتى لو كان ريدلي سكوت هو مخرج هذا الفلم لما ارتفع حماسي، فما بالك بفلم جديد من السلسلة مع مخرج شاب مع طاقم من الممثلين الشباب!
المخرج الأورقواياني فيدي ألفاريز سبق أن أخرج فلم «Don't Breathe»، وكانت تجربة مميزة في الجزء الأول، لكن سقطت بشكل ذريع في الجزء الثاني مع مخرج آخر. والآن حمل على عاتقه إخراج فلم من سلسلة طويلة، حتى مخرجها الأساسي -ريدلي سكوت- عجز عن استعادة قوة أجزائها الأولى.
ولعل هذه معضلة السلاسل التي تحقق في جزئها الأول نجاحًا هائلًا، إذ تظل بقية الأفلام رهينة نجاح الجزء الأول والمقارنة الفورية به، وتصبح بسبب هذه المقارنة أفلامًا غير جيدة حتى إن كانت في حقيقتها جيدة.
رغم كل ذلك قررت مع صديقي العزيز مازن العتيبي حضور الفلم، ومن عادتنا في حضور الأفلام اختيار أوقات خارج ساعات الذروة، فمثلًا صباح السبت من الأوقات المفضلة لدينا. وفعلًا، حجزنا وحضرنا في قاعة أيماكس في وقت خارج ساعات الذروة، ولم يكن في القاعة سواي ومازن. ورغم سعادتي بخلو السينما، وشعوري كمن حجز القاعة كاملةً، إلا أني رأيت فيه مؤشرًا أوليًّا على ضعف الإقبال على الفلم.
بداية هادئة
أستطيع وصف القصة بالسهلة: مجموعة شباب يرغبون في الهرب من سلطة الشركة الاستعمارية التي تجبرهم على العمل الشاق حتى الموت مثلما فعلت مع أهاليهم.
هذه قصة الفلم في سطرين، لكنها قناعتي الدائمة أنَّ الصعوبة الكبرى في صناعة الأفلام تكمن في سرد السطرين في فلم من ساعتين.
يبدأ الفلم مع الفتاة «رين»، ومع «أندي» الذي تعده بمثابة أخيها. «أندي» في الأساس نموذج آلي للشركة المستعمِرة، لكن والدها «المتوفي» عدّله بحيث يفعل كل ما يصب في مصلحة «رين». وبما أنَّ «أندي» يعلم أنظمة الشركة، يصبح مفتاح فرار المجموعة، ومن هنا تنطلق رحلتهم للهروب.
إيقاع الفلم في العشرين دقيقة الأولى هادئ جدًا. يطبخ على نار هادئة لما هو قادم، وتملَّكني الترقب لأعرف كيف سيكون طعم هذه الطبخة.
انطلاقة مثيرة
في أثناء رحلتهم، بعد وصولهم إلى السفينة المهجورة التي تساعدهم على الهروب، بدأت أشعر كأنني ألعب لعبة في «بلايستيشن 4» وأنا من يقود المهمة: أسلوب التصوير مذهل، والسرد يعتمد على كشف الأمور بشكل متسلسل مرتب، إلى أن تنكشف اللحظة التي يعرف فيها الجميع أنهم في خطر كبير.
هنا بداية تذوقك الطبخة، والمذاق كان لذيذًا. انطلق الفلم في رحلة بصرية وقصصية مثيرة جدًا نسيت معها كل تردُّد كان بداخلي قبل حضوره.
أما سرديًّا، فقد حدث تحول في شخصية «أندي» يقسم مسار السرد إلى مسارين: محاولة من هم داخل السفينة حل معضلة تساعدهم على إكمال الهروب، والمسار الآخر الهروب من «أندي» بعد التحول الذي حدث له. هذا الانقسام جعل سرد القصة واضحًا وسلسًا وبعيدًا عن التشتت، خصوصًا أن جميع الأحداث تحدث في أماكن معينة.
الجميع في دوره المناسب
كايلي سبيني ممثلة صاعدة بقوة، وفي هذه السنة كانت أحد أبطال الفلم الممتع «Civil War» وقدمت أداءً مميزًا جدًا لم يقل عن أدائها الرائع في «Alien: Romulus». لكن ديفيد جونسون في دور «أندي» كان الممثل الأفضل بلا شك، خصوصًا مع تعقيدات شخصية «أندي» والتحولات التي حدثت معها، والتي استطاع ديفيد جونسون بملامح وجهه أن يشعرك بالأسى والحزن تجاهها، وفي المقابل استطاع أن يجعلك تكره أنانيته وتمقتها.
فيدي ألفاريز قدَّم أداءً رائعًا في إخراج الفلم، واستطاع تطوير أسلوبه بشكل مذهل عن فلمه «Don't Breathe»، وستشعر في لحظات كثيرة بمشاعر الخوف والاختناق والمحاصرة نفسها التي شاهدتها في «Don't Breathe» لكن بشكل مضاعف.
ولا أستغرب نجاحه بشكل رائع في هذا النوع من الأفلام. ففي إحدى المقابلات، حين سئل عن اختياره الأفلام المفضلة لديه، قال إنَّ فلم «أولدبوي» غيَّر حياته وحتى طريقة عمله في الأفلام. بالمناسبة حين سئل ريدلي سكوت السؤال نفسه اختار فلمه «بليد رانر» ضمن القائمة. (دام سويت فلم زي كذا يحق لك يا سكوت! 😂)
نهاية مترددة
لعل أكبر مآخذي على الفلم أنه يتردد كثيرًا في النهاية: يصل كل شي إلى ذروته وتصل كل المشاعر الصحيحة لك، لكن يعود مرة أخرى ويقرر عدم الاكتفاء حتى في إقفال المشاهد ومسار الشخصيات. ومهما حاول العودة، إلا أنها تصبح أكثر اللحظات بلا قيمة في الفلم، ولا تستطيع التجاوب معه بالقدر نفسه.
خصوصًا في المعركة النهائية، أتذكر أني ومازن ضحكنا بدل أن نشعر بالرعب أو الإثارة، ولم توازِ التجربة الممتعة التي عشناها منذ بداية الفلم.
مع ذلك، لو سأصف الفلم سأقول إنه فلم ممتع مع قصة سهلة، ولا يخلو من المشاكل العديدة خصوصًا في النهاية، لكن لا تفوِّت تجربة مشاهدته في السينما، في قاعة أيماكس، وفي وقت غير أوقات الذروة.
العجيب أني توقعت أن ميزانية الفلم عالية، فقد بلغت 80 مليون دولار فقط وتعد ميزانية متوسطة بمعايير هذه الأفلام، لكن التجربة البصرية والصوتية مذهلة، وإنتاج الفلم يشعرك فعلًا بأنك تشاهد فلمًا فضائيًا حقيقيًّا.
وعمومًا، يبدو أنَّ 2024 سنة الأفلام الممتعة السهلة!
يعرض اليوم الخميس على فوكس سينما فلم الرعب «Blink Twice» للمخرجة والكاتبة زوي كرافيتز. الفلم تجربتها الأولى خارج عباءة التمثيل، ويتناول قصة «فريدا»، نادلة الكوكتيل، التي تتلقى دعوة من الملياردير التقني سلاتر كينق لحضور حفل جمع التبرعات الذي يقيمه، ثم يدعوها إلى الانضمام إليه وأصدقائه في إجازة على جزيرته الخاصة. بعدها تقع أحداث غريبة تدفع «فريدا» إلى التساؤل عن واقعها.
تتنافس شركات كبرى للحصول على حقوق إنتاج فلم المخرج الأوسكاري كريستوفر نولان، والمقرر الإعلان عنه في الأسابيع المقبلة. أبرز المنافسين شركات يونيفرسال و«وورنر براذرز» وباراماونت. كما تتنافس منصات البث الرقمي مثل نتفلكس و«إتش بي أو» وأمازون على مسلسل مشابه لمسلسل «House of Cards» من بطولة الممثلة روزاموند بايك، عن شخصية تتسلم دفة القيادة في شركة عملاقة تستثمر في تقنية حديثة.
جرى الإعلان عن فلم الأنمي «هجوم العمالقة :الهجوم الأخير» والذي سيكون تجميعًا للفصل الأخير من الموسم النهائي، بمدة عرض تبلغ 145 دقيقة، مع إضافة بعض المشاهد المحسنة، وسيصدر في 8 نوفمبر القادم.
شاعت أخبار من داخل أستوديو (A24) عن عملية تحضير مسلسل يتناول الحقبة التي سبقت وقائع «Friday The 13th»، تحديدًا في بلدة صغيرة حيث يتعرض الناس للقتل بشكل غامض في المخيمات القريبة منها. عنوان المسلسل «Crystal Lake» وجرى تعيين الكاتب براد كاليب كين للإشراف على إنتاجه.
أعلنت «إتش بي أو» عن عمل وثائقي مكون من جزأين عنوانه «Wise Guy» يتناول صناعة المسلسل الشهير «The Sopranos» بعد مرور 25 عامًا على صدوره. يكشف الوثائقي تحديدًا دور الكاتب الإيطالي الأمريكي ديفيد تشيس في صناعة المسلسل، وسيعرض في السابع من سبتمبر القادم.
أعلنت منصة «أبل تي في» تجديد مسلسل «Dark Matter» لموسم ثانٍ.
اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من فلم الرعب النفسي والخيال العلمي «Annihilation» المستلهم من رواية للكاتب جيف فاندرمير الذي شارك المخرج أليكس قارلاند في كتابة الفلم. العمل من بطولة نتالي بورتمان في دور عالمة الأحياء «لينا» والممثلة جينيفر جيسون لي في دور «د. فينتريس» قائدة البعثة.
تدخل بعثة علمية منطقة غامضة تُعرَف باسم «الوميض» (The Shimmer)، عبارة عن كتلة وميضية على هيئة قبة تتوسع باستمرار وتحوِّر كل أشكال الحياة داخلها. وبينما تحاول البعثة استكشاف هذا العالم الغريب، تواجه مخلوقات متحولة وتكتشف أسرارًا مرعبة عن الطبيعة المتغيرة للمكان وعن أنفسهم.
يبدأ المشهد مع المسعفة «آنيا ثورنسن» التي فقدت عقلها بسبب تأثير الضغوط النفسية والتغيرات الجينية التي أصابتها نتيجة وجودها في «الوميض»، حيث تلاحظ حركة مستمرة في بصمات أناملها، مما يشير إلى اضطرابات جينية تحدث على مستوى الخلايا. بعد أن قيَّدت زميلاتها اللاتي أخفين عليها بعض الحقائق، منها زواج «لينا» من جندي كان في البعثة السابقة، تشكك في روايتهن عن التهام دب زميلتها المقربة «كاس شيبارد» في جنح الظلام.
وفي أثناء تهديداتها تسمع استغاثة زميلتها «كاس»، لتنطلق «آنيا» فورًا ملبية النداء الذي كان يصدر من الدب المصاب بطفرة جينية، إذ من خصائصه المتطورة والمروعة تقليد أصوات ضحاياه في لحظاتهم الأخيرة، وتخسر نزالها معه.
في أثناء إصدار الدب صوت «كاس» الاستغاثي، نشهد الإيقاع البطيء الذي خلقه أليكس قارلاند بذكاء، مؤجلًا ببراعة الهجوم المرتقب، ويدخل المشاهد في رهبة وتوتر الاستحضار من خلال اللقطات المقربة التي تظهر فيها ملامح النساء المرتجفة. تتصاعد حدة وتيرة الهلع الذي تارة يحضر من الخلف وكأن كل واحدة منهن تتوقع أن يفترسها دون قدرة على محاولة فرار، والرعب الذي يحضر من الأمام حين كان يصرخ بصوت صديقتهن بوجهه البشع المشوّه، الأشبه بهيكل عظمي.
المشهد بعد خروج «آنيا» خالٍ من الموسيقا، بل وتظهر الأنفاس المتسارعة بفضل الهلع الذي قد يظهره الإنسان تجاه ما لا يخطر على البال. ونجحت المؤثرات المتعلقة بهيئة الدب وتصرفاته وصراخه في استحضار استعارة الخلايا السرطانية التي تتحور وتتحول وتبتلع الأنسجة السليمة في الجسم، تمامًا مثلما يحاكي الدب أصوات ضحاياه ويبتلعهم في النهاية، مما يجعل المشهد أكثر تأثيرًا ورعبًا.
نال الفلم جائزة «نقاد شيكاقو» في فئة «أفضل استخدام للمؤثرات البصرية»، ويحتفظ بتقييم 88% في موقع «روتن توماتوز»...ويستحق التقييم بجدارة.
تخيَّل فلم كتبت عنه نيويورك تايمز مراجعة في صبيحة افتتاحه في صالات السينما، وأول جملة تكتبها في المراجعة «فلم غبي، يضيّق الخلق بزيادة، ما له سالفة، مليان مؤثرات مطاطية»، بعدين تختم مراجعتها «الفلم من تفاهته وضعفه ما يستحق حتى نقول عنه مقرف، بس نقدر نقول عنه هراء وما يستاهل تروح السينما تشاهده.» بعدين نجي هنا وبكل ثقة نوصيك بمشاهدته! 😁
فلم «The Thing» صدر عام 1982، بعد ثلاث سنوات من فلم ريدلي سكوت «Alien»، وتقع أحداثه في معسكر أمريكي معزول في القارة القطبية الجنوبية يضم مجموعة من العلماء، يضطرون إلى مواجهة كائن فضائي ممكن يتقمص أي كائن آخر ويصير نسخة طبق الأصل منه! يبدأ الفلم مع ظهور مروحية تطارد كلب هسكي بريء، ويحاول القناص قتله بأي طريقة، إلى أن يصل الكلب المعسكر الأمريكي. تتفجَّر المروحية ويحاول أحد أفراد طاقمها من معسكر العلماء النرويجي الصراخ، وإبلاغ الأمريكان بشيء، لكنه يُقتَل دون إبلاغ رسالته.
وطبعًا يقرر فريق العلماء الأمريكي الذهاب للمعسكر النرويجي واستكشاف القصة وراء هذا الحادث الغريب، وهناك يكتشفون «الشيء»! من هنا تبدأ أجواء الرعب، والجرعة العالية من البارانويا اللي تصيب الشخصيات ضد بعضها البعض، وعدوى البارانويا تنتقل إليك أيضًا حتى آخر لحظة.
الفلم صحيح فشل أيامها في صالات السينما، والاستوديو طرد المخرج جون كاربنتر، وصانع المؤثرات روب بوتِن دخل المستشفى من الإرهاق الشديد في صناعة كل المؤثرات يدويًّا «واللي ما عجبت حضرة الناقد»، لكن بعد انتقاله إلى أشرطة الفيديو نال نجاح جماهيري ساحق. دخل قائمة أفضل 250 فلم في التاريخ على موقع (IMDb)، وآخر مرتبة وصلها في 5 أغسطس هي 149!
آخر نقطة: الفلم يعطيك فرصة تتأمَّل أصالة صناعة المؤثرات في أفلام جيل الطيبين قبل مرحلة الـ«CGI» اللي غرقت فيها أفلام مارفل. 😑
حرص «جيل الطيبين» من المخرجين في السبعينيات والثمانينيات على تصميم شعار دعائي للفِلم يكسِّر الدنيا، ويغرس فيك خوف حقيقي قبل أن تطأ رجلك صالة السينما. مثلًا عندك «الفك المفترس» عبارته كانت: «كأن القدير خلق الشيطان، وأعطاه فكًّا». وعندك الشعار للرائع ريدلي سكوت: «في الفضاء، لا أحد يستطيع سماع صراخك.» وأكيد عرفت أي فِلم نقصد. 👽
اخترنا هذا الشعار بعد مشاهدتنا «Alien: Romulus» في تحية شاعرية منّا إلى البذور الأولى التي زرعها ريدلي سكوت في «Alien»، الصادر عام 1979. وهذه أول معلومة نشاركك إياها في فقرة «دريت ولّا مادريت» حول هذا الفِلم الرهيب.
صُوّر المشهد الايقوني لانفجار الصدر وخروج مخلوق فضائي منه مرتين. في المرّة الأولى لم يتمكن المخلوق الفضائي من قطع قميص «كين»، مما اضطرّ الطاقم إلى ضبط المشهد وإعادة تصويره من جديد. هذه المحاولة الفاشلة ظهرت في النسخة النهائية من الفلم، لأنها جعلت المخلوق الفضائي يبدو وكأنه يكافح من أجل الخروج، وزاد عنف المشهد. صُوّرت لقطتيّ المشهد من زوايا متعددة، وثمة نحو أربعين دقيقة منها متاحة للعرض. ومن روعة هذا المشهد، احتل المرتبة الثانية في قائمة اللحظات المئة الأكثر رعبًا على الإطلاق في تاريخ الأفلام! 😱
استوحى الكاتبان، دان أوبانون ورونالد شوسيت، الفكرة من قصص الحرب العالمية الثانية التي تتحدث عن كائنات تُسمَّى «القرملين»، وهي وحوش مُتخيّلة كانوا يتداولون قصصًا عنها بأنها تختبئ في الطائرات المقاتلة. مع ذلك، في أثناء المراحل المبكرة من كتابة النص وتطويره، واجه المؤلفان مأزقًا كتابيًّا، حيث لم يتمكنا من رسم التصوّر المناسب لكيفية صعود كائن فضائي على متن السفينة. توصل شوسيت إلى فكرة مؤداها «أن كائنًا فضائيًّا يمارس الجنس مع أحدهم»! ثم تطورت فكرة التكاثر في النهاية إلى التكاثر عن طريق الزرع، حيث كان يهدف عمدًا إلى استحضار صور اغتصاب الذكور والحمل. لذلك أصر الكاتبان على أن يكون الضحية رجلاً. أولاً: لأنهما أرادا تجنب تكريس الصورة النمطية التي تعد المرأة الهدف الأول والأسهل للاغتصاب. وثانيًا: لأنهما وجدا بأن جعل الضحية أنثى لن يخدم الفكرة لأن الاغتصاب كان رمزيًّا. وثالثًا: لجعل المشاهدين الذكور يشعرون بعدم الارتياح مع هذا التغيير في الأدوار النمطية.
وفقًا ليافيت كوتو، فقد طلب منه السير ريدلي سكوت أن يزعج سيقورني ويفر خارج الكاميرا، حتى ينشأ توتر حقيقي بين الشخصيتين. ندم كوتو على ذلك، لأنه أحب ويفر حقًّا.
ولجعل القط «جونز» يظهر الخوف من الكائن الفضائي النازل، وُضِع أمامه كلب من فصيلة «شيبرد» مع وجود حاجز بينهما في البداية حتى لا يتمكن القط من رؤيته. ثم أُزيل الحاجز فجأة لإيقاف «جونز» عن التقدم، ويبدأ بإصدار الهسهسة الدالة على وجود تهديد.
لم يُبلَّغ الممثلون بفكرة استخدام دماء وأحشاء حقيقية، وذلك لكي تصدر عنهم ردود فعل عفوية من الصدمة والاشمئزاز. ويبدو أن هذه الخطوة نجحت إلى حد كبير، فقد عاد يافيت كوتو «باركر» إلى منزله في حالة صدمة كاملة، وحبس نفسه في غرفة لساعات رافضًا التحدث إلى زوجته.
في الرسوم التوضيحية الأصلية التي رسمها إتش. آر. قيقر، التي استوحيَ منها شكل الكائن الفضائي، كان للمخلوق عيون. وفي الفلم، أصر قيقر على أنه ليس للمخلوق عيون، مما أعطى مظهرًا كئيبًا لوحش بارد بلا مشاعر يصطاد بالغريزة أو الرائحة. وقد افترض المعجبون لاحقًا أن رأس المخلوق المقبّب يحتوي على أعضاء حسية تسمح للمخلوق باكتشاف الضوء والظلام، أو الرؤية من خلال تحديد الموقع بالصدى مثل الخفافيش، أو بالكهرباء مثل أسماك القرش.
كان عنوان المسودة الأولى لدان أوبانون «Star Beast»، لكنه لم يكن سعيدًا بهذا العنوان أبدًا. وبعد قراءته المسودة عدة مرات، لاحظ تكرر ظهور «alien»، وأدرك أنها العنوان المثالي. فهي تعمل اسمًا وصفة، ولم تُستخدم عنوانًا لفِلم من قبل.
صرح السير ريدلي سكوت بأنه تردّد بالبداية في اختيار الممثلة الأنسب لدور «ريبلي» وكان الأمر يتأرجح بين سيقورني ويفر وميريل ستريب اللتين كانتا زميلتي دراسة في جامعة ييل. ولكن في نهاية المطاف ذهب الدور إلى ويفر، لأن ستريب كانت حينها تعيش حزنها على وفاة شريكها جون كازال. وبمناسبة الحديث عن اختيار الممثلين، رفض هاريسون فورد دور «الكابتن دالاس».
يستعين العديد من المنتجين بقرّاء محترفين، يقرؤون النصوص ويلخصونها لهم. وفي هذه الحالة، لخّص قارئٌ النص على النحو التالي: «يشبه فِلم "الفك المفترس" لستيفن سبيلبيرق، لكن أحداثه تجري في الفضاء.»
كان المخرج السير ريدلي سكوت يريد في الأصل استخدام دمًى يُتحكّم بها عن بعد لتصوير الكائن الفضائي، لئلا يظهر بوضوح أن الوحش رجلٌ برداء مطاطي. ولسوء الحظ، لم تكن التقنية في ذلك الوقت متقدمة بما يكفي لتحقيق ما يريد. في النهاية استقرّ الرأي على بولاجي باديقو ليؤدي الدور. وكان باديقو فنانًا رسوميًا اكتشفه مدير اختيار الممثلين في إحدى الحانات. كان طوله 208 سم، وكانت له ذراعان نحيفتان للغاية، مما يجعله مؤهلًا تمامًا لتأدية دور كائن فضائي يبدو أقل إنسانية، وأكثر شبهاً بالحشرات. أخذ دروسًا في التاي تشي والبانتومايم ليتعلم كيفية إبطاء حركاته. وكان لا بد من بناء أرجوحة خاصة به للجلوس عليها في أثناء التصوير، لعجزه عن الجلوس على كرسي عادي متى كان في زي الكائن الفضائي، بسبب الذيل طبعًا.
لم يُصوّر المخلوق الفضائي مطلقًا وهو يواجه الكاميرا مباشرة، بسبب ملامح وجهه الشبيهة بالبشر. كان السير ريدلي سكوت عازمًا على تبديد أيّ فكرة عن وجود رجل يرتدي رداءً مطاطيًّا، فجعل مشاهد الوحش تأتي عن قرب، ومن زوايا مختلفة لوجهه المروّع، ونادرًا ما أظهر الوحش بالكامل. كما تولى السير ريدلي سكوت بنفسه جميع أعمال التصوير بالكاميرا المحمولة.
كان الجزء الداخلي من البيض الفضائي -كما رآه كين- مكوّنًا من مواد عضوية حقيقية. إذ استخدم السير ريدلي سكوت قلوبًا ومعدًا طازجة لبعض الذبائح التي حصل عليها من جزّار محلي. وقد حاول فريق التصميم قبل ذلك عدة محاولات وفشلت، لكنهم في النهاية وجدوا أن المواد العضوية وفّرت المظهر الرطب واللزج الذي كانوا يأملونه.
يذكر السير ريدلي سكوت ثلاثة أفلام تأثَّر بها: «ستار وورز» و«A Space Odessy» خصوصًا في تصويرهما للفضاء الخارجي، و«The Texas Chain Saw Massacre» في معالجته للرعب.
بعد رواج مسلسل «ذ لاست أوف أس»، أكيد مرَّت عليك في تك توك مقاطع وثائقية عن دودة «لانسيت فلوك» (Lancet Fluke) التي تغزو عقل النملة، ثم تتحكم بها وتجعلها تصعد إلى أعلى الشجرة مسلوبة الإرادة حتى تأكلها الحيوانات لكي تنمو داخلها. واحتمال مر عليك مقطع دودة «التوكسوبلازما» التي تسيطر على دماغ الفأر فتتحكم به وتغير تصرفاته وتجعله لا يخشى القطط. 😨
هذه الظواهر العلمية يجري توظيفها في عالم السينما والتلفزيون تحت مظلة «ماذا لو»، في محاولة جدلية يصبح فيها الإنسان هو الكائن الذي تُسلَب إرادته ويتبع غريزة جديدة غير محكومة بالمنطق!
وهذا بالضبط ما يحدث في مسلسل الأنمي «Parasyte: The Maxim» الصادر عام 2014، والمقتبس من مانقا صدرت في الثمانينيات -وتحمل العنوان نفسه- من تأليف هيتوشي إيواكي.
تتمحور القصة حول «إيزومي شينيتشي»، البالغ من العمر ستة عشر عامًا، الذي يعيش مع والدته ووالده في حي هادئ في طوكيو. في إحدى الليالي تغزو الأرض كائنات فضائية تشبه الديدان، تُسمَّى «طفيليات الأرض»، وتستولي على أدمغة مضيفيها من البشر بالدخول عبر آذانهم أو أنوفهم.
تفشل هذه المحاولة مع «إيزومي»، بعد أن حاول طفيلي الزحف إلى أذنه في أثناء نومه، لكنه فشل لأن «إيزومي» كان يرتدي سماعات رأس. فيدخل الطفيلي جسده عن طريق الحفر في ذراعه، ويستولي على يده اليمنى ويطلق عليها اسم «ميجي». ولأن «إيزومي» كان قادرًا على منع «ميجي» من الصعود إلى دماغه، فقد احتفظ كلا الكائنين بذكائه وشخصيته منفصلًا عن الآخر. ومن هنا تبدأ المغامرة التي يتعاون فيها الكائن البشري مع الكائن الطفيلي.
العمل يطرح في فكرته عدة مواضيع مثيرة، منها أنَّ الطفيلي قد يتشكل بهيئة أفكار تسيطر علينا وتتسلل إلى عقولنا، ثم تختطفنا وتحركنا دون إرادة حرة نحو مصالحها، التي قد تختلف عن كل المبادئ التي نعتنقها.
ومن باب إضفاء بعض الحماسة، نقول لك إن هاياو ميازاكي وتوشيو سوزوكي كانا مهتمين بتحويل مانقا «Parasyte» إلى عمل من بصمتهما، ولكن الحقوق وقتها كانت في حوزة شركة «نيو لاين سينما». 😩
مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.