أين ستسكن بعد دمار الأرض؟

هل فكرت يومًا في المحطة القادمة لنا للعيش؟ هل ستغادر الأرض برحلة شبيهة بسفينة نوح خلال حياتك؟ وهل سيكون لك مقعد على متن هذه السفن الفضائية؟

هل فكرت يومًا في المحطة القادمة لنا للعيش؟ هل ستغادر الأرض برحلة شبيهة بسفينة نوح خلال حياتك؟ وهل سيكون لك نصيب من المساحة المكانية على متن هذه السفن الفضائية؟ خطرت هذه الأسئلة على بالي حين جلست أشاهد فلم «دونت لوك أب» (Don’t Look Up) الذي ظهر على منصة نتفلكس الشهر الفائت، وهنا أحاول الإجابة عن بعضٍ منها.

ما الذي يدفعنا للبحث عن كوكب آخر؟

يرى الفيزيائي البريطاني ستيفن كينق أن الدافع للعيش على كوكب آخر سيكون انتهاء صلاحية العيش على كوكبنا بعد الارتفاع الاستثنائي لدرجات الحرارة، المتأتي بدوره عن التغير المناخي. فهكذا تغيُّر لا يحتمله الجسم البشري. ويصور لنا فلم «دونت لوك أب» هذه الرؤية، لكن بدلًا عن ظاهرة التغير المناخي المتدرِّجة، يتجه مذنب نحو الأرض ليسبب في دقائق التدمير ذاته الذي يسببه التغير المناخي على مدى عقود.

متى ستنتهي صلاحية الأرض؟

تعتمد الإجابة على ما يمكن للحكومات أن تنفذه فعليًا لوقف ارتفاع درجات الحرارة. إذ يعدُّ العلماء الاكتفاء بدرجتين على القياس السيليزي كمعدل زيادة سنوي هدفًا دون المطلوب. ويرى ديفيد واليس وليز في كتابه «الأرض غير صالحة للسكنى» أنه بحلول نهاية هذا القرن، أجزاءٌ كبرى من الأرض لن تكون صالحة للعيش بسبب التصحر والفيضانات ودرجات الحرارة المرتفعة.

ما الكواكب المرشحة؟ 

تتعدد الكواكب التي يعدُّها العلماء صالحة للعيش حسب مقومات عدة، أهمها: موقع الكوكب في مجرته، وقربه من نجمه الذي يحدد مدى قدرته على حفظ المياه في حالته السائلة -أحد أهم مقومات الحياة على أي كوكب- وقرب الكوكب منّا. ومن تلك الكواكب التي يعتقد أنها صالحة للسكنى:

هل لك ولي مكان على متن رحلات بهذه الوجهة؟

سمعنا خلال الأشهر الماضية عن ثلاثة أثرياء استطاعوا السفر إلى الفضاء بعد اقتصار هذه الرحلات على وكالات فضاء حكومية. کما حظي بهذا الشرف إلى جانب هؤلاء المليارديرية مشاهير مثل ويليام شاتنر. وتكرَّم أحد قادة هذه الرحلات، جيف بيزوس، بشكري أنا وشكر كل من تسوَّق على موقع أمازون أو استفاد من إحدى خدماته، في الوقت الذي قد يكون أحد عمَّال موقعه يقضي حاجته في قنينة ماء حتى يشحن طلبية زبون دفع مبلغًا إضافيًّا كي تصله خلال يومين.

دعني أجيب تساؤلي هذا بتساؤل آخر سيحرق عليك أحداث الفلم الذي ذكرته مرتين حتى الآن: إن لم يكن لابن رئيسة الولايات المتحدة مقعد على متن هذه الطائرة، فهل سيكون لي ولك، عزيزي مواطن العالم الثالث، مقعد عليها؟ 

ديفيد واليس ويلز، ذاته الذي يصف كوكبنا بـ«غير صالح للعيش»، يحيل أنظارنا لأزمة ثقب الأوزون الذي استطاع العالم أن يسده في ثمانينيات القرن الماضي. يصف واليس ويلز هذا الحدث بأنه «تجاوزٌ لخوف الدمار الذي آمن الجميع بأنه قادم». فهل سيعمل الجميع اليوم تجاه أزمة التغيُّر المناخي من منطلق الإيمان ذاته، أم أن رئيسة أميركية جميلة مثل ميريل ستريب ستدفع بنا إلى الهاوية؟ 

الروابط:

التغير المناخيالرأسماليةالفضاءالمستقبل
بودكاست بُكرة
بودكاست بُكرة
منثمانيةثمانية

بُكرة، لكل الشباب الواعد، نطرح أسئلتنا الكبيرة والصغيرة والمتغيرة والعالقة، مع مختصّين وباحثين وعُلماء، ونفهم معهم كيف نعيش ونستعد ونعمل من أجل مُستقبل أفضل.