ذعر الحياة دون اتصال إنترنت

بات السؤال الأهم متى وجدت نفسي على أعتاب ممارسة جديدة أو اقتناء الأشياء: هل تلك الممارسة أو ذلك الشيء متنقل وقابل للخضوع لعالم انقطاع النت؟

غير متصل بالإنترنت / عمران

أهلًا بك صديقًا لنا،

وصلتك الآن رسالتنا الأولى على بريدك الإلكتروني.

إذا لم تجدها ابحث في رسائل السبام وتأكد من اتباع الخطوات التالية في حسابك على خدمة بريد «Gmail» حتى تُحررها من التراكم في فيض الرسائل المزعجة.

* تعبّر النشرات البريدية عن آراء كتّابها، ولا تمثل رأي ثمانية.
13 مارس، 2023

تضطرني طبيعة عملي إلى الذهاب بين الحين والآخر لمناطق ذات اتصال إنترنتي شبه معدوم، والبقاء فيها أيامًا. بدأ الأمر شاقًّا إبّان محاولة اعتيادي قضاء أوقات أطول مختليًا بنفسي، إضافة إلى التقلب المفاجئ لجدولي إذا ما احتجت إلى الذهاب للعمل، فضلًا عن قضاء دقائق طويلة محدقًا إلى شاشة هاتفي حتى تظهر علامة ✔︎ بجوار رسالة الوتساب. لكن على الرغم من ذلك، صارت العزلة لاحقًا محطة مهمة، فعلى الأقل أتاحت لي الفرصة لكتابة تدوينات مثل هذه. 

لمّا ذهبتُ أول مرةٍ إلى بقعةٍ تنعدم فيها شبكة الهاتف كليًّا، أصبت بالذعر مذ اكتشفت شح استعدادي في أيامي الأولى؛ سرعان ما أنهيت الكتابين اللذين أحضرتهما، وقضيت على آخر ذرة قهوة، ولم يكن في هاتفي أي لعبة لا تحتاج إلى اتصال إنترنتي. قضيت أسبوعي الثاني آنذاك دون أن أمتلك شيئًا حقيقيًّا أفعله. كانت هذه الفرصة ما أجبرني على التخطيط لكل عمل ميداني قادم كما لو كان الحال نفسه، وعندئذٍ تفتحت الأبواب.

صرت أتعامل أساسًا مع كل شيء خارج إطار شبكة الإنترنت بقدر المستطاع. بدأت ألعب مجددًا ألعاب الفيديو من أجل قصصها بعد قضاء سنين طويلة مع «كول أوف دوتي» وألعاب الأونلاين، وأرجأت استخدام مستندات قوقل للضرورة مفضلًا الوورد لمختلف كتاباتي، وأنشأت لنفسي خطة غذائية وتمرينية يمكنني متابعتها بلا خوف من افتقاري لتطبيق أوثقها فيه. وبطبيعة الحال، تعلمت درسي بألا أقتصر على إحضار كتابين وكيس قهوة وحيد، فالاحتياط لن يضرني باستثناء حمل شنطة أثقل.

كما صرت مجبرًا على التخطيط لكل ما قد أرغب بمشاهدته والاستماع إليه قبل الذهاب. صحيح أن ذلك يتطلب جلسة حقيقية لكي أرسو على اختيارات من شأنها ألّا تجعلني أندم لاحقًا، ولكنه في الوقت نفسه يتيح لي استكشاف اهتماماتي استكشافًا أكثر اتساقًا وشمولية، وهو ما يعود لاحقًا على أوقات اتصالي الإنترنتي باستكشافات جديدة.

بات السؤال الأهم متى وجدت نفسي على أعتاب ممارسة جديدة أو اقتناء الأشياء: هل سأستطيع وضع ذلك الشيء ضمن جدولي المتقلب أولًا، وهل تلك الممارسة أو ذلك الشيء متنقل وقابل للخضوع لعالم انقطاع النت؟ وهكذا، خلال السنوات الست الماضية، أفضى ذعر البدايات من الحياة بلا إنترنت إلى أسئلة بالغة الإثراء ماديًّا ومعنويًّا.


مقالات أخرى من نشرة أها!
2 أكتوبر، 2022

النوم انتقامًا من الجوال

اكتشفت أن مماطلة النوم لا يُكسبني اليوم الذي ضاع مني، وليس فيه انتقام من عملي أو دراستي أو عائلتي التي «سلبت» وقتي. فأنا المتضررة الأولى.

رويحة عبدالرب
11 يناير، 2022

مهووسة بالأخبار السلبية

الإلمام بالعالم حولنا نعمة، الا أنّ هوس تصفّح الأخبار السلبية والانغماس في المحزن منها لا يساعدنا على التعامل مع واقعنا بصورةٍ أفضل.

رويحة عبدالرب
29 مايو، 2022

هل يجب أن يفيدك التعليم في وظيفتك؟

من شأن تعليمٍ في الآداب أن يكون «استثمارًا» ذاتيًا. فمهارات التفكير النقدي والاطلاع الواسع التي سأكتسبها تعود إيجابيًّا على أدائي الوظيفي.

حسين الإسماعيل
6 مارس، 2023

نهاية البوفيه في زمن العولمة

البوفيه يقوم أساسًا على كونه فضاءً اجتماعيًّا يهمش هذا التنميط والتقرير، هذا الفضاء الذي تفتقر إليه المطاعم الحديثة.

حسين الإسماعيل
11 سبتمبر، 2022

صوتنا يتقمص الميمز

نحن نستعير أصوات الآخرين المميزة لنعبّر عن عاطفة ما بأسلوب مُضحك يقربنا من الناس، أو حتى نهوّن على أنفسنا في مواقف صعبة أو مزعجة.

رويحة عبدالرب
14 مارس، 2023

كيف تعوّض عن نقص الخبرة العملية في سيرتك الذاتية

إن كنت حديث التخرج أو خبرتك العملية في سيرتك الذاتية قصيرة، أنصحك بتعزيز خبراتك الشخصية وعدم الوقوف عند نقطة عدد سنوات الخبرة.

زياد العجلان