وقَّع معهد «إعداد القادة» في وزارة الرياضة تسع اتفاقيات، مع كل من: شركة سروات للترفيه، وشركة شريك الحلول، وشركة نعيما الرياضية، وشركة اللياقة الذكية، وشركات أندية الاتحاد والنصر والأهلي والفتح ونجران الاستثمارية. وجرى التوقيع بحضور معالي نائب وزير الرياضة الأستاذ بدر بن عبد الرحمن القاضي، ومعالي نائب وزير التعليم الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى

يأتي توقيع هذه الاتفاقيات بهدف تدريب الكوادر الوطنية وتمكينها وتأهيلها من خلال الابتعاث في تخصصات رياضية نوعية تسهم في رفع الكفاءات الوطنية ورفع جاهزيتها لسوق العمل، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.

وتعمل هذه الاتفاقيات على تلبية متطلبات سوق العمل السعودي ورفع كفاءة الكوادر الوطنية في القطاع الرياضي. إذ يركز البرنامج على تقديم البرامج التدريبية التي تدعم مؤسسات القطاع الخاص في الأنشطة الواعدة، والإسهام في مطابقة متطلبات السوق الرياضي مع مؤهلات الكوادر الوطنية ومهاراتها.

ويقوم البرنامج على توفير التدريب على رأس العمل، من خلال الابتعاث المبتدئ بالتوظيف في التخصصات الفنية والمهنية، بالإضافة إلى توفير برامج تدريبية غير متوافرة في السعودية للمستجدين أو لذوي الخبرة، بالتنسيق مع الجهات الرياضية.

لماذا «مسار واعد» دون غيره ؟

يعد «مسار واعد» من المسارات الأربعة التي يقدمها برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. ويهدف المسار إلى الابتعاث والتدريب لإعادة التأهيل وتعزيز القدرات في القطاعات والمجالات الواعدة. كما يشرح هذا المسار الهدف الرئيس من تلك الاتفاقية. إذ تستهدف الاتفاقية بشكل أساسي مناطق الضعف في القطاع الرياضي وإدارة كرة القدم؛ فكلما زادت الشركات، سيرتفع الطلب على الموظفين المتخصصين في المجالات الرياضية.

وستكون هذه الاتفاقية ممكِّنة لجيل جديد من العاملين في القطاع الرياضي عبر ثماني شركات توفر فرص عمل وتدريب، الأمر الذي سيزيد توطين القطاع الرياضي على المدى البعيد ودخول جيل جديد في عالم العمل الرياضي السعودي.

ولا ننسى أن القطاع الرياضي وفر حتى الآن (11,500 فرصة عمل)، كما يريد زيادة الجودة وسدّ الحاجات في الأقسام جميعها والتخلص من نقاط الضعف في قطاع الرياضة. وليس الهدف زيادة عدد الموظفين فقط، بل رفع جودة الكفاءات الوطنية من خلال الابتعاث الخارجي.

تعزيز الاستثمار في القدرات البشرية الوطنية

لا شك أن الرياضة السعودية، كرة القدم تحديدًا، تعاني نقصًا حادًّا في الكفاءات الوطنية. مما جعل كثيرًا من الشركات الجدد التي دخلت السوق أو الأندية الموجودة تتوجه لاستقطاب نخبة الكفاءات الأجنبية لتطوير عمل الشركات داخليًّا.

وهذا الأمر ليس مستدامًا على المدى البعيد. قد يكون حلًّا مؤقتًا للمساعدة في صناعة جيل جديد يستطيع أن يحاكي المرحلة القادمة التي يتطلبها القطاع الرياضي. كما أن كفاءات اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه السنوات الماضية، ولكن الطلب العالي والطموح المرتفع في القطاع احتاج كثيرًا لمثل هذا الاستثمار، ونتمنى أن ينعكس قريبًا بشكل إيجابي على الشركات الثمانية التي تغطي مناطق مختلفة من السعودية.

كما أسعدني كثيرًا وجود ناديي الفتح ونجران في هذه المبادرة؛ فالفرص المتاحة للناديين في مناطقهما هائلة جدًّا على مستوى الرياضة، كرة القدم خصوصًا. فقد استفاد في السابق نادي الرائد ونادي الاتفاق من «مسار واعد» أيضًا، وقد نشهد استفادة أندية أخرى مستقبلًا.

ويعد معهد إعداد القادة من أهم المرتكزات الأساسية في قطاع كرة القدم لتهيئة الكوادر، والأرقام هنا هي من تتحدث. ففي عام 2024 فقط أقام المعهد 180 دورة تدريبية، استفاد منها 30,901 مستفيد في القطاع الرياضي.

تمر بلادنا وقطاعها الرياضي بمرحلة تحول ضخمة لم تعشها أي دولة على وجه الأرض. والأكيد أن استدامة هذا التحول والمشروع الرياضي السعودي لن تكون إلا بالكوادر الوطنية التي نستثمر بها كثيرًا الآن لقيادة القطاع مستقبلًا.