لماذا نبكي عند مشاهدة الأولمبياد 😢🏅
هناك عشرات النظريات التي تفسر البكاء العاطفي، لكن هل حاول أحدهم تفسير بكائنا عند مشاهدة الألعاب الأولمبية؟
هل تعرف أنك إن كنت على مسافة قريبة من مجموعة أناس يعبرون بصخب عن عاطفة ما، فأنت مهيأ للانجراف معهم والتصرف مثلهم حتى إن لم تكن بالضرورة مقتنعًا أو مدركًا فعلًا لما يجري؟ يحدث هذا لأنَّ في تلك اللحظة يضعف إدراكك الفردي وتحليلك المنطقي للوضع.
هذا ما يسميه أرثر بروكس «العدوى الاجتماعية» (Social Contagion)، ولا تحتاج هذه العدوى إلى القرب الجغرافي، يكفيها القرب الافتراضي لتجد نفسك في تويتر مثلًا كمن ينطبق عليه المثل «مع الخيل يا شقرا»! 😏
لماذا نبكي عند مشاهدة الأولمبياد
سادت نظرية في القرن السابع عشر مفادها أن المشاعر تزيد حرارة القلب، وهذا يولد بدوره بخار الماء ليبرّد نفسه، ثم يرتفع بخار القلب إلى الرأس ويتكثف قرب العينين ويخرج في شكل دموع.
هكذا حاول الناس قديمًا تفسير البكاء، لكن من المشاعر التي زادت حرارة قلبي وأنا أشاهد منذ أيام سباحًا بريطانيًا يحتفل بميدالية فضية في «أولمبياد باريس» حاملًا طفله الصغير؛ فيبكي بشدة وأنا أبكي معه دون أن أفهم لماذا؟!
هناك عشرات النظريات التي تفسر أسباب البكاء العاطفي، لكن هل حاول أحدهم تفسير بكائنا بشدة عند مشاهدة الألعاب الأولمبية؟
تفسر ماري سبيلين عالمة النفس في «المعهد الأسترالي للرياضة» الأمر بأننا، نحن البشر، نميل إلى التواصل والتعاطف مع الآخرين؛ لذا نحزن إذا رأينا شخصًا حزينًا، وهذا تحديدًا جزءٌ رائع من التجربة الإنسانية.
أما توم لوتز في كتابه «تاريخ البكاء» فيخبرنا أننا نذرف دموع التعاطف لأن بعض الانفعالات لا تجد مخرجها المثالي إلا في البكاء. هذا هو الفعل الوحيد لدينا عندما نتعرض إلى سلسلة من الانفعالات الكثيفة التي نختبر معها شعورًا بأننا خارج تجربتنا الشخصية، وعندما يبلغ هذا الشعور ذروته لا نملك إلا أن نبكي.
تبدو تلك التفسيرات منطقية إلى حد كونها بديهيات،
لكن هل تستحق الألعاب الأولمبية أن نتعاطف مع أبطالها الذين لا نعرف عنهم شيئًا؟
هذا ما يعتقده توماس ديكسون صاحب كتاب «بريطانيا الباكية» (Weeping Britannia)، فهو يرى الرياضة للبشر المعاصرين بمثابة اللحظات الدينية أو المشاهد المسرحية للبشر في القرون الماضية. لذا من الطبيعي أن نبكي أمام الإنجازات الرياضية التي نراها في الأولمبياد؛ فهي أكثر الإنجازات غير العادية في عصرنا.
إذا أردت تفسيرًا علميًا للأمر فإن مايكل ترميبل طبيب الأعصاب والأستاذ الفخري في «جامعة لندن» يقول إن المناطق العصبية في الدماغ تنشط نفسها عندما نرى شخصًا مثارًا عاطفيًا، كما لو أننا نحن المثارون عاطفيًا تمامًا، وفي هذا دلالة على تطورنا، بل هو جزء مهم من كوننا بشرًا في الأساس. أما أنا فأراهن نفسي دائمًا على أن هذا البكاء الذي يجتاح الأبطال عقب التتويج وراءه قصة جعلته بكل هذا الصدق، وقليلًا ما أخسر هذا الرهان.
هذا السباح البريطاني الذي أبكاني يدعى آدم بيتي، وهو أعظم سباح صدر في التاريخ، وحقق ميداليتين ذهبيتين في «أولمبياد ريو» ثم «أولمبياد طوكيو»، ولم يكن يبكي لأنه أخفق في تحقيق الذهبية الثالثة، بل لأنه استطاع العودة إلى منصات التتويج بعد أن ترك السباحة تمامًا مدة عام كامل بسبب مروره بأزمات نفسية وإدمانه الكحول.
أما طفله الصغير فيدعي جورج، وقد سأله بعد السباق: هل كنت الفتى الأسرع اليوم؟ أجاب آدم إنه اليوم لم يكن الأسرع، ليطمئنه جورج بألّا يقلق فهو سيظل يحبه 😭. ربما لأنني أب لطفلتين تعاطفت مع آدم منذ اللحظة الأولى حتى قبل معرفتي قصته. شعرت بأنه تجاوز كثيرًا من العقبات بفضل دعم هذا الصغير ووجوده في حياته؛ لأن هذا ما أشعر به تمامًا في كل إنجاز شخصي أحققه. رأيت في آدم نفسي ورأيت في جورج طفلتيّ؛ ولهذا بكيت معه كأنني حققت الفضية لتوي.
نبكي بشدة عند مشاهدة الأولمبياد لأننا نرى أنفسنا، ونرى كل المحاولات التي فعلناها وتكللت بالنجاح وكل الخسارات التي خسرناها بشرف لأننا حاولنا. نبكي لأننا نعرف أن وراء كل ميدالية قصة إنسانية تشبه حتمًا قصتنا في لحظة معينة.
أليس هذا سببًا كافيًا لارتفاع حرارة قلبي في الأولمبياد!
فاصل ⏸️
خبر وأكثر 🔍📰
قوقل تسحب إعلانًا أولمبيًا عن جيمناي لاجتيازه الخط الأحمر!
قررت قوقل سحب إعلان أداة الذكاء الاصطناعي «جميناي»، الذي يظهر فيه أب يطلب من بوت الدردشة الذكي مساعدة ابنته على كتابة رسالة إلى بطلة الأولمبياد الأمريكية سيدني مكلافلين ليفيرون. وجاء هذا القرار بعد انتقادات عبر الإنترنت رأت أنّ استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة رسائل المعجبين يُفقد هذا التقليد قيمته. 📝🤖
أوضح متحدث باسم قوقل أن الإعلان كان ناجحًا في الاختبارات السابقة للبث، لكن بسبب التعليقات السلبية تقرر إيقافه. وأضاف أن هدف الإعلان كان تقديم قصة أصيلة تحتفل بفريق الولايات المتحدة، وإظهار كيفية استفادة المستخدمين من تطبيق «جميناي» كمصدر إلهام.😰❤️🩹
في ظل الانتقادات المتزايدة لشركات أخرى بسبب استخدامها الذكاء الاصطناعي في الإبداع، مثل «تويز آر أس» و«نتفلكس» و«إتش بي أو»، ظهرت دعوات إلى وضع معايير لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المشاريع الشخصية والإبداعية.❌✋🏻
هل اجتاز «جيمناي» الخط الأحمر؟! يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مهمات العمل لكتابة السير الذاتية أو تقييمات الأداء. كما يعتمد الآباء على التقنية الحديثة لمساعدتهم على التربية وتدريس أطفالهم، وقد أضيف إليها الآن «شات جي بي تي» للمساعدة على التواصل. وبالمثل يفيدنا تعليم الأطفال الاستفادة من «جيمناي» في كتابة المسودات الأولى، والعمل على تعديلها بحيث تعبّر عنهم. 👧🏻💌
🌍 المصدر
شبَّاك منوِّر 🖼️
أميل بطبيعتي إلى الانتقاد وتكوين الملاحظات حول كثير من الأشياء في مختلف المجالات، وكان للأمر تأثيره فيمن حولي ونظرتهم وتعاملهم معي بوصفي شخصًا ناقمًا. قبيل سنوات قررتُ تغيير هذا الجانب فيما يتعلق بصداقاتي وعلاقاتي: «لن أتخلى عن حسي الانتقادي تجاه بعض الأشياء طبعًا🙂.»، ولمستُ اختلافًا كبيرًا عاد عليّ بعلاقات لا أقدّرها بثمن. 💗
الأحكام المبنية على قرار وتفكير ضرورية لتحسين جودة حياتنا، حتى نجاتنا، فنحن بحاجة إلى الحكم مئات المرات خلال يومنا. لكن يختلف الأمر مع إطلاق الأحكام على قرارات الآخرين وتصرفاتهم بناءً على تصوراتنا التي غالبًا تكون سطحية أو ناقصة؛ لأنها تنبع في الكثير من الأحيان من إحساسنا بالأفضلية أو الحسد والغيرة أو تجنّب التعامل مع ما يحصل في حياتنا. لا يعني هذا السكوت عن الخطأ حين نراه أو عدم تكوين رأي حول موقف أو شخص عندما يكون له تأثيره السلبي فينا أو في الآخرين. 🤫 🙅🏻♂️
إطلاق الأحكام على الآخرين تصرف مكتَسب، قد نكون تعلمناه من عائلاتنا أو مدارسنا، ولكننا بحاجة دائمة إلى التوقف وإعادة النظر. فعند قراءة شيء أو سماع شيء يستحثّ فينا استجابة تلقائية، علينا الامتناع عن الرد لحظةً والتفكير في الأمر من منطلق الرغبة في الفهم والمعرفة، وإن أطلقتَ حكمك بعدها فسيكون مبنيًا بشكل أصح قليلًا. ولكن اسأل نفسك: ما الذي يدفعني إلى المسارعة بالهجوم؟ ومهما يكن الجواب فإن عليك التعامل معه ومنعه من تغبيش رؤيتك وقلبك. 🫀🌫️
أجد نفسي أنتقد بلا هوادة تصميم مطعم أو لوحة فنية معاصرة أو آخر «ترند»، على حين أسعى في المقابل إلى بناء مساحة آمنة في علاقاتي مع الآخرين قريبهم وبعيدهم، وعبر السنوات فهمت أن إطلاق الأحكام فيه مرارة وقسوة غير مبررة ولا مفهومة، فهو يخلق مسافة تحرمنا من علاقات ثمينة. لأنني مهما حاولت فهم دوافع ومسببات وبيئة الشخص الآخر التي دفعته إلى اتخاذ قرار ما، فلن أعرف تكوينه الشخصي وكيف يرى العالم. 🖼️ 🫂
قد تكون طبيعتك ميّالة إلى النقد أو التركيز في العيوب حولك، ولهذه الطبيعة مزيّتها التي ستعود عليك بالنفع إن وظّفتها في مكانها الصحيح. ابحث عن شيء تستمتع بتكوين الآراء حوله في أي مجال مثل الكتب أو الأزياء أو الفن وغيرها، واقتصر على بعض الأوقات أو المواضيع، وحاذر تركها تلتهم بقية جوانب حياتك؛ لأنها ستخلق هالة من الشؤم الذي سينفر الناس عنك. 📚👻
🧶 إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
«لا جديد تحت الشمس، لكن ثمة شموس جديدة.» أوكتافيا بتلر
كيف يساعدنا الذكاء الاصطناعي على التحدُّث مع الحيوانات؟
خمِّن اسم المدينة من منظور الطائر!
لما الجيرة تظلل الحي من حر الشمس.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
على لاعب «سم ستي» إنشاء مدينة وحل المشكلات التي تواجهه مثل نقص المال أو التلوث أو كارثة بيئية أو طبيعية أو غزو فضائي! 🌆
الخطر في غرس البلاهة أنها مع تغلغلها اليوميّ إلينا سنقتنع بأنَّ البلاهة التي يقدمها إلينا الآخرون هي فكر. 😧
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.