حين يذكّرنا القرد بإنسانيتنا، وقسوتنا 🐒
زائد: لا تشدها ع الفاضي!
مستعد للوقوف في طابور لساعات أمام متجر «شي إن»؟ علمًا أنَّ المتجر يبيع البضاعة نفسها التي تجدها على تطبيقه أون لاين؟ 🫤
هذا ما حصل في باريس، تحديدًا أمام مبنى المتاجر الأيقوني (Le BHV) الذي يضم متاجر علامات الموضة، وحيث فتح «شي إن» فرعه الأول في الطابق السادس ضمن فروع عدة سيفتحها في قلب عاصمة الموضة الغالية.
ورغم تهديد جماعات البيئة والدفاع عن الأطفال بالتظاهر، والحضور الكثيف لشرطة مكافحة الشغب في المكان، أصر الرئيس التنفيذي في (Le BHV) على إبقاء «شي إن» ضمن سلسلة المتاجر في المبنى، متهمًا أصحاب الاعتراضات بـ«النفاق»، وكأنَّ بقية العلامات التجارية في المبنى لا تنام الليل من خوفها على البيئة وقلبها على العمالة ورفاهيتهم ليل نهار. 😒
في الواقع، قد يكون الاعتراض طبقيًّا في الأساس. بمعنى أنَّ زوار (Le BHV) من زبائن العلامات الفارهة لا يريدون الاحتكاك بزبائن علامة «شي إن». فقد عبّر أكثر من زائر في تقرير على صحيفة «لو موند» أنه لم يدخل المبنى قط، لكن مع وجود «شي إن» بات لديه سبب للدخول والشراء، لأنها تناسب قدرته المالية.
وهذا بالضبط ما يسعى إليه رئيس (Le BHV)؛ فمع وجود 25 مليون زبون لدى «شي إن» في فرنسا وحدها، يطمع الرئيس في جذب عدد أكبر من الزوار للمبنى وكسبهم لصالحه خوفًا من تراجع الإيرادات أمام هيمنة التجارة الإلكترونية، ليطبق المثل العصري اللي يقول:
«الصيني اللي ما تقدر تغلبه، العب معه.» 🛍️😏
في عددنا اليوم، يكتب خالد القحطاني تدوينة عمَّا تتعرض إليه الحيوانات في المختبرات الطبية، متأثرًا بمفهوم الجيرة الرحيمة مع القرود التي شاهدها في مقطع من أفلام «فلان». وفي «شباك منور» أشاركك لحظة استدراك متأخرة لخَّصها طاهر الزهراني في مدونته الشخصية. وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس عمَّا تحتاج إليه الفكرة الذكية حتى يتقبلها الناس، وكيف حاولت مايكروسوفت منافسة الآيبود وفشلت. 🫠
إيمان أسعد

حين يذكّرنا القرد بإنسانيتنا، وقسوتنا 🐒
في آخر عدد من نشرة «فلان»، يذكر ثامر السنيدي لقاءه طاوي الريثي في مزرعته الجبلية بقرية الشامية، والواقعة في جنوب السعودية. حينها تحدث الريثي عن عدوّه اللدود: قرد يهاجمه طوال اليوم ويدمِّر محاصيله من أشجار البن والذرة. وحين اقترح ثامر عليه تسميم القرد للتخلُّص من أذاه، أجاب الريثي بثبات: «الله ربي وربها! ما أسممها، وأتوكل على الله.»
موقف الريثي من القرد، رغم ما يسبّبه له من أذى جسدي وخسارة مادية، يتجاوز كونه مجرَّد نزعة إنسانية. فهو يعكس رؤية أعمق ترى في هذا الحيوان جارًا مساويًا له، يسكن الأرض ذاتها، ويستمد من خيراتها، كما أن له الحق في الحياة عليها، فخالقها هو خالقه.
هذه النظرة الرحيمة، وإن كانت تجلب النفع للحيوانات وتحميها من قسوة البشر، فإنها تُستغَل من طرف البعض لتجلب عليها خطرًا من نوع آخر: التجارب العلمية. فالتشابه الكبير بين بعض الحيوانات وبين البشر لا يدفعنا إلى تقديرها واحترامها فحسب، بل يجعلها كذلك مرشَّحة مثالية لإجراء تجارب واختبارات خطرة قد تكون مميتة لو أُجريَت على البشر.
لاحظ الفيلسوف الإغريقي أرسطو هذا الأمر منذ قرون، وكان من أوائل الباحثين الذين درسوا الحيوانات بشكل منهجي لأغراض بحثية. إذ كان يؤمن بأن الحيوانات تمتلك مشاعر شبيهة بمشاعر الإنسان، لكنها تفتقر إلى العقل والمنطق. ولذلك صنّفها في مرتبة أدنى من البشر، مبررًا للعلماء من بعده فعل ما يشاؤون بها ما دام ذلك تحت راية «العلم».
أصبح هذا النهج الدوني هو السائد في دراسة الحيوانات حتى في المناهج المعاصرة. ففي أوائل محاضرات الأحياء التي درستها، كان من أوائل المفاهيم التي طُرحَت مفهوم «الكائن النموذجي» (model organism)، وهو أي كائن حي يُدرَس بتفصيل دقيق لأن العمليات الحيوية فيه قد تعطينا لمحة لما يحدث داخل الكائنات الأخرى، وخصوصًا الإنسان. وتشمل هذه الكائنات القردة والفئران، وحتى الذباب والديدان.
فإذا ما أراد العلماء فهم تطوّر مرضٍ ما في جسم الإنسان أو اختبار عقارٍ لعلاجه، فإنهم يستخدمون الفئران على سبيل المثال لإجراء تلك التجارب، لأن الاعتبارات الأخلاقية والعملية تمنعهم من تجريبها على البشر مباشرة.
ولا تقتصر هذه التجارب على دراسة الأمراض فحسب، بل تمتد إلى فهم العمليات الحيوية كافة، بما في ذلك كيفية استجابة أجسادنا للمواد الكيميائية المختلفة. فقبل أن يُطرَح أي منتج في الأسواق، سواء أكان واقيًا من الشمس أو مستحضرًا تجميليًا، يجربه العلماء أولًا على الحيوانات لضمان سلامته وعدم سميّته.
وفي هذا المسعى، تُستخدَم الملايين من الحيوانات سنويًا في المختبرات حول العالم. في الولايات المتحدة وحدها يُقدَّر العدد بنحو 20 مليون حيوان، تليها الصين بما يقارب 16 مليونًا. ورغم منطقية هذه الدراسات ونُبل غاياتها على الورق، فإنها في الواقع قاسية ومؤلمة، إذ تعرّض الحيوانات لمعاناة نفسية وجسدية شديدة، وتقدِّم للإنسان منفعة قائمة على ضرر غيره من الكائنات.
كما أن بعض هذه الدراسات قد تعود بالأضرار على الإنسان ذاته الذين حاول العلماء حمايته من تلك التجارب. إذ هربت مؤخرًا مجموعة من القردة التي تحمل فيروسات مختلفة، ومنها فيروس كورونا وفيروس التهاب الكبد، بعد اصطدام شاحنة كانت تنقلها بين مركزين بحثيين. وعلى الرغم من أن السلطات أكدت أن جميع القردة «أُبيدَت»، فإن أحدها لا يزال طليقًا!
لقد هدم العلم في مواضع كثيرة تلك العلاقة المتينة بين الإنسان والكائنات التي تحيط به، فشوهت نظرتنا للحيوان على أنه مخلوق أقل منّا شأنًا بطريقة تعاملنا معه، سواءً في حياتنا اليومية أو في دراساتنا وأبحاثنا. لكن العلم يعود اليوم ليحاول بناءها مجددًا من زاوية مختلفة، فقد أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي قادرة على محاكاة كيفية امتصاص الأدوية وتوزيعها داخل جسم الإنسان، كما أنها قادرة على التنبؤ بالأعراض الجانبية المحتملة بدقّة متزايدة.
هذا التطوُّر لا يبشِّر بتقليل التجارب على الحيوانات فحسب، بل أيضًا يَعِد بتقليل الوقت والنفقات الهائلة التي اُستهلكت في الماضي لتحقيق النتائج نفسها.
لكني ما زلت أشكك وأتردد بالترحيب بهذا التفاؤل، لأن هذه النماذج تسودها شوائب الاستغلال الأولية نفسها. فالدافع يبدو لي تجاريًا بحتًا: جرب أكبر عدد من الأدوية بأقل التكاليف، وأطلقها في السوق بأسرع وقت لتحقق أعلى الأرباح.
لكن ما المانع في قليل من الإيجابية؟ لعل هذا التطور يزيح بعضًا من ألم تلك المخلوقات الحية والعبء الثقيل الذي تحمله عنا، ويخلصنا نحن ودراساتنا البحثية للأبد من نظرتنا الدونية لها. والأهم من ذلك، لعله يذكرنا بأن الله ربنا وربها.


لا تشدها ع الفاضي!
ما بعد سن الأربعين، ستنزل عليك لحظات إدراكية من الطراز الرفيع، تُبصِر فيها ما كان واضحًا جليًّا أمامك منذ كان عمرك على الأقل عشرين عامًا!
مثلًا، بعد سنتين من ضغط شديد فرضته على نفسي، اكتشفت أنَّ 20% -على الأقل- من الضغط المفروض كان ضغطًا افتعلته أنا من باب «الشد ع الفاضي». ولحظة «الأها» المتأخرة هذه تعزَّزت مع قراءتي تدوينة طاهر الزهراني «تراخى!» على مدونته الشخصية، إذ يقول:
أعجبني تعليق وقفت عليه قبل فترة يقول: "ستدرك في آخر عمرك إنك كنت شادها ع الفاضي". وفي كتاب جون كوبر بويز "فن الشيخوخة" -في الفصل الثالث من الكتاب الذي تحدث فيه عن السعادة- ذكر أن هناك نوعين من السعادة: المتراخية، والثائرة -أو شيء زي كذا.
عندما تحدَّث عن السعادة المتراخية وهي الممتدة، قال الطريق إليها بأن "تلملم شتات نفسك". نعم لا تشدها في أشياء لا تستحق أو أشياء لم يعد الوقت مناسبًا لمقارعتها أو معالجتها؛ قضية تافهة بينك وبين شقيقك بسبب الزوجات، دعاوى مع خالك الذي سلب حق أمك منذ سنوات الفتح، سعيك للمرتبة التاسعة في الوقت الذي بقيت على المرتبة التي قبلها خمسطعشر سنة، تحاول أن تجري عملية تكميم بعد أن صاحبت كرشك أكثر من أربعين سنة، لا زلت ترفض فنجال الشاهي في العزائم لأنك لا تشرب السكر، تفكر في ترك التدخين بعد رؤية حفيدك الأول.
أو رغبتك في تعلم اللغة الأسبانية بعد مشاهدة مسلسل البروفسور!
على الأغلب أنت لم تصل بعد الأربعين، لذا نيابةً عن كل الأربعينيين ومن فوق، نهديك لحظة الاستدراك هذه في وقت مبكر من عمرك، ونقول لك: «لا تشدها ع الفاضي». 🤨
إعداد 🧶
إيمان أسعد

ادّخر بذكاء من كل عملية شراء 🧠
كل ريال تنفقه يمكن أن يصنع فرقًا في مستقبلك المالي.
«ادخار سمارت» من stc Bank حساب ادّخاري يعطيك 4% أرباح سنوية وتقدر تسحب فلوسك بأي وقت!
ادّخر اليوم، واستثمر في غدك مع «ادخار سمارت».

«لا فكرة ذكية تتلقى قبولًا عامًّا لدى الناس إلا إذا خالطها شيء من الغباء.» فرناندو بيسوا
عندك فكرة عن جهاز من مايكروسوفت كان هدفه منافسة الآيبود، وبالطبع فشل؟
إذا شاهدت فلم «فرانكشتاين» الجديد، أو تنوي مشاهدته، هنا تدوينة من مدونة (Re-Noted) عن ملاحظات الروائية ماري شيلي حول روايتها، والأجواء التي عاشتها وألهمتها كتابتها.
مين قال أكل العيش في تك توك سهل!


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.