شنطة «بيركن» طلعت صينية! 😱

زائد: لو ألغت فيسبوك متابعتك لكل أصدقائك!

ماذا لو فجأة ألغى فيسبوك متابعتك لكل «أصدقائك»، وكان عليك البدء بالمتابعة من الصفر؟😳

هذه الفكرة الجهنمية خطرت على بال زوكربيرق قبل أعوام وطرحها على فريقه. الهدف: منح المستخدمين فرصة بناء عالمهم الافتراضي الجديد من «الزيرو» دون حرج إلغاء المتابعة. وكان واثقًا أن الأغلبية الساحقة ستغيّر خيارات المتابعة مع كثير من الأشخاص، من ضمنهم أقرب الأصدقاء، لأنَّ الناس تتغيَّر «والقلوب تتقلّب..وحال الدنيا ما يدوم». 

بالطبع رفضها أحد عقلاء الفريق، لكن تخيَّل لو أنَّ هذا العاقل لم ينطق «وريّحنا بسكوته»، أظن كنتَ سترتاح إلى هذه الخطوة، أليس كذلك؟ 😏

في عدد اليوم، تشاركنا شهد راشد لحظة الإدراك التي عاشتها أمام موجة المقاطع الصينية المشككة بأصالة تصنيع الحقائب الفاخرة. وتشاركنا في شباك منوّر المنفذ الإبداعي الصغير الذي يساعدها على دوام الاتّصال بجانبها الفنيّ. وفي لمحات من الويب نسمع من أميمة خليل نفسها تجربتها في غناء «عصفور طلَّ من الشباك»، ونعرف علاج القطقوط الذي يولَد ولونه أعمى 🥹. 


شنطة «بيركن» طلعت صينية! 😱

شهد راشد

شنطة «بيركن» / 
Imran Creative
شنطة «بيركن» / 
Imran Creative

إن كنتَ متصفحًا مثابرًا ممن تتعفَّن أدمغتهم مثلي بالمقاطع القصيرة، فلا بد أنك شاهدت اكتساح تك توك بعشرات المقاطع لموظفين وأصحاب مصانع صينيين. يتمشّون في مصنع أو مستودع تخزين، ويستعرضون علينا مئات المنتجات العائدة إلى أرقى العلامات التجارية، بدءًا من أغلاها مثل «هيرمز»، إلى العلامات المتوسطة مثل «لولو ليمون».

الهدف الأساسي من المقاطع كشف الغطاء عن سعر تصنيع القطعة، إذ تزعم المقاطع بأنَّ شركات العلامات التجارية الفاخرة تكذب بشأن تصنيع منتجاتها في أمريكا وعدة دول أوربية لضمان أفضل جودة. فيدَّعي مقطعٌ أنَّ حقائب «ديور» التي تبلغ 6,000 دولار تُصنّع في الصين بـ 300 دولار فقط، ومعطف «لولو ليمون» الشهير بمئة دولار لا يتجاوز كلفته عشرة دولارات، وتتلاعب على الجمهور بالحرص على تغليفها وختمها بملصق «صنع في الولايات المتحدة». 

وفي نهاية الكشف عن الفضيحة، تدعو المقاطع الناس إلى الشراء من المصانع الصينية مباشرةً، في رد ممنهج من الصين على التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترمب على البضائع الصينية.

بينما صرحت العديد من العلامات الفاخرة بأماكن تصنيع منتجاتها، ونَفَت ما تدّعيه تلك المقاطع، إلا أن الضرر قد وقع. إذ يكفي أنها زرعت شكوكًا حقيقية في المستهلكين خاصة مع صعوبة التحقق من صحتها من قبل العموم الذين لا تربطهم صلات بهذه العلامات. ولا يعرفون تفاصيل يمكن التمييز من خلالها بين المنتج الأصلي والمُقلّد.

أما أنا، بصفتي شخصًا لا يفهم في السياسة ولا يعرف فيها إلا القشور، فالفكرة التي وصلتني من تلك المقاطع أنَّ السياسة داخلة في حقيبتي ولباس النادي الذي لا آبه من أين أشتريه. أدركت هذا عندما رأيت ردود العلامات التجارية ودخول الإعلام الأمريكي على الخط. هذه الأحداث تظهر لنا أن الأزياء التي نعدّها صناعة ترف ثانوية هي من ضمن اللاعبين الكبار في التجارة، وأن باقتنائنا أي شيء كان، فنحن نضفي قيمة سياسية عليه. وقد تكون هذه لحظة أها! متأخرة بالنسبة لي، ولكني على الأقل وصلت. 

فَِرحت بهذه الموجة؛ فرحي بها لأننا نعيش لحظة وعي جمعي، تذكيرٌ صارخ بأن قيمة الأشياء تنبع منا، وأن الأناقة والذوق لا يُحدَّدان بما يُبذَل من مال. فبعد أن كنّا نقيّم الآخرين ونحكم عليهم حسب ما يحملون من حقائب وما يرتدون من علامات، بتنا نشكّك بأصالتها ونتساءل هل وقعوا ضحية النصيحة القائلة: «استثمر في حقيبة بيركن؟». 

وسأقتنص هذه الضجة في ملاحظة تفاعل الناس مع الموقف، سواء كانت المنتجات المعروضة في المقاطع أصليّة أم مقلَّدة كما أشارت وجدان في تغريدتها

فنحن نشهد أمام أعيننا تحوّلًا في فكر الجمهور وتصرفاته، بدءًا مع سيلٍ من المنشورات شارك أصحابها بفخر أنهم لم يقعوا في فخ العلامات التجارية والاستهلاك المكلف. بينما سادت نبرة الغضب في المنشورات التي رأت في الموجة وسيلة إلى نشر تجارة التقليد أكثر، وبالتالي نزع الشعور بالتميز لدى من يقتني بضائع ثمينة. بينما انتبه آخرون إلى سِعة الخيارات وتنوّعها، وتشجعوا على تجاوز العلامات المعروفة إلى أخرى تستحق منحها الفرصة، خاصة تلك التي تقدم منتجاتها بطريقة تتصل بثقافة المستهلك، وتُقدِّر اختلافات المقدرة المالية لدى الجماهير.

تقديرًا للوعي الذي بثته تلك المقاطع ولو بشكل ملتوٍ وبهدف المناكفة السياسية، سأنظر إليها على نحوٍ إيجابي. إذ يكفي أنها دعوةٌ إلى التحقق من دوافعنا في اقتناء الأشياء. وربما وجدتُ فيها الحجة للبحث عن بديلٍ أرخص وبجودة ممتازة لكعب «قوتشي» الذي يشغل بالي منذ أشهر!


شبَّاك منوِّر 🖼️

دائمًا ما أبحث عن نصوص تتقاطع مع مشاعري وتجاربي، ووجهات نظر تفتح بابًا جديدًا لي. وقد وجدت نصًّا من تلك النصوص في كتاب «قراءة الصور» لصاحبه محمد جبريل عندما كتب عن الإبداع والحرية قائلًا: 🖌️

  • «أحب الإبداع الذي يغيِّر نظرتي إلى الأمور، يثير في داخلي الأسئلة والملاحظات والمعاني التي ربما كانت غائبة. ولعله يجدر بي أن أشير إلى قول جان جاك روسو: "إن الكاتب الذي يفكر بعقله هو، لا بعقل غيره، هو رجلٌ حر." ثم ينتقل إلى نص يقول فيه: "الأصل في الإبداع هو الحرية، وإن أشار البعض إلى أنه عندما يدور الصراع في داخل الفنان بين حرية الإبداع وأخلاقيات المجتمع، فإنه يجب أن ينتصر للخيار الثاني." 🔍🪽

  • يصارع معظمنا في إيجاد منفذ لإبداعاته، فإن كنت تعمل في وظيفة إبداعية ستعيقك القيود لأنك تعمل ضمن مؤسسة لها شروطها وحدودها. نعم، قد تمنحك مسارات إبداعية جديدة لكنها تحدّك في إطارها، وهنا تستوعب أنك لا تشعر بالرضا والاكتفاء بوظيفة حلمت بها، وعليك البحث عن مخرج. دعني أخبرك أن الاستقالة ليست الحل، نعم جميعنا منهكون، ولكنها الحياة، وعلينا إيجاد منفذ. عن نفسي أحمل دفترًا وألوان بحجم صغير لأرسم في فترات استراحتي أو قبل العمل، شخبطات أتّصل من خلالها بجانبي الفني. لذا فكِّر: ما المنفذ الذي يمكنك إيجاده؟ 🚪🫨

  • يخبرنا جبريل إن الإبداع الذي يحبه هو الإبداع الذي يغير نظرته، وهذه العبارة تحمل نصيحة خفية بأن اطلاعنا ومتابعاتنا تؤثر في إنتاجنا ولو بشكل غير مباشر؛ فنحن خلاصة عناصر عديدة، من ضمنها ما نستهلك. ولكني أدعوك إلى أن تسمح للأشياء بتغيير رأيك أو حكمك حتى إن لم تعجبك، فهذه جرأة حقيقية، ومنها ندرك أن الإبداع أوسع من مجرد ما يعجبنا، فنتحرر من القيود. ⛓️‍💥  

  • اصنع كأنك أوفى جماهيرك. نحن أقسى النقاد على أنفسنا، ولكن لماذا لا نصنع لأجل المتعة، ولممارسة هواية تفصلنا عن العالم وتصلنا بذواتنا؟ النتيجة ليست مهمة هنا، لأنّك تمارس الهواية لأجلك ومتعتها تكفيك. هذه هي الحرية التي يتكلم عنها جبريل: بأن تصنع دون قيود الأعين التي تترقَّب زلّتك. هذه الممارسة ستمدّك بشجاعة الاكتشاف والجرأة للتجريب والمغامرة. 🕯️🫧

  • قليلٌ مستمر خيرٌ من كثير منقطع: عبارة نتناساها لأن طبيعتنا البشرية تريد رؤية النتائج مباشرة وإلا ستتخلى عن الأمر برمّته. وإذا أضفت إلى هذا الاستعجال سعينا نحو المثالية ستبتكر الوصفة الناجحة للتسويف. بينما في الواقع، لا يشترط الإبداع مؤهلات معينة لكي نختبره، أو رقمًا محددًا لكي نعدّه قيمًا، ولكن العمل الإبداعي بالتأكيد عضلة بحاجة إلى تمرين، وكلما استعملتها سهل عليك استدعاؤها. 🤏🏻🪴

  • جرِّب! اختر هواية تستمتع بها ثلاث مرات هذا الأسبوع. 🎨👩🏻‍🍳

🧶إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+370 متابع في آخر 7 أيام