مسلسل «لام شمسيَّة» يفكّك القناع 🌞🎭

زائد: إنجازك الوظيفي يستحق حفلة تكريم!🥁


تفكّك القناع /  Imran Creative
تفكّك القناع / Imran Creative

مسلسل «لام شمسيَّة» يفكّك القناع 🌞🎭

إيمان أسعد

في مقال «ما هو لون الحرباء؟»، يطرح عبدالسلام بنعبد العالي جوابًا غير تقليدي للسؤال، قائلًا: «إن الحرباء هي ما تظهر عليه.» بمعنى أنَّ الظاهر أمام عينيك يكشف الباطن المستتر عن عينيك. وإذا خلعت القناع عن أحدهم كما يقول نيتشه، فلن تجد شيئًا خلف القناع، لأنَّ القناع ليس خدعة بل الحقيقة. ومن يريد معرفة المعنى المستتر فما عليه سوى تفكيك الظاهر المتجلّي، وهذا بالضبط ما يفعله مسلسل «لام شمسيَّة».

موضوع التحرش بالأطفال ليس من المواضيع التي قد تتحمَّس لمشاهدتها في رمضان، ولا في أي وقت آخر. لكن المسلسل نجح من الحلقة الأولى في خلق نقاش إيجابي في منصات التواصل الاجتماعي حول الموضوع وبعقلية منفتحة، تصدَّر على إثرها المسلسل موجة الترند للأسباب الصحيحة. ولم نسمع اللزمة المعتادة من أنَّ المسلسل تجاوز الحدود أو كسر التابوهات أو أساء إلى قيم الأسرة والمجتمع وغيرها.

أسهم في هذا أنَّ المسلسل لم ينطلق في بنائه التفكيكي للقضية من فضائحية التحرُّش الجسدي، ولم نشهد بأعيننا ما رأته شخصية «نيللي» ودفعها إلى اقتحام غرفة «يوسف» واتهام «وسام» بالتحرش به. 

هذا الشك المتأتي عن حرماننا من رؤية الفعل الجسدي الفاضح يمنحنا كمشاهدين فسحة تفكيك قناع المتحرش دون شبكة أمان الحكم المطلق عليه بالذنب. لأنَّ المغزى من المسلسل ليس عقابيًّا، المغزى أننا إن رأينا الآن، من منظور الشك، التصرفات التي كنا نراها سابقًا بريئة واعتيادية، فهذا المنظور سيكشف لنا النقطة العمياء التي كانت تمنعنا من رؤية المتحرش على ما هو عليه فعلًا. 

لا شيء تبدّل في تصرفات المتحرش وتلاعبه العاطفي بالضحية، ما تبدَّل هو بحثنا عن دلالات الباطن المتجليَّة في الظاهر.

المسلسل ينجح حتى الآن في تفكيك قناع المتحرش بما يخدم هدفين أساسين. الهدف الأول توعوي بطبيعة الحال، موجّه للآباء والأمهات والمدرسة من يجهلون هذه الدلالات. أما الهدف الثاني، الذي قد يغيب عن البعض، هو توكيد ما تعرفه الضحية عن المتحرش. 

تفكيك التلاعب العاطفي الذي يتعرض له «يوسف» على يد «وسام» لا بد قد حفَّز لدى الكثير من الضحايا البالغين ذكريات ما جرى. فمن تعرَّض لهذا النوع تحديدًا من التحرُّش في بيته والتعامل مع شخصية مقرّبة من العائلة مثل «وسام»، غالبًا على مرّ أعوام من طفولته وبداية مراهقته، سيرى في هذا التفكيك توكيدًا لما كان يراه، ولما يشعر به، لكن لكونه طفلًا لم يعرف كيف يفهمه. وهذا العجز عن الفهم يتحول إلى تجليات مختلفة، إما الغضب العشوائي أو الانكفاء أو جلد الذات أو كلها جميعًا. 

وللعلم، ليس بالضرورة أن تكبر الضحية وتتحوَّل إلى صورة نمطية من إدمان المخدرات أو الانحراف الأخلاقي والجنسي أو الشر المطلق، أو تنقلب إلى متحرش هي الأخرى. بل على الأغلب تكبر وتصبح شخصية ناجحة وأخلاقية وأمًّا أو أبًا صالحين، لكنها ستحمل شرخًا معها تتجلى دلالاته المستترة في سلوكيات ظاهرة، قد تُبدِي مثلًا العواطف الإيجابية بشكل مبالغ به لإخفاء البرود العاطفي تجاه الآخرين وفقدان الثقة بهم، قد تنكفئ عن عقد صداقات حقيقية أو علاقات زوجية عميقة، قد تحرص على المساحة الشخصية وتدافع عنها باستماتة.

على خلاف الدلائل الواضحة في قناع شخصية المتحرش، الدلائل في قناع شخصية ضحيته ليست بهذا الوضوح أو الثبات لدى جميع الضحايا بعد بلوغهم. ومع الحلقة السادسة، يبدو أنَّ المسلسل بدأ يفكك أيضًا قناع الضحية بعد بلوغها. 

في مسلسل «Adolescence» القصير من أربع حلقات، عن فتى مراهق يُتَّهم بقتل زميلته في المدرسة، ينهي المسلسل جدلية «هل جيمي قاتل؟» من الحلقة الأولى وبدليل دامغ لا يقبل الشك، حين يُري المحقق الفتى «جيمي» ووالده ومحاميه شاشة اللابتوب التي تعرض مشهد ارتكاب الجريمة من كاميرا مراقبة في أحد الشوارع. لكن المخرج لا يرينا المشهد عن قرب بل من بعيد، لذا حين يصر الفتى على براءته حتى نهاية الحلقة الرابعة، نصدق أنَّ لربما ثمة احتمال لبراءته لأننا لم نرَ الجريمة بوضوح. 

وهكذا هو التحرُّش بالأطفال على يد الأقارب والمعارف، لا يظهر بوضوح لمن يراه من زاوية بعيدة، مما يسمح بفسحة للشك بأنَّ المتَّهم بالتحرش لربما بريء. وهذا ما نجح به مسلسل «لام شمسية»، أنَّه لا يتعرَّض إلى جدلية «هل وسام مذنب؟» بقدر تركيزه على تقريب المشهد إلينا كمشاهدين، أقرب مع كل حلقة، لكي نرى بوضوح قناع المتحرّش.


فاصل ⏸️

كيف تتخيّل بيت العمر؟ 💭

مسكن متكامل ومريح، موقعه قريب من كل شي، وفيه كل شي 🏡✨

موقفك الخاص، مصلى، مقهى،بقالة، صالة رياضية، وترفيهية!

هذي هي تجربة السكن في صفا 🔗

التجربة اللي تسبق الحاضر وتنبض بالحياة 🖼️🥁


 إنجازك الوظيفي يستحق حفلة تكريم!

فرقة استعراض / Giphy
فرقة استعراض / Giphy

تخيَّل مديرك في العمل يحضر لك فرقة استعراض كاملة تعزف لك في المكتب لأنك تكرَّمت وأنهيت الملف المطلوب منك من سنة! وأيضًا يشارك بنفسه في الاستعراض!

هذا المشهد من مسلسل «سيفيرنس» (Severance) أصبح ترند في تايملاين «إكس» لأنَّه قدَّم صورة كوميدية مبالغ في جديّتها عن تقدير جهود الموظف. يكفي أن تنظر في عيني المدير، «مستر ملتشيك»، لتجد تلك اللمحة من الازدراء والخبث، وكأنَّ الشركة تقول «هل تظن أنَّ عملك يستحق كل هذا الاحتفاء حقًّا؟»

ولنفترض أنَّ ما نؤديه من عمل يستحق الاحتفاء، هل نحتاج إليه فعلًا؟ هل نريد من مدرائنا أن يحتفوا بإنجازاتنا بقرع الطبول كلما أنهينا مهمة على أكمل وجه؟ أم ما نحتاج إليه حقًّا، إلى جانب الراتب طبعًا، أن ننهي مهامنا على خير ودون خسائر في الأرقام والأرواح والماعز، ونغادر الشركة إلى بيوتنا سالمين وبكامل صحتنا العقلية.

(إذا لم تشاهد المسلسل بعد، فهذه توصية لمشاهدته.📺)



شبَّاك منوِّر🖼️

كل سنة ينتابني خوفٌ خفي من تراجع مظاهر العيد، وتسلل الملل والرغبة في الجلوس دون فعل شيء إلى أحلى أيام العام. وعند تصفحي كتاب «أنا» لعباس العقاد، الجزء الأول من سيرته الذاتية التي توفي قبل إكمالها، وقفت على فقرة بعنوان «ذكريات العيد»، كتب فيها:✍🏼🌙 

  • «نخرُج من ذكريات الطفولة إلى تجارب الحياة، فنعلم الآن — فلسفيًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا — أن الطفولة هي قوام العيد كله، فلولا الأطفال لما استطاع المجتمع أن يوقِّت الفرح مقدمًا بميقات معلوم في يوم من الأيام، ولكن هاتِ للمجتمع أطفالًا يفرحون بالكساء الجديد واللعب المباح، وأنت الكفيل بفرح المجتمع كله على الرغم منه … إذا صح الفرح بالإرغام وهو صحيح في شريعة «الديكتاتوريين» الصغار، فليس في استطاعة كبير أن يعصي سلطان الفرح وهو ينظر إلى صغار فرحين.» 🍬👧🏻

  • أن يكتب العقّاد فقرة عن العيد وذكرياته ضمن كتاب سيرة ذاتية تعني عِظَم أثر تلك الذكرى، وهو ما يحفزني لتحضير العيديات للأطفال ومحاولة إسعادهم وغرس ذكرى طيبة عن العيد في نفوسهم. وأزعم أننا الكبار نفرح بالعيد أكثر من الصغار لأننا نترقب الساعات التي سنحظى فيها بالراحة من هموم الحياة اليومية، كبيرها وصغيرها، ولو لنهار واحد.🌞🦋

  • نحتاج  إلى بذل جهد أكبر من الصغار لنفرح بالعيد. ولكن، أليس من المفترض أن يأتي الفرح سهلًا هينًا دون عناء؟ أليس كافيًا أننا نبذل الجهد في كل شيء، هل علينا بذله لنفرح أيضًا؟ لا يحمل الأطفال همومًا، ولا يشغلهم المستقبل، بل هم أساتذة العيش في الحاضر، وعلينا في يوم العيد قلب الأدوار والاقتداء بطفل لا يعبأ إلا بلحظة الفرح الآنية، ولنؤجل أفكارنا وانشغلاتنا ومخاوفنا قدر الاستطاعة. 🎈🤍

  • كيف نخفف عبء الحياة لنفسح للفرح مكانًا؟ تحمل الأعياد مسؤوليات مضاعفة نفسية ومادية؛ فتلك عيديات بحاجة إلى تجهيز مسبق، وهذه تكاليف الملابس الجديدة، وهناك ضغط العمل قبل الإجازة، وتذكُّرنا مَن فقدنا من الأهل والأحباب. اسمح لنفسك بالتخفف من عبءٍ واحد تشعر أنه ينغص فرحك، وتقبَّل عبئًا آخر لا تملك حياله شيئًا، ووجّه تفكيرك نحو روحانية العيد. ولنكن دكتاتوريين في فرحتنا ولو ليومٍ واحد. 🪅🎁

إعداد🧶

شهد راشد


اقتباس اليوم 💬

«بدأت أدرك أنَّ المعاناة وخيبات الأمل والحزن لا تحلُّ علينا لكي تنكّد علينا وتجرّدنا من كرامتنا، بل لكي تساعدنا على النضوج والارتقاء بذواتنا إلى صورتنا الأفضل.» هيرمان هسه


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • لماذا جرفنا مسلسل عمر أفندي إلى الحنين؟ لأنه عاد إلى الماضي، وأصلح الأخطاء التي من شأنها أن تؤثر في الواقع، ربما هذا ما نتوق إلى فعله في ماضينا.

  • لم أدرك مدى تأثير قراءة الكتب في تفكيري وحياتي اليومية؛ كنتُ أستمتع بذكاء النصوص وطعمها الأدبي الجديد.

نشرة بريديةالحياةمهام
نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+150 متابع في آخر 7 أيام