مكتوب وقصة الاستحواذ على ‏«الرياضة إلى الأبد»

في بداية الألفية، تسيّد فضاء الإنترنت العربي موقع «الرياضة إلى الأبد»، موقع سعودي أنشأه طلاب سعوديون، وكان وجهة الكتاب الرياضيين وعشاق الرياضة من أنحاء الدول العربية كافة.

في بداية الألفية، تسيّد فضاء الإنترنت العربي موقع «الرياضة إلى الأبد»، موقع سعودي أنشأه طلاب سعوديون، وكان وجهة الكتاب الرياضيين وعشاق الرياضة من أنحاء الدول العربية كافة.

ليصبح في عام 2009 الواجهة الرياضية لموقع «ياهو» بنسخته العربية، أهم موقع على الإنترنت آنذاك. كنت حينها ‏شريكًا مؤسسًا في الموقع، وهو المنصب الذي استمريت في شغله حتى عام 2007، عندما استُحوذ عليه كليًا من «مكتوب». 

في ذلك الوقت، ارتفع عدد محبي الكرة السعودية و‏الدوريات الأوربية ارتفاعًا مطّردًا، في حرب مستعرة عبر عدة مواقع، كـ«شبكة سوالف» وموقع «كيوكات» و«الساحة العربية» وغيرها. إذ لم تتوفر مواقع أو منتديات عربية مختصة في الرياضة، لكنها تنافست في تضمين منتديات عامة ‏تضم قسمًا رياضيًا أو قسمين ‏على الأكثر. 

لم يكن صيف عام ‏2000 بالنسبة لي عاديًا. كنت قد انتهيت للتو من الدراسة الثانوية وابتدأت طريقي نحو التعليم العالي. اجتمعنا -أخي عادل المالكي وأنا- مع صديقنا عمران العبيكان، الذي قررنا معه تأسيس أول موقع ومنتدى عربي رياضي. 

انطلاق «الرياضة إلى الأبد»

بدأنا التخطيط والتصميم بشكل جدي، وكانت الفكرة يسيرة: موقع يعرض أخبار الرياضة ونتائج المباريات، مع إنشاء عدة مواقع فرعية لكل نادي، بالإضافة إلى منتدى رياضي للنقاش حول الدوريّات العربية والعالمية. اقترح أحد الأصدقاء إنشاء منتدى لنادي الهلال ضمن أقسام منتدانا، لرغبة من عضو شرف هلالي بذلك.

لسبب أو لآخر، لم تنفَّذ هذه الفكرة. فاستقال هذا الصديق مع صديقين مشتركين آخرين، لينشآ لاحقًا منتدى «الزعيم» الذي صار المنتدى الرسمي لنادي الهلال حتى اليوم.

أما نحن، فقررنا استغلال إجازة الصيف الطويلة في التخطيط والتنفيذ، فلم ينتهِ الصيف إلا وأكملنا تصميم الموقع كاملًا. استضاف عمران الموقع للسنة الأولى واستقال بعد عام من إنشائه. كانت الاستضافة لدى أحد أصدقائه بقيمة زهيدة. وقررنا إطلاق الموقع في تاريخ ‏12 أكتوبر ‏2000 بالتزامن مع بطولة أمم آسيا في لبنان.

‏وللاستفادة ‏من ذلك الحدث، نفّذتُ برمجية فريدة من نوعها آنذاك ‏تتيح لأي موقع ‏نشر نتائج البطولة على ‏صفحاته أوتوماتيكيًا ‏ومجانيًا مع ظهور شعار موقعنا الصغير ‏ضمن ذلك الشريط الإخباري. ‏كانت فكرة تسويقية ‏مهمة جذبت الكثيرين لموقعنا، ليصل عدد زواره للآلاف خلال أقل من ثلاثة أسابيع.

إطلاق المنتدى

لا أذكر أني كنت مصدومًا من ذلك النجاح الباهر ولا مستغربًا حتى. كل ما أذكر هو أنني كنت أعمل مع عادل وعمران دون كلل أو ملل، نعود من دراستنا لنكتب أخبارًا عن البطولة، ثم نضع تحليلًا فنيًا لكل مباراة وننشر النتائج في اللحظة نفسها. لم يكن التأخر مقبولًا لدينا رغم غياب المنافسة من أي موقع عربي آخر ينشر نتائج آنية للمباريات.

بعد هذا النجاح، أطلقنا في الأول من نوفمبر -أي بعد أقل من تسعة عشر يومًا من انطلاقه- المنتدى المصاحب للموقع. ‏وعلى الفور بدأنا ‏في دعوة و «خطف» جميع الأصدقاء ‏الذين نعرفهم من مواقع ومنتديات سابقة للعمل معنا تطوعيًا – لنصل بعد ‏أربعة أشهر إلى نحو 10 آلاف عضو.

كان كل شيء يسير على ما يرام، حتى اخترق أحد الأعضاء المشاغبين الموقع وحذف جميع محتويات قاعدة البيانات ووضع شروط لإعادتها.

رفضنا جميعًا المساومة وقررنا البدء من جديد، فلم يبق لدينا سوى اسم الموقع وعنوانه. ومع انتهاء عام 2001، كان الموقع أكبر بعدة مرات مما كان عليه قبل الاختراق، وحقق أكثر من مليون زيارة، وبلغ صداه الصحف والقنوات العربية، وأصبح محط أنظار عشاق الرياضة بشكل متفرد. ومع أنه كان موقعًا عربيًا إلا أن نكهته السعودية الخالصة لم تكن لتخفى على أحد.

الوجهة الأكبر لمحبي الرياضة 

لم يقف ‏تزايد عدد الزوار عند حد، ‏بل كان ‏يتضاعف تضاعفًا كبيرًا. ‏ولم ينتهِ عام ‏2002 إلا وعدد الزوار اليومي 40 ألف ‏زائر فريد (Unique Visitor)، بإجمالي يتجاوز 9 ملايين. وبلغ هذا الإجمالي في السنة الثالثة 30 مليونًا. وتعدّ هذه الأرقام كبيرة جدًا، إذا ما علمنا أن عدد مشتركي خدمة الإنترنت ‏بالسعودية عام 2002 بالكاد وصل مليونًا وثلاث مائة ألف مشترك، حسب ‏تقارير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.

ولم تقف الزيارات عند هذا الحد، بل تخطى إجمالي الزوار 80 مليونًا في 2005. ثم قفز، ليكسر حاجز 150 مليون زائر فريد مع نهاية 2006، بعدد زوار يومي اقترب من 200 ألف زائر فريد. وتواجد ما يزيد عن 40 ألف شخص في اللحظة نفسها على الموقع. ليست هذه الأرقام إلا الحصيلة الإجمالية إلى حدود عام 2006 فقط، فقد حقق الموقع أرقامًا قياسية تجاوزت النتائج السابقة في السنوات التي تلت.

في الحقيقة، كان «الرياضة إلى الأبد» الوجهة الأكبر لـمحبي الرياضة في العالم العربي. فقد كان على رأس قائمة المواقع الأكثر تصفحًا في عدة دول عربية مثل البحرين والكويت والأردن. أما محليًا، فكان ضمن أهم المواقع التي يرتادها السعوديون، حسب إحصائيات تشمل مواقع عملاقة كقوقل وهوتميل التي نشترها وحدة خدمات الإنترنت في بدايات الألفية.

كما أصبح الموقع ضمن أفضل 600 موقع في العالم، متفوقًا على ملايين المواقع حسب إحصاءات شركة «أليكسا» (Alexa).

إكسترا نت

في عام 2004، شُفّرت أهم المواقع السعودية ليصبح الاشتراك فيها عن طريق باقة «إكسترا نت». هذه الباقة -التي شغلت الرأي العام وقتها- تعني أن أهم المواقع السعودية، بما فيها «الرياضة إلى الأبد»، سيصبح تصفحها محصورًا على مشتركي أهم خمس شركات مقدمة لخدمة الإنترنت بالسعودية، وذلك مقابل مبالغ معيّنة تُدفع لنا كملّاك لتلك المواقع.

كَثُرت الاعتراضات ضدنا كملّاك مواقع، وضد الشركة المنفّذة للمشروع «المجموعة الوطنية للتقنية» وضد هيئة الاتصالات. وأوقفت التجربة بعد عام ونيّف بسبب احتكارها للمواقع واقتصار التشفير على السعودية، بالإضافة لبعض التلاعبات التي حصلت من الزوار ومن بعض ملّاك المواقع أنفسهم.

ورغم فشل التجربة، استفاد الموقع -دون بقية المواقع السعودية- لأن شعبيته خارج المملكة تفوق شعبية بداخلها، حيث أتى 67% من زوار الموقع من خارج المملكة.

أكبر استفتاء رياضي عربي

كانت إحدى نقاط التحول المفصلية للموقع تكوين لجنة إخبارية ضمت مئة وخمسين محررًا، بقيادة الصديق عمرو عماد. وأنتجت اللجنة قرابة المئتين وخمسين خبرًا رياضيًا في اليوم الواحد، بإجمالي يتجاوز السبعة آلاف خبر شهريًا، وهو عدد يفوق ما تنتجه صحف عريقة مثل نيويورك تايمز و وول ستريت جورنال.

أما أحد أهم أحداث الموقع، فكان استفتاء «الرياضة إلى الأبد» لأفضل الرياضيين والإعلاميين العرب، الذي أقيم لأربعة أعوام منذ ‏2004 وحتى ‏2007. وكانت جميع ‏الوسائل الإعلامية تغطّيه، ‏وقُدّمت جوائز آخر نسختين منه في حفل كبير بمدينة دبي.

وعُدَّ هذا الاستفتاء أكبر استفتاء ‏رياضي عربي على الإطلاق في تلك الفترة. و‏بصراحة، لا أدري لماذا قامت «مكتوب» بإيقاف ‏الاستفتاء بعد رحيلي عن الموقع. ‏فلو استمر حتى الآن لكان ‏بمثابة ‏النسخة العربية من ‏جائزة ‏مجلة «فرانس فوتبول»، ربما!

ولأن الموقع كان يستقبل أعدادًا ضخمة من الزوار، تنافست الشركات على الإعلان به، الأمر الذي شكل رافدًا مهمًا، على الرغم من عدم رغبتنا وتخطيطنا للاستثمار في الموقع ماديًا.

كانت أموال الرعاية والإعلانات تتدفق باستمرار، ما جعلنا نضخ جزءًا منها في الموقع مرة أخرى لزيادة عدد الخادمات التي تستضيف البيانات. ومن ثم انتقل الموقع من استضافة مشتركة لا تتجاوز قيمتها 1000 ريال في السنة إلى العديد من الخادمات التي تكلف مئات الآلاف من الريالات. ورغم ذلك، ظلت أكبر مشكلة تواجه الموقع توقفه المستمر بسبب ضغط الزوار. ولم تفلح جميع الحلول التقنية التي كنا نوفرها.

ولهذا السبب وغيره، بدأنا عادل وأنا بالتفكير جديًا في ‏بيع الموقع أو البحث عن ‏مستثمر. لم يكن السبب ماديًا حينها، إذ كان الموقع مربحًا جدًا لوفرة عقود الرعاية والإعلانات، لكن الصعوبات التقنية التي واجهها الموقع والضغوط المستمرة التي واجهتنا بسبب عملنا فرديًا حثّتنا على التفكير في ذلك.

استحواذ مكتوب

كنّا طلابًا ثم موظفين يعملون على الموقع بشكل جزئي. ولم تكن لدينا النية للتفرغ الكامل له. ولذا كان الحل أن يتحول عملنا لعمل مؤسساتي عن طريق دخول شريك كبير. في الفترة نفسها، وصلتنا عدة عروض للاستحواذ على الموقع، ورفضناها بما فيها عرض من الشركة الأردنية «مكتوب»، التي كانت تعد من أكبر شركات الإنترنت العربية.

لكن «مكتوب» عادت وقدمت عرضًا جديدًا رفعت فيه سعر الصفقة وقللت من نسبتها إلى 80% بدلًا من الاستحواذ الكامل. فوافقنا مبدئيًا، ليحضر بعدها ملّاك الشركة سميح طوقان وحسام خوري ‏إلى الرياض في العام 2006 لإتمام الصفقة، ولتصير دبي مقر الموقع الرئيس.

لم يكن لدي العديد من الشروط حينها، واقتصر مطلبي الوحيد الذي اتفقنا عليه دون أن يثبت في بنود العقد على عدم تغيير اسم أو رابط الموقع. وهو ما ذهب مهب الريح فور توقيع العقد. فغُيّر اسم الموقع فورًا إلى «مكتوب الرياضة إلى الأبد». ولا أنكر أنهم قاموا معنا بعدد من التحسينات والتطويرات، وأصبح الموقع أقوى وأشهر من ذي قبل. وازداد عدد الزوار بشكل ملحوظ، إلا أنه لم يعد يمتلك روحه القديمة.

السياسة التجارية التي قتلت «الرياضة إلى الأبد»

تلخّص الاختلاف بيننا وبين إدارة «مكتوب» في سياستهم التي ترمي لشراء المواقع ودمجها معًا، لتضخيم «مكتوب» أكثر وأكثر ثم بيعه لشركة عالمية.

لم تناسبني تلك السياسة التجارية. ومع الوقت، فقد موقعنا رونقه وأصبح بلا روح. وكان ذلك مصير بقية المواقع التي اشترتها «مكتوب»، مثل «العرب المسافرون» و«شبوة نت» و«بنت الحلال» وغيرها من كبريات المواقع العربية

حملت بداخلي العديد من القيم والمبادئ التي لم توافق الصبغة التجارية التي تحوّل إليها «الرياضة إلى الأبد». كما انتابني إحساس بأن مجلس إدارة «مكتوب» يريدون التخلص منّا بأسرع وقت. وتحليلي الشخصي للأمور أننا كنّا حجر ‏عثرة في طريق بيع «مكتوب». فكنا لا نزال نملك ‏نسبة من «الرياضة إلى الأبد»، بالإضافة إلى رفضي القاطع تغيير الاسم ليصبح «مكتوب رياضة» فقط، وتغيير الرابط ليصبح ضمن نطاق شركة «مكتوب».

ولذلك حاولت الإدارة ثنينا بطرق عدة، كتحميلنا خسائر كبيرة تصل لمئات الآلاف بحجة الدعاية والتسويق. ومع ذلك أبديت استعدادي التام لمشاركتهم الخسائر ورفضت جميع العروض التي قدموها لشراء النسبة المتبقّية.

وانطوى السبب في عدم حاجتنا إلى دفع تلك المبالغ الطائلة أصلًا، وأنني أستطيع نشر أخبار الموقع والتسويق له في أي صحيفة أو قناة دون دفع دولارٍ واحد، لكن ‏يبدو أن ‏تحميل الموقع خسائر كبيرة كان ‏هدفًا ‏لإجبارنا على الرحيل.

لم يتوقف الأمر على هذا النحو، بل قُلِّلت صلاحياتي كل فترة، ‏مع تغيير أمور مهمة ‏في الموقع دون أخذ رأيي؛ لينتهوا إلى إشعاري مرارًا أن لا فائدة من الاستمرار في تطوير الموقع. ومع ‏ذلك، استمر تقدّم الموقع بسرعة صاروخية، وازدادت أعداد الزوار بشكل غير مسبوق.

توقفت الإعلانات عن الظهور على الرغم من تسابق ‏الرعاة والمعلنين ‏على الإعلان على الموقع وكتابة الصحف المستمرة عنه. كما أُخّر إطلاق بعض الأفكار مثل «فانتزي فوتبول» (Fantasy Football)، وكان واضحًا لي أن نجاح «الرياضة إلى الأبد» لم يعد هدفًا من أهداف «مكتوب».

وفي أواخر 2007، قدمت «مكتوب» عرضًا جديدًا لشراء النسبة المتبقية من الموقع بأضعاف السعر الذي اشترت به نسبة 80%، لحل الأزمة.

وداعًا لـ «الرياضة إلى الأبد»

رضيت بالعرض لأننا وصلنا لطريق مسدود، ولأنني أدركت وقت الرحيل المناسب قد حان. سلّمتهم كامل الموقع والمنتدى، ليصبح الموقع منذ 2007 تحت مسمى «مكتوب رياضة»، ويستمر المنتدى تحت «مكتوب الرياضة إلى الأبد»، الذي كان مجرد تمهيد لبيع مكتوب لشركة «ياهو» في 2009، في صفقة تراوحت بين 85 مليون و164 مليون دولار.

ومنذ ذلك الحين، أصبح موقع «الرياضة إلى الأبد» الواجهة العربية لموقع «ياهو رياضة».

كانت لحظة بيع موقعي بالكامل، لحظة عاطفيّة جدًا. فالموقع الذي بنيته من الصفر واستثمرت فيه كل طاقتي ووقتي، لم أعد أملك فيه شيئًا. كنت حزينًا لوداع الموقع، ومتيقّنًا في الوقت ذاته أن المنتديات تقترب من نهايتها لا سيّما مع صعود «ويب 2.0»، الذي أنتج فيما بعد المدونات الشخصية ومواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي التي اجتاحت الإنترنت وغيرت كل مفاهيمه.

ولأن «ياهو» لم تهتم إطلاقًا بالمحتوى العربي، أغلقت وحذفت جميع محتوى المنتديات لديها عام 2014، وأبقت فقط على المواقع؛ الأمر الذي أضاع كمًا هائلًا من المعلومات التي كانت تشكّل المحتوى العربي ‏في فترة الألفية.

وبعد ذلك بعام، أغلقت «ياهو» مكاتبها بالشرق الأوسط، وقامت مؤخرًا بدمج الواجهة العربية لموقع «ياهو رياضة» مع الواجهة الإنقليزية، ليصبح «الرياضة إلى الأبد» جزءًا من موقع «ياهو رياضة».

منذ اليوم الأول، ركّز منتدى «الرياضة إلى الأبد» على الكيف لا الكم. لذا أقفلنا تسجيل الأعضاء الجدد وقنّنا ذلك بشكل محدود جدًا. وعلى الرغم من ذلك، تجاوز عدد المسجلين مئات الآلاف مع آخر أيام الموقع، ووصل عدد المشاركات إلى 10 ملايين مشاركة.

فالصرامة التي تمتّع بها الموقع، كانت سببًا في إنتاج مشاركات تتفوق على نظيراتها في الصحف الرياضية. وخرّج الموقع العديد من الإعلاميين والكتاب واللاعبين والمذيعين والمشاهير، وكان سببًا في تغيير ثقافة الحوار الرياضي لفترة من الزمن.

الإنترنتالاستثمارالرياضةالشركاتالثقافةالمستقبل
مقالات حرة
مقالات حرة
منثمانيةثمانية