لاعب الكرة المسلم وحده يدفع الثمن في أوربا

تفهَّمت بعد نهاية قصة عطّال أن اللاعب المسلم وحده سيدفع الثمن، أيًّا يكن موقفه سلبيًا أم متضامنًا.

«لا توجد قصة تساوي حياة الصحفي.» هذا ما قرأته في تصريح للاتحاد الدولي للصحفيين في نهاية شهر نوفمبر ضمن سياق تحذيره الصحفيين في غزة من تعريض أنفسهم للخطر، وضرورة ارتداء معدات السلامة المهنية لدى تغطية الأحداث.

لكن من قال إنهم قُتلوا أثناء تغطية الأحداث؟ هم اغتيلوا عمدًا، في الميدان وفي بيوتهم وفي سياراتهم. قُتلوا عمدًا بدم بارد على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي. لهذا بلغ القتلى منهم منذ بداية الحرب حتى اليوم 77 صحفيًّا، والعدد غير الرسمي تجاوز المئة.

لا توجد قصة تساوي حياة الصحفي، لكن ماذا لو كانت هذه القصة هي حياة الصحفي وعائلته ووطنه.

إيمان أسعد


شتائم الجمهور / Imran Creative
شتائم الجمهور / Imran Creative

لاعب الكرة المسلم وحده يدفع الثمن في أوربا

محمود عصام

منذ اللحظة الأولى لأحداث غزة، تابعت بشكل دقيق مواقف اللاعبين العرب المحترفين في أوربا من دعم القضية الفلسطينية، وكان الجزائري يوسف عطّال لاعب نادي نيس الفرنسي أول الداعمين من خلال نشر مقطع فيديو لشيخ فلسطيني يدعو فيه لأهل غزة المستضعفين، وتحمسنا لموقفه الأخلاقي من القضية.

إلا أنني كمتابع جيد لكرة القدم الفرنسية عرفت ما سيلاقيه عطَّال من ترهيب غير مسبوق، وهذا ما حصل؛ فقد حذف عطَّال المقطع من حسابه في إنستقرام واعتذر في اليوم التالي عن نشره، مؤكدًا في اعتذاره العلني «أنه يستنكر كل صور العنف ويدعم كل الضحايا.» لكن ذلك لم يشفع له لدى النادي الذي سارع إلى إيقافه قبل التحقيق معه.

معاناة اللاعب المسلم في فرنسا من العنصرية تفوق بمرات معاناة نظرائه في بقية الدوريات الأوربية؛ فقد أوضح لاعب المنتخب الفرنسي السابق جاك فاتي أنه كان شاهدًا على إقصاء عدد من اللاعبين المسلمين من صفوف المنتخب الفرنسي للناشئين لا لشيء إلا لأنهم رافقوه في الصلاة.

يتوافق ذلك مع تحقيق صحافي في عام 2011 تناول الفترة نفسها موضحًا وجود خطة سرية لمحاولة «تبييض» منتخب «الديوك»، وأشار التحقيق إلى ما يعرف بـ«فحص سجادات الصلاة» بتفتيش حقائب اللاعبين من أصل مغاربي في منتخبات الشباب للتأكد من عدم حملهم سجادات للصلاة.

هذا ما يحدث في الكواليس، أما ما يظهر في العلن فلم يكن أفضل حالًا، حيث رفض الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الموافقة على توقف مباريات الدوري المقامة مساءً في أثناء شهر رمضان العام الماضي، حتى لا يتاح للاعبين المسلمين شرب المياه وتناول المكملات الغذائية بعد أذان المغرب، وهو الأمر الذي يسُمح به في الدوريات الأربعة الأوربية الكبرى.

ولا تختلف القرارات الرسمية عن القرارات الفردية. فقد استبعد مدرب نادي نانت لاعبه الجزائري جوين حجام من تشكيلة الفريق الرئيسة بعد إصراره على عدم الإفطار في نهار رمضان، على حين عوقب المصري مصطفى محمد ماليًا لأنه رفض ارتداء قميص يدعم المثلية.

بعد قرار نادي نيس إيقاف عطَّال، خضع اللاعب للتحقيق لدى النيابة العامة في فرنسا، حيث وُجهت إليه تهم الدفاع عن الإرهاب والتحريض العلني على الكراهية والعنف بسبب الدين؛ لأنه طبقًا لصحيفة نيس ماتان الفرنسية فإن الشيخ الفلسطيني في مقطع الفيديو دعا الله في نهايته أن يرسل يومًا أسوَد على اليهود. ولم يُجْدِ تفسير عطَّال أنَّه لم أنه لم يسمع المقطع للنهاية؛ لأن الرسالة الأهم وراء هذا التصعيد المبالغ فيه كانت الترهيب حتى لا يقلده لاعبون آخرون ويدعموا القضية الفلسطينية، خاصةً أن الدوري الفرنسي تحديدًا يعج باللاعبين المسلمين.

ومثلما حدث مع عطّال جرى مع بنزيما، فبمجرد أن نشر محترِف نادي الاتحاد السعودي تغريدة يدين فيها القصف الغاشم لغزة، خرج وزير الداخلية الفرنسي شخصيًا ليتهمه بأنه على علاقة بجماعات إسلامية إرهابية محظورة، هكذا دون تحقيق أو دليل على تلك الادعاءات، مجرد اتهام غرضه الترهيب.

انتهت قصة عطَّال منذ أيام بقرار المحكمة الجنائية في نيس بسجنه ثمانية أشهر مع وقف التنفيذ ودفع غرامة قدرها 45 ألف يورو. ولن يلعب عطَّال مرة ثانية لنادي نيس؛ فالنادي يخطط لبيع اللاعب الذي كان لديه منذ عام 2018، مع أنباء عن عدم اهتمام الأندية الأوربية بشرائه بعدما التصقت به تهمة «معاداة السامية».

بعدما ترقبت موقف اللاعبين العرب في بداية الأحداث بحماس شديد ودعم هائل لمن يعبِّر عن تضامنه مع غزَّة، تفهَّمت بعد نهاية قصة عطّال أن اللاعب المسلم وحده سيدفع الثمن، أيًّا يكن موقفه سلبيًا أم متضامنًا. وسواء وقف الملايين من الجماهير العربية دعمًا له أو كالوا الشتائم له استنكارًا لصمته، فلا تأثير حقيقي لتلك الجماهير على مساره الأوربي. 

وربما، وكم يزعجني إلى حد كبير الاعتراف بهذا، تفهَّمتُ أخيرًا موقف محمد صلاح، وإن كان تفهُّمي لا يخفف خيبة أملي فيه.


خبر وأكثر 🔍 📰

مكالمة هاتفية / Giphy
مكالمة هاتفية / Giphy

جيل زد يسأل: كيف كانت الحياة قبل الإنترنت!

  • من يتذكَّر الحياة قبل الإنترنت؟ الكبار من جيل الألفية هم آخر من يتذكَّر كيف كانت الحياة قبل أن يشيع الإنترنت في منتصف التسعينيات. والآن تحوَّلت تلك الحياة إلى مسألة غامضة مثيرة لفضول جيل زد الذي لم يعرف كيف كانت الأيام تمضي دون «ستريك» سناب شات. فتزايدت مشاهدات المسلسلات الكلاسيكية، وبدأ العديد من الجيل الأصغر يطرح أسئلة في «ريدِت» للتعرف على ما اعتاد الناس فعله آنذاك بدون جوالات وتطبيقات ومنصات تواصل. 📰📺

  • آخر الأجيال البريئة! أطلق علماء الاجتماع مصطلح «المهاجرون الرقميون» (digital immigrants) على الأشخاص الذين عاشوا طفولتهم ومراهقتهم في عصر دفاتر الهواتف وأجهزة تسجيل الفيديو وأجهزة الرد الآلي والخرائط الورقية والرد دون معرفة هوية المتصل! قبل هجرتهم إلى العالم الرقمي في بلوغهم. أما المسمى الآخر غير الرسمي لدى العلماء فهو «آخر الأجيال البريئة» (The last of the innocents) المعادِل للمسمى عندنا «جيل الطيبين». 😇😏

  • بعيدًا عن النوستالجيا، الحياة آنذاك كانت مملة! المثير للاستغراب، أنَّ حتى من عاش جزءًا من حياته قبل الإنترنت يجد صعوبة اليوم في تذكُّرها، ربما لأنها كانت فعلًا مملة ومزعجة مقارنةً بمقاييس الحياة اليوم. إذ لا يمكنك قتل الوقت وأنت تلعب «كاندي كراش» أو تتصفح منصات التواصل، ولا كان يمكنك العثور على إجابة أي سؤال يتبادر إلى ذهنك بضغطة زر، ولا يمكنك أبدًا الوصول إلى أي شخص في أي وقت بالصوت والصورة! 😤📲

  • لماذا إذن نشعر بالحنين؟ إحساسنا الجمعيّ بأننا نهدر وقتنا على الجوّالات ونقضي ساعات طويلة نتواصل مع غرباء ونتعرَّض إلى أفكارهم وأقوالهم بعيدًا عن أقربائنا وأهلنا، ووجودنا طيلة الوقت تحت ضغط إنجازات الأقران، يذكِّر بأيام كانت فيها الحياة أبطأ في وتيرتها وأقلَّ توتيرًا بعلاقات أدفأ لمن عاشها، وتغري من لم يعشها إلى تخيُّلها والتعلُّق بآثارها البائدة. ☎️⌛️

🌍 المصدر

شبَّاك منوِّر 🖼️

ما تعريف دراكولا العلاقات «مصَّاص الطاقة»؟ 🧛🏻‍♂️

كلنا لدينا صداقات مع أشخاص نشعر بعد رفقتهم باستنزاف الطاقة النفسية، فهل هم حقًّا «الدراكولا» في محيطك؟ إليك هذه الدلالات: 🕵🏻
  • صديق تشعر بعد التقائك به بالإرهاق العاطفي والانزعاج من نفسك، ويتركك في حاجة إلى نقاهة نفسية تعيد إليك طاقتك. 🥵

  • صديق يدفعك أكثر وأكثر خارج حواركما المشترك لأنَّ تركيزه منصب على نفسه والحديث عن حياته، ولا يترك لك مساحة لفعل المثل. 🥶

  • صديق تحاول تفادي الالتقاء به بكل السبل، وتخشى الرد على مكالماته ورسائله. 🫣

  • إن كان أحد هؤلاء الأصدقاء موجودًا في حياتك، فهذا لا يعني أن تقصيه فور انتهائك من قراءة النشرة! فهناك سبب لاحتفاظك بوجودهم في حياتك يتعدَّى هذه السلبيات. كل ما ننصحك به أن تكون واعيًا لوجود دراكولا، وتحافظ على طاقتك النفسية من «عضَّته». 😎🔋

🧶 المصدر

لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • هناك عادات كثيرة جدًا بدأت بالتغيُّر في حياتنا اليومية بسبب وجود تقنية تستبدل العادة التي كنّا نمارسها لقضاء حاجة أساسية. 🏡

  • ما بين تفكيكك وإعادة تركيبك، هل يُعد موتًا يليه بعث؟ وهل يضمن الانتقال الآني إعادة تكوين الروح؟ أمامنا الكثير حتى يتحقق هذا الخيال العلمي. 🛸

نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.