لماذا أرى «الإقالة الصامتة» فعلًا غير أخلاقي
تحمل الإقالة الصامتة نوعًا من عدم الأخلاقية؛ لأنها تسهم في تدمير الثقة الذاتية لدى كثير من الموظفين. ويستغرق التعافي منها وقتًا طويلًا.
لفت نظري أنَّ إيلون مسك لا يتحرَّج من التعديل على منتجه أولًا بأوَّل، ويفضّل التعديل بعد الإطلاق على إبقاء المنتج حبيس مرحلة التطوير لتفادي أي أخطاء مستقبلية.
فمثلًا، بعد إضافته خاصية مشاركة إيرادات الإعلانات مع صانع المحتوى منذ أشهر، أضاف الآن شرطًا أساسيًّا: أنَّ عدد المشاهدات ليست العامل الوحيد لاستحقاق المال، بل صحة المعلومة في التغريدة. بمعنى: أي تغريدة تتضمن تصحيحات من المستخدمين من خلال (Community Notes) تسقط شرعية حصولها على المال.
طبعًا إيلون يفكّر بتوفير المال بطريقة غير مباشرة 😏 لكن في الوقت نفسه واضح أنه يريد لمنصة «أكس» أن تظل تحتفظ بمصداقية ولا تتحوَّل إلى كومة هراء!
إيمان أسعد
لماذا أرى «الإقالة الصامتة» فعلًا غير أخلاقي
ياسمين عبدالله
في السنة الثانية من مرحلتي الإعدادية كنت التلميذة المقرّبة إلى معلمة العربية التي كانت تُسند إليَّ واجبات تحضير الإذاعة المدرسية وتقديمها والقراءة في الحصص، لكني خيبّت ظنها عندما لم آخذ على محمل الجد اختبارًا غير رسمي قررَته فجأة، وكانت درجتي فيه لا ترقى إلى توقعاتها.
عندها انقلب التقريب إلى معاملة صامتة، وأُبعدت حتى نهاية العام الدراسي في حصصها من مكاني في أول الصف إلى آخره. كما أُقصيتُ عن «مهماتي» التي كانت تمنحها للطالبة الفائقة (أنا) وأسندَتها إلى زميلة كانت تراها أقل تفوقًا مني. وفي كل مرة أرى فيها تذمر الصديقات عبر فيسبوك من غرابة معاملة مديريهم التي تبدو لهن «إقالة صامتة» أتذكر تلك الأشهر الثلاثة.
«الإقالة الصامتة» حقيقة قديمة في بيئة العمل، لكنها أصبحت شديدة الوضوح بعد الجائحة وانتشار العمل عن بُعد وانتشار نمائم الموظفين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولنكدإن؛ حيث يلغي المدير مسؤوليات الموظف ولا يهتم بدعوته إلى الاجتماعات ويحجم دوره ويعزله عن المهمات وعن زملائه، محاولًا إجباره على الاستقالة.
في استطلاع للرأي أُجري عام 2022 في لنكدإن، واشترك فيه نحو 20 ألف شخص، قال 48% منهم إنهم شهدوا «إقالات صامتة» لزملائهم، وأفاد 35% أنهم شخصيًا تعرضوا لها. وتتعلق معظم آثار «الإقالة الصامتة» بتراجع مستوى الموظف واحتراقه الوظيفي والنفسي الذي يؤثر في أفكاره الإبداعية وإنتاجيته.
تسير الإقالة الصامتة جنبًا إلى جنب مع «الاستقالة الصامتة»، التي يُعبّر عنها الموظف بأداء الحد الأدنى من العمل والتغيب وانخفاض المشاركة، مع فقدانه الاهتمام بمهماته. وكل هذا نتيجة لضعف التوازن لديه بين العمل والحياة، أو لعدم تدريب الموظف وتطويره بقصدٍ أو دون قصد، مما يجعله فاقدًا «الروح» عند أدائه مهماته.
المؤلم في «الإقالة الصامتة» أنها قد تدفع أكفأ الموظفين الذين يمرون بحالة تراجع إلى مزيد من الإحباط والتشكيك في الذات والانغلاق، وصولًا إلى الاستقالة هربًا من انتكاسٍ نفسي قد يتغول ويأكل أرواحهم إن قرروا الصمود في وظائفهم.
لكن ما يثير التساؤل والحيرة هو لماذا يلجأ المدير إلى هذا النوع من التعامل؟
أحيانًا يكون «الفصل الصامت» عن العمل غير متعمد، بل نتيجة طبيعية للعمل عن بُعد وافتقاد التواصل الإنساني في بيئة رقمية؛ فيشعر الموظف بأنه مُهمَل من مديره. وقد يكون أحيانًا نتيجة جانبية للإدارة السيئة أو تراكم مهمات المدير.
لكن في الحالات المتعمدة تبدو «الإقالة الصامتة» وسيلة لخفض عدد الموظفين، أو حلًا أسهل من إقالة الموظف؛ كيلا يتعين على الشركات دفع تعويضات أو تقديم مكافأة نهاية الخدمة. ومع انتشار ثرثرة الموظفين عبر مواقع التواصل الإجتماعي تخشى الشركات اليوم «السمعة السيئة» التي قد تلاحقها إذا هي طردت موظفيها؛ فذلك يؤثر في عملية استجلاب موظفين أكفاء جدد.
مارك زوكربيرق كان صريحًا في استعانته بالإقالة الصامتة. ففي اجتماعه بالموظفين في يونيو 2022 بعد أسوأ ربع مالي مرَّت به الشركة، أوضح أنه بصدد تخفيض عدد الموظفين واقتلاع العناصر الضعيفة قائلًا «آمل أنَّ بزيادة الضغوط عليكم وزيادة صعوبات المهام، سيقرر عدد منكم أنه لا ينتمي إلى هذا المكان ويُقصي نفسه بنفسه، ولا مانع لديّ إن فعلتم.»
ولدى حديثي عن الموضوع مع صديق، وهو مدير في إحدى المؤسسات، فاجأني بتفسير آخر: أنَّ الإقالة الصامتة أحيانًا نوع من «الضغط بنيّة جيدة» على الموظف الذي يملك إمكانات رائعة كانت سببًا أساسيًا في توظيفه، لكنّه لا يبرزها أو لا يستغلها في عمله. فيلجأ المدير إلى الإقالة الصامتة كي يدفعه إلى الانتباه وبذل الجهد.
بغض النظر عن كل تلك التفسيرات، تحمل الإقالة الصامتة نوعًا من عدم الأخلاقية؛ لأنها تسهم في تدمير الثقة الذاتية لدى كثير من الموظفين. ويستغرق التعافي منها وقتًا طويلًا بخاصة أنه يمكن دائمًا تنبيه الموظف أو التحاور معه لفهم أسباب تراجع أدائه وتدريبه.
فأنا أتفهَّم ألم المُقالين في صمت، وبعد أكثر من عشرين عامًا ما زلت لا أستطيع الصفح عن معلمة العربية التي أجبرتني معاملتها الصامتة طول فصل دراسي كامل على تحويل أوراقي في سنتي الأخيرة من المرحلة الإعدادية إلى مدرسة أخرى، وترك فصلي وزميلاتي وبقية مُدَرِّسيّ إلى فصلٍ جديد وزميلاتٍ جديدات ومعلمين جدد في مدرسة لا أعرفها.
خبر وأكثر 🔍 📰
متحف أمريكي يُجبَر أخيرًا على إكرام عظام الميِّت!
يضم متحف نيويورك للتاريخ الطبيعي 12,000 مجموعة من الرفات البشرية، من ضمنها رفات تعود إلى سكان أمريكا الأصليين والأمريكيين من أصول إفريقية نُهبت من قبورها، وجُمعت في القرنين التاسع عشر والعشرين لإثبات نظريات التفوق العرقي للبيض عبر السمات البشرية. وقرَّرت مديرة المتحف، الأولى من أصول إفريقيَّة، أنَّ الوقت حان لإكرام تلك الرفات إما بإعادتها ودفنها أو الحفاظ عليها باحترام خارج صالات العرض.
صالات عرض أم مقبرة مفتوحة؟ سُحبت من العرض آلة موسيقية من العظام البشرية، وتحفة أثرية تحتوي على عظام تعود للتبت، وهيكل عظمي بعمر ألف عام من منغوليا، وغيرها الكثير من الهياكل العظمية والأجزاء البشرية، مما سيفرغ 6 صالات عرض وممراتها من دهشة الزوار، أو هلعهم بالأصح!
نزاع مستمر لاستعادة رفات الأحباء. في عام 1990 صدر قانون فدرالي يُلزم المتاحف والمؤسسات بإعادة الرفات والمقتنيات الأثرية إلى قبائل السكّان الأصليين، إلا أن أعدادًا كبيرة منها لا تزال محفوظة لدى المتاحف والمؤسسات العلمية بلا مأوى أخير.
من أسرّة التشريح إلى ممرات المتحف. في القرن التاسع عشر زادت المستشفيات، وشُرّع قانون يسمح بتشريح الجثث التي لا يطالب بها أحد، أي الفقراء، دونما إذن من صاحبها في مدارس تعليم الطب. ولاحقًا تبرعت تلك المدارس، عدد منها تابع لكبرى الجامعات مثل جامعتيْ كولمبيا وكورنيل، بما يقارب 400 جثة بعد تشريحها لعرضها في المتحف عوضًا عن دفنها.
ظلال العنصرية العرقية والطبقية في أمريكا ما تزال ممتدة من حقبة تاريخية ليست ببعيدة. فاستعراض الهياكل والرفات يعكس النظرة غير الإنسانيَّة التي تسيّدت المجال الأكاديمي والبحثي الأمريكي تجاه الأعراق غير البيضاء والفقراء، وبرَّرت للمتاحف الإبقاء عليها مادة للعرض إلى الآن.
🌍 المصدر
Bloomberg
NY Natural History Museum Changing How it Looks After Thousands of Human Remains in Collection
سلامة عقلك 🫶🏻
الخوف 😨 حين تقرأ هذه الكلمة ستشعر بمزيج غير مفهوم من المشاعر، وستتراكم في رأسك المشاهد والأصوات، ولكنني سأخبرك بسرّ: الخوف سلاحك ضد العالم وليس العكس، وقد يكون بكل ما يحمله من معانٍ سلبية نعمة معقدة التركيب في دوائر الدماغ لا يمكننا العيش دونها.
الكائنات الحية والبشر. يجمعنا بالغزال والفيل والنعامة (لا أعرف لم هذه الحيوانات) أننا جميعًا نخاف، والسبب الأساسي للخوف هو التحذير من خطر محدق. خوف الغزال يحذره من مفترس، وخوفنا يحذرنا من معتدٍ، فلمَ نعامل الخوف اليوم باعتباره التهديد وليس الوسيلة للتحذير من تهديد مقبل؟
الخوف ذراعك الثالثة. يبث فينا الخوف يقظة ذهنية ترفع من حدة التركيز ومهارة الانتقاء للقرار الأكثر ملاءمة لننجو من موقف صعب. تخيل أنك لا تشعر بالخوف؟ كيف ستتحكم بسيارتك عند ارتطام وشيك؟ وكيف ستركز لتفادي التأخير في تنفيذ مهمة عاجلة؟
متعة أدرينالينية خارقة. الخوف والإثارة مشاعر ترتبط ببعضها، إلا أن الإثارة تحمل في عقولنا معاني التجارب الممتعة والمغامرات التي لا تنسى. فخوفك من أفلام الرعب، أو القفز المظلي، يفجِّر مفرقعات أدرينالين في جسدك تجعلك تستمتع بالتجربة رغم ذعرك.
صادق خوفك وانظر إلى دوافعه. حلل ماضيك وأنماط الخوف التي مرَّت بك، وعدّ المرات التي تحققت فيها مخاوفك، والمرات التي لم تكن فيها مبررة. استشر صديقًا يمكنه رؤية الحجم الحقيقي للموقف لتتمكن من بناء علاقة صحية مع خوفك، ولتعرف متى يكون صديقك ومتى يقف ضدك.
مرِّن عضلة الخوف لديك. شاهد فلم رعب، أو ادفع نفسك لمغامرة جديدة، وتأمل كيف يفكر عقلك.
في زحمة الطريق استمع لهذه الحلقة من بودكاست أوبرا، وإن أعجبتك اقرأ كتاب «The Gift Of Fear». ودعني أخبرك أنَّ الكتاب غيَّر نظرتي إلى الخوف، وسيغير نظرتك كذلك. 🫣
🧶 المصدر
لمحات من الويب
🪷 «إذا سلمت منك نفسك فقد أدَّيت حقها، وإذا سلم منك الخلق فقد أدَّيت حقوقهم.» نجيب محفوظ
😋 لولا اللغة العربية لما كان لدينا «بان كيك بالباذنجان».
✍🏻 تطبيق التدوين «Apple Journal» نزل أخيرًا! تعرَّف على طريقة استخدامه.
😠 أنا صديقك وبس!
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
أجادل أنَّ التواضع اليوم ليس إلا بديلًا آمنًا للمتكبّر لإظهار كبره، ووسيلة إضافية لمضاعفة رأس المال الاجتماعي. 🤥
بفضل الإنترنت، انهارت حواجز دخول عالم الكتابة، وأصبح بمقدورك حجز عمودك في منصات مثل ميديم والكتابة فيها مثل أكبرها صحفي. 😠
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.