كيف نفهم سالفة أبل! 🧑‍💻

اعتمادنا على أسلوب «السوالف» قد يحدُّ مع الوقت من قدرتنا على التعمق في التفاصيل وتشكيل آرائنا الخاصة.

قوانين الاستخدام / Imran Creative
قوانين الاستخدام / Imran Creative

كيف نفهم سالفة أبل!

إيمان أسعد

من بين كل التفاصيل التي كان لنشرة «ذ فيرج» أن تركز فيها من باب تحليل قضية الاحتكار التي رفعتها الحكومة الأمريكية ضد أبل، ركزت على تفصيل قد يبدو هامشيًّا: استهلال وزارة العدل ملف قضيتها بسالفة!

وهذه هي السالفة:

«في عام 2010، أرسل مسؤول تنفيذي في الإدارة العليا لأبل إيميلًا إلى ستيف جوبز حول إعلان كندل الجديد. يبدأ الإعلان مع امرأة تستخدم الآيفون لكي تشتري الكتب وتقرأها على تطبيق كندل. بعدها تنتقل المرأة نفسها إلى جوال أندرويد وتواصل قراءة كتبها على تطبيق كندل ذاته. وذيَّل المسؤول التنفيذي الإيميل: "الرسالة التي علينا ألا نتجاهلها في هذا الإعلان أنَّ من السهل التحويل من نظام آيفون إلى أندرويد، وهذه ليست برسالة ممتعة لنا على الإطلاق!" وكان جوبز حازمًا في رده: ستجبر أبل المطورين على استخدام نظامها المالي في الدفع لكي تحصر المطورين والمستخدمين في منصتها. هذا الرد مثال على ما فعلته أبل طيلة سنوات كلما واجهت منافسة من الآخرين: بأن تصعّب على المطور والمستخدم مغادرة نظامها وإجباره على دفع كلفة أعلى، بدل منحهما ميزات تجذبهما للبقاء.»

على خلاف المعتاد في الكتابة القانونية، جاءت فقرة السالفة بلغة مبسطة خاوية تمامًا من المصطلحات القانونية، وجاءت قبل الفهرس بحيث لا تترك مجالًا لأي قارئ عابر أن يفوته قراءتها. وهنا المحك، كما قالت محررة «ذ فيرج» سارة يونق:

وزارة العدل لا تستهدف القاضي والفريق القانوني العرمرم لدى أبل، بل القارئ العادي -سواء الذي يستخدم الآيفون أو الأندرويد- القارئ الذي لا يفقه شيئًا في القانون لكن بالتأكيد لديه عاطفة قوية تجاه أبل سواء كانت العاطفة حبًّا أم كرهًا. وسيتفهم تعقيدات قضية الاحتكار من خلال تجربته الشخصية مع تطبيق كندل.

فالعاطفة لا يستحثها الحديث القانوني التقني بل القصة، وفي استخدام وزارة العدل «السالفة» كاستهلال لملف قضيتها، وجهت ضربة استباقية في كسب الرأي العام إلى جانبها.

طبعًا، مثل جوانب أخرى كثيرة في حياتنا، كان لمنصات التواصل الاجتماعي دورها الأساسي في «تطبيعنا» ذهنيًّا على فهم أعقد الأمور من خلال لغة «السوالف». فمدى تركيزنا القصير الناتج عن التشتت والتصفح السريع يمنعنا من الصبر على الوصول إلى المغزى بعد الفقرة الأولى. واعتيادنا على تلقيمنا أعقد المعلومات من خلال محتوى سردي سهل في يوتيوب وتك توك وسلاسل التغريدات جعلنا نتململ بسرعة من أي تفسير خارج سياق السردية القصصية.

بالتأكيد يسهّل علينا السرد القصصي فهم القضايا المعقدة، لكن اعتمادنا شبه الكلي على أسلوب «السوالف» قد يحدُّ مع الوقت من قدرتنا على التعمق في التفاصيل وتشكيل آرائنا الخاصة ويسطِّح مخزوننا المعرفي. فنحن لم نعد أطفالًا نحتاج إلى أمهاتنا أن يشرحن لنا تعقيدات الحياة من خلال تبسيطها في حكايا ما قبل المنام.


خبر وأكثر 🔍 📰

أفلام هوليوود قد تختفي من الذاكرة!

  • ضعف الأرشفة الرقمية يهدد بمسح ماضي هوليوود! من بعد فزع احتمال سيطرة الذكاء الاصطناعي على صناعة الأفلام، تواجه هوليوود خوفًا تقنيًا جديدًا من اختفاء الملفات الرئيسة التي تحتوي على نسخ الأفلام والمسلسلات. فمثلًا، الفلم الطويل الصامت والثاني لألفريد هيتشكوك «The Mountain Eagle» اختفى للأبد! 🎞️ 😥

  • الأفلام المستقلة أسهل الضحايا! لأنَّ الأفلام المستقلة تُنتج بميزانية محدودة فهي الأكثر عرضة للاختفاء لأنها تخزَّن في أقراص صلبة «هاردسك»، وتُحفظ في خزائن البيوت وتحت الأسرة في غرف النوم أو في المرآب. وبما أنها ليست من منتجات الاستوديوهات الكبرى، فمن غير المحتمل استرجاع نسختها أو أرشفتها رقميًّا لارتفاع التكلفة، ما يعني أنَّ في المستقبل القريب سيختفي عصر كامل من الأفلام المستقلة.💰🫣

  • الأرشفة الرقمية ليست آمنة دومًا! ثمة اعتقاد خاطئ بأمان الملفات الرقمية، لكن الكثير منها يتلف أو تُنقل بياناتها بشكل خاطئ، أو تتغير إعدادت أنظمة الكمبيوتر ويصعب النسخ منها، وهكذا يختفي العمل! لا يتحدث المتخصصون عن الأمر علنًا خشية اتفاقيات السرية، لكن سرت شائعة في 1998 أنَّ موظفًا في شركة «بيكسار» كتب أمرًا خاطئًا أدى إلى حذف «Toy Story 2»، ولحسن الحظ أن المديرة الفنية المشرفة كانت تملك نسخة احتياطية! هذه الحادثة ليست الوحيدة.🔥 🖥️

  • تسارع التقنية مشكلة والذكاء الاصطناعي هو الحل! مع التطور التقني السريع ينبغي مواكبة عمليات التوثيق الرقمية من خلال تحديث الملفات الرقمية أولًا بأول حرصًا على ألا تتقادم أنظمتها ويصبح من الصعب النسخ منها. لكن ثمة أمل أنَّ مع وجود الذكاء الاصطناعي ستتغير قواعد اللعبة ويصبح من السهل استرجاع الأفلام من الملفات الرقمية، حتى القديمة منها. 👨🏻‍💻

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

أشعر بالسوء عند بدئي قراءة كتاب ثم تركه قبل إنهائه، أو كتابة نص وتأجيل إكماله، أو ترتيب جزء من غرفتي وإهمال الباقي. وعندما شاركتني إيمان هذا المقطع وجدتُ فيه نوعًا من العزاء، واستوعبت أن بعض اعتقاداتنا شُوِّهّت في عصر متوقع فيه منا إنجازات متتابعة نربطها بقيمتنا، وتنفيذ عشرات المشاريع والمهمات في آن واحد وبشكل مثالي لنشاركها الآخرين. لكن اطمئن، ليس علينا الاستمرار في ذلك. 🫶🏼

  • إلحاح الوصول إلى خط النهاية. بُرمِجنا على الاعتقاد بأن الإنجاز يكمن في تنفيذ المهمة على أكمل وجه حتى تُحسب لنا، وننسى أن كثيرًا من الأشياء لا بد أن تأخذ وقتها، بل من الأفضل الإبطاء فيها، مثل العمل على لوحة أو نَص. ونخشى أن نتريث لأن العالم يُطالب دومًا بالنتيجة ولا يأبه بالعملية التي هي صُلب الأمر كله. هل تأملتَ يومًا زهرة أو ثمرة؟ لا يمكن للنباتات أن تُسرّع نموّها ولا يُتوقع منها ذلك؛ فلنتعلم منها. 🌾🕰️

  • ماذا عن الوقت الضائع؟ نخشى اتخاذ قرارات بالتخلّي عن أشياء لا تعود علينا بالنفع؛ لأننا لا نريد أن يكون الوقت الذي استثمرناه فيها خسارة، كتلك الوظيفة التي تُدرِك بعد وقت أنها لا تناسبك لكن تخشى تركها. فنحن ننسى دومًا أن بإمكاننا البدء من جديد. فكّر بالأمر هكذا، لا يُعد وقتك ضائعًا في وظيفتك إلا منذ لحظة إدراكك عدم ملاءمتها، وقِس ذلك على علاقاتك ومشاريعك. 🏁😌

  • اختر نصف المهمة. تلعب عقولنا حيلة ذكية بأن تمنحنا خيارين: إنجاز المهمة كاملة أو تجاهلها. ولا يعطينا عقلنا الخيار المنطقي الثالث وهو إنجاز نصف المهمة. تقول الأخصائية النفسية  نيدرا: قسّم الأعمال التي عليك فعلها، ما المنطقي أكثر؟ تحديد ساعة واحدة لتنظيف جزء من منزلك أم تنظيفه بالكامل وإلغاء بقية التزاماتك مدة أسبوع؟ ومن الذي يجبرك على مشاهدة فلم طويل دفعة واحدة؟ فأنت بإمكانك تقسيم متابعته حسب جدولك. دائمًا اختر إنجاز جزء من المهمة مقابل عدم فعل شيء.🧹🗂️

💡 تذكير: ليس عليك إنهاء كل شيء تبدؤه، فبعض المشاريع تأخذ عمرًا لإنجازها، وبعضها لا يمكنك إنجازه في فصل حياتك الحالي. أحيانًا مجرد البدء بفعل شيء هو كل ما يمكنك فعله. 🩵

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • هل نحن على مشارِف نوع جديد من الانقراضات، انقراض عالم المعرفة والتراث والثقافة الإنترنتيّ الفسيح والمجانيّ؟ 💾

  • ستنتظرك نسخة من فان قوخ تحادثك وتجيب عن أسئلتك. لكن، على رغم ذلك، هذه النسخة لن تعطيك إجابة مباشرة إذا سألتها: «لماذا انتحرت؟». 🌻

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام