عندما يتحدث الغرباء بلغتنا الأم؟ 💭
جربت مواجهة الحياة بفلسفة السيسو؟
جربت مواجهة صعاب الحياة بفلسفة السيسو؟ 😌
سيسو (Sisu) فلسفة فنلندية يمارسها الشعب الفنلندي الذي غالبًا لا نسمع عنه إلا حين احتلاله المرتبة الأولى في قائمة أسعد شعوب الأرض! وحتى نفهم هذه الفلسفة من دون الخوض فيها، أشاركك هذا التشبيه من الإيكونومست في تقريرها عن الفلسفة:
«أن تطلق الرصاص على أعدائك بينما تستمتع في الوقت نفسه بالتزلج على الثلج.»
وحتى تنجح في هذه المهمة عليك إتقان خصلتين:
كن مستعدًا دومًا لمواجهة الصعاب، وتدرَّب على مواجهتها بالأدوات المطلوبة.
تقبَّل وجود الصعاب في حياتك كحقيقة من حقائق الحياة التي لا مفر منها.
إذا تمتعت بهاتين الخصلتين، ستحظى بالقدرة على ممارسة حياتك بشكل طبيعي والاستمتاع بها بأقل قدر ممكن من القلق. وأصلًا احتمال كبير أنك مارست السيسو من غير علمك! إذ تقول الكاتبة الفنلندية إليزابيث لاتي: «تذكّر فقط الصعاب التي مرت عليك وكيف واجهتها بقلب جسور، وستدرك أنك عشت لحظة سيسو.» ⛷️
في عددنا اليوم، يبحث محمود عصام في السبب وراء إعجاب الجمهور المصري بحلقة من المسلسل اللبناني «مرحبا دولة». وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس عن قيمة الحاضر مقابل المستقبل، وإلى أي حد ينفعك التفاخر على لنكدإن؟ 😎
إيمان أسعد

«عندما يتحدث الغرباء بلغتنا الأم؟ 💭»
- صباح الخير ياباشا
- يا ريس، أنا بتكلم بالمصري ليه يا ريس؟
بهاتين الجملتين بدأ أبطال المسلسل اللبناني «مرحبا دولة» حديثهم بعد أن أصابتهم لعنةٌ جعلتهم يبدّلون لهجتهم الأصلية باللهجة المصرية. انتشرت الحلقة سريعًا في مصر وأثارت تفاعلًا واسعًا، فتابعتُ المسلسل لاحقًا بلهجته اللبنانية واستمتعت به كثيرًا. لكن اللهجة المصرية كانت المفتاح الذي جعلني أشعر بالقرب من أبطاله، وكأنها اختصرت المسافة بيننا وجعلتني أراهم بعينٍ أكثر مودة.
ذكّرني ذلك كله بتلك المقاطع التي يظهر فيها أشخاص يتعلّمون لغة أصدقائهم أو آبائهم الأصلية ليفاجئوهم بها، وبمدى ما يحمله ذلك من دهشة وعاطفة. وقد اختبرتُ هذا الشعور بنفسي حين سافرتُ وسمعتُ أحدهم بغتة يتحدث بالعربية، أو عندما صدحت في المكان أغنية مصرية. لكن السؤال الأهم هنا: لماذا تثير لهجتنا أو لغتنا الأم كل تلك العواطف داخلنا؟
وفقًا لأستاذة علم النفس كاثرين هاريس، تشير الدراسات إلى أن اللغة الأم ترتبط بالمشاعر على نحوٍ أعمق من أي لغةٍ ثانية، لأننا نتعلمها في طفولتنا داخل بيئة ممتلئة بالعاطفة. فهي اللغة التي نفهم بها العالم لأول مرة، ونعبّر بها عن خوفنا وفرحنا واحتياجنا إلى الحب والطمأنينة. لذلك تُثير الكلمات في لغتنا الأم ردود فعل جسدية وانفعالية أقوى، كارتفاع نبض القلب أو تغيّر نبرة الصوت، وهو ما لا يحدث غالبًا في اللغة الثانية التي نتعلمها لاحقًا في سياقاتٍ دراسية جافة أو تواصلية محدودة.
ومع ذلك، يمكن أن تكتسب اللغة الثانية عمقًا عاطفيًّا إذا تعلّمها الشخص عبر الاندماج في بيئةٍ حية يتحدثها أهلها، أو استخدمها بكثرة في مواقف تمسّ مشاعره اليومية. باختصار، ليست اللغة بحد ذاتها من تحمل المشاعر، بل السياقات التي تعلّمناها فيها، والذكريات التي علقت بها.
يستخدم أكثر من نصف سكان العالم لغتين أو أكثر في حياتهم اليومية. وسواء كان ذلك بسبب التعليم أو الهجرة أو العائلة، فإن ثنائية اللغة أو تعدد اللغات أصبح شائعًا ومتزايدًا، فهل يتصرف الأشخاص ثنائيو اللغة بطريقة مختلفة حسب اللغة التي يستخدمونها؟
الإجابة: نعم. فبينما تمتلك اللغة الأم تفوقًا عاطفيًّا على اللغة الثانية، تُوفر اللغة الثانية مسافة عاطفية، مما يُقلل شعور المتحدث بالقلق أو الخجل عند التحدث في مواقف مُعقدة، مثل التعبير عن الغضب أو الاعتذار.
ولا يقتصر الأمر على الكثافة العاطفية فحسب، بل يؤثر أيضًا في نظرة المتحدث إلى نفسه والآخرين. ففي دراسة أجريت على متحدثين باللغتين الصينية والإنقليزية في الولايات المتحدة، ذكر المشاركون أنهم شعروا براحة أكبر في التعبير عن مشاعرهم باللغة الإنقليزية (لغتهم الثانية) لأنها أقل قيودًا اجتماعية. وهكذا قد يلجأ الشخص إلى التعبير عن المشاعر بلغة أقل ارتباطًا عاطفيًّا، حتى يتمكن من تقليل مشاعر الإحراج أو القلق أو الانخراط الشخصي.
غير أن هذا الانتقال بين اللغات لا يمرّ دون أثر؛ فكلما ابتعدنا عن لغتنا الأم واعتمدنا لغةً أخرى في التعبير والتفكير، بدأت قدرتنا على التحدّث بطلاقة بلغتنا الأولى في التراجع تدريجيًّا، فيما يُعرف بـ«تآكل اللغة» (Language Attrition).
توضح مونيكا شميد، الباحثة في مجال تراجع اللغة، أنه عندما تكون لديك لغتان في ذهنك، فإنك في كل مرة تتحدث فيها، أو تختار كلمة، أو تُكوّن جملة، تتخذ قرارًا داخليًّا أيّ اللغتين تستخدم. أحيانًا تطغى إحداهما، وأحيانًا الأخرى. ومع الوقت، تُصبح بارعًا في إدارة هذا التوازن واستخدام اللغة التي تريدها دون أن تختلط عليك الأمور كثيرًا. لكنّ ذلك لا يحدث بلا ثمن؛ فقد تدفعه في لهجتك، أو في قاعدةٍ نحويةٍ تفلت منك، أو في كلمةٍ لا تبدو دقيقة تمامًا كما كانت من قبل. ويلعب العمر دورًا محوريًّا في ذلك، فأولئك الذين يتوقفون عن التحدث بلغة ما في مرحلة الطفولة، يمكن أن تتآكل هذه اللغة لديهم بسهولة تامة.
ثمة فرق كبير بين اللغة حين تكون وسيلةً للتواصل، واللغة حين تتحول إلى مرآةٍ للهوية والعاطفة. لذلك نشعر بتلك الألفة الدافئة حين نسمع لغتنا الأم على ألسنة الغرباء، كأن أحدهم اختار أن يقترب منّا ويتحدث إلينا في المساحة التي نعبّر فيها عن أنفسنا بلا عناء.

ادّخر بذكاء من كل عملية شراء 🧠
كل ريال تنفقه يمكن أن يصنع فرقًا في مستقبلك المالي.
«ادخار سمارت» من stc Bank حساب ادّخاري يعطيك 4% أرباح سنوية وتقدر تسحب فلوسك بأي وقت!
ادّخر اليوم، واستثمر في غدك مع «ادخار سمارت».

«لا أريد المستقبل، بل أريد الحاضر؛ ففي الحاضر القيمة الأعلى. فأنت لا تشغل بالك بالمستقبل إلا إذا لم يكن لديك الحاضر. ومتى كان لديك الحاضر، لن تشغل بالك أبدًا بالتفكير في المستقبل.» فالتر بنيامين.
إلى أي حد ينفعك التفاخر على لنكدإن؟
دغري على ثلاجة تيتا.
دقيقة.. رايح أشرب ماي وراجع.


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.