مقاطعة الأجنبي فرصة ذهبية لدعم المحلي

إذا استثمرت الشركات المحليَّة في ثقة المستهلك المحلي بشكل صحيح فقد نشهد انتعاشًا اقتصاديًا محليًا وافرًا سيُسهم في تفضيل المنتج المحلي على المنتج الأجنبي في قائمة مشترياتنا للأبد.

تعرِّف الفيلسوفة الفرنسية سيمون فيه مفهوم «جبروت البطش»:

هي القوَّة التي تتعمَّد أن تصيِّر الإنسان الواقع ضحيةً لها إلى مجرد «شيء»، بمعنى الكلمة «شيء». ولا يفعل المتجبِّر ذلك بقتل الإنسان فحسب على رؤوس الأشهاد وبأفظع الطرق كأنَّما لا قيمة إنسانية لضحيته ولا كرامة لجسده، بل يفعل ذلك بإبقاء التهديد بالقتل يحوم أعلى رؤوس ضحاياه الأحياء، أنه بأي لحظة سيقضي عليهم.

إذا اعتمدنا هذا التعريف الذي كتبته سيمون فيه في مقالها الشهير «الإلياذة: قصيدة جبروت البطش» بعد هروبها من الاحتلال النازي في باريس، فالتعداد الحقيقي لضحايا وحشية الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة ليسوا فحسب 21 ألف شهيد، بل كل فلسطيني موجود في غزة الآن، أي ما يزيد على مليوني إنسان؛ إنسان لا أشياء. 

إيمان أسعد


مقاطعة المنتج الأجنبي / Imrancreative12
مقاطعة المنتج الأجنبي / Imrancreative12

مقاطعة الأجنبي فرصة ذهبية لدعم المحلي

سحر الهاشمي

كانت تجربة التسوق في «السوبرماركت» من أبسط الأنشطة الدورية وأكثرها سلاسة لي. لكن منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة اتخذت قرار تغيير روتيني في التسوق عما اعتدته. فقد كنت أبحث في السابق عن العلامات التجارية الأجنبية لثقتي بها ومعرفتي بجودتها العالية، وأصبحتُ الآن أبحث عن البديل المحلي أو العربي لتلك المنتجات وأتجاهل كل ما كنت أعدّه منتجًا معتمَدًا، انطلاقًا من رغبتي بالمشاركة في مقاطعة كل ما يدعم الكيان المحتل.

والمشجع في الأمر أن مجموعة كبيرة من الأفراد يشاركونني في هذه التجربة عبر عدة دول، لدرجة انتشار رسائل التوعية عن البدائل المحلية المناسبة بجودة مقاربة للمنتج الأجنبي من خلال إضافة مواقع أو تطبيقات ضمن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد المتسوق على التعرف إلى مدى دعم الشركات العالمية المنتجة للمواد الاستهلاكية للكيان المحتل أو عدمه. 

ويُعرف هذا النوع من التسوق «الاستهلاك الواعي» (Conscious Consumerism)، وتعتمد فكرته على الاستهلاك الأخلاقي بامتناع المستهلك عن الشراء من شركة ما بناءً على موقفها من قضية أخلاقية محددة، قد تكون قضية بيئية أو عمَّاليَّة أو حقوقيَّة أو سياسية.

فكرة الاستهلاك الواعي لدعم قضية إنسانية ليست جديدة، فمن أقدم الأمثلة على تطبيق هذا النموذج المقاطعة الإنقليزية للسكر التي حدثت في القرن الثامن عشر ضد السكر المحلي لأنه نتاج حصاد المستعبدين. وقتها طُبعت كثير من المنشورات للتحفيز على المشاركة ضد تجار السكر بعد رفض البرلمان التخلص من استعباد الرقيق. وقد شارك أكثر من 300 ألف شخص في المقاطعة لينتج من هذه الحملة انخفاض مبيعات السكر إلى النصف والضغط على مرشحي البرلمان لاتخاذ موقف من قضية إلغاء الرق.

وعلى رغم حداثة تجربتي، فإني وجدتُ عملية مراجعة معلومات كل غرض قبل أن أقرر وضعه في عربة التسوق قد غيرت نظرتي إلى المواد الاستهلاكية للأبد؛ لأول مرة أشعر بأن لي خيارًا كمستهلك بتفضيل منتج على غيره بناء على عوامل إنسانية بخلاف الجودة والسعر و«منطقة الأمان الاستهلاكي». كما أن دعمي لمنتجات لم تملك أفضلية أنها «ماركة معروفة» دفعني إلى أن أجربها وأتعرف إليها من قرب قبل أن أقرر شراء المزيد منها في المستقبل أو البحث عن منتج محلي آخر. 

ولأن المُستهلك العربي يعطي المنتج المحلي الأولوية على الأجنبي في الوقت الحاضر، ارتفعت المنافسة بين الشركات المحلية عبر رفع كمية الإنتاج، وأخذ ملاحظات المستهلك في الحسبان. فعلى سبيل المثال طالب أحد المستهلكين من شركة مطاحن الدقيق الكويتية تخصيص خط جديد لـ«الكورن فليكس»، ولم نشهد هذا النوع من الطلبات قبل حملة الاستهلاك الواعي.

وكتب أحد المقاطعين تغريدة يطالب فيها المطاعم بتوفير «كينزا» السعودي بديلًا محليًّا عن «الكولا» بعدما لاقى قبولًا ملحوظًا بين المستهلكين الخليجيين الذين لم يعرفوا بوجوده سابقًا. وزاد الإقبال على منتجات أطلقتها شركات محلية كثيرة لكن لم تنل وقتها الرواج الذي تناله اليوم، كما حصل مع شركة «المراعي» مثلًا التي أطلقت في شهر يونيو خطًّا جديدًا للشاي المثلَّج، وزاد الإقبال عليه بديلًا للمنتج الأجنبي.

إذن يبدو أن ما بدأ كحملة اقتصادية لدعم قضية إنسانية أوجد فرصة ذهبية للشركات المحلية لاستقطاب المستهلك المحلي ليصبح زبونًا طويل الأمد. ورأيي أنه إذا استثمرت الشركات المحليَّة في ثقة المستهلك المحلي بشكل صحيح فقد نشهد انتعاشًا اقتصاديًا محليًا وافرًا سيُسهم في تفضيل المنتج المحلي على المنتج الأجنبي في قائمة مشترياتنا للأبد.


خبر وأكثر 🔍 📰

لا أريد الإبرة / Giphy
لا أريد الإبرة / Giphy

تطعيم بدون وخز الإبرة!

  • التطعيمات لم تعد هاجسًا! أجرى باحثون بريطانيون في جامعة أكسفورد دراسة حول تقنية جديدة تستخدم الموجات فوق الصوتية لإيصال اللقاحات إلى الجسم دون الحاجة إلى الإبر، مما يساهم في كسر حاجز الحصول على التطعيمات لدى الأفراد المصابين بما يعرف بـ«التريبانوفوبيا»، أي «الخوف من الإبر». 😰💉

  • فقاعة علاج! أوضح الدكتور دراسي دن لوليس، الباحث الرئيس في الدراسة، أنَّ التقنية الجديدة تستند إلى تأثير يُعرَف «بالتجويف»، حيث يجري تشكيل فقاعات مليئة باللقاح، وعند تعرضها للموجات فوق الصوتية تتفجر داخل طبقات الجلد العلوية استجابةً لذلك. رغم اختلاف الفقاعة في عُمق وصولها لطبقات الجلد مقارنةً بالإبرة، إلا أن لوليس يؤكد بأن هذه العملية كافية للتحصين. 🦠🫧

  • الفئران تؤيد نتائج التقنية! أتى ذلك عقب الاختبارات التي أجريت على الفئران الحية، التي توصَّل فيها الباحثون أنه في حين تزوِّد الموجات فوق الصوتية جزيئات لقاح أقل بـ 700 مرة من اللقاحات التقليدية، إلا أنها أنتجت المزيد من الأجسام المضادة، أي أنَّ فاعليتها تفوق الطريقة التقليدية. ويؤكد الباحثون أنَّ الفئران لم تظهر عليها علامات الألم، ولم يكن ثمة ضرر واضح على جلدها بعد التعرض للتقنية الجديدة. 🐭👍🏻

  • هل التقنية آمنة؟ لا تزال هناك أسئلة حول مدى تأثير «انفجار الفقاعة» في الجلد البشري. لكن النتائج التي حققها الفريق البحثي تشير إلى أنَّ اللقاح الناتج يتمتع بكفاءة أكبر، مما قد يسهم في تقليل التكاليف وتعزيز الفعالية، مصحوبًا باحتمال منخفض في مخاطر الآثار الجانبية. والأهم، يشجع فئات أكثر من الناس على التطعيم، والذي مثَّل تحديًا مهولًا في إبان الجائحة. 🤒🤝

🌍 المصدر

شبَّاك منوِّر 🖼️

كيف علاقتك اليوم بوزنك؟ هذه العلاقة قد تكون من أصعب العلاقات التي نخوضها، ومثل أي علاقة أخرى، إذا أردتَ أن تتعامل مع وزنك، هيّئ مسرح عقلك أولًا. كتبت هيفاء القحطاني «اختزلت علاقتي بجسدي في رقم بطاقة المقاس» ما أدَّى إلى نشوء علاقة مضطربة مع صورتها في المرآة. كيف يمكن إذن بناء علاقة صحية بين العقل وشكل الجسد الذي ترغب في أن تكون عليه؟
  • حدِّد تصوُّرًا معقولاً. لا تثقل كاهل عقلك بالتفكير في الوصول لأهداف بعيدة في وقت قصير، فقليلٌ مستمر خيرٌ من كثير منقطع. استبدل مفهوم الحِمية بنمط الحياة، فذلك ما يجعل عقلك يطمئن للمدة التي قد يحتاجها جسدك للتكيّف والتعامل مع مجريات بلوغ الهدف. 🧭

  • جسدك يخصُّك وحدك. حين تفكر بذلك، تُبتَر لديك الأفكار المؤذية تجاه ما يشعر به الآخرون تجاه جسدك، فهذا شأنٌ خاصٌ بك، وعلى ذلك يُفضَّل أن تُبقي «آراءك السلبية» عن جسدك داخلك، فجسدك حرمٌ لا يشاركك فيه أي أحد آخر. ✋🏻

  • الرقم ليس بمقياس. تستطيع التأكد من ذلك حين تبحث في الإنترنت عن صور أشخاص قبل الالتزام بالتمارين وبعدها. في الأغلب لا يزالون على الرقم نفسه في الميزان أو رقمٍ قريبٍ منه، لكن الاختلاف كان في توزيع الدهون والعضلات في الجسد. 🏋🏻

  • كُفَّ عن المقارنة. عقلك حقل ألغام حين يأتي الأمر إلى التعرض لأشكال مختلفة عنك، فإذا لم تكُن تتمتَّع بالصلابة الكافية التي تحميك من الإحباط وكره الذات لدى متابعة أشخاص في منصات التواصل يتمتعون باللياقة كقدوة تحفّزك للوصول، لا تعرِّض عقلك لهم. المقارنة الأجدى هي أن تقارن نفسك اليوم بذاتك القديمة على نحوٍ إيجابي، وبغرض الاحتفاء بالمنجزات. 🥳

  • مهما كان وزنك، لا تكره جسدك. الوزن معضلة، ولست وحدك من يعانيها. لكن جسدك يستشعر عاطفتك اتجاهه ويتأثَّر بها. بدل أن تصبَّ جام غضبك عليه أو تلومه أو تكره النظر إليه، مدَّ يدك إليه لكي تساعده وتفهم احتياجاته وتلبيها. فهذه العلاقة الوحيدة التي لا يمكن لك أن تنفصل فيها عن الطرف الآخر.🪞❤️

🧶 المصدر

إعداد إيلاف محمد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
  • تمسُّكنا بالأوهام شكلٌ من أشكال استحضار الصبر. نتدرب من خلاله على الإمساك بالطرق الطويلة التي توصلنا إلى نتائج غير متوقعة. 🤠

  • أصبحت دور النشر تتابع حسابات القرّاء، وتبني علاقة مباشرة معهم تأخذ فيها جديًّا بآرائهم. وهنا يأتي عمل النواة الفاعلة في رحلتي. 🏛

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+330 متابع في آخر 7 أيام