لا تقلق من اكتساب مهارة «أحلام اليقظة»

أحلام اليقظة يمكنها أن تكون مهارة سعيدة تجعل الإنسان أكثر إبداعًا، ففي كل مرة أذهب فيها لأتمرن تبدأ أحلام يقظتي تتدفق، وأعود بعدها بفكرة.

عزيمة أحلام اليقظة / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
17 أغسطس، 2023

أنا في علاقة غرامية مع موعد النادي الرياضي هذه الأيام، ولم يكن الحال هكذا قبل بضعة أسابيع. لكنه انقلب من تثاقل إلى حماس عندما اكتشفت أنني أمام إصراري على الالتزام بالتمرين أصبحت أُمارس التخيل وأحلام اليقظة وأنا أتمرن؛ هربًا من شعوري المُدرك بأن عضلاتي تؤلمني. 

نسمع كثيرًا النصائح بعدم العيش في الأحلام، وأتفق معها تمامًا، فهي لا تكفي لتحقيق النجاح وتجلّي الأمنيات. لكن شئنا أم أبينا فإن أحلام اليقظة جزء من أيامنا وتجربتنا الحياتية الواعية، إذ إنها تمثل نحو 30% من صحونا؛ فهي في حالتها العفوية لا تحتاج إلى مجهود عقلي حقيقي، وإن كانت تختلف عن الشرود الذي قد يصاحبه اجترار المواقف المحزنة والمشاعر السلبية.

في عام 2002 ظهر مصطلح «اضطراب أحلام اليقظة العاجزة عن التكيف» (maladaptive daydreaming). لم تظهر دراسات كثيرة حول هذا الاضطراب لكونه لم ينل الاعتراف الرسمي بعد كتشخيص، لكن تشير دراسات أولية أنَّه يتسبَّب باستغراق «العاجزين عن التكيف» (maladaptive daydreamers) في تخيلات لمدة أربع ساعات ونصف، بدرجة تتعارض مع أدائهم أعمالهم، وتمنعهم من ممارسة حياتهم اليومية بشكل اعتيادي.

إحدى الإحصائيات المرتبطة بتلك الدراسات تشير أن الاضطراب يؤثر في 20% من المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه، أي بما يعادل 2.2 مليون بالغ على الأقل في أمريكا. وهذا الرقم لا يمثل من يحلمون في يقظتهم دون أن يكونوا من المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

لكن أحلام اليقظة في صورتها المعتدلة قد تكون جيدة، إذ إنها تفكير من أجل المتعة؛ تمامًا كأحلام اليقظة المتعلقة بالسفر التي تزورنا في أثناء العمل كحيلة يستخدمها العقل للهرب المؤقت من أعباء العمل وأخذ دقائق من الراحة. وفي هذه الحال تعد أحلام اليقظة -كعادة عقلية مقصودة- من أصعب العمليات العقلية؛ لكونها تحتاج توجيهًا متعمدًا وإرادة حرة من الإنسان في انتقاء أفكاره وتوجيهها، لكنها تؤثر إيجابيًا على إنتاجيته وصحته النفسية.

في ورقة بحثية تتناول الجانب الإيجابي لأحلام اليقظة وجد أنه يمكنها مساعدة الإنسان على التخطيط المستقبلي. فهو يكون منفصلًا لدقائق وبشكل جزئي عن واقعه، ليبدو كأنه «يعيش في تردد آخر»، وهذا يرتبط بشبكة الوضع الافتراضي (DMN)، وهي شبكة عصبية تعمل عندما يكون دماغنا في حالة راحة يقظة. الوضع تمامًا كما يحدث عند التأمل، لكن بدلًا من التركيز في الخارج ينطلق العقل في تخيل مواقف حياتية تساعد صاحبه على التخطيط لمستقبله.

لهذا فأحلام اليقظة يمكنها أن تكون مهارة سعيدة تجعل الإنسان أكثر إبداعًا، ففي كل مرة أذهب فيها لأتمرن تبدأ أحلام يقظتي تتدفق، وأعود بعدها إلى البيت إما بفكرة بحث وإما بمشروع تدوينة جيدة وإما بحل مشكلة أو حتى صياغة رسالة بريد إلكتروني عجزت في ساعات النهار على رغم تركيزي الشديد عن كتابتها. 

والأهم أن أحلام يقظتي ساعدتني على الالتزام بموعد النادي يوميًا، فقد تحول وقت التمرين من مخاوف آلام عضلية محتملة إلى زمن حالم مستقطع من جدية الحياة يساعدني على إدارة حياتي.


مقالات أخرى من نشرة أها!
17 يوليو، 2022

التجلي لا يحقق الأمنيات

لا أُنكر أن بعض مفاهيم تطوير الذات فعّالة، مثل تغيير عاداتنا للأفضل. لكن ذلك لا يعني أن مجرد تفكّري في سيارة سيجعلها تتجلَّى.

رويحة عبدالرب
15 ديسمبر، 2022

أن تكون نادرًا أمرٌ في غاية الصعوبة

حتى تكون «نادرًا» فاعلم أنَّ النُدرة لا تتطلب فقط مهارات استثنائية، بل جهودًا استثنائية تفوق ما يستطيع معظم الناس تحقيقه.

أحمد مشرف
9 يوليو، 2023

كيف أصبحت القهوة مفتاح هوسنا بالإنتاجية

لم نصل بعد إلى مرحلة هوس بلزاك بالقهوة وأساليبه القاسية، لكن لا ننكر ارتباطها في اللاوعي لدينا بمدى إنتاجية المرء وسلطته.

سحر الهاشمي
4 مايو، 2023

هل أنت مصاب بالاكتناز الرقمي؟

مثلما يكمن الشفاء من الاكتناز القهري برمي الخردة خارج بيتك، فالشفاء من الاكتناز الرقمي يكمن في حذف تلك الملفات والقوائم بكل أشكالها.

محمود عصام
25 يناير، 2022

بين ميزاني ودوائر أبل

منذ اقتنيت ساعة أبل وأنا سعيد بإقفالي دوائرها الحركيَّة بنجاح. لكن ما لم تخبرني به ساعتي أنَّ الرقم الأهم على ميزاني لا يعتمد عليها.

ثمود بن محفوظ
18 مايو، 2023

هل تقلل «الاستراحة المهنية» فرص توظيفك؟

سيتحتم على الشركات في الشرق الأوسط تقبّل مفهوم الاستراحة المهنية وعدم تأويلها «عاطل عن العمل»؛ لأن الموظف هو الركن الأساسي لنجاح أي منظومة.

زياد العجلان