هل سنتحوَّل إلى هيكيكوموري؟
هناك عادات كثيرة جدًا بدأت بالتغيُّر في حياتنا اليومية بسبب وجود تقنية تستبدل العادة التي كنّا نمارسها لقضاء حاجة أساسية.
متى كانت آخر مرة ذهبتُ فيها للمطعم لاستلام طلبي؟ صدقًا لا أتذكر. فقد انتهت هذه العادة تمامًا بالنسبة لي مع ظهور تطبيقات التوصيل وتحسُّن جودتها مؤخرًا. قد أمرُّ بجانب المطعم في طريق عودتي للمنزل وأفضِّل الطلب من التطبيق لأنه سهل وسريع، ويجنبني عناء البحث عن موقف للسيارة والانتظار ولو لدقائق معدودة.
أشارت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية إلى تحقيق سوق تطبيقات التوصيل نموًا غير مسبوق في عام 2021. إذ بلغت نسبة ارتفاع المتوسط الشهري لعمليات الدفع الإلكتروني 135%، ليصل إلى 8.3 مليون عملية شهريًا!
هناك عادات كثيرة جدًا بدأت بالتغيُّر في حياتنا اليومية بسبب وجود تقنية تستبدل العادة التي كنّا نمارسها لقضاء حاجة أساسية. من منّا كان يتخيل أنه سيشتري أثاثه «أونلاين» بدون أن يجربه، أو يتواصل مع طبيبه «عبر تطبيق». أنه سيؤدي وظيفته اليومية من المنزل، أو حتى يؤسس تجارة كاملة من غرفة نومه!
فهل يمكن أن تغنينا التقنية مستقبلًا عن الخروج من المنزل نهائيًا؟ الجواب ببساطة نعم! ثمة ظاهرة في كوكب اليابان تعرف باسم «هيكيكوموري» (Hikikomori)، وتُطلَق على بقاء الناس في منازلهم لمدة ستة أشهر أو أكثر بدون الذهاب إلى المدرسة أو العمل أو الخروج للاختلاط بالآخرين. وأشارت عدة دراسات إلى تجاوز عدد الــ«هيكيكوموري» مليون مواطن ياباني من فئات عمرية مختلفة.
لا شك أن اليابان دولة متطورة في اكتشاف التقنيات، وتسبق دولًا كثيرة في تطبيقها لها. وبهذا ستظهر الآثار الإيجابية أو السلبية للتقنية عمومًا في اليابان قبل غيرها من الدول. فهل ظاهرة الـ«هيكيكوموري» اليابانية مثالٌ على مستقبلنا ومستقبل البشرية عمومًا إذا ما استمرت التقنية في التطور؟
مجرد التفكير في عاداتنا اليومية، التي انمحت أصلًا في أقل من عامين بسبب التقنية وظروف الجائحة، يجعل توقُّع الإجابة مخيفًا.
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.