جوردن أندرسون: رسالة عبد حر إلى مالكه السابق

بعد تحرره من العبودية تصله رسالة من سيده السابق يطالبه بالعودة، فلا يجد جوردن أندرسون إلا أن يقارن بين حياته في العبودية ومابعد الحرية.

هرب العبد المملوك جوردن أندرسون مع زوجته مِندي من مالكهم السابق باتريك هنري أندرسون -كانت العادة أن يسمى العبد على مالكه-، بعد عمل مرهق في مزرعته الذي استغرق 32 سنة. تم تحرير العبدين من قبل جيش الاتحاد أثناء الحرب الأهلية الأميركية وانتقلوا لولاية أوهايو حيث عمل جوردن لدعم عائلته الكبيرة وذلك عام 1864 م.

هنا أقبض أجري كل ليلة سبت ولكن في ولاية تينيسي لم يكن هناك يوم لدفع أجور السود أكثر من الخيول والبقر.

بعد مضي سنة من الهروب ونهاية الحرب الأهلية، وصلت لجوردن رسالة من مالكه السابق باتريك الذي استعبد عائلته. كان يرجوا منه العودة للعمل في مزرعته لإنقاذ تجارته التي قاربت على الموت. كان رد جوردن لاذعًا ولطيفًا في رسالة سُجلت في التاريخ ونشرت في عدة صحف. كما دُونت الرسائل المتبادلة بينهم في كتاب Letters of Note وهو المصدر لنص الرسالة أدناه.

رسالة عبد حر

رسالة جوردن

دايتون، بولاية أوهايو، 7 أغسطس، 1865.

إلى مالكي  السابق، الكولونيل ب.هـ. أندرسون، بيج سبرنج، ولاية تينيسي.

سيدي: لقد استلمت رسالتك، سررت بمعرفة أنك لم تنسى جوردن، وأنك ترغب أن أعود إليك وأسكن معك مرة أخرى مع وعدك بمعاملة أحسن لي من أي شخص آخر. غالبًا أشعر بالاضطراب تجاهك. لقد اعتقدت أن اليانكيز سيقومون بشنقك قبل ذلك بفترة طويلة عند عثورهم على جنود الجيش الكونفدرالي في منزلك تحت استضافتك.

أظن أنهم لم يسمعوا عن ذهابك لكولينيل مارتن لقتل جندي الاتحاد الباقي من شركته في اسطبله. بالرغم أنك أطلقت النار علي مرتين، إلا أني لم أود أن أسمعك تتأذى، وسعدت عندما علمت أنك ما زلت على قيد الحياة. سيكون من الجيد لي أن أعود لبيتي العزيز القديم وأرى الآنسة ميري والآنسة مارثا وآلين واستر وجرين ولي. أَرسل حبي لهم جميعًا وأخبرهم أن لدي أمل أن أقابلهم في العالم الأفضل إذا لم يحصل أن ألقاهم في هذا العالم. كنت سأعود لرؤيتكم جميعًا عندما كنت أعمل في مستشفى ناشفيل، ولكن أحد الجيران أخبرني أن هنري ينوي إطلاق النار علي إذا سنحت الفرصة.

أريد أن أعرف بشكل خاص عن الفرصة الجيدة التي تقدمها لي، فأنا بخير هنا. مرتّبي في الشهر يساوي خمس وعشرين دولارًا بالإضافة للطعام واللباس. ولدي بيت مريح لمندي- يدعونها الناس هنا السيدة أندرسون- والأطفال –ميلي وجين وجراندي- يذهبون للمدرسة ويتعلمون بشكل جيد.

يقول المدرس أن جراندي لديه رأس خطيب. يذهبون للمدرسة يوم الأحد، وأنا ومندي نحضر للكنيسة باستمرار. نحن نُعامَل بلطف. نسمع هنا في ولاية تنيسي بالصدفة بعض الأحيان، أنّ الآخرين يقولون: “هؤلاء الأشخاص الملونون كانوا عبيدًا” هذه الملاحظات تجرح مشاعر الأطفال ولكنّي أخبرهم أنه ليس هنالك عار في ولاية تينيسي أن نكون ننتمي للكولونيل أندرسون. كثير من السود سيكونون فخورين، مثلما كنت، تدعى سيدي. الآن، عندما تكتب لي وتخبرني عن الأجر الذي سوف تعطيني، سأكون قادرًا أن أقرر ما إذا كان من مصلحتي الانتقال مرة أخرى.

أما بالنسبة لحريتي، التي تقول أنه يمكنني الحصول عليها، فلا يوجد ما يمكن أن أكسبه من ذلك حيث حصلت على أوراق حريتي عام 1864 من وكيل المارشال العالم لقسم ناشفيل. تقول مندي إنها تخشى أن تعود دون أي دليل على معاملتنا بطريقة عادلة ومرضية. لذا وصلنا إلى قرار اختبار صدقك من خلال مطالبتك بإرسال أجورنا للفترة التي خدمناك فيها. ذلك سيجعلنا ننسى ونسامح الندبات. خدمتك بصدق لاثنين وثلاثين سنة، وخدمتك مندي لعشرين سنة. في مقابل أجر 25 دولار بالشهر لي ودولارين أسبوعيًا لمندي، سيصل مجموع مستحقاتنا إلى إحدى عشر ألف وست مائة وثمانية دولار. أضف إلى ذلك نسبة الحجر عن أجورنا، واخصم ما دفعته مقابل ملابسنا، ومبالغ الثلاث الزيارات التي قُمت بها للطبيب وثمن خلع سن مندي. المجموع النهائي هو ما نستحقه باسم العدالة.

أرجو ارسال المال على آدم اكسبر تحت عهدة ف. وينتر للمحاماة في مدينة دايتون، بولاية أوهايو. إذا فشلت في الدفع لنا مقابل العمل المخلص في الماضي فلا يمكننا أن نثق بوعودك في المستقبل. نحن نثق أن الخالق فتح عينيك لخطاياك وخطايا آبائك الأولين تجاهي وتجاه آبائي في جعلنا نكدح لكم لأجيال عديدة بدون أي تعويضات. هنا أقبض أجري كل ليلة سبت ولكن في ولاية تينيسي لم يكن هناك يوم لدفع الأجور للسود أكثر من الخيول والبقر. بالتأكيد سيكون هناك يوم الحساب لمحاسبة المحتالين على العاملين لديهم.

آمل في إجابتك على هذه الرسالة أن تصرّح ما إذا كان هناك أي أمان لابنتيّ ميلي وجين حيث قد بلغن سن الرشد وهنّ حسناوات، فأنت تعرف كيف كانت الأمور سيئة مع ماتيلدا وكاثرين. أفضّل أن أبقى هنا وأموت من الجوع -إذا وصلت الأمور لهذه الدرجة- على أن ألقي العار على ابنتيّ من العداء والضعف لدى رئيسهن. كما أطلب منك رجاءً أن توضح ما إذا كان هناك مدارس للأطفال الملونين في حيّكم. إن الرغبة الأهم في حياتي الآن، هي توفير التعليم لأبنائي وتعويدهم على العادات الفاضلة.

أرسل تحياتي لجورج كارتر وأشكره بالنيابة لسحبه المسدس منك عندما كنت تطلق النار علي.

من خادمك السابق، جوردن أندرسون.

لم يعد جوردن إلى ولاية تينيسي ومات عن عمر يناهز 81 سنة، في عام 1907 م. ماتت زوجته بعده بست سنوات ودُفنت بجواره وخلفوا 11 من ذريتهم.

أميركاالإنسانالتاريخالتمييزالحريةالعبوديةالسلطة
مقالات حرة
مقالات حرة
منثمانيةثمانية