المبالغة في علامات الترقيم مضيعة للوقت
أقدم في هذه العجالة ثلاثَ عشرة طريقة لإقناع الروائيين والروائيات العرب بالتخلي عن استخدام علامات الترقيم غير الضرورية ما أمكن.
المبالغة في علامات الترقيم مضيعة للوقت
يعمد كثير من الروائيين والروائيات العرب إلى استخدام مجموعة من علامات الترقيم من أجل أن يحْوُوا داخلها أسماء الشخصيات وكُناها وألقابها وأسماء البلدان والتقاليد وغيرها. وهذه استعمالات أغلبها فائض عن الحاجة، بل إنها عادةً تشير إلى تصورات خطيرة عن الكتابة والأدب والرواية. وإجمالًا يمكن رد هذا الاستخدام إلى نزعة الشرح التي تمكنت من أقلام الروائيين والروائيات، وهي نزعة تخالف الكتابة الأدبية والروائية الخاصة، التي ينبغي أن تعتمد على الإظهار لا الإخبار.
لا يمكن أن نغفل حقيقةَ أن بقية اللغات، لا سيّما التي تعتمد الحروف اللاتينية، محظوظة بسماتٍ كتابية وطباعية تميِّز أسماء الأعلام مثلًا بالأحرف الكبيرة، كما لا يمكن تجاهل رسوخ بعض التقاليد الكتابية والطباعية في تلك اللغات، التي تؤدي وظائف إشارية مثل التحبير والإمالة وغيرهما، وهي تقاليد نادرًا ما تُستخدم عربيًا. ومع ذلك فمن الجليّ أنَّ الروائيين والروائيات العرب يستسلمون للنزعة الشارحة التي ترهق أقلامهم ولوحات مفاتيحهم وتثقل كواهلهم، فكتابة قوس أو علامات تنصيص ليس بالأمر الهيّن، وغالبًا يتطلب البحث عن زرّ (shift) المراوغ.
لهذه الأسباب أقدم في هذه العجالة ثلاثَ عشرة طريقة لإقناع الروائيين والروائيات العرب بالتخلي عن استخدام علامات الترقيم غير الضرورية ما أمكن:
أهمية الاختلاف الثقافي بين أقطار العالم العربي متوهَّمة، أو على الأقل درجة تلك الأهمية. والتباين المعجمي، النسبي في أحسن حالاته، بين الأقطار لا يرقى إلى درجة الاختلاف الثقافي الذي يستلزم تدخُّل الكاتب. محمد آيت حنّا وعصام الشوالي سيقولان بين ظفرَيْن، ولكننا في المشرق العربي لن نجد مشقة في فهم أنهما يقصدان قوسين.
طموحك في أن تترجَم طموحٌ مشروع. لكن تذكَّر أنك لستَ سفيرًا ثقافيًا لقطرك العربي في لغات أخرى محتملة. هذه الدبلوماسية المضاعَفة تجعل منك إنْ أجدتَها مرشدًا سياحيًا، ولا أظنك تقنع بهذا الدور أو تملك الوقت الكافي له. نعرف أنك تعاني من أنك لا تحظى بالتفرُّغ للكتابة، وأولى بك أن تركِّز في عملك وتحسن استغلال وقتك.
من جديد، طموحك في أن تترجَم طموحٌ مشروعٌ، لكنه يجب ألا يشكّل لك هاجسًا كبيرًا وألا يوجّه أسلوبك وموضوعاتك في الكتابة. بهذه الطريقة لن تصبح إلا عنصرًا أدنى من هرم السلسلة الغذائية العالمي، تتغذى عليك الإمبراطوريات الأدبية لتكبر أكثر وتصغُر أنت أكثر.
علامات الترقيم كما تعلم جزءٌ من الشكل. وإهمالك أهميَّة الشكل في العمل الروائي خطأ لا يُغفَر. وما دمنا نتحدث عن الاختلاف والترجمة، فإن هذا الإهمال يأخذ بُعدًا آخر وهو أنه يحصر الرواية في الموضوع. حصرٌ يصبُّ في الرؤية التي تُنيط بالمركز الغربيّ مهمة الشكل ولا ترى في الآخَر الهامشي سوى موضوعٍ روائي.
الرواية ليست تكديسًا لعناصر ثقافية محلية، وهي بالطبع ليست طريقة بديلة لأنواع أخرى من الكتابة. ما يهمّ في الكتابة الروائية هو ما يصنع الكاتب بتلك العناصر، وكيف يصنع بها ما يصنعه. الشكل مرة أخرى.
هذه العلامات تغرّب الموضوعَ عن العالم الروائي الذي تشيِّده، وتخلع عليه سمة خارجية وأجنبية، بحيث يبدو نتيجة معايَنة لا نتيجة استثمار فني لعناصر تحتوي عليها بيئة السرد. إنها تجتثه من عالم الرواية ومن لغتها ومنطقها، وحين تضعه فيها من جديد لا يعود جزءًا منها إطلاقًا.
إذا أردت أن يحمل الموضوعُ بين علامات الترقيم دلالة مجازية أو رمزية، أيًّا تكن تلك الدلالة، فهذا من حقك بالتأكيد، ولكنك لست في حاجة إلى الإشارة صراحة إلى تلك الدلالة ورَكْزِ رايةٍ فوقها. المجاز بطبعه طريقة متفوقة من الإشارة. يكفيك أن تتقن الدلالة ولن يعدم القارئُ السبيلَ إليها.
قد يكون استخدام علامات الترقيم بهذه الكيفية عادة وجدتَ عليها آباءك، لكنْ أنت آخر من يُتوقع منه أن يركن إلى العادة.
لست معلّمًا. وحتى لو اضطلعت طوعًا بهذا الدور فويكيبيديا وأخواتها أكفأ منك.
هناك متعة لا تضاهى يجدها القارئ في الاكتشاف والجهد المبذول في التعلُّم. إيّاك أن تسلبها منه.
إن كنت تنوي حقًّا القيام بكل شيء، بما في ذلك تحصيل الحاصل، فما الذي تريد من قارئك أن يفعله؟ عندما التقط روايتك كان يطمح إلى أكثر من الاتِّكاء على أريكة.
قارئك أذكى منك في الغالب، وربما كان أوسع منك اطلاعًا على أساليب الكتابة المختلفة وإنْ لم يقصد. ولذلك حريٌّ به أن يميِّز ما يبدو أنك تبذل جهدًا جهيدًا في تمييزه. في الغالب أيضًا، الفرق الوحيد بينك وبين قارئك أنك أقدمتَ على كتابة رواية.
صراحةً انتهت الطرق التي يمكن أن تقنعك، ولكني أدرجت هذا الرقم لمجرّد مجاراة قصيدة والاس ستيڤنز المعنونة «ثلاث عشرة طريقة للنظر إلى شحرور».
تعرّضت مكتبة القصر في مارسيليا بفرنسا لحريق جزئي إثر أعمال الشغب التي اندلعت في فرنسا بعد مقتل الطفل نائل على يد الشرطة الفرنسية، وتُعدُّ مكتبة القصر أكبر مكتبة عامة في مارسيليا، أُنشئت كمسرح سنة 1857 وتحولت إلى مكتبة عامة في 2004.
توفي الخميس الماضي الروائي وعالم الاجتماع السوري- الأمريكي حليم بركات عن عمر التسعين عامًا. عمل حليم بركات أستاذًا جامعيًا في أمريكا، وتميزت أعماله بمناقشة قضية الهوية والانتماء والاغتراب، ومن أشهر مؤلفاته كتاب «الاغتراب في الثقافة العربية»، و«المدينة الملونة»، ورواية «عودة الطائر إلى البحر».
تصدر قريبًا عن دار الساقي ترجمة كتاب (How to Stand Up to a Dictator) للكاتبة والصحفية الفلبينية ماريا ريسا الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2021.
منحت محكمة في بوينس آيرس حقوق أعمال الكاتب الأرجنتيني الشهير خورخي لويس بورخيس لخمسة أبناء من أشقاء زوجته ماريا كوداما التي توفيت في مارس الماضي، ولم يكن لديهما أطفال ولم تترك أي وصية، فقضت المحكمة بتوريث ممتلكاتها إلى أبناء أشقائها بما فيها أعمال الكاتب الأرجنتيني الذي توفي سنة 1986.
الكتابة وقوفًا: تأملات في فن الرواية، حسن مطلك
كتاب غير مكتمل للروائي العراقي حسن مطلك، يستعرض من خلاله فلسفته ورؤاه عن الكتابة ويحاول من خلاله الإجابة عن أهم الأسئلة الأدبية والروائية من قبيل «ما الكتابة النثرية؟ لماذا نكتُب؟ مَن الكاتب الحقيقي؟ ما جدوى الكتابة الأدبية؟ كيف يمكن الربط الإدراكي بين الحياة في النص والحياة كما هي؟ لمن نكتُب؟ مَن القارئ؟ ما القراءة؟»
حياة الكتابة: مقالات مترجمة عن الكتابة، عبدالله الزماي
تسع مقالات جمَعها وترجمها عبدالله الزماي لتسعة من أهم كتاب الرواية في العالم يتحدثون من خلالها عن حياتهم مع الكتابة، وعلاقتهم بها، وكيف بدأوا بالكتابة، وماذا تمثل لهم، وتجارب بداياتهم داخل حجرة الكتابة وما تحمله من أسى وسلوان.
رسائل إلى روائي شاب، ماريو بارقاس يوسا
يتألف الكتاب من اثنتي عشرة رسالة يؤسس من خلالها يوسا للكتابة الروائية عن طريق طرح بعض النقاط والقواعد التي ينبغي على الروائي اتباعها حين شروعه في كتابة عمله الإبداعي. كما يوضح بعض التقنيات الروائية الحديثة ويدعمها باستعراض عدد من التجارب الروائية العالمية والتقنيات المستخدمة بها.
مباهج الكتابة وأوجاعها، إرنست همنقواي
قضى همنقواي وقتًا طويلًا يظن أن الحديث حول الكتابة يجلب له الحظ السيئ وينفر الإلهام عنه، كما آمن بأن الكتابة عمل شاق تستحيل مزاولته على أتم وجه، لكنه تخلى عن هذه الأفكار في نهاية المطاف وشرع في الكتابة عن الكتابة. جمع الصحفي الأمريكي لاري فيليبس كتابات همنقواي وآرائه حول الكتابة في كتاب واحد عنونه بـ«مباهج الكتابة وأوجاعها».
لغير المثقفين، الذين لا يربطون بين القراءة واحتساء القهوة، ولا يصوّرون أعمدة كتب تتجاوز أطوالهم نهاية العام. نشرة تصلك كلّ أربعاء تضم مراجعات للكتب، توصيات، اقتباسات… إلخ.