القواعد الذهبية لمشاهدة نتفلكس على الفراش قبيل النوم

هذا المقال ليس نصيحة علمية يتفق عليها العلماء، بل قواعد عملية في تمضية آخر ساعات اليوم أمام شاشة نتفلكس. لأن الحياة أقصر....

السؤال الحميمي / Kira Widjaja

اشترك في نشراتنا البريدية

يمكنك أن تختار ما يناسبك من النشرات، لتصلك مباشرة على بريدك.

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
1 أبريل، 2021

هذا المقال ليس نصيحة علمية يتفق عليها العلماء، بل قواعد عملية في تمضية آخر ساعات اليوم أمام شاشة نتفلكس. لأن الحياة أقصر من إضاعتها في النوم أو ملاحقة «قائمتي» المزدحمة بالبرامج والمسلسلات والأفلام دونما وقت لمتابعتها.

لكن أولًا، فلنكن واقعيين. نحتاج للنوم، أيًا تكن عدد ساعاته التي قررناها لأنفسنا، ونحتاج الانتهاء من قائمة المشاهدات على نتفلكس التي لا ترحمنا بإضافاتها الجديدة كل يوم، فنجدنا لصيقي شاشاتٍ تعرض محتوى لا ينتهي. 

لماذا تحتاج هذه القواعد

كشفت دراسة حديثة في الولايات المتحدة أن 70% من الأميركيين يشاهدون نتفلكس وما شابهها من منصات قبل النوم، وأن 4.2% منهم لا يحصلون على نومٍ كافٍ بعدها، ويكتفون بمدة قُدّرت بثلاث ساعات أو أقل. لم أجد دراسة تثبت ذلك في الدول العربية، لكني أراهن على أن العديد منا يُصارع النوم كل ليلة بسبب هذه العادة. 

قد تعينك هذه القواعد على تحسين نومك ومشاهدتك المسائية. أما إن شعرت بأن إحصائية عربية مماثلة قد تضعك في خانة من لا يحصلون على نومٍ كافٍ، فلست بحاجة إلى هذا المقال عزيزي القارئ، أنت بحاجة للنوم.

أود أن أبدأ بالقول بأن هذه القواعد موجهة لمن دخلوا مرحلة النعاس، أي الحالة التي تغمض بها عينًا وتفتح أخرى، دون أن تكون بالضرورة رادعة بما يكفي لتقيك شر حوادث الطريق من الحمام إلى الفراش.

أما إن لم تكن نعسًا لكنك تفضل مشاهدة نتفلكس على الفراش، فعلى الأقل حاول المشاهدة في وضعية الجلوس. وإن كنت تشاهد نتفلكس في صحوك كما في نعاسك، فأعتذر منك مقدمًا. حالتك أصعب من أن يحلها هذا المقال.

القاعدة الأولى: أنفك غالٍ جدًا

تذكّر أن أفضل وضعية للمشاهدة هي وضعية الاستلقاء الجانبي. فمن منا، نحن معشر مشاهدي نتفلكس النعسين، سَلِم من حادثة سقوط الحافة العليا لجهازه اللوحي على أنفه، فما ذنبه هذا المسكين؟

أيضًا، وأنت في وضعية الاستلقاء على جانبك تأكد من وجود مسافة بين الحاسوب وحافة السرير حتى يتفادى جهازك المسكين حوادث السقوط الرهيبة. أما إن كنت تملك تلفازًا أمامك أو بجانب سريرك، فاطمئن، أنت في مأمن من حوادث كُثر. لكنّي صدقًا أحثك على التساؤل الآن: كيف حال حياتك الاجتماعية؟ 

القاعدة الثانية: لا تشاهد محتوىً ثقيلًا

لا تشاهد مسلسلًا تحرص على متابعة تفاصيله، فأنت على الأرجح لن تعرف ما سيحصل، أو ستعرف، لكنك ستستيقظ كالأموات الأحياء على منبهك صباحًا، هذا إن أيقظك طنينه أصلًا. 

ما رأيك بمحتوى خفيفٍ كالمسلسلات أو الأفلام الكوميدية أو برامج تلفزيون الواقع؟ شخصيًا، أفضل الابتعاد عن البرامج المتمحورة حول الطعام: تشاهده ثم تغفو فتحلم به، وتقضي نهارك التالي مشغول البال بتلك الكعكة.

لا بأس إن شاهدت برامج كرتونية، سواء كانت للكبار أو الأطفال. حتى إن كانت من فئة ALL أو 7+ فلِمَ الخجل؟ لا داعي لأن يكون سرك الصغير.

القاعدة الثالثة: الثالثة ثابتة

إن غلبك النوم وأنت في الحلقة الخامسة واستيقظت في الحلقة الثامنة، أو أبعد من ذلك، وإذ بسؤال نتفلكس الحميمي: «هل مازلت موجودًا؟» (Are you still there) ينتظرك على الشاشة، فمن الأفضل أن تجيبه بـ«لا» لأنك فعليًا لست هنا. أو على الأقل أغلق جهازك.

وإن قررت إعادة مشاهدة هذه الحلقات، فلك هذا، لكن إن تكرر نومك مرة أخرى مع الحلقات نفسها وما زلت مصرًا على مشاهدته -بالمناسبة أحيي فيك هذه العزيمة- فتأكد أنها ستكون الأخيرة. فعقلك الذي لم يكف عن إرسال إشارات النوم يحاول يائسًا إيصال معلومة لك: مشاهدة هذه الحلقات ليست من نصيبك.

القاعدة الرابعة: خفف الأضواء والصوت

يعتقد العديد من الباحثين في دراسات النوم بأن المشاهدة المتصلة أو «المدمنة» تسبب حالة الاستثارة قبل النوم «Presleep Arousal». و ترفع حالة الاستثارة هذه من نبضات قلبك، وتغمرك بإحساسٍ عام بالنشاط الجسدي، في الوقت الذي يحتاج جسدك فيه إلى النوم والراحة. 

هدئ من روعك، كما اتفقنا لن أسدي لك نصائح علمية مثالية هنا. لكن دراسة حديثة أثبتت أن استخدام المزايا التي تصفي اللون الأزرق من شاشتك، كخيار «نايت شفت» (Night Shift) على أجهزة الماك أو الـ«بلو نايت فلتر» (Blue Light Filter) على أجهزة الساسمسونق، قد تحسن جودة نومك، بحيث لا تستثير ألوان الشاشة المشعة دماغك قبل النوم.

وفي دراسة قديمة أجريتها على نفسي، تبين لي أن تخفيف الصوت كذلك سيحسن من فرص حصولي على سباتٍ عميق

في مقال لها تحت عمود «أنا متعبة جدًا»، تدفع الكاتبة في مجلة «قلامر»، كادي درَل، بفكرة احتياجنا إلى مشاهدة مسلسلات تلفزيونية قبل النوم. وتذكر رأي أستاذ جامعة ستانفورد في مركز علوم النوم والطب، جيمي زايتسر، الذي يؤكد أن قوة الضوء المنبعث من شاشاتنا ليست كافية غالبًا للتأثير سلبًا على نوم الإنسان.

كذلك يذكر جيمي زايتسر أهمية «المسلسلات التي يجب مشاهدتها لأجل نوم أفضل»، وقدرتها على صرف أفكار الناس المتمركزة في رؤوسهم قبل النوم، التي تدخلهم في دوائر مفرغة، فتسبب لهم الأرق. 

وتذكر درَل أنها حين تقرر، قرابة الساعة الواحدة فجرًا، التفكير في كل شيء غبي فعلته يومها، تشاهد فورًا مسلسلها الكوميدي المفضل «ثيرتي روك». وتفرد درَل في مقالها مسلسلات شبيهة كمقترحات ممتعة لقرائها، لكنني لست متأكدة من موافقتي لها في اقتراح «بوجاك هورسمن».

فآخر ما قد أصنفه كـ«مسلسل يجب مشاهدته لنوم أفضل» كرتونٌ عبثي عن حصان بهيئة إنسان يبحث في أسئلة فلسفية عن معنى العلاقات الإنسانية والحب والحياة.

القاعدة الخامسة: اتبع القواعد بحذر

هذا ليس سباق سيارات في فلم «قريس»، فهنا توجد قواعد ينبغي اتباعها، قواعد وضعت لسلامتك النفسية والبدنية والعاطفية، فرجاءً عزيزي القارئ، اتبعها بحذر. 

وهي كذلك ليست كقواعد «نادي القتال»، أي لك حرية التحدث عنها. بل يُحتم عليك نشرها ومشاركتها مع كل من تقلق على أنفه.

وأخيرًا، كما الظاهر في عنوان المقال عزيزي القارئ، هذه القائمة مخصصة لمشاهدة نتفلكس قبيل النوم. فلا تلومن نفسك على فشلك في اللحاق بـ«متاهة بان» قبل أن تحذفه نتفلكس من منصتها. وعلى أية حال، فالفلم لم يكن بالروعة التي أسبغتها عليه جائزة الأوسكار.

فهذا النوع من الأفلام والمسلسلات له وقته ومكانه البعيدان كل البعد عن فراشك وعن وقت نومك. ولا تخف، ففي الوقت الذي يتنبأ فيه الجميع بموت السينما ودور عرضها، يرى كثرٌ أن التلفاز بشكله الحالي -الذي يعود فضله بشكل كبير إلى نتفلكس- لن يبرح مكانه

فإن فاتك شيء اليوم، فستشاهده على منصة أخرى، أو لربما ستقرر أن الخيارات غير المتناهية لديك تغنيك عن السعي وراء أي محتوى غير متوفر على بُعد لمسة إصبع.

ملاحظة: كُتبت هذه المقالة على الفراش بُعيد استيقاظ الكاتبة من النوم.

الوسوم: الصحة . النوم . نتفلكس .

اقرأ المزيد في الثقافة
فلم . الثقافة

ما قصة طبّاخ الملك في مراكش؟ | رحلة مع أنس إسكندر

في الحلقة الأولى يأخذنا أنس إسكندر في رحلة إلى مدينة البهجة «مراكش»؛ لنستكشف طقوسها في استقبال رمضان، بالذهاب إلى ساحة «جامع الفِناء».
رولا عبدالرحمن
مقال . الثقافة

القطيف في العلاقة بين الهوية وفضاء القرية

في هذه المقالة يحكي الكاتب حسين الإسماعيل عن التنافس الأزلي بين الجش وأم الحمام على جميع الأصعدة كجزء من تاريخ القطيف ويتناول الأحداث المثيرة لواحدة من...
حسين الإسماعيل
فلم . الثقافة

هل فعلًا الآيباد يدمر مستقبل الطفل؟

في هذا الفلم من «سياق» نتحدث عن ضرر المحتوى المخصص للأطفال، وتأثيره فيهم. وكيف يمكن أن نحميهم من هذا المحتوى.
رولا عبدالرحمن ، فارس الفرزان
فلم . الثقافة

الحلقة الأخيرة: أغرب طقوس العيد في جازان | رحلة مع أنس إسكندر

أوثّق لكم في هذه الحلقة فطور رمضان الأخير فوق الجبل الأسود، وأغرب طقوس ليلة العيد، وأصعب لهجة مرت عليّ «اللهجة الخولانية».
رولا عبدالرحمن
فلم . الثقافة

ما تحتاج معرفته عن الأردن | رحلة مع أنس إسكندر

وصلت في الحلقة العاشرة إلى أردن النشامى، لأتعرف على طقوس رمضان. بدأت بزيارة مدينة «مأدبا» التي تُعرف بأحد أنواع الفنون فن الفسيفساء.
رولا عبدالرحمن
مقال . الثقافة

هل يصنع التعليم اليوم إنسانًا، أم موظفًا ناجحًا؟

ممّا لا شكَّ فيه أن التكرار المستمر لمقولة أنّ النجاح الدراسي مرتبط بشكل وثيق بنجاحك الوظيفي ساعد بشكل مباشر في انتشار المفهوم الخاطئ عن غاية التعليم و...
مشاري الإبراهيم