في حفل عشاء رسمي أقامه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض، ظهر نجم نادي النصر السعودي كريستيانو رونالدو ضمن حضور الحفل. وكعادة النجم البرتغالي في تحركاته داخل الملعب أو خارجه، جذب هذا الظهور عالم كرة القدم.

بدأ العشاء بكلمة ترمب الذي لم يتردد في الإشارة إلى وجود رونالدو منذ اللحظات الأولى، إذ قدّمه للحضور بوصفه أول اسم رياضي في القاعة، قبل أن يعلن بفخر أنه عرَّف نجمه الكروي على ابنه بارون، قائلًا «ابني من أكبر المعجبين برونالدو، وقد التقى به اليوم، وربما زادت نظرته لوالده احترامًا لأنه عرّفه عليه». ثم توجه الرئيس الأمريكي إلى رونالدو وزوجته جورجينا رودريقز قائلًا: «أشكركما على حضوركما». 

اللافت أن ترمب قد ذكر اسم رونالدو قبل عشرات الشخصيات السياسية والاقتصادية التي حضرت حفل العشاء، وهي إشارة إلى رمزية حضوره ودوره المتنامي خارج الملعب وفي عالم السياسة.

لم يكن حفل العشاء الأمر الوحيد الذي حدث. بعد ذلك بساعات، نشر حساب البيت الأبيض الرسمي على منصة «أكس» صورًا تجمع الرئيس الأمريكي ترمب بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في مكتب الرئيس الشهير، حيث أخذ الرئيس ترمب جولةً سريعةً مع اللاعب على البيت الأبيض، وتحدث معه بشكل منفرد، دون الكشف عن تفاصيل الحديث الذي دار بينهما حتى هذه اللحظة.

ولأن كرة القدم ليست من الرياضات الشعبية في أمريكا، ليس من المعتاد رؤية نجومها في البيت الأبيض إلا نادرًا. فمن أشهر الزوار قبل ظهور كريستيانو رونالدو الأسطورة البرازيلي بيليه الذي استقبله الرئيس الأمريكي جيرالد فورد عام 1975، كما حظي باستقبال آخر في عهد الرئيس جيمي كارتر عام 1977.

ربما يكون الرئيس الأمريكي الحالي أكثر اهتمامًا بكرة القدم؛ وذلك بسبب النمو الهائل للرياضة في الولايات المتحدة الأمريكية تزامنًا مع صعود الدوري الأمريكي الذي يعد من الدوريات العالمية عالية النمو. إضافةً أيضًا إلى استضافة الولايات المتحدة كأس العالم للأندية الموسعة الأولى عبر التاريخ الصيف الماضي، بالإضافة إلى كأس العالم للمنتخبات التي ستعود الصيف المقبل إلى أمريكا مرةً أخرى.

كذلك، سبق أن استقبل الرئيس الأمريكي ترمب مجموعةً من لاعبي فريق يوفنتوس الإيطالي في 18 يونيو الماضي، بمناسبة مباراة النادي الإيطالي ضد العين الإماراتي في واشنطن، إذ يلعب في صفوف النادي الإيطالي لاعب منتخب أمريكا ويستون ماكيني. وأصبحت مشاهدة جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بجانب ترمب منذ عودته إلى الرئاسة أمرًا معتادًا، حيث اقترب موعد كأس العالم المهم بالنسبة للرئيسين. فكانت كرة القدم دائمًا موجودة في البيت الأبيض في عهد ترمب.

وتلقَّى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد فريق إنتر ميامي الأمريكي، دعوةً في يناير الماضي لتكريمه في البيت الأبيض بوسام الحرية في عهد الرئيس جو بايدن، لإسهاماته في مجالي الرعاية الصحية والتعليم بصفته سفيرًا للنوايا الحسنة لليونيسف ومن خلال مؤسسته الخيرية. إلا أن اللاعب اعتذر عن تلبيتها لارتباطه بمواعيد سابقة؛ ولا يستبعد أن نشاهده قريبًا في البيت الأبيض بعد تجديد عقده مع النادي الأمريكي، حيث أصبح ميسي، بشكل أو بآخر، يمثل صورة كرة القدم الأمريكية على الساحة العالمية.

كيف تفاعل كريستيانو رونالدو في مواقع التواصل، وماذا قال قبل الزيارة ؟

في مقابلة مع بيرس مورقان قبل نحو شهر من الآن، تحدث رونالدو بصراحة عن رغبته في لقاء الرئيس الأمريكي ترمب، قائلًا: «رئيس الولايات المتحدة يمثل ثقلًا كبيرًا، وهو أحد القادرين على تغيير العالم. وإذا استطعنا التعاون من أجل السلام فسيكون أمرًا عظيمًا. أتمنى الجلوس معه يومًا ما، والحديث بهدوء عن ذلك». حقق رونالدو ما يريد وجلس مع الرئيس.

نشر كريستيانو رونالدو منشورين عبر حسابه الرسمي على إنستقرام. المنشور الأول مقطع مرئي يجمعه بالرئيس الأمريكي ترمب وزوجته المستقبلية جورجينا رودريقز، والمقطع نشر بالأساس على حساب البيت الأبيض الرسمي عبر منصة «أكس» ليعيد رونالدو نشره كما فعل الرئيس الأمريكي ترمب أيضًا. وحصل الفيديو القصير (13 ثانية) في ممرات البيض الأبيض على 146 مليون مشاهدة على منصة إنستقرام حتى هذه اللحظة.

ونشر البرتغالي منشورًا آخر يتضمن ثلاث صور تجمعه بالرئيس ترمب وزوجته المستقبلية جورجينا رودريقز، وحصل المنشور في إنستقرام على 15 مليون إعجاب حتى هذه اللحظة. وعلق كريستيانو رونالدو في المنشور قائلًا: «شكرًا سيدي الرئيس على دعوتك الكريمة، وعلى الترحيب الحار الذي قدمته لي ولزوجتي المستقبلية جورجينا». وأضاف: «لكل منا قيمة يقدمها، وأنا على أتم الاستعداد لأداء دوري في إلهام الأجيال الجديدة لبناء مستقبل تسوده الشجاعة والمسؤولية والسلام الدائم».

ربما تحقق ما يريد رونالدو عندما تحدث وقال إنه يريد التعاون مع الرئيس الأمريكي لتحقيق السلام.

ماذا يعني وجود كريستيانو رونالدو للمشروع الرياضي السعودي ؟

لا شك أن ظهور كريستيانو رونالدو في أي مكان في العالم داخل الملعب وخارجه هو ظهورٌ لصورة المشروع الرياضي السعودي الذي ارتبط على الساحة العالمية بشكل كبير بالنجم البرتغالي. فوجود كريستيانو رونالدو في هذا الحفل أشبه بالرسالة القوية التي ترسلها كرة القدم السعودية للعالم، حول أهمية المشروع الرياضي السعودي وجديته، لكل شخص حاول التشكيك في المشروع واتجاهاته التي تستهدف نخبة كرة القدم.

وجود كريستيانو رونالدو هو الصورة الأولى للمشروع الرياضي السعودي في الزيارة الرسمية لسمو ولي العهد، خاصةً أن القطاع الرياضي يستهدف جذب المستثمرين الأجانب أيضًا. ولا ننسى أن أول مالك أجنبي في تاريخ كرة القدم السعودية كان مستثمرًا أمريكيًا «بن هاربورق» الذي اشترى نادي الخلود.

ربما تفتح هذه الزيارة بابًا أكبر لدخول المستثمرين الأمريكيين لكرة القدم السعودية، خاصةً مع انتشارهم القوي في الدوريات الأوربية والأسواق التي تحوي فرصًا جيدةً قابلةً للنمو. ولا شك أن المشروع الرياضي السعودي يقدم فرصة نمو كبرى للمستثمرين مع وجود محفزات للاستثمار.

لذلك جاء حضور كريستيانو رونالدو في البيت الأبيض أشبه بوجود قطاع كرة القدم السعودية بالكامل، بعدما أصبح اللاعب صورةً رسميةً للمشروع الرياضي السعودي.