بعد أربعة عشر عامًا من العلاقات «المتوتّرة» إعلاميًّا وشعبيًا، شهدت أنقرة زيارة الرئيس الإسرائيلي وسط استقبالٍ كرنفالي مهيب. هذا الحدث وما رافقه من طقوس شكّل نقطة احتدام وعلامة فارقة في النقاش بين متداولي السياسة.
تعليقي هنا لن يكون على الأبعاد السياسية وما تحمله الزيارة من تبعات ومعانٍ، بل على كيفية تداول «نخبة المفكرين» لهذه الزيارة من ناحية إدراكية وذهنية.
من المعروف أنَّ تركيا تشكّل قُطب الرَّحى لحزب الإخوان المسلمين، مما أوقعَ المنتمين لهذا الحزب الديني في معضلة كبرى، حيث لا تستقيم الزيارة مع السرديّة الأردوقانية العدائية تجاه إسرائيل. هذه المعضلة أنتجت ما يُعرف بـ«التنافر الإدراكي» (Cognitive Dissonance) في أذهان المنتمين لـ«الإخوان».
يحدث هذا التنافر ذهنيًا لدى الفرد كلما تصادمت فكرتان وجهًا لوجه. ولتهدئة هذا «الإزعاج» والعبء الذهني، يجب على الفرد أن يُزيح إحدى الفكرتين. ويتحقَّق هذا عادةً عبر إيجاد تفسير يُكيّف الأفكار لتكون متوائمة ومنسجمة بعضها البعض، وذلك بغض النظر عن صوابية هذا التفسير. فالمهم هنا هي المشاعر الذاتية لحامل الأفكار وليس الحقائق الموضوعية.
وهذا ما حصل بالطبع. فالمتابع لردود فعل المناصرين للحزب سيجد تفسيرات وتبريرات تَلوي ذراع كل الحقائق حتى تستقيم طقوس الاستقبال الكرنفالية مع أيديولوجية الحزب «المناهضة» للاحتلال. فمثلًا كان أحد التبريرات أنَّ الاحتفاء بزيارة الرئيس الإسرائيلي هي وسيلة لتحسين التفاوض وتحقيق المكتسبات الفلسطينية!
هنا يأتي خطر الأيديولوجية على تفكير الفرد. فالانتماءات المتعصّبة، بشتى أنواعها، تشكّل العدسة التي يرى الفردُ العالمَ من خلالها، وتشكّل النموذج المفاهيمي الذي ينطلق منه لتفسير كل أحداث الكون. فحينها، يتضاءل التفكير ويُحشَر داخل نفقٍ ضيق، وتتحوّل الأفكار إلى ترسانات دفاع همُّها حماية الهوية التي ترتكز على هذا الانتماء.
المدهش أنَّ كلما ارتفع المستوى التعليمي للفرد، كلما زادت مهاراته الذهنية في المراوغة وفي خلق تفسيرات تنقذه من أي تنافر إدراكيّ. وهكذا تناضل «نخبة المفكرين»!
مقالات أخرى من نشرة أها!
كشخة «البيجر» المتقادمة
مصير الكثير من الأجهزة ومنصَّات التواصل الاجتماعي؛ تبدأ كشخة، تُستخدم لفترة، ثم يحل محلها جهاز أسرع أو منصة أفضل فتصبح جزءًا من التاريخ.
رويحة عبدالربنازيّون بطبعنا!
اللاجئون والمشردون الذين حرمتهم الحروب من حياتهم، لم يشاركوا في قرار الحرب، لا يريدونها ولا يتمنونها، لكنهم وحدهم من يدفع ثمنها.
عبدالله المزهرالإعلان الأكبر يراقبك!
قد تتخلل مسلسلات المستقبل إعلاناتٌ موجهةٌ لنا شخصيًا ونُجبَر على مشاهدتها بسبب وقوع أعيننا صدفةً على غرضٍ ما في البرنامج الذي كنا نتابعه.
حسين الإسماعيلمهنتي لاعب رقمي
لم يعد الربح من الألعاب الرقمية يقتصر على الشركات، فقد طوَّر أبناء جيل الألفية مفهومًا آخر للعب. وينظر حاليًا إلى «القيمرز» كأصحاب مهنة.
شيماء جابركيف تساعدنا الدراما «الفاخرة» على الشعور بالسعادة؟
عندما نشاهد الرواية تُعرض أمامنا على الشاشة فمشاعرنا ليست انعكاسًا حقيقيًا للأحداث، بل للمَشاهد التي تصور لنا الرواية بقالب ترفيهي.
أنس الرتوعيلماذا يصعب عليك الاستيقاظ من نومك؟
أستطيع التغلب على أغلب النهارات الخاملة تلك بالقفز فورًا خارج الفراش، والبدء في ممارسة اليوم، فأتناسى في زخم النهار خمولي.
ياسمين عبدالله