عفوًا ميسي.. السعودية تصنع التاريخ
رونار اليوم كان البروفيسور الذي أعدَّ خطة محكمة التفاصيل رفقة فريق من الأبطال بالزي الأخضر السعودي، كل لاعب يعرف تمامًا دوره في الخطة.
الخبر السيئ أن رقصة ميسي الأخيرة قد سُرقَت اليوم، لكن الخبر السعيد أننا من سرقناها.
لقد نجحت المغامرة وسرقنا رقصة ميسي تحت أنظار العالم، ومثلما التفت الجماهير حول كتيبة «لا كاسا دي بابيل» الشهيرة، كانت الجماهير السعودية والعربية جميعًا موجودة حول أبطال منتخبنا.
تبدو الأجواء مثالية، ينتظر العالم بأكمله ميسي في أولى خطوات رقصته الأخيرة نحو لقب المونديال المفقود، حملات إعلانية ضخمة ومئات الأخبار وملايين المشاهدين يراهنون على أن ميسي بطل المونديال، واليوم حتمًا سيثبت الليو ذلك أمام المنتخب السعودي.
في حين يقف هناك في الظل مدرب المنتخب السعودي هيرفي رونار، وهو أكثر اشتياقًا لهذه المباراة، فبينما كان الجميع مشغولًا بميسي ورقصته أعد رونار رقصته الخاصة وخطته المحكمة التي ستتلاعب بعقول الجميع. تمامًا مثل بروفيسور «لا كاسا دي بابيل».
نعم، رونار اليوم كان البروفيسور الذي أعدَّ خطة محكمة التفاصيل رفقة فريق من الأبطال بالزي الأخضر السعودي، كل لاعب يعرف تمامًا دوره في الخطة، لا مفاجآت على الإطلاق، البروفيسور أخبرهم بكل ذلك قبل أن يحدث.
لكن كيف حدث هذا؟ دعنا نعود في «فلاش باك» رفقة البروفيسور هيرفي رونار وأبطاله.
كانت أولى خيوط المغامرة عندما قرر رونار استبعاد المعيوف من قائمة النسور المحلقة إلى قطر معتمدًا أساسًا على محمد العويس في حراسة المرمى. خرج البعض لينتقد الاختيارات، لكن البروفيسور كان يعرف جيدًا ما يفعل.
يقف رونار بين أفراد الفريق شارحًا خطته بيُسر؛ لن نحتاج إلى المعيوف لأننا لن نذهب إلى قطر لكي نقف بعشرة لاعبين وراء الكرة خوفًا من ميسي ورفاقه، بل إننا سنلعب بدفاع متقدم تاركين وراءنا مساحة تحتاج إلى حارس مرمى خفيف الحركة ربما سنحتاج إليه في «دور الليبرو» إذا فشلنا في تطبيق مصيدة التسلل.
كان هذا هو ثاني الخيوط، تخيل أنك ستلاقي ميسي ودي ماريا بعد أيام قليلة ثم يخبرك مدربك أنك ستلعب بخطة الدفاع المتقدم ومصيدة التسلل. من المؤكد أن البليهي وتمبكتي لم يصدقوا ذلك في أول الأمر، لكنه البروفيسور الذي يعرف جيدًا ماذا يفعل. لقد طمأنهم أن كنو وعبدالإله المالكي سيفسدان هجمات الخصم قبل أن تكون بالخطورة اللازمة.
كان هذا هو ثالث الخيوط، هل سيلعب المالكي العائد من الإصابة القوية؟ لكن عليك دومًا تذكر كلام البروفيسور، تلك الخطة لن تنجح أبدًا إلا إذا وثقت بزملائك مثلما تثق بنفسك.
سيجتاحونكم تمامًا، ستجدون الهجمات من كل صوب، ربما تتلقون هدفًا في البداية من فرط الضغط الهجومي، لا مشكلة في ذلك على الإطلاق. دعوهم يعتقدون أننا الصيد السهل في اليوم الموعود. فقط كل ما أريده أن تنفذوا الخطة جيدًا، إما إفساد الهجمة وإما تطبيق مثالي لمصيدة التسلل. وهنا ينتهي الجزء الأول من الخطة.
الجزء الآخر سيكون بأقدام الشهري والدوسري والفرج. في اللحظة نفسها التي سيؤمنون أنهم تمكنوا منا بالفعل وأن مسألة الهدف الثاني والثالث مسألة وقت سنظهر خلف خطوطهم في لدغات مباشرة وقاتلة. كل ما نحتاج إليه خمس دقائق فقط لكي نسرق منهم كل شيء.
هكذا تحدّث رونار قبل المباراة لكتيبته الخضراء ثم وقف ليشاهد خطته تُنفَّذ كما أعدَّ لها بالحرف. احتمل تربص الحكم طوال المباراة وتألم بانهيار سلمان ثم طار فرحًا بهدفي الشهراني والدوسري التاريخيين.
أرجوكم فلنعُد معًا إلى أرض ملعب لوسيل، هناك تحديدًا داخل المرمى الذي استقبل هدفي الفوز التاريخيين، سنجد ورقة صغيرة ملقاة لم ينتبه إليها أحد، فلنقرأها معًا: الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة وإما لا شيء على الإطلاق، والتوقيع معروف بالطبع؛ إنه هيرفي رونار.