مع البشر قلم أم «جي بي تي»؟ 📝

بوت الدردشة يحب رئيسه!

هل مدحت رئيسك التنفيذي اليوم؟

في اختبار أجرته فايننشال تايمز على أهم بوتات الدردشة في السوق، سئلت البوتات عن رأيها في رئيسها التنفيذي. كل بوت كال المديح في فقرة كاملة لرئيسه، ثم ختم بذكر نقطة ضعفه بأسلوب دبلوماسي للغاية (من باب رفع العتب)، لكن لضيق المساحة سأعطيك الخلاصة:

«جي بي تي» وصف رئيسه ألتمان بالقائد الطموح الاستراتيجي المتفائل. بوت متا وصف رئيسه زوكربيرق بالقائد المتطوّر متعدد الأساليب القيادية، وقروك وصف رئيسه إيلون مسك بالقائد الرؤيوي الشجاع الذي لا يعترف بالحدود، وبوت «ديب سيك» وصف رئيسه بالقائد الإبداعي غير التقليدي، وجيمناي وصف رئيسه التنفيذي بالقائد المفكّر الفضولي. 

وختمت فايننشال تايمز اختبارها بأنَّ بوت الدردشة يحب رئيسه «ويشوفه أحسن الناس»، وهذا سبب إضافي يشجع الرؤساء التنفيذيين على تعيين بوت محلّك😧.

في عددنا اليوم، يكتب لنا أنس الرتوعي تدوينة بمساعدة تحريرية من «جي بي تي» عن مستقبل البشرية إذا قررتْ التخلي عن القلم والاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وتأخذنا شهد راشد في جولة فنية على فن جميل ومختلف من فنون التصوير الفوتوغرافي يذكرك بلوحات مونيه. ونودعك في لمحات من الويب مع اقتباس عن عبثية قلقك من المستقبل🍂.

إيمان أسعد




Imran Creative

Imran Creative

مع البشر قلم أم «جي بي تي»؟

أنس الرتوعي

استعنتُ خلال الأسابيع الماضية بـ«تشات جي بي تي» في تحرير مقالاتي وإعادة صياغة بعض الفقرات، ولا أعلم حقيقةً إن كانت رئيسة تحرير النشرة، إيمان، قد لاحظت ذلك أم لا (أظنّها لاحظت). ما أفعله أنني أولًا أكتب التدوينة بأفكارها العامة، بعدها أبحث عن المصادر مستخدمًا الذكاء الاصطناعي، ثم أطلب منه إعادة صياغة بعض الفقرات، وبعدها أتولى التعديل. تتكرَّر هذه العملية عدة مرات إلى أن أصل إلى الشكل الذي أجدني فيه راضيًا عن التدوينة.

ترتكز طريقتي في استخدام الذكاء الاصطناعي على إجراء حوارات ونقاشات مع الآلة؛ تُناقِشني وأناقشها، وأستخدمها مساعدًا شخصيًّا يساعدني على تسريع قدرتي على الكتابة والتفكير. غير أنَّ النتيجة النهائية لا تعتمد على «جي بي تي»، بل على حصيلتي اللغوية ومخزوني المعرفي الأساسي، ومن قدرتي على الكتابة والتعبير التي طوّرتها على مدار السنوات.

لكن، ماذا لو استخدم طفلٌ اليوم الذكاء الاصطناعي لكتابة موضوع تعبير؟

لقد استبقت الحكومة في السويد النتائج، وتراجعت عن خطتها نحو رقمنة المناهج بشكل عام، نتيجة لتدني نتائج الطلاب في الاختبارات الدولية التي تقيس مستوى التحصيل العلمي، بعد أن كان الطلاب السويديون يحققون نتائج متميزة. وقد استندت الحكومة السويدية في قرارها إلى عدة دراسات تشير إلى أن الطلاب يتعلمون القراءة والكتابة بطريقة أفضل باستخدام الطرق التقليدية، مثل الكتابة بالقلم الرصاص، وتصفُّح الكتب والبحث عن المعلومات بداخلها.

أتذكر جيدًا حصص مادة المحفوظات في المرحلة الابتدائية، والتي كنا، أنا وزملائي، نحفظ فيها قصائد من الشعر الجاهلي وشعر صدر الإسلام. وأتذكر مادة التعبير التي كنا نُختَبر فيها، ونحاول خلال وقت قصير استحضار معلومات وأفكار وتعابير مختلفة، كي نوصل فكرة معينة في الزمن المحدود للاختبار. هذه المواد وغيرها هي الأساس الذي شكّل البنية المعرفية لدي، والتي بدونها لا أعتقد أنني كنت سأتمكن من استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة بثقة.

المشكلة أن جيلي سيفنى لا محالة، والأجيال القادمة -على ما يبدو- لن تحصل على جودة التعليم ذاتها التي حصلنا عليها، وسوف تعتمد على أدوات مساعدة تقوم بكل شيء نيابةً عنها. ومع مرور الزمن، ستقلّ قدرة الأجيال على الفهم والاستيعاب والتحليل والاستدلال والخروج بأفكار أصيلة، وربما نصل إلى مرحلة لا يتمتَّع فيها الناس بالذكاء الكافي لطلب المساعدة من الذكاء الاصطناعي!

هذه المفارقة ذكّرتني بفلم (Kingdom of the Planet of the Apes) والذي تنقلب فيه الدنيا، ليتحوَّل البشر إلى كائنات غير عاقلة لا تقرأ ولا تفقه، ويتطور ذكاء القرود ليصبحوا هم سادة الأرض ومفكّريها. لا أريد أن أبدو متشائمًا، لكن من دون تعليمٍ أساسي تقليدي بالقلم والورقة والكتاب بعيدًا عن «عقل الآلة»، لا أعتقد أننا سوف نكون قادرين على استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي وتسخيره لخدمتنا في المستقبل. وإذا لم يجد الذكاء الاصطناعي السيادة والتفوق في الذكاء البشري، ما الذي سيمنعه من السيطرة على حياتنا والتفكير نيابةً عنا؟ 

 


يكمن جمال التصوير بالنسبة لي في التقاط مشهد دون تدخّل من عين الفنان التي تحاول رواية قصتها الخاصة حتى لو لم تعبّر عن المشهد مباشرة. ولكن التدخُّل المدروس بطريقة التصوير، ومن خلال نوع الكاميرا، يمكنه خلق لوحات فنية آسرة مثلما فعل الفنان أبيلاردو موريل. 📸

  • ولد الفنان أبيلاردو موريل عام 1948 في كوبا. عاش فيها حتى سن الرابعة عشر ثم هاجر مع عائلته إلى أمريكا هربًا من الحكم الشيوعي. لم يلحظ في طفولته موهبة أو ميلًا للفن، وهذا ما جعله يدرس الهندسة، ولكنه لم يتفوق بها. وفي سنته الأولى أخذ دورة في التصوير الفوتوغرافي، وأدرك موهبته التي تبناها أستاذه في الدورة. ترك موريل الهندسة ودرس التصوير، ثم عمل محاضرًا في كلية الفنون إلى جانب عمله مصورًا محترفًا. 🇨🇺 🧒🏻

  • بدايات موريل كانت بسيطة، إذ بدأ بتصوير الحياة اليومية والعادية بأسلوب تجريدي. وبعد ولادة ابنه ألهمته نظرة الطفل الجديد إلى العالم؛ فبدأ يحاول محاكاتها، متقلّدًا دهشة الطفولة وفضولها لدى تصوير الجمادات في منزله. في هذه الأعمال، يمكننا استشعار محاولات موريل اكتشاف مساره، وذلك لأن التقاطاته تعكس في أحيان كثيرة طابعًا معينًا، إما الغموض والتجريد، أو ألفة العائلة بتقنية معينة، والتفاصيل الدقيقة للحياة العابرة. 🎞️🪑

  •  من أعماله الباكرة التي اتضح فيها اهتمامه بدمج الفنون التشكيلية بالتصوير مجموعة «cliché-verre»؛ وهو أسلوب فني يعود إلى القرن التاسع عشر، عندما كان يشعل الفنان شعلة على قطعة زجاج حتى ينتج السخام ثم تُرسَم عليها الأشكال باستخدام أدوات مدببة. هنا أغرق موريل قطعًا زجاجية في الحبر ليطبع عليها نباتات متنوعة، ويُشكّل تفاصيل تجريدية ثم يصورها. 🌿🌌

  • أحد أشهر أعمال موريل تبنّيه أسلوب تصوير القمرة، حيث يغطي جميع نوافذ الغرفة مع إحداث ثقوب صغيرة في الغلاف، لتدخل تفاصيل من الخارج إلى الغرفة بأشكال متباينة. هذه المجموعات من أعماله اللافتة تشكل تلاعبًا بصريًا ثريًا يدمج الطبيعة والعالم الخارجي الضخم المزدحم بالمساحات الفردية الداخلية المصممة، مثل انعكاس «تايم سكوير» داخل غرفة فندق. تدمج هذه الأعمال عوالم متعددة، كأنها تذكرنا بعجزنا عن الانفصال عن العالم مهما حاولنا، حتى إن أغلقنا علينا النوافذ والأبواب.📽️ 🪟

  • مشروعي المفضل للفنان يحمل عنوان «After Monet». في هذا المشروع زار موريل حدائق مونيه محاولًا التقاط ما رآه مونيه ورسمه على لوحاته. نصب موريل خيمة داخل الحدائق مع منظار يتيح إسقاط صورة للمنظر على الأرض، فيتمكَّن من الرؤية بشكل مقلوب. 🪷🙃

  • عند النظر إلى «After Monet»، أشعر أنها لوحة فنية متكاملة لم تُستخدَم الألوان لصنعها. صحيح تذكّرنا بمونيه فورًا، ولكنها تجعلك تقف وتحاول تفكيكها. فالألوان والأرض والسماء تتداخل بتناغم أحيانًا، وفوضوية أحيانًا، إلى حدّ التماهي؛ كما لو أنها ضربات فرشاة انطباعية تحاول تقليد فان قوخ. تسحبني كل لوحة ضمن المشروع إلى ممرات خضراء وعوالم ملونة ساحرة، يمكنني فيها سماع حفيف الشجر وسريان الماء، على خلاف أعمال موريل التي تصوِّر المدينة وتحيي داخلي ضوضاء العالم. ⛺️🎨

🧶إعداد

شهد راشد


  • «القلق بشأن المستقبل أشبه بمراقبتك ورقة شجر تسقط وتحاول تخمين أين ستهوي بالضبط. كُفَّ فورًا عن تخمين اتجاه الريح وباشِر بالعمل.» جيمس كلير

  • تعرف أي لون أقدم ثالث لون في التاريخ؟

  • ما الفوارق التسعة بين الكتابة الأدبية والتسويقية؟ من نشرة قوارش البريدية

  • كلمة توجهها للي يعكّر صباحك.

  • بوبا..بوبا.

نشرة
نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+90 متابع في آخر 7 أيام