لماذا اشتهيت الفول بالبندورة؟ 🍅
زائد: الذكاء الاصطناعي متهم بانتهاك الحقوق الفكرية!
يمتلئ الإنترنت بحبكات مبتكرة تستلهم شخصياتها من عوالم قصص شهيرة، في لون أدبي يُعرَف باسم «أدب المعجبين» (Fan Fiction). غالبًا ما يُنظَر إليه كمساحة لتقدير القصص المحببة، إذ تختلف جوهريًا عن الأصل بما يكفي لتجنّب المساءلة القانونية.
لكن ماذا لو لم يكن الكاتب إنسانًا، بل آلة ذكية تتعلم من كل كلمة قرأتها؟ 🤖
تواجه «أوبن إيه آي» ومايكروسوفت اليوم دعوى قضائية من الكاتب جورج مارتن، مؤلف سلسلة «قيم أوف ثرونز». فقد ابتكر «شات جي بي تي» مقترحًا لكتاب يكمل السلسلة التي انتظر ملايين المعجبين حول العالم من مارتن أن ينهيها! ويشير العمل إلى انتهاك لحقوق الطباعة والنشر، إذ يُظهِر التشابه الكبير بين المقترح والسلسلة أن النموذج قد تدرب على نصوص مارتن دون إذنه.
يشارك مارتن في هذه المعركة القانونية عددٌ من الكتاب المعروفين، منهم تا نيهيسي كوتس. ومع ذلك، انتصارهم ليس مضمونًا؛ فالقانون سبق أن أعدَّ استخدام المحتوى المتاح للتدريب «استخدامًا عادلاً» في قضية مشابهة.
مهما كانت نتيجة القضية، فإن حكمها سيشكل فاصلًا قانونيًا بين الاستلهام بدافع الشغف بالمحتوى كما يفعل كتّاب «أدب المعجبين»، وبين الانتهاك غير المصرّح به للحقوق الفكرية كما تفعل النماذج الذكية عندما تتدرّب على أعمالٍ إبداعية دون إذن أصحابها.
والسؤال: هل سيقبل المعجبون بنهاية يكتبها الذكاء الاصطناعي مهما كانت مقنعة ومرضية، أم سيواصلون انتظار الكاتب البشري؟ 🕵🏽♂️
في عددنا اليوم، تحكي مجد أبودقَّة عن علاقتها مع الطعام، وكيف يساعدها على توطيد علاقتها بعائلتها وإرثها الثقافي. وفي «خيمة السكينة»، تتأمل إيمان أسعد في دولاب العقل. ونودعك في «لمحات من الويب» مع اقتباس يمهّد لك الطريق لإنجاز المستحيل، وكيف تطيب الحياة مع الرفقة. 🫂
خالد القحطاني

لماذا اشتهيت الفول بالبندورة؟ 🍅
مجد أبودقَّة
استيقظت قبل أيام وأنا أشتهي «فول بالبندورة»، وفورًا بدأت بإعداده للفطور. الفول بالبندورة طبقٌ بسيط قائم على البندورة المقلية مع قرن فلفل، مُضاف إليها فول مدقوق مع لمسة من الملح والفلفل والكمون.
كانت جدتي تعدّ هذا الطبق كثيرًا، وكنت أحبه جدًا، ولكني لم أطبخه قط حتى صباح ذلك اليوم. وضعت الطبق على السفرة وبدأت أسرد لزوجي قصصًا عن جدتي وطعامها، وعن أفراد العائلة؛ بعض هذه القصص مضحك، وبعضها ممتلئ بعواطف متنوعة. نبهني ذلك إلى أن ما دفعني لإعداد ذلك الطبق لم يكن اشتهائي له بقدر ما كان اشتياقي إلى جدتي واحتياجي للشعور الدافئ الذي كان يمدني به ذلك الطبق.
الحقيقة أن العلاقة بين الطعام والمشاعر التي يُثيرها والذاكرة التي يستدعيها علاقةٌ مدهشة. فالطعام يثير حواس عديدة في آن واحد؛ حيث إنّ اللقمة الواحدة تُدْخِل إلى الدماغ معطيات عبر حواس التذوق والشم واللمس والنظر.
تنقل حاستا التذوق والشَّم المعلومات الحسية من خلال الجهاز الحوفي في الدماغ، وهذا الجهاز شبكةٌ تضم الحُصين واللوزة الدماغية، وهو المسؤول أيضًا عن الذاكرة والمشاعر. وهذا يجعل الرابط بين ما نشمه ونتذوقه وبين مشاعرنا وقتها رابطًا قويًّا، ويجعل الرائحة والطعم من أقدر الأمور على تحفيز ذاكرتنا.
ولهذا يحمل الطعام في طياته معاني خاصة لكل واحد منا، وأخرى اجتماعية تتشاركها كل عائلة، ومعاني أعمّ تتشاركها أعضاء المجموعة الاجتماعية في بلد أو دولة أو حتى منطقة جغرافية. وعليه يصبح الطعام جزءًا من هوية الفرد وتعبيره عن ثقافته وتاريخه وارتباطه بجذوره، ويؤثر في تصوّر الإنسان عن نفسه وعائلته.
هذه الفكرة ناقشتها محاضرة من محاضرات «تيد إكس» (TEDx) بعنوان «كيف يروي الطعام قصص الجميع» (How Food Tells Everyone's Stories). ومن جميل ما أشارت إليه عائشة تانيا في المحاضرة أن الوصفات العائلية أشبه ما تكون بمحادثة مستمرة بين أفرادها، وهذه المحادثة عابرة للأزمان، وتصل بين الأجيال المتعاقبة.
وهذه المحادثة مهمة؛ لأنها تنقل تراثنا وحكايتنا وقيمنا، وحتى تساعدنا على التشافي. فإعداد الوصفات العائلية يساعد على التشافي من ألم الشوق، ويهدئ شعور الغربة، ويمدّ الواحد منا بالألفة والانتماء. فيشعر أنه يُعرِّف نفسه، وأنه ما زال مرتبطًا بجذوره.
دفعتني هذه الفكرة إلى تتبع قصتي الشخصية مع الطبخ وإعداد الطعام. فأنا لم أكن أطبخ قبل زواجي، خاصةً عندما كنت أعيش وحدي. فالطبخ مرتبط عندي ارتباطًا شديدًا بالمشاركة ورعاية الآخرين ممن أحب، وبسبب هذا الارتباط اختلف الأمر تمامًا بعد زواجي. فقد وجدتني -كما جدتي- أحاول أن أعدّ الطعام في البيت كلما سنحت الفرصة لذلك، وألمس في أطباقي ما نقلته جدتي لي من قيم.
فقد كان إعداد الطعام عند جدتي يدور حول المتاح والامتنان لما نملك من نعم؛ كانت تعدُّ الفول بالبندورة إنقاذًا لطبق فول بائت أو لحبات بندورة أصبحت أطرى من اللازم. وكانت تعدُّ من بقايا سفرة العشاء أشهى شطائر لمدارسنا؛ فنأكل بين خبزتين ألوانًا من النعم. وأظنها اخترعت حساء البرغل - الذي أحبه للغاية وأُعرَف به بين الصحب - لأنها لم تجد فريكة ذاك النهار، أو ربما لأنها أرادت دمج المكونات بشكل مختلف عما كانت تفعل عادةً.
ولا يتوقف طبخي على رعاية من أحب، بل هو أيضًا فعل تعريف للذات وحفظ للإرث والحكايا؛ فتجدني أطبخ أطباقًا لأنّ هذا موسمها في فلسطين، مثل طبق «المسخن» الذي حرصت أن يزين سفرتي في آخر مرة اجتمعت بعائلتي، لأشعر بأني ما زلت مرتبطة ببعض جذوري.
أعدُّ أنا وأختي «المقلقل» في عيد الأضحى لأن العيد لم يمضِ يومًا دونه في بيتنا القديم. وأحرص دومًا على إعداد طبق الحساء كلما تعب جسدي أو تعبت روحي أو أردت الاعتناء بفرد من عائلتي، لأنّ الحساء كان لغة الحب عند جدتي.
وبتُّ أدرك الآن أني أعدُّ الفول بالبندورة لأربط عائلتي الصغيرة بتلك التي جئتُ منها من خلال نكهة طفولتي.


العقل دولاب! 👁️
لأول مرة تدخل أمي مجمع الأفينيوز من بوابة سينما فوكس، وهذا يعني أنها لأول مرة تقطع المجمع من جنوبه إلى شماله عكس ما اعتادت عليه كل تلك السنوات. ورغم مرورها على المحلات ذاتها التي مرت عليها كل تلك السنوات، فقد اختلف عليها الأمر وارتبكت، كأنها تدخل المجمع لأول مرة؛ لأن ما اعتاد أن يكون على يسارها ما أن تدخل المجمع بات يمينها.
ضحكنا أنا وإياها على الموقف، وخطر على بالي حينها اقتباسٌ لحسين البرغوثي وشاركتها إياه:
«العقل دولاب، وكلما دار الدولاب تغيرت طريقتنا في النظر إلى الدنيا والحياة وأنفسنا، وتغيرنا.»
(حتى لا تتصور خطأً أني شاركتها الاقتباس بالفصحى عن ظهر قلب، فأنا ضعيفة في حفظ الاقتباسات نصًّا. فقد شاركتها إياه بتصرف وباللهجة المحكية مع شوية تأليف من عندي 🤷🏻♀️.)
تصوَّر معي الآن التغيير الجذري الذي قد نحظى به لو فقط أدرنا الزاوية التي ننظر فيها إلى العالم ذاته الذي نعيش فيه، دون أي اختلافٍ يقع عليه. وانظر الآن إلى الصورة أعلاه، إلى الرأس الموضوع على العربة ذات الدولاب، ما الذي تراه؟
ما أراه أنا هو حال عقلنا حين نركز على شخصٍ بعينه، سواء حبًّا أو كرهًا أو خوفًا، فلا نرى العالم وأنفسنا إلا بمقتضاه. ومتى فعلنا ذلك، سلمناه القدرة على تحريك مسارنا في العالم، وتوجيه دولاب عقلنا. نظن أنَّ عالمنا سيء لأنه سيء بطبيعته، بينما المسألة كلها ليست أكثر من «وجهة» نظر. 👀
إعداد 🧶
إيمان أسعد

ادّخر بذكاء من كل عملية شراء 🧠
كل ريال تنفقه يمكن أن يصنع فرقًا في مستقبلك المالي.
«ادخار سمارت» من stc Bank حساب ادّخاري يعطيك 4% أرباح سنوية وتقدر تسحب فلوسك بأي وقت!
ادّخر اليوم، واستثمر في غدك مع «ادخار سمارت».

«ابدأ بفعل الضروري، ثم الممكن، وفجأة ستجد نفسك تفعل المستحيل.» فرنسيس الأسيزي
«كيفك أنت؟» بلمسة عازف ياباني.
هل تساعدك الكتابة بخط اليد على التعلم؟
الحياة تطيب مع الرفقة.

هل علاقتنا بالطعام تُقاس بالسّعرات؟
مع البشر قلم أم «جي بي تي»؟

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.