استحالة التوازن بين طاقة الأنوثة والذكورة ⚖️
زائد: علّة التملُّق تصيب بوتات الدردشة!



هل أنت من الناس التي تسعى إلى إرضاء الآخرين مهما كان الثمن؟
هذه العلّة السلوكية تعانيها أيضًا بوتات الدردشة الذكوانيَّة (قلنا نجرب التعريب المقترح من أحمد فال الدين😃). والمصطلح الرائج الذي يصف هذه العلّة هو (sycophancy) أي بالعربية «التملُّق الذليل»😕.
إذ مع الوقت الذي يقضيه معك، يتولَّد لدى البوت الميل إلى إرضائك والمبالغة في الاطراء عليك ومدحك وتخفيف الأخبار السيئة عنك وتهوين فشلك في أداء مهامك؛ لأن الخوارزمية تقنعه أنه مسؤول عن الحفاظ على مشاعرك المرهفة.
بالطبع تسعى شركات الذكاء الاصطناعي إلى التخفيف من هذه العلّة السلوكية البرمجية لأنها تؤثر سلبًا في أداء بوتات الدردشة مهامها والقيام بمسؤولياتها تجاهك. فإذا كنت ممن يسعون جاهدين إلى إرضاء الآخرين، تعلَّم من البوت وخلّص نفسك من هذه العلة البرمجية، لأنك لست مسؤولًا عن الحفاظ على مشاعر الناس المرهفة على حسابك، وأيضًا لن تنفعهم بهذا السلوك.😌
في عدد اليوم، تستكشف شهد راشد معادلة التوازن بين الطاقة الأنثوية والذكورية، ونتأمل في خيمة السكينة العالم الذي يراه الطير، ونختم العدد مع الخد اللي ما ينباس 😘👊🏻.

استحالة التوازن بين طاقة الأنوثة والذكورة ⚖️
لأغراض بحثية بحتة، أجريت اختبارات تُقيّم مقياس أنوثتي. أخبرتني النسخ العربية من مواقع غربية أني أنثى مزيفة ولا أخاف الحشرات مثل بقية البنات؛ وأتى هذا الاستنتاج من بعد سؤالي أربعة أسئلة من ضمنها، هل أفضل آيسكريم الشوكولا أم الفانيلا . كذلك، أخبرني موقع المؤلف ومختص تطوير الذات توني روبنز أن الطاقة التي تقود حياتي هي الأنثوية، وأقتبس: «بعد آلاف السنوات من التطور، تحتاج الطاقة الأنثوية إلى الشعور بالأمان لأنها كانت الفريسة دائمًا». كما أشار روبنز إلى أن إغفال العوامل الأساسية في التعامل مع طاقتي الأنثوية مسألة حياة أو موت لعلاقاتي.
صحيح أنها اختبارات طريفة غير علمية، ولكنها نافذة إلى ما يعدّه المجتمع «والخبراء» أنوثة وذكورة. وتُطل بنا على عالمٍ جنوني من التعليمات الموجّهة للرجال والنساء، بشكل أخص حول طاقاتهم، التي أصبحت محور الحديث ومحور التكسّب في السنوات الماضية.
قرأت منشورًا على «إكس» تقول فيه إحداهن أنها لا ترغب في الانضمام إلى سوق العمل المُنهِك الذي لا يحترم أنوثتها، وتريد البقاء في المنزل تخبز الكعك مع طفلتها مرتدية فستانها الموشَّى بالورد. أتذكر غضب والدتي عندما قرأته لها، وأتفهم غضبها تمامًا. فهذا المنشور وغيره يرسم صورة وردية خيالية للمرأة، ويُلغي كل الأحمال المنزلية والتربوية على عاتقها، بينما ينتقي الجوانب الألطف والأكثر ملاءمة لتكون واجهة هذا الرأي، فيحصر الأنوثة بدور الأم والزوجة مع تلميع اعتمادها المادي على زوجها. وهذه حالة عاشتها أمهاتنا وجداتنا وكثير من نساء الأجيال الأصغر.
في رأيي وجهة نظر المنشور مستوردة، لأنه يندر أن تعترض مجتمعاتنا العربية على اختيار المرأة منزلها وأمومتها عوضًا عن مهنتها، بل تدعم قرارها هذا في أوقات كثيرة. كما أن المرأة لم تخرج من هذه الأدوار حتى نعود إلى المطالبة بها، أو نعدُّها مرحلة غابرة تجرّعنا مرارات عواقبها ونحِنُّ إليها.
في كل مرة يتحدث أحدهم عن طاقة الأنوثة والذكورة، يسرد سلسلة من الأوصاف المصنّفة وفق هذا الجنس أو ذاك، فالأنوثة تعني الرعاية والهدوء والإبداع والسلام، والذكورة تعني الإنجاز والقيادة والمنطق والحسم، مما يقودني إلى نقطة ضرورية وهي الحيرة التي تسببها هذه التصنيفات الفاصلة والراسمة للحدود. فلا نحتفي بالإنسان كاملًا بكل جوانبه وطاقاته، بل نُقسِّمه ونفصل أجزاءه لنعرف متى نُثنِي عليه ومتى ننتقده.
مثلًا، لفت انتباهي في حلقة (هل طاقة الأنوثة وهم؟) من برنامج «هبة كاست» لحظة الإشارة إلى إنجازات نساء سودانيات، مثل: انتخاب أول امرأة في البرلمان، وأول مهندسة طيران، وأول حكم مباراة. فقد جاءت الإشادة برفع القبعة لهاته النساء لأنهن اتصلن بطاقاتهن الذكورية، وتمكّن من الإنجاز. وهنا يظهر لنا معيار مجتمعي مزدوج في رؤيتنا للنساء اللاتي يقُمن بأدوار تعززها طاقتهن الذكورية في الحياة العادية. فإن كانت تلك الأدوار محصورة في حياتهن الخاصة ومجتمعاتهن سيتلقين اللوم، ونقول لهن بأنهن في حاجة للإصلاح من خلال الاتصال بأنوثتهن. أما إذا أمنت تلك الأدوار إنجازًا وطنيًّا وعالميًّا تلقَّيْن منا الإعجاب والإشادة والتقدير.
يخبرنا الجميع أن الجندرية مفهومٌ متغير بتغير الزمن. ففي حقبةٍ ما كان على الرجل أن يكون في صندوقه، والمرأة في صندوقها، ولا مجال للتقاطع بينهما وإلا حلّت الكارثة. أما اليوم فندعو إلى الاتصال بطاقاتنا واحتوائها، وننادي بضبط المعادلة المستحيلة القائلة إنَّ على الفرد أن يكون 70% من طاقة جنسه و30% من الجنس المعاكس لنصل إلى التوازن المثالي. ومع العجز عن الوصول إليه، ناهيك عن قياسه، نعيش في حالة متجدّدة من المعايير والسمات التي علينا تحديث أنفسنا لمواءمتها.
لستُ معترضة بالكلية على حقيقة الطاقة وتوازنها في كل فرد منا وأهمية الوعي بها، ولكني أجد التعصب للأمر مثيرًا للقلق. فالتنميط الذي يحصل لأدوار الرجال والنساء يلغي إلى حد كبير الظروف الحياتية والاختلافات الفردية الشخصية، ويضع العبء على الفرد لإثبات توازن طاقته، ويلومه إن لم يحقق نفسه أو ينجز في مجال ما، ناهيك عن انطلاقه من نظرة امتياز ورفاهية. فبعض النساء تعجز عن التنعّم بأنوثتها لأن عليها تولّي مهام وأدوار تتطلب منها التطفل على الطاقة الذكورية، وأركز على النساء لأنهن الفئة الأكثر استهدافًا في هذا المجال.
كأي شيء آخر، ثمة فجوة شاسعة بين الباحثين والمدربين الذين يتحدثون بعقلانية عن توازن الطاقات، وبين من يأخذ الأمر على ظاهره ويركض مناديًا بضرورة اتباع دليل تعليمات دقيق دون تقبل للحياة وظروفها وتباين الطبائع البشرية.
عن نفسي، في كل مرة أحاول فهم الطاقات أو تطبيقها أشعر بالضياع، ربما لأني إنسانة تحاول أن تعيش وتفهم نفسها وسط كل هذا الضجيج حول كيف يُفترض أن نكون. فجميعنا نريد أن نكون حاسمين وحنونين ومبدعين ومنجزين دون تقييم مستمر لمدى توازننا. ولعلَّنا بحاجة إلى أن نكون حقيقيين أكثر من كوننا متوازنين.
خيمة السكينة🏕️

الطائر لا يرى نفسه في المرآة
ثمة طمأنينة في إدراكنا أنَّ العالم الذي نبصره بأعيننا لا يبدو على ما نراه في أعين الجميع. هذه الطمأنينة استشعرتها وأنا أقرأ مقالًا عن الطيور. ويحذرنا المقال من بدايته ألا نُسقِط عواطفنا ومشاعرنا وفهمنا البشري للحياة على الطيور؛ لأن العالم الذي تراه الطيور وتعيشه مختلف تمامًا عن عالمنا.
هل تعرف مثلًا أن الطائر يرى ألوانًا أنت لا تبصرها؟ العصافير والطيور التي نراها رمادية أو بنية، تتجلى في أطياف مختلفة من اللون في أعين عشيرتها من الطير؛ ليس هذا فحسب، الطائر يرى لمعة النور على ريش الطائر.
هل تعرف أنَّ الطائر إذا رأى انعكاس صورته على المرآة لن يدرك أنه يرى نفسه؟ لا احتياج لديه إلى رؤية ذاته طالما يرى نفسه في عشيرته من الطير. هل تعرف أنَّ الطيور لا ترتاح إلى الكشف عن مشاعرها؟ لا يجد الطير غضاضة في الإفصاح عن غضبه وخوفه، لكنه يكتم حبه وفاجعته في فقدان من يحب.
هل تعرف أنَّ ذاكرة الطير أقوى من ذاكرتك؟ يدفن الطائر ثلاثين ألف بذرة، ومتى عاد بعد أشهر، سيعرف مكان كل بذرة ويتغذى عليها.
هل تعرف أنَّ الطائر الحبيس في القفص يظل يحتفظ بغريزة الهجرة، فيصفق جناحيه مشاركًا عشيرته من الطير في موسم هجرتهم وموسم العودة؟
هل تعرف أنَّ الطائر يميزك أنت، أجل أنت، من بين كل البشر؟ يكفيه أن يراك مرّة وسيعرفك.
ثمة طمأنينة في إدراكنا أنَّ العالم الذي نراه، ليس هو العالم الذي يراه الجميع. 🕊️
🧶إعداد
إيمان أسعد
لمحات من الويب
«الصبر..يعني ثبات عينيك على هدفك، يعني الجَلَد، يعني التمتع بالقوة على التعايش مع القيود التي تحدُّك». هيلاري مانتل
للعلم: الأرانب لا تأكل الجزر مثل «بقز بني».
كيف تفكِّر اللغة الإنقليزية؟
مو كل خد ينباس.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
التوازن ليس مثاليًّا دائمًا، فهل تعرف متى تتنازل؟
لماذا يحب أطفالي السمندل؟


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.