الجرعة الأولى كانت قبل شهر. توليت مهام رئاسة تحرير نشرة أها! مع التزام أسبوعي بكتابة تدوينة مقبولة (إن كنت تظن أنَّ كوني رئيسة التحرير يعفيني من التقييم والرفض فأنت مخطئ.) وفي البيت وقعت تحت ضغوط نفسية نتيجة ظرف عائلي.
ليلتها عجزت تمامًا عن النوم، منسوب القلق لديّ طفح، حين وسوس شيطاني بأن أتناول الآيباد. فتحت مسلسل «ذا هونتق أوف بلای مانر» (The Haunting of Bly Manor) في نتفلكس، لأقضي ست ساعات متتالية في المشاهدة. ورغم نومي لساعة واحدة بعد الفجر، منحتني المشاهدة طاقة نشاط أعادت إليَّ الحماس تجاه مهام اليوم.
بعد تلك الجرعة القوية، قلّصت ساعات نومي لصالح مشاهدة مواسم المسلسلات الدرامية المثيرة. مع الوقت وعيت أثر السهر المجهد عليّ جسديًّا، «يدي تحكُّني» طيلة اليوم حتى أشاهد الحلقة. فتذاكيت على نفسي وقررت اختيار جرعة أخف. اخترت ساينفلد بشخصياته اللامبالية وحبكته حول لا شيء.
اكتشفت أنَّ المسلسلات الكوميدية أشبه بالجرعة المهدئة، تساعدني على النوم في غضون ساعة على أصوات شخصياتها وضحك الجمهور. لكن لم تلهني عن مصادر قلقي في عالمي الواقعي.
يمكن تصنيف مشاهدة حلقات مسلسل على منصة رقمية لساعات متتالية «بنج» (Binge Watching) إدمانًا سلوكيًّا إذا ما ارتبط بدوافع أخرى عدا التسلية، كالقلق الاكتئابي. فتقبل على المشاهدة المتلاحقة تفاديًا لمسببات القلق وهروبًا من مشاكلك. ومع الوقت يتكرَّس هذا السلوك إلى إدمان إذا اعتمدتَ نفسيًّا على المشاهدة، إلى حد منحها الأولوية على صحتك وشؤون حياتك.
كدت أصل تلك الدرجة من الاعتماد؛ فجرعتي الأخيرة كانت مسلسل «سكسيشن» (Succession). من الحلقة الأولى علقت، ومع وصولي نهاية الأسبوع شاهدت خمس عشرة حلقة في ليلتين. وقبل دخولي الحلقة الأخيرة من الموسم الثاني، أصابتني فجأة نوبة شقيقة شديدة الألم يصاحبها استفراغ متكرر اضطرني الذهاب إلى الطوارئ، والاعتذار عن حضوري كضيفة في لقاء أدبي يومَ اللغة العربية.
تلك الجرعة الزائدة من الانغماس في عالم لوقان روي كانت كافية حتى أقتنع بالكف عن اعتمادي على المشاهدة المتتالية بحثًا عن الإلهاء. وبدأت أركز على التعامل واقعيًّا مع مسببات القلق في العمل والبيت.
النتيجة كانت انحسار موجة القلق. لأعود إلى نومي الطبيعي التاسعة ليلًا، مع حبة ميلاتونين.
مقالات أخرى من نشرة أها!
أين العقول المبتكرة؟
تخيل فقط لأنّك في روسيا، حُرمت البلاي ستيشن وتعطّلت تطبيقات دفعك بأبل باي! لهذا نحتاج إلى مستثمرين كإيلون ماسك يجد لنا العقول المبتكرة.
تركي القحطانيكيف تساعدنا الدراما «الفاخرة» على الشعور بالسعادة؟
عندما نشاهد الرواية تُعرض أمامنا على الشاشة فمشاعرنا ليست انعكاسًا حقيقيًا للأحداث، بل للمَشاهد التي تصور لنا الرواية بقالب ترفيهي.
أنس الرتوعيكيف تثري ألعاب الفيديو حصيلتي اللغوية
نظرًا إلى جهلي بأي لغة عدا العربية، لم تكن اللغة التي ألعب بها مهمة جدًا، وكانت الأولوية للاستمتاع وليس لمعرفة تفاصيل قصة اللعبة وخياراتها.
حسين الإسماعيللماذا نحب ميسي ونكره رونالدو؟
رونالدو شخصية صاخبة واحتفاليته صارخة، يقول ما يعتقد بصراحة –وبسذاجة أيضًا– حتى لو كان ما يقوله خلافيًّا وغير مقبول.
حسين الضوكيف جذبني تك توك إلى نادي أبها السعودي
لم أتخيل يومًا أنني بفضل التك توك قد أتابع بشغف ناديًا لم أكن أعلم عنه شيئًا قبل عام واحد، أتحدث هنا عن نادي أبها السعودي.
محمود عصاملا تتكاسل عن تصحيح لخخيقثشيس
ليست المصيبة في تسهيل حياتي، بل في أنني صرت أكثر كسلًا من التدقيق وراء ما أكتب حتى في المنصات التي لا تعرفني أكثر من نفسي.
حسين الإسماعيل