جيف بيزوس: رجل الرأسمالية المتأخرة
كيف شكّل جيف بيزوس العالم الذي نعيش فيه؟ وكيف سيطرت أمازون على السوق؟
في عام 1964 في مدينة ألباكركي بولاية نيو ميكسيكو، ولد جيف بيزوس. كانت المدينة في قلب المجتمع الأميركي المحافظ في تلك الفترة رغم كل ما مثلته الستينات من تمرد على القيم الاجتماعية التقليدية. وربما يعرفها البعض لأن أحداث مسلسل “breaking bad” الشهير تدور فيها، ومع أن بيزوس لم يأخذ بالطبع مسار تصنيع الميث الأزرق كما فعل والتر وايت في المسلسل، لكن الرجل استطاع أن يخترع مخدرات أخرى قانونية.
بعد ما يقرب من 50 عام من ولادته، استطاع بيزوس أن يصبح أغنى رجل في التاريخ بإجمالي ثروة تقدر بـ 121 مليار دولار. ورغم أن الرجل يتقاضى 81 ألف دولار فقط سنويًا، إلا أنه ما زال يملك 16% من أسهم أمازون الشركة الأكبر عالميًا في التجارة الإلكترونية.
سمع الكثيرون بالتأكيد عن جيف بيزوس وأمازون، وربما صادف أن اشتريت شيئًا من الموقع فكل شيء يباع فيه، وإن لم تكن قد اشتريت منه فبالتأكيد قد اشتريت من موقع تابع له أو تملك أمازون حصة فيه، مثل سوق دوت كوم أكبر موقع تسوق في الوطن العربي. أصبح التسوق الإلكتروني الآن سوقًا ضخمًا في ظل الرأسمالية الحالية بإجمالي مبيعات يصل إلى 2.5 تريليون دولار سنويًا على مستوى العالم.
وأمازون هي أكبر اللاعبين في هذا السوق، فهي الشركة الثانية في العالم التي تتخطى قيمتها السوقية تريليون دولار بعد أبل عملاق التكنولوجيا الأميركية. وخلف هذا العملاق قصة كبيرة، ليست فقط قصة نجاح أمازون وبيزوس الشخصية ولا فضائح الرجل ومعاركه القضائية مع زوجته السابقة، لكنها قصة الرأسمالية نفسها في مرحلتها المتأخرة.