لماذا نستمع إلى الأغاني الحزينة؟ 😢🎵

الأغاني الحزينة تؤثر فينا، فتضاعف معايشتنا للحظاتنا المؤلمة، أو تعيد لنا الذكريات.

أوفت عمدة باريس بالوعد الذي قطعته، وسبحت في نهر السين!

القصة أنَّ النهر قذر وغير صالح للسباحة فيه منذ نحو مئة سنة، وصرفت البلدية ما يفوق المليار يورو في تنظيفه استعدادًا للأولمبياد. وسباحة العمدة فيه تشهد على نظافته أخيرًا.

وعلى حبنا لباريس، لكن اللي زارها يعرف أنَّ سقف النظافة المقبول ليس عاليًا لهذه الدرجة، فلا تتسرَّع وتسبح فيه. 😬 


الأغاني الحزينة / Imran Creative
الأغاني الحزينة / Imran Creative

لماذا نستمع إلى الأغاني الحزينة؟ 

بدر الراشد

يغلب على الأغاني الطربية العربية أنها حزينة، تتناول لوعة العشق وألم الفراق، وتشتكي خذلان الحبيب وأحيانًا الحياة برمتها، وينعكس هذا على ثلاثية الأغنية كلها؛ فالكلمات تبوح بالشكوى، والألحان على مقامات الصبا أو النهاوند أو البيات مهيجة للمشاعر، والأداء قرارًا وجوابًا يتمثل الألم والحسرة ليعبر عن روح الأغنية كلها. 

وهنا نتساءل: ما الأثر النفسي للاستماع إلى الأغاني الحزينة؟ 

يدخل البعض في حالة إنكار –كنت أحدهم– بأن الأغاني تُستمَع طربًا ولا تؤثر في مزاجنا بما يتجاوز متعة الطرب، ولكن الأمر مختلف. فالأغاني تؤثر فينا، فتضاعف معايشتنا للحظاتنا المؤلمة، أو تعيد لنا ذكريات تحمل في طياتها حسرة أو «حسايف» أو تدخلنا عمومًا في دوامة من الشجن قد تطول أو تقصر.

وهنا جرِّب مرة أن تكون بمزاج سيئ، وقاوم رغبتك في سماع أغنية طربية «ثقيلة»، واختر أن تستمع لأغنية «فرايحية» على مقام العجم أو الرست، وتأمل في التغيرات التي تطرأ على مزاجك. فبدلاً من الاستماع إلى أغنية أم كلثوم «سيرة الحب» جرب الاستماع إلى فيروز «على هدير البوسطة»، أو بدلًا من أغنية محمد عبده «أبعتذر» استمع لأغنيته «مثل صبيا».

وما دمت تطبق التجربة على نفسك –لا حواجز أخلاقية هنا– أعد الكرة في لحظة أخرى، واستمع لأغنية حزينة في لحظات سعادتك، جرب أن تستمع إلى أغنية طلال مداح «صعب السؤال» وتأمل اختلاف حالتك المزاجية!

وما دمنا نتحدث عن تأثير الأغاني الحزينة على المزاج فلماذا نستمر في الاستماع إلى أغاني «الجاز» و«البلوز» أو فن «الخماري» و«السامري» والمواويل العراقية؟ ولماذا نقرأ روايات كافكا ولاسلو كراسناهوركاي السوداوية؟ ونبحث عن قصائد بخوت المرية أو سيلفيا بلاث؟ أو إذا أردنا صياغة السؤال بطريقة مختلفة:

ما فائدة المشاعر الحزينة في حياتنا؟ 

يتناول هذا الموضوع بالتفصيل أستاذ الطب النفسي الدكتور راندولف إن نيس في كتابه «أسباب وجيهة للمشاعر السيئة». ونيس من مؤسسي الطب النفسي التطوري الذي يدرس الظواهر النفسية للبشر على ضوء نظرية التطور، ويرى باختصار أن المشاعر التي نراها سيئة من اكتئاب وقلق وخوف وغيرها بمثابة «صفارات إنذار» تسهم في إنقاذنا وبناء حياتنا بصورة إيجابية، إذا كانت بالحد الطبيعي غير المَرَضي بالتأكيد.

فقد يسهم الاكتئاب في مراجعة قراراتنا لتجنب تكرار خيباتنا، ويساعدنا القلق على التفكير أكثر في المستقبل لاتخاذ قرارات أصْوَب، ويجعلنا الخوف نتجنب المخاطرة.

ففي عالم الحيوان تخاف الحمير الوحشية من الحيوانات المفترسة، فينعكس هذا على أجسادها ويجعلها تفر فور رؤيتها الأسد، وعندما يتيه قرد صغير في الغابة فهو ينكفئ على نفسه في مكانه، وهذا يحميه من الحيوانات المفترسة ويحفظ طاقته حتى تأتي أمه لرعايته. ويمكننا قياس هذه الأمثلة على حياتنا اليومية أيضًا، فنحن نخاف من الثعابين فنحمي أنفسنا من سمومها، و«نتقرف» من الفئران فنتجنب الأمراض المعدية التي تنقلها، ونقلق على مستقبلنا الوظيفي فنحرص على الذهاب مبكرًا إلى العمل. 

يذهب رادولف نيس إلى أبعد من هذا، في مقاربة ترتبط بالأغاني الحزينة، أو ما يسميه «الواقعية الاكتئابية» التي تتغذى على الأفلام والقصص الحزينة والأدب والفن المتشائم. وينقل وجود عشرات الدراسات العلمية التي ترى أن «الحالة المزاجية المنخفضة» الناتجة من الأدب والفن السوداوي تسهم في كبت «التفاؤل غير المبرر»؛ وهذا يساعد البشر على تقويم حياتهم وخياراتهم بصورة أفضل. 

نرصد هذه الحالة في ثقافات الكثير من الشعوب. فعلى ضوء فكرة «الواقعية الاكتئابية» نرى الأغاني والشعر الشعبي العراقي، حتى الطقوس الدينية، مشبعة بالحزن منذ آلاف السنين. وبينما كان فيضان نهر النيل يحمل سمات احتفالية بهبات الإله حابي (أو حعبي) في مصر الفرعونية، كان فيضان دجلة والفرات كارثة حياتية محققة منذ السومريين والبابليين ولعنة من الإله «إنكي» الغاضب على البشر. 

ويمكن الزعم أن «الواقعية الاكتئابية» الناتجة من الأغاني والمواويل الحزينة العراقية ساعدت العراقيين على التعاطي مع واقعهم المؤلم، ولكن هذه الفرضية تتطلب دراسات لإثباتها. والأمر ينسحب أيضًا على الواقعية الروسية والأدب التشاؤمي النمساوي والهنغاري وغيرهما من الثقافات التي عُرفت عالميًا بإنتاج أدب وثقافة مشبعة بالألم والحزن والكآبة سمةً عامة.

وهنا، عندما تلام على استماعك لأغنية حزينة، يمكنك أن تجيب «أنا أمارس تمرين خفض التوقعات اليومي من خلال الأغاني التي تمثل الواقعية الاكتئابية لأساعد نفسي على اتخاذ قرارات أكثر دقة ونجاعة في حياتي»، وهنا أخلي مسؤوليتي تمامًا من ردة فعل الشخص المقابل. 


فاصل ⏸️


خبر وأكثر 🔍📰

أزياء منغوليا / Giphy
أزياء منغوليا / Giphy

منغوليا تكتسح الأولمبياد بأزياء فريقها!

  • أشعل الزي الرّسمي الوطني لمنغوليا لدورة الألعاب الأولمبية لعام 2024 وسائل التواصل الاجتماعي منذ الكشف عنه الأسبوع الماضي. وتميّزت أزياء حفلتي الافتتاح والختام بصدريات مطرزة بدقة وإكسسوارات مستوحاة من الزي التقليدي. التصاميم من عمل ماركة «ميشيل وأمازونكا»  (Michel&Amazonka)، التي تنتج ملابس فاخرة تعبّر عن «جوهر التقاليد والثقافة المنغولية» بأسلوب عصري. 🪡🔥

  • تتضمن التصاميم الألوان في علم منغوليا الأزرق والأحمر والأبيض، إضافة إلى أنماط ورموز تقليدية، بما في ذلك رمز «سويومبو» الذي يظهر في علم البلاد، واستغرق تجهيز كل زي نحو 20 ساعة من العمل. وتأتي الملابس الرياضية مع أقراط احتفالية وحقائب مطرزة، وسيرتدي حاملو الأعلام من الرجال قبعات الرماية وأحزمة وأحذية منغولية تقليدية. 🔵⚪️🔴

  • شدّت الأزياء انتباه وسائل التواصل الاجتماعي، بخاصة تك توك، وأشاد المعلقون في مجالي الموضة والرياضة بالتصاميم. وعلّق مدوّن الأزياء ريان ييب في فيديو شاهده أكثر من مليوني مشاهد بأنهم فازوا في الأولمبياد قبل أن يبدأ! الأختان ميشيل وأمازونكا شوقالا صممتا من قَبْل ملابس فريق منغوليا في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين عام 2022 وفي أولمبياد طوكيو 2020 الصيفي. 😍🤳🏼

  • هذا العام ترسل منغوليا أكثر من 30 رياضيًا إلى أولمبياد باريس، الذي ينطلق في 26 يوليو. وسيتنافس الرياضيون المنغوليون في تسع رياضات مختلفة، بما في ذلك ركوب الدراجات والرماية والمصارعة. وقد شاركت منغوليا في جميع الدورات الصيفية للأولمبياد عدا واحدة منذ عام 1964. كما فازت بأول ذهبية لها في الجودو والملاكمة (ميداليتها الوحيدة حتى اليوم) في ألعاب بكين 2008. 🏋🏻🚴

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

يلتقي جِن، في مدينة هادئة، بكيسي، بعد أن أتى لقضاء بعض الوقت برفقة والده الذي تعرض لوعكة صحية أدخلته في غيبوبة. في فلم «كولمبوس» (Columbus) نتأمل جمال الفن المعماري، ونغوص في تعقيد علاقات الأبناء بوالديهم. 👨‍👦

  • يمكن للإنسان اختيار وسيلة تأقلمه «أحيانًا»، لأننا قد نطور وسائل لا ندركها للتأقلم مع الألم والمصاعب، وقد يطور البعض وسائل أشد خطرًا. تعيش كيسي برفقة والدتها التي وقعت ضحية للإدمان، وبرغم ذكاء كيسي ترفض الالتحاق بالجامعة بعيدًا عن أمها، وتلجأ إلى الفن المعماري كآلية للتأقلم مع الألم وللهرب اللحظي من اعتيادية الحياة. لابد لنا من الوعي بذواتنا وحاجتنا لإيجاد مهرب. لكن كيف نختار مهربنا؟ قد يكون مهربك إلى الأفلام أو السفر أو التصوير، ومهما يكن من أمر حاول أن يكون مهربًا خاليًا من الأذى. 🏃🏻‍♀️🏡

  • يرغب جِن العودة لحياته وعدم اهتمامه بما يمر به والده؛ لأن علاقتهما لم تكن جيدة منذ طفولته. فلطالما كان العمل أولوية والده ولم يعر عائلته اهتمامًا حقيقيًا، حتى إنه يفصح عن تثاقله البكاء المبالغ فيه متى يتوفى والده كما هو مفترض في تقاليد بلده، وبرغم كراهيته لهذه التقاليد يتماشى معها. حاجتنا إلى الانتماء تفرض علينا الكثير، ولكن انتقائية جِن تثير حنقي؛ فهو يفعل ذلك لمجرد أنه لا يود الظهور كابنٍ عاق. اهتمامنا بما يظن الآخرون على حساب مبادئنا وأخلاقنا نقطة تحتاج التوقف وإعادة التفكير لنتمكن من تقدير أنفسنا والعيش بتناغم مع حقيقتنا. 🪞🎭

  • ربما كان حلم كيسي دراسة العمارة، لكنها تحتج برعاية والدتها، وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن حقيقة دوافعها. كثيرًا ما يدفعنا الخوف من الفشل إلى التخلي عن حلم، أو التراجع عن فكرة، أو الهرب من مواجهة، ونتعلل بهذا وذاك. راجع قائمة أحلامك وأهدافك واسأل نفسك: وماذا لو فشلت؟ 📝🎯

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • كمستهلك، يجب أن تكون متشككًا دومًا لدى مشاهدتك تقييمات مبالغ فيها أو لدى قراءتك لكمٍّ هائل من التعليقات الإيجابية. 💶

  • مشكلتنا مع «البيئة» أعقد بكثير من مجرد غازات مصانع وعوادم سيارات؛ منظومتنا الحضارية بأسرها متعارضة مع معيار الأمان البيئي. 🫵

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+360 متابع في آخر 7 أيام