فيريوسا فلم ملحمي لن يخيّب أملك 🙂‍↕️

جاء فلم «فيريوسا» رغبةً من جورج ميلر في فهم شخصيته الرئيسة ومساعدة البطلة على تمثيلها.

شخصية «فيريوسا» من فلم «Furiosa: A Mad Max Saga» / تصميم: أحمد عيد
شخصية «فيريوسا» من فلم «Furiosa: A Mad Max Saga» / تصميم: أحمد عيد

فيريوسا فلم ملحمي لن يخيّب أملك

مازن العتيبي

تخطيك عمر المراهقة يعني أنك غالبًا تعلمت درسًا مهمًّا في لحظة ما في حياتك، لحظة حزينة ومخيبة للآمال، والدرس هو: 

محاولتك إعادة خلق اللحظات السحرية دائمًا تبوء بالفشل.

تزور شاطئ نصف القمر ذات مساء وتشعر بصفاء ذهن وهدوء لم تشعر بهما من قبل، ونصف حبة الشواية من «شواطئ الخليج» التي كنت قلقًا من أنها ستبرد خلال الرحلة من الشاطئ إلى الشاطئ كانت ألذ ما يمكن. حركة المياه، صوت الهواء، طعم الشواية، يخيّل لك أنك اكتشفت سر السعادة، وأنك ستلجأ إلى هذا الطقس السحري كلما دعت الحاجة.

في المرة المقبلة ستجد أن الشواية بردت فعلًا، وسيضايقك عدم استواء الرمال تحتك، وستزفر بغضب كلما لمست هبة هواء حار وجهك، وستتعلم، بمرارة، أنه كان عليك الاكتفاء بذكرى جميلة بدل تدنيسها بإعادة الخلق.

هذا الدرس هو أول ما طرأ على بالي عندما سمعت أن المخرج جورج ميلر بدأ تصوير فلم يحكي قصة نشأة «فيريوسا»، بطلة فلمه الرائع «Mad Max: Fury Road»، الذي صدر في 2015، ليصبح أنجح أفلام ميلر وأحد أفضل أفلام الأكشن في تاريخ السينما.

كل تفصيل تسمعه عن «فيري رود» يقول لك إن الفلم كان لحظة سحرية، بدءًا من محاولات إنتاجه المتعثرة على مدى عشر سنوات، وعملية كتابته الغريبة التي بدأت برسم المشاهد قبل كتابتها على الورق، وحتى الصدام بين بطلي الفلم تشارليز ثيرون وتوم هاردي، والذي استمر طوال فترة التصوير وأدّى إلى تعزيز التوتر بين شخصيتيهما على الشاشة.

أي محاولة لإعادة خلق هذا السحر كانت ستبوء بالفشل، ولذلك من حسن حظنا أن ميلر لم يحاول صناعة الفلم نفسه مرةً أخرى. فبالرغم من كونهما يتشاركان البطلة والعالم والتصنيف فإن الفلمين يختلفان في الجوهر: «فيري رود» يحكي قصة مطاردة مستمرة على مدى ثلاثة أيام وليلتين، على حين يحكي «فيريوسا» قصة ملحمية على مدى عشرين سنة، مقسمة إلى خمسة فصول من حياة البطلة.

في إحدى كفتي الميزان، هذا الاختلاف الجوهري مخيب للآمال. ارتكاز «فيري رود» على حدث واحد يعني بالضرورة أن بناءه كان محبوكًا بعناية، بحيث يجبر زخم المطاردة المخرج على التخلي عن كل لقطة أو تفصيل غير ضروري، وتصبح تجربة المشاهدة بالتالي خاطفة للأنفاس. من يدخل إلى «فيريوسا» بحثًا عن التجربة نفسها غالبًا سيخيب ظنه. صحيح توجد عدة مشاهد لمطاردات حابسة للأنفاس، لكنها لا تقارن بالأثر الذي تتركه المطاردة الأضخم في الفلم الأول.

لكن في الكفة الأخرى، هذا الاختلاف يقود إلى تجربة سينمائية رائعة بشكل مختلف. فبينما كان «فيري رود» مشغولًا بالرحلة بين نقطتين من القفر الأسترالي الموحش، فإن «فيريوسا» يأخذنا في رحلة استكشافية لهذه الأرض القاحلة والمدمرة.

«فيريوسا» هو الجزء الخامس من سلسلة «ماد ماكس» (لا تقلق، الأفلام الثلاثة الأولى المنشورة في الثمانينيات ليس لها علاقة مباشرة بآخر فلمين). ومثل الأفلام الأربعة الأولى، تجري أحداثه في عالم ما بعد كارثي، حيث انهارت الأنظمة الاجتماعية وسادت العصابات المتوحشة. لكن للمرة الأولى في السلسلة تتاح لنا رؤية هذا العالم من عيني شخصية كانت تعيش في رخاء ووفرة، ثم رُميت في الصحراء القاسية.

غالبًا تقع أفلام «النشأة» (prequels) في فخ شرح وتبرير كل الأشياء المثيرة للاهتمام في الجزء الذي سبقها، والنتيجة فلم خالٍ من المعاني مع الكثير من القصص التي تتكئ على الفلم الأول. صحيح يتضمن «فيريوسا» عددًا من القصص الشارحة التي تتكئ على «فيري رود»، مثل قصة اختطاف «فيريوسا» من مكان الوفرة وقصة حلق شعرها وقصة اليد الميكانيكية، لكن بدلًا من أن يكون هدف هذه القصص الوحيد الإشارة إلى الجزء السابق وقول «شفت كيف صار الحدث ذا؟» بابتسامة، تتراكم مآسي «فيريوسا» حتى نتساءل: لماذا تستمر؟!

أو كما يسأل الراوي في بداية الفلم: «بينما يتهاوى العالم حولنا، كيف لنا أن نتحمل وحشيته؟»

لماذا لم يقع «فيريوسا» في الفخ الذي تسقط فيه هذه النوعية من الأفلام عادةً؟ لأن جورج ميلر مخرج ممتاز، ولأنه كتب النص كاملًا قبل أن يبدأ تصوير «فيري رود». فلم يكن «فيريوسا» فلمًا جاء نتيجة جشع منتجين أغراهم نجاح الفلم الأول، بل كان رغبةً من جورج ميلر في فهم شخصيته الرئيسة ومساعدة البطلة على تمثيلها.

أخذت آنيا تيلور جوي النص الذي كُتب لتشارليز ثيرون لمساعدتها على أداء الفلم الأول، وقدّمت أداءً لا يقل قوةً عن أداء سابقتها. فبالرغم من كونها لا تنطق أكثر من أربعين سطرًا من الحوار فإنها تستطيع حكاية كل مشاعر الشخصية من خلال عينيها فقط. يُمدَح جورج ميلر كثيرًا على إخراجه مشاهد الأكشن، وهو فعلًا الأفضل في هذا الجانب، لكنه أيضًا مخرج بصري ممتاز بشكل عام، يفضّل حكي القصة من خلال الصورة قبل الحوار، إذ يصف أسلوبه الإخراجي بأنه «أفلام صامتة لكن لها صوت»، وهذه المهمة كانت ستكون شبه مستحيلة لولا الطاقم التمثيلي الممتاز.

بجانب آنيا هناك كريس هيمسوورث الذي يؤدي دور «ديمينتوس» الشرير الرئيس في الفلم، في أداء يذكّرنا بأنه ممثل ممتع دُفِن في عدد لا نهائي من أفلام مارفل وأفلام أكشن رخيصة لنتفلكس. وفي الفلم أيضًا البريطاني توم بيرك، الذي كان رائعًا في أداء سابق لشخصية «أورسن ويلز» في فلم «مانك»، إلا أنه في نظري كان أحد نقاط ضعف الفلم، وقدَّم أداءً باهتًا لشخصية قائد الشاحنة «جاك».

في الفلم نقاط ضعف أخرى، خصوصًا لو قارنّاه بالفلم السابق، أبرزها كون الفلم «ملحمي» و«سينمائي» بشكل يكسر الواقعية أحيانًا. نعم، «ماد ماكس» سلسلة خيال علمي، وفيها الكثير من الأشياء غير الواقعية، و«فيريوسا» بالتحديد يُحكَى من وجهة نظر راوٍ يحبّ الأساطير، إلا أن ما ميّز الفلم السابق بالتحديد هو واقعية مشاهد الحركة فيه؛ فهي مبتكرة، ومبهرة بصريًا، لكنها لا تزال قابلة للتصديق. في «فيوريوسا» تقل قابلية التصديق هذه.

لكن هذه العيوب البسيطة لم تؤثر في تجربتي مع الفلم بشكل واضح، وخلال الساعتين والنصف اللتين قضيتهما بالسينما كانت الابتسامة تعلو وجهي في أغلبها. فأنا أزور السينما بشكل شبه أسبوعي، ونادرًا أستطيع رؤية مخرج يعمل بمثل هذا المستوى من الإبداع والتفرد. لم يستطع «فيريوسا» أن يتركني بشعور النشوة نفسها التي تلت «فيري رود»، لكني أشك بأن أي فلم آخر في 2024 سيفعل.

مأساة محاولة إعادة خلق اللحظات السحرية لا تصيب المخرجين فقط، بل تصيبنا كجمهور أيضًا. نحتاج أحيانًا تعلّم الرضى بوجود ذكرى جميلة، ونتفادى اصطحابها معنا كمسطرة نقيس بها كل تجاربنا الجديدة.

أما عن تقييمي الفلم بالأرقام، فأقيمه تقييمي لـ«شواطئ الخليج» في أسوأ حالاته: 9 من 10. 🍿🤩


فاصل ⏸️


اقتباس النشرة

فلم « Interstellar»
فلم « Interstellar»

أخبار سينمائية

  • وافقت نتفلكس رسميًا على إنتاج فلم «PEAKY BLINDERS» من بطولة كيليان مورفي، وإخراج توم هاربر، وكتابة ستيفن نايت. سيبدأ التصوير في وقت لاحق من هذا العام. «مع أنَّ الموسم الأخير ما يشجع، لكن كرمى عيون أوبنهايمر ..إحم إحم.. قصدنا توماس شلبي.. تكرم ألف عين.😉»

  • صدر الإعلان التشويقي لفلم «Alien: Romulus» في عودة جديدة لسلسلة أفلام «Alien» الشهيرة، وتقع أحداث الفلم في مرحلة زمنية ما بين أحداث الجزء الأول (Alien) والجزء الثاني (Aliens)، ومقرر عرض الفلم في أغسطس. «الظاهر ريدلي سكوت حب يمسك العصا من النص ويرضي معجبي الجزء الأول من إخراجه ومعجبي الجزء الثاني من إخراج جيمس كاميرون.😜» 

  • بدأ تصوير فلم الخيال العلمي «Project Hail Mary» من بطولة ريان قوسلينق وساندرا هولر، وتدور أحداثه في المستقبل القريب؛ يستيقظ شخص من غيبوبة في مركبة فضائية ويتذكّر إرساله إلى نظام شمسي يبعد 12 سنة ضوئية عن الأرض للبحث عن طريقة لإنقاذ البشرية. «هذا الفلم له مخرجين اثنين ونتمنى ما ينطبق عليهم المثل اللي يقول المركب الفضائي اللي له ريسين تغرق 🙄.»

  • صدر الإعلان التشويقي الأول لفلم «Venom: The Last Dance» الجزء الأخير من سلسلة أفلام «Venom»، وسيعرَض في صالات السينما ابتداءً من 25 أكتوبر المقبل. «مشهد واحد لتوم هاردي في دور آلفي سولومونز عن سلسلة فينوم من أولها لآخرها.😑»


أكشن 🎬

فلم «Children of Men»
فلم «Children of Men»

اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من فلم «Children of Men». في عام 2027، تعيش لندن في عالم ديستوبي بعد 18 عامًا من العقم لدى كل نساء العالم لسبب مجهول، فتجد البشرية نفسها تقضي بقية سنواتها المعدودة نحو انقراضها الحتمي. ومع بقاء لندن كآخر مدينة متحضرة تصبح العاصمة قبلة للمهاجرين غير الشرعيين. وفي ظل ارتفاع معدل الجرائم وسطوة العصابات، تتحول الحكومة إلى مؤسسة أمنية قمعية تعتقل المهاجرين غير الشرعيين، فإما تحكم عليهم بالإبعاد أو الإعدام. 

تختطف جماعة معارضة تطالب بحقوق المهاجرين الموظف الحكومي «ثيو». وتطلب منه قائدة الجماعة «جوليان» -طليقة «ثيو»- أن يدبر لفتاة نازحة تصريحًا بالتنقل ووسيلة نقل لتهريبها إلى ملاذ على الساحل وذلك مقابل رشوة مالية، فيوافق «ثيو» بشرط مرافقتهم في الرحلة. 

في لقطة واحدة طويلة تستغرق 4:07 دقيقة، يبدأ المشهد مع الكاميرا على ثيو وقد استيقظ في السيارة، ومع ابتعاد الكاميرا عنه تدريجيًّا نشاهد «جوليان» ثم عضوة أخرى في الجماعة ثم الفتاة النازحة «كي» ثم السائق، ثم تثبت الكاميرا على الخمسة وكأننا نجلس تمامًا قبالتهم. في ظل الحوار المتبادل، تلفت انتباهنا العضوة الجالسة في منتصف الإطار وقد تناولت برتقالة من حقيبتها وهمّت بتقشيرها - ولطالما أخذ البرتقال رمزية النذير بدنو الموت في مسلسلات وأفلام عدة أهمها «العراب» في مشهد الاغتيال ووفاة مايكل ماسكًا بواحدة، وأيضًا محاولة قتل «توني» في مسلسل «ذا سوبرانوز» وهو يحمل قنينة عصير برتقال.

بعدها تتحرك الكاميرا إلى «جوليان» و«ثيو» في لقطة حميمية يختفي فيها البقية عن الإطار، يتبادل فيها الزوجان السابقان لعبة بصق كرة البينق بونق في استحضار لحياتهما السابقة قبل انهيار العالم. تنقطع هذه الحميمية مع إشارة العضوة في المنتصف بإصبعها نحو نافذة الشباك الأمامي فتتحرك الكاميرا مع التفاتة «جوليان» نحو منظر السيارة المحترقة التي ستقطع عليهم الطريق ليبدأ لحظتها تصاعد الأحداث الدامية مع هجوم جماعة أناركية عليهم.

وما أن تصرخ «جوليان» "احموا كي" تخترق رصاصة نافذة الشباك الأمامي وعنق «جوليان»، تحديدًا مكان وشم الطائر الذي يرمز للحرية التي تطالب بها للنازحين. ثم تنتقل الكاميرا إلى السائق الذي يحاول النجاة من العصابة والآن يواجه سيارات الشرطة التي تلاحقه. وحين تتوقف السيارة، يتفاجأ «ثيو» باندفاع السائق وقتله ضابطي الشرطة، ويضطر مصدومًا إلى مواصلة الرحلة مع البقية لينتهي المشهد وقد ازداد الشك لدينا ولدى ثيو بالسبب وراء أهمية هذه الفتاة. 

تمكَّن المخرج ألفونسو كوارن باستخدام تقنية «اللقطة الطويلة» (Long take) من إدماج المُشاهِد في الأحداث والارتباك والتوتر والإثارة، وكل مرة تتحرك الكاميرا ينتقل منظورنا للمشهد من منظور الشخصيات الموجودة في الإطار، لتعزز فينا الشعور كمشاهدين أننا الفرد السادس في السيارة.

استغرق تصوير المشهد 3 أيام بعد 12 يومًا من التحضير والتدريب، ويُعَد هذا المشهد أفضل مثال في تاريخ صناعة السينما على تقنية «اللقطة الطويلة»... ويستاهل ألفونسو كوارن هذه الإشادة بجدارة. 


توصيات سينمائية

إذا طلعت من فلم «فيريوسا» وكلك حماس تشوف أفلام أكثر من فئة «النجاة والصراع من أجل البقاء» فتوصيتنا لك تشاهد فلم «The Road» للمخرج جون هيلكوت، المقتبس من رواية كورماك مكارثي اللي كتب رواية فلم «No Country for Old Men».

تدور أحداث الفلم في عالم يقف على حافة الاحتضار «تحديدًا أمريكا» بعد فناء كل الحيوانات والنباتات واختفاء كل مظاهر الحياة الحضرية بسبب كارثة مجهولة لن نعرفها في القصة، الرماد غطّى كل شيء ولا ألوان تراها العين غير الرمادي ودرجاته. فممكن تخمّن الكارثة ما بين صواريخ نووية أو إنَّ الشمس ارتفعت حرارتها زيادة وحرقت كل شيء (فكرة مرعبة ونحن في عز لاهوب الصيف 🥵).

إذا سألتني من الحين إيش الفرق بينه وبين أفلام البقاء، أقول لك الفلم مختلف لأنه في الحقيقة رحلة أب يحاول تهيئة ابنه الصغير يعيش في عالم صعب من بعده! وهذا قلق كل أب حتى في عالمنا اليوم. 🥺💔

تبدأ القصة مع أب يقرر يقطع مع ابنه رحلة طريق طويلة إلى الساحل على أمل ضعيف بوجود بذرة حياة طبيعية هناك، في مواجهة البرد والجوع وخطر الوقوع في قبضة عصابات أكلة لحوم البشر والمغتصبين اللي صاروا الأغلبية الساحقة. وطيلة الرحلة يحاول الأب يعلم ابنه أساليب البقاء على قيد الحياة في حال الأب مات.  

المخيف في الفلم إنَّ الأب عنده مسدس، والمسدس فيه رصاصة واحدة، والقرار عند الأب: هل يقتل ابنه حتى يحميه من هذا العالم أم يربيه على مواجهة هذا العالم ويساعده على الوصول إلى الساحل؟

الفيلم التزم بشكل كبير بجو الرواية الكئيب والمرعب، ومدى الانحطاط الأخلاقي اللي ممكن يصيب بعض البشر فقط من أجل البقاء وأيضًا مدى تشبث بعض البشر بالأخلاق حتى في أحلك الأوقات. وقدم صورة مؤثرة عن العلاقة الإنسانية بين الأب وابنه في وسط الظروف القاسية. وللعلم، سواء في الرواية أو الفلم، ما نعرف اسم الأب ولا الابن. 

وهذي المعلومة قد تفسر لك اختلاف حبكة هذا الفلم: القصة كتبها كورماك مكارثي بعد رحلة على الطريق قضاها مع ابنه الأصغر اللي وُلد وعمر مكارثي 65 سنة، وكان خوف مكارثي الحقيقي إنه يموت قبل تربية ابنه على مواجهة الحياة الصعبة. 

قلت لك الفلم عن خوف كل أب يربي ابنه على البقاء. 😭🍿


دريت ولا ما دريت؟

فلم «Shaun of the Dead»
فلم «Shaun of the Dead»

كلنا شاهدنا أفلام زومبي وعشنا رعب تحوُّل البشر إلى وحوش، ومحاولات الأبطال اليائسة النحشة من الزومبي والفيروس اللي يقلب الواحد زومبي 🏃🏻‍♂️ لكن عندك فلم زومبي أصيل بدل ما يخرعك يضحكك! «Shaun of the Dead» الصادر عام 2004 للمخرج الإنقليزي إدقار رايت وبطولة سيمون بيق نجح في دمج الرعب مع الكوميديا السوداء، ونال تقييم نقدي عالي وقاعدة من المعجبين المخلصين، والبعض يعدّه أعظم فلم زومبي على الإطلاق! 

وبمناسبة مرور عشرين سنة على هذا العمل (عشرين سنة😳) نقول لك اليوم دريت ولا ما دريت. 🧟‍♂️🎥

  • الفلم كان عنوانه الأصلي «Tea Time of The Dead» لكن تغيَّر كتحية إجلال إلى فلم الزومبي «Dawn of the Dead» من عام 1978 للمخرج جورج روميرو عرّاب عالم الزومبي. ويقول المخرج رايت إنَّ سيمون كان أول شخص يلتقيه في حياته مهووس بفلم «Dawn of the Dead» مثله. 

  • الفلم هو الجزء الأول من ثلاثية «ثري فلافورز كورنيتو»، وكورنيتو نوع من أنواع الآيس كريم الإيطالي المتعدد النكهات، وبما أنَّ هذا الجزء دموي فهو يمثل اللون الأحمر، يعني نكهة الفراولة.

  • استوحى رايت مشهد دخول شون المتجر -دون أي أدنى فكرة عن وجود الزومبي- من موقف حصل له شخصيًّا عام 2001 حين أهمل متابعة الأخبار لأنه لاهي طول الوقت بلعبة «ريزدنت إيفل» وما كان عنده أي فكرة عن تفشي مرض الحمى القلاعية في بريطانيا. لدى خروجه إلى المتجر الخامسة صباحًا ومشاهدة الشوارع مهجورة تساءل إيش يكون حال البريطاني لما يغزو الزومبي مدينته، فالبريطاني ما يملك شيء من الأسلحة والعتاد اللي يملكها الأمريكي العادي في خزانة بيته! 

  • الإلهام الآخر وراء كتابة الفلم يعود إلى مشهد كتبه سيمون بيق في حلقة من المسلسل التلفزيوني البريطاني «Spaced» واللي تظهر فيه شخصية تيم (اللي يلعبها سيمون) وهو يبحر في هلوسته بفضل المخدرات اللي تناولها، وأوهمته أنه بطل يقاتل الزومبي في لعبة «ريزدنت إيفل تو». ويقول سيمون إنه بعد تصوير المشهد من إخراج رايت واستمتاعهم به، قرر مع رايت تصوير فلم كامل عن مقاتلة الزومبي، لأنه «أكيد السالفة ما هي صعبة!»

  • واجه رايت صعوبة كبيرة في نيل موافقة أستوديو على إنتاج الفلم، واضطر إلى رفض العمل في أي إنتاج آخر في التلفاز حتى لا يرتبط ويتأخر إنتاج الفلم متى وجد التمويل. عاش فترة مفلس واستدان المال من زملائه، منهم صديقه سيمون بيق اللي إلى اليوم متنازل عن استرجاع الفلوس. 

  • قدَّم رايت فلمه الروائي الأول بميزانية قدرها 6.1 مليون دولار فقط، وكسب 30 مليون دولار في جميع أنحاء العالم. وحل في المركز الثامن في أسبوعه الأول في الولايات المتحدة عندما صدر بشكل محدود، وخرج بعد أسبوعين فقط بسبب نزول فلم «Dawn of The Dead» للمخرج زاك سنايدر في إعادة للفلم الأصلي!

  • في مشهد حانة ونشستر استعان رايت بأغنية فرقة كوين «Don't Stop me Now» ونسّق حركات المشهد بالكامل عليها لأنه يحبها وتعطيه طاقة إيجابية وجرعة كوميدية للموقف. المشكلة إنَّ رايت ما كان عنده حقوق عرض الأغنية، فاضطر هو وسيمون يكتبون رسالة توسّل ورجاء للاعب القيتار في فرقة كوين -بريان ماي- حتى يقبل بعرض الأغنية، ووافق ماي بسعة صدر وأنقذ الموقف!

  • لأنَّ ميزانية الفلم كانت غير كافية لتوظيف كومبارس الزومبي، توجه رايت وسيمون إلى قاعدة المعجبين بمسلسل «Spaced» حتى يكونوا الكومبارس ببلاش، و200 معجب لبَّى النداء! أما كومبارس الزومبي المراهقين فهم في الأصل أولاد مشاغبين تعمدوا رمي البيض والحجارة على طاقم الفلم كل يوم لانزعاجهم من وجودهم في منطقتهم. فعرض عليهم رايت المشاركة في الفلم بأدوار الزومبي المراهقين ووافقوا! 


ميم النشرة

النشرة السينمائية
النشرة السينمائية
منثمانيةثمانية

مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.

+100 مشترك في آخر 7 أيام