في سبتمبر عام 2019، أعلنت شركة «موفي باس» (MoviePass) إغلاق أبوابها بعد نحو سنتين من تدشينها. وبُنيَ أنموذج الشركة التشغيليّ كالتالي: مقابل اشتراك شهري (9.95 دولارًا) يشاهد المشترك فلم يوميًا عن طريق أكثر من ثلاثين ألف صالة عرض في أرجاء أميركا. وبما أنَّ متوسط قيمة تذكرة السينما هناك يفوق التسعة دولارات بقليل، فقد بدا العرض مغريًا.
بغض النظر عن الاعتقاد السائد آنذاك أنَّ اشتراك «موفي باس» سيصبح مثل اشتراكات الأندية الرياضية -حيث يتحمس الأفراد في بادئ الأمر قبل الانقطاع عن الذهاب- فقد كان جليًا أنَّ الخسائر التي تتكبدها الشركة في سبيل بناء قاعدة مستخدمين مخلصين غير قابلة للاستمرار طويلًا. لكن أرباح المستقبل كانت كفيلة بتأخير الفشل المحتوم، حتى أعلنت الشركة رسميًا إخفاقها.
في فبراير أعلنت الشركة عودتها إلى الساحة. تغيَّر أنموذجها قليلًا، وصارت تطبيقًا بمبلغ اشتراك شهري يتيح للمشتركين عددًا من النقاط تحكم آلية مشاهدة الأفلام. لكنها عادت أيضًا بخاصيةٍ مقلقة: إذا عرضت «موفي باس» إعلانًا على شاشة هاتفك، ستستخدم تقنيات التعرف على الوجوه من أجل مراقبة تحركات عينيك. ومتى توقفت عن النظر إلى الشاشة أثناء عرض الإعلان، سيتوقف بدوره حتى تعاود النظر للشاشة ومشاهدته.
ليست هذه المرة الأولى التي يُراد جعل الإعلانات فيها تفاعلية. فقد سبقتها براءة اختراع شركة سوني التي تجعل من إعلانات التلفاز لعبةً يضطر المشاهدون معها إلى التحرك أمام الشاشة والتكلم معها لأجل الاستمرار في مشاهدة البرامج.
لكننا حتى الآن امتلكنا وسيلة مقاومة تتمثَّل في رفضنا مشاهدة ما نُجبر على مشاهدته. فحتى لو عرض يوتيوب أو هولو أو تويتش أو غيرهم إعلانًا أثناء مشاهدتنا لبرنامجٍ ما، دائمًا ما امتلكنا خيار تجاهله ريثما ينتهي.
لكن ما أعلنته «موفي باس» خطوةٌ تستهدف إرادتنا الحرة في الرفض إذا ما أردنا الاستمرار في المشاهدة. وفي حين أننا ما زلنا نمتلك الخيار -نظريًا- في رفض المشاهدة من الأساس، فهذا التوظيف لتقنيات التعرف على تحركات العين يفتح باب التساؤلات عن مآلاته. ومن يدري، قد تتخلل مسلسلات وبرامج المستقبل إعلاناتٌ موجهةٌ لنا شخصيًا بسبب وقوع أعيننا صدفةً على غرضٍ ما في البرنامج الذي كنا نشاهده.
مقالات أخرى من نشرة أها!
الكاش السيء ومستقبل البتكوين
قد تظن خيار التعامل بالكاش أمرًا اعتياديًّا. لكن في الواقع، اعتماد سكان دولة على الكاش في الدفع يعكس ملمحًا سلبيًّا عن اقتصادها.
تركي القحطانيفكّر بالسبب وراء تضخيم الحبّة إلى قبّة
دومًا ما نواجه في حياتنا هذا النوع من البشر. أناسٌ لديهم القدرة على تحويل خطأ يسير أو مشكلة محدودة الآثار إلى كارثة عالمية.
أنس الرتوعينشرة أها! ترحّب بانضمام أوكتافيو الاصطناعي
«جي بي تي» لا يكتب بالفطرة، ولا يكتب انطلاقًا من تجربة شخصية. هو يتغذى على مجموع ما كتبناه نحن البشر في الإنترنت.
إيمان أسعدهل علاقتنا بالطعام تُقاس بالسّعرات؟
مئة سعرة حرارية من تفاحتين تحتوي على ألياف وفيتامينات، بينما المئة نفسها من مشروب غازٍ لا تحتوي على أية قيمة سوى الماء والسكّر.
رويحة عبدالربأبواب الفشل تقودك إلى النجاح
في عدد اليوم، نشارك تجربة القارئين سارة الجريسي ومهند السروجي مع الفشل، لأنَّ قصص الفشل تستحق أن تروى. كما قالت رويحة عبد الرب.
إيمان أسعدالبكاء على كتف الاستقالة الصامتة
لا أعرف إن كانت الاستقالة الصامتة حركة ستغيّر سوق العمل، أم توجّهًا إنترنتيًا سيختفي خلال أيام. لكنه يمنحك «هاشتاقًا» تبكي على كتفه.
رويحة عبدالرب