لينكدإن وظاهرة الاحتفاء بالبداهة 🤷🏻♂️
زائد: على حسب وجهك نوظفك!
تصوَّر هذا السيناريو:
تقدِّم على وظيفة تتمتع بمؤهلاتها لكن تُرفَض، والسبب: وجهك!
وفي حال قُبِلت، يتحدد راتبك على مبلغ معيّن، وإذا سألت عن سبب تحديد هذا المبلغ، يأتيك الجواب: وجهك!
هذا السيناريو استلهمناه من بحث مبني على فرضية أنَّ وجه المتقدم للوظيفة ينبئ بمدى تكافئه مع الشركة، والراتب الذي يستحقه، وشكل مساره المهني وترقياته. وبالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، ممكن إجراء مسح للصورة المرفقة بالسيرة الذاتية واستخلاص «السمات الخمسة الكبرى» التي تكشف للموارد البشرية مدى ملاءمتك للوظيفة.
في حال شجعتك هذه الفكرة على كتابة سيناريو مسلسل (كوميدي أو ديستوبي أو الاثنين مع بعض)، اطّلع على البحث. 😶🌫️
في عددنا اليوم، يتناول حسن الحسين السبب الذي يشجع بعض مستخدمي لينكدإن على مشاركة منشورات بمنتهى البداهة. وفي «يومك مع الذكاء الاصطناعي» تشاركك رناد الشمراني الأدوات التي تساعدك على إطلاق حملتك التسويقية. وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس عن الحكيم ولماذا لا يندم على شيء، وما العلاقة بين حبوب الإفطار وأحد الآباء المؤسسين لثقافة الهاكر؟ ☎️
إيمان أسعد

لينكدإن وظاهرة الاحتفاء بالبداهة 🤷🏻♂️
حسن الحسين
لا يخلو تصفحي منصة لينكدإن من ظهور منشوراتٍ أدائية تبحث عن تصفيق الجمهور لأنها تدعو إلى شيءٍ بديهي ومفروغ منه (على الأقل بالنسبة لي)، مثل التعامل الإنساني بين الرئيس ومرؤوسيه من قبيل «اليوم تأخر الموظف ولا حاسبته لأن عذره مقبول ولا أسأت الظن فيه …إلخ».
ولعمري إنها أشياء أساسية وبديهية. فلمَ هذا التفضّل من المدير؟! أو بعبارة أخرى: متى صارت البداهة بطولة يُحتفَى بها؟
بطبيعة الحال، هذه المنشورات تحصل على زخم كبير من التفاعل على المنصة بعدد الإعجابات وإعادة النشر وكثرة التعليقات. وعندما أتصفح بعض الردود عليها ألاحظ أحيانًا أنها تنقسم بين كثيرٍ من المؤيدين بالمديح المفرط وبين منتقدين من باب «تراك ما سويت شي خارق إلا أنك تكون إنسان طبيعي وسويت الواجب عليك بس.»
وربما هذا هو أهم الأسباب في شيوعها مقارنةً بالمنشورات التي تحرّك العقل وتضيف قيمة حقيقية على طاولة النقاش.
فقد بات جليًا لمن هم في سنِّي عند تعاملنا مع ما يُعرَض على الإنترنت أن أدمغتنا تتأثر على مستوى عميق لمجرد التعرّض للمنشورات، فضلًا عن المساهمة فيها. فإذا نشرتَ موضوعًا جدليًا، حتى إن كان جدلًا هيّنًا، ستكون نتيجته تفاعلًا كبيرًا بين الناس؛ بين معارضٍ ومُناصر. وهذا يعطي إشارة إلى الدماغ، سواء كانت موهومة أو لا، بأنك أصبحت ذا «تأثير» في المجتمع.
هذه التفاعلات تدغدغ هرمون السعادة في دماغ الإنسان «الدوبامين»؛ الذي يجعل الشخص مدمنًا على هذه الأشياء التي تعزز إفراز هرمون السعادة. لذلك نُلاحظ أن الأشخاص الذين يكتبون هذه المنشورات، يميلون إلى تكرار مواضيع منشوراتهم مرةً تلو الأخرى، مع تغيير طفيف في المحتوى.
وتوضح دراسة حديثة أن التفاعلات الرقمية مثل الإعجابات والتعليقات تُنشّط الدوائر المسؤولة عن المكافأة في الدماغ، وهي نفسها التي تفرز الدوبامين عند تناول الشوكولاتة أو تلقي الإطراء. لهذا السبب، تتحول المنشورات إلى جرعات صغيرة من «الرضا العصبي»، ومع الوقت يصبح النشر بحثًا مستمرًا عن تلك الدفعة الكيميائية. وأطلقت الدراسة على هذه الظاهرة اسم «حلقة الدوبامين» (Dopamine Loop).
ورغم أن الدراسة تتناول سلوك المستخدمين في شبكات اجتماعية عامة، فإن الآلية العصبية نفسها تقريبًا: تكرار المكافأة الرقمية يعيد برمجة الدماغ للسعي نحوها في أي منصة تواصل اجتماعي. وما بين الرغبة في القبول الاجتماعي والتأثير المهني، تتحول المنشورات إلى جرعات صغيرة من المكافأة العصبية، تجعلنا نطارد التفاعل لا الفكرة.
من جهة أخرى، بات جليًا عندنا أيضًا بأن الناس يُظهِرون «أفضل نسخة ممكنة» على شبكات التواصل الاجتماعي، والهدف على لينكدإن تحديدًا هو بناء «براند شخصي» وتطويره. ومثل بقية منصات التواصل، تأثرت منصة لينكدإن بظاهرة «انهيار السياق»، أي أنها أصبحت منصة لا للتطوير المهني فحسب، بل من أجل تسويق الهوية الشخصية من جميع النواحي الممكنة، وحتى فرص الزواج صارت منها!
في دراسة نشرت عام 2024 بعنوان «إدارة الانطباع على لينكدإن»، أُجريَت مقابلات مع خريجين جدد لمعرفة كيف يستخدمون المنصة لبناء صورتهم المهنية. ووجدت أن المشاركين يختارون بعناية ما ينشرونه، من طريقة الكتابة إلى توقيت النشر، بهدف الظهور بمظهر «المهني المثالي»، لا بالضرورة بمظهرهم الحقيقي.
بعضهم قال صراحةً إنه ينشر عبارات إيجابية أو قصصًا عن «الامتنان» فقط لأن هذا النوع من المحتوى يزيد فرصه في الظهور والتفاعل. هذه النتيجة تُظهِر أن منشورات لينكدإن لا تُكتَب عشوائيًا؛ بل تُدار كما يُدار المسرح، حيث الصورة أهم من الفكرة.
صحيح أن الدراسة أجريت على خريجين في إندونيسيا، إلا أن نتائجها تكشف عن نمط عالمي في استخدام لينكدإن مسرحًا لإدارة الصورة الذهنية أكثر من كونه مساحة لتبادل المعرفة المهنية. وهنا، لا يحتفل الناس بالفضيلة بقدر ما يحتفلون بصورة الفضيلة، وهذا ما يجعل البديهي يبدو بطوليًا.
لكي نزيد الطين بلّة، نضيف إلى هذا الخليط من الظواهر والممارسات الذكاءَ الاصطناعي. إذ يمكنك الآن أن تؤلف قصةً مُلهِمة مؤثرة عن طريق أي من أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية وبكل سهولة. فلم تعد أصالة الفكرة والكتابة شيئًا ذا أهمية كبيرة على لينكدإن.
ويجوز لنا أن نسأل: هل الناس يصفقون بغزارة على هذه القصص لأنها نادرة الحصول في بيئات العمل؟ أو لأننا نفتقد الأنظمة التي تخدم إنسانيتنا وتدعم تقدمنا على مستوى شخصي وليس فقط المؤسساتي
لعل التصفيق على القصص البسيطة هو «صرخة غير مباشرة» عن بيئات عمل تفتقر لنظام يُقدِّر الإنسان، فيضطر الناس إلى صنع مسرح أخلاقي بأنفسهم يُظهِرون فيه علنًا ما يفتقدونه واقعيًا.
في كل الأحوال، أيًا كان التفسير الذي تذهب إليه، سوف ننتهي إلى ظاهرة يتخدر فيها عقل الكاتب والقارئ بقصص بديهية مُستهلكة ومتكررة لا تحرّك العقل وإنما تفرز هرمونات الدماغ.


هل خطر ببالك يومًا كم يسهم التسويق في رفع دخل الشركات؟
الإجابة: كثيرًا، وفي بعض الأحيان يكون هو المحرك الأساسي للإيرادات.
لهذا، في حال كنت تبدأ مشروعًا صغيرًا أو تعمل بميزانية محدودة، فالتسويق سيغدو عبئًا ماليًّا. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي كحلٍّ مساعد يمكّنك من إطلاق حملات إعلانية في أول المشوار ضمن ميزانية معقولة.
وإليك الخطوات:
أولًا: حدّد طابع الحملة الإعلانية 📺
ابدأ بتحديد شخصية الحملة ونغمتها: فاخرة؟ عاطفية؟ توعوية؟
استخدم «شات جي بي تي» كمساعد إبداعي: تحاور معه، وشارك تفاصيل ما يدور في ذهنك حول المنتج أو الخدمة، وسيساعدك في صياغة وصف الحملة وترتيب أفكارها.
مثال: أخبره أنك تريد حملة لمتجر المجوهرات الخاص بك، وسيقترح عليك ملخصًا نصيًّا للفكرة، مع أسلوب ولغة تتناسبان مع هوية علامتك وجمهورك المستهدف.
ثانيًا: أنشئ المحتوى باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي 🪄
كتابة النصوص الإعلانية: استخدم أدوات مثل «شات جي بي تي» أو «جيميناي» لابتكار عبارات تتماشى مع أسلوب الحملة.
تصميم الصور والفيديوهات: اعتمد على أدوات مثل (ImagineArt Image Studio) أو (Banana by Gemini) لإنشاء محتوى بصري.
مثال: اطلب تصميم بوستر إعلاني لقطعة من المجوهرات، وأرفق صورة القطعة للحصول على نتيجة واقعية ومعبرة.


ثالثًا: حلّل النتائج وطوّر الحملة 📊
اعتمد على أدوات تحليل الأداء مثل (Google Analytics) لقياس مؤشرات الحملة: عدد الزيارات، معدل التفاعل، نسب التحويل.
حسِّن الحملة باستمرار استنادًا إلى البيانات المتوفرة لكي تحقق أفضل النتائج.
قال عرّاب الاقتصاد والإدارة بيتر دراكر: «لأي مؤسسة تجارية وظيفتان أساسيتان فقط: التسويق والابتكار. هما اللتان تحققان النتائج، وما سوى ذلك إنما هو تكاليف.»
واليوم، نحن محظوظون بوجود أدوات الذكاء الاصطناعي التي تساعدنا على إطلاق حملات تسويقية ضمن ميزانية معقولة، لكن هذا لا يلغي أهمية وجود العامل البشري.
على سبيل المثال، حملة كوكا كولا الأخيرة بمناسبة الكريسماس المعتمدة كليًّا على توليد الذكاء الاصطناعي واجهت انتقادات لاذعة حيث وُصِفت بأنها «غير منطقية» و«أسلوبها غير متناسق». مما يعكس إنّ الإبداع البشري، سواء لمستك الإبداعية أو لمسة شخص آخر، يظلُّ عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه.😎
إعداد 🧶
رناد الشمراني

ادّخر بذكاء من كل عملية شراء 🧠
كل ريال تنفقه يمكن أن يصنع فرقًا في مستقبلك المالي.
«ادخار سمارت» من stc Bank حساب ادّخاري يعطيك 4% أرباح سنوية وتقدر تسحب فلوسك بأي وقت!
ادّخر اليوم، واستثمر في غدك مع «ادخار سمارت».

«الإنسان الحكيم يعرف، منذ البدء، أنَّ كل شيء في الحياة يمضي؛ لهذا لا شيء لديه يندم عليه.» أولقا توكارتشوك
أيش العلاقة بين حبوب الإفطار وأحد الآباء المؤسسين لثقافة الهاكر؟
هل تقطع علاقتك بروائي إذا تجاوزت إحدى شخصياته الحدود الأخلاقية في العالم المتخيَّل؟ مي عنتر تستكشف هذا السؤال بعد قراءتها رواية لموراكامي.
كيف تنجز بعد لقمة الفلفل؟

تصنُّع لنكدإن لا يُطاق.
الذكاء الاصطناعي يفكر مثلك.

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.