هل نحتاج إلى ذنب الامتياز للإحساس بالآخرين؟🚶🏻
زائد: هل تدرك رفاهية أن تملك يدًا؟
لم يعد الذكاء الاصطناعي محط الانتباه الوحيد في الأوساط التقنية، خصوصًا داخل السيليكون فالي، بل ظهر مؤخرًا هوس جديد: العمليات التجميلية. 💉
كشف تقرير حديث صادر عن صحيفة «وول ستريت جورنال» أن أطباء التجميل سجلوا ارتفاعًا في زيارات الرجال العاملين في قطاع التقنية لعياداتهم، وكانت أغلب طلباتهم تَتعلّق بشد الوجه والرقبة والجفون. فالتقنية، وارتباط تطورها بفكرة الشباب، دفعتهم إلى السعي ليبدو أصغر سنًا، حتى لو اضطروا إلى اللجوء إلى التدخلات الجراحية.
لطالما فُرضت على النساء معايير جمال غير واقعية، ولم تؤخذ إنجازاتهن على محمل الجد ما لم يلتزمن بها. ورغم أن الرجال نجوا منها في الماضي، وربما ساهموا في ترسيخها، فإنهم اليوم يذوقون مرارتها؛ فها هي التقنية الآن تفرض عليهم المعايير ذاتها. 🤦🏽♂️
في عددنا اليوم، يتساءل محمود عصام عمّا إذا كان الاعتراف علنًا بالامتيازات التي نرثها دون جهد منا أمرًا مفيدًا. وفي «خيمة السكينة»، تتأمل مجد أبو دقة في اندهاش طفلتها عندما أدركت نعمة أخفى الاعتياد بريقها عنا. ونودعك في «لمحات من الويب» مع اقتباس يُذكّرك أن أعظم الإنجازات قد تكمن في شرب كوب من القهوة، ولماذا أصبحت أذواقنا متشابهة. ☕️
خالد القحطاني

هل نحتاج إلى ذنب الامتياز للإحساس بالآخرين؟🚶🏻
حين كنت صغيرًا، اعتاد أبي أن يحكي لي كيف عانى جيله في سبيل نيل تعليمٍ جيد، حتى أنَّ صديقًا له كان ينتظر منتصف الليل ليذاكر دروسه تحت ضوء أعمدة الإنارة العامة، بعدما عجز عن الحصول على إنارة ثابتة في منزله. صحيح أنني لم آخذ تلك القصة على محمل الجدّ أبدًا، لكنني كنت أعلم تمامًا، رغم صغر سني، أن هناك من لا يجد في منزله إنارة، ولا يجد في حياته فرصة للتعليم.
كان هذا أول ما خطر ببالي حين شاهدت مقطعًا على تك توك بعنوان «تقدَّم خطوة إلى الأمام إن». في المقطع، يقف أب مع أبنائه الثلاثة، بينما يتردّد صوتٌ في الخلفية يقول: «تقدَّم خطوة إلى الأمام إن أكلت بيتزا قبل أن تُتم سن السابعة»، فيتحرك الأبناء ويبقى الأب مكانه. ثم يتابع الصوت: «تقدَّم خطوة إن كان والدك يُقِلّك إلى المدرسة»، فيتقدَّمون أكثر، ويبقى هو ثابتًا.
ومع كل سؤال يبتعد الأبناء أكثر، ليكتشفوا فجأة كمّ الأمور التي اعتبروها بديهية، ولم تكن متاحة لأبيهم. أو بعبارةٍ أبسط، ليدركوا لأول مرة معنى «الامتيازات»؛ تلك المكاسب التي نحصل عليها لا بفضل جهدٍ نبذله، بل لمجرّد أننا وُلِدنا في بيئة اجتماعية أو اقتصادية معيّنة.
استلهم هذا المقطع فكرته الأساسية من تمرينٍ شهير يُستخدَم في ورش تحسين الأداء، يُعرَف باسم «مسيرة الامتيازات». ظهر التمرين للمرة الأولى في منتصف الثمانينيات كطريقة مبسّطة لشرح الفوارق الاجتماعية بين الأفراد. وفيه يتقدّم المشاركون خطوةً للأمام أو يتراجعون خطوةً للخلف طبقًا لعدد من الامتيازات التي لديهم. وكان الهدف أن يرى المشاركون كيفية اختلاف نقطة انطلاق كلٍّ منهم في الحياة بخطواتٍ للأمام أو للخلف.
يرى مؤيدو «مسيرة الامتيازات» أن الاعتراف بامتيازاتنا يساعدنا على رؤية الصورة كاملة. فما يبدو طبيعيًا أو سهلًا بالنسبة لنا، قد يكون صعبًا أو بعيد المنال لغيرنا. وفي الوقت نفسه، قد نواجه نحن عقبات لا يواجهها الآخرون. لذلك، فإن فهم الامتيازات التي نملكها، والسلطة التي تمنحها لنا أنظمة المجتمع، هو الخطوة الأولى نحو تغييرٍ حقيقي. فالفئات المميّزة غالبًا ما تملك نفوذًا أكبر من الفئات المهمَّشة، وهذا يمنحها مسؤولية استخدام تلك القوة لإزالة الفوارق ورفع الظلم.
لدى عالم النفس مايكل ماسكولو وجهة نظر مختلفة، إذ يرى أن ثمّة أسبابًا مفهومة تجعل بعض أصحاب الامتيازات يشعرون بالضيق من مسيرة الامتيازات. فهو لا يرى الأمر مجرّد تمرينٍ للتأمل الذاتي، بل في جوهره يدفع الشخص صاحب الامتياز إلى مواجهة فكرةٍ غير مريحة: أنه، بطريقةٍ أو بأخرى، يستفيد من نظامٍ يمنحه فرصًا لا يحصل عليها غيره، ويساهم في بقاء نظامٍ غير عادل أو متحيّز.
يرى ماسكولو أن الإقرار بوجود الامتياز لا يعني نفي الجهد الشخصي، كما أن بذل الجهد لا يمحو أثر الامتياز. الاثنان حقيقيان، ولا يمكن لأيٍّ منهما أن يُلغي الآخر. والأمر هنا يتطلّب نهجًا مختلفًا. فاستدعاء الإحساس بالمسؤولية الأخلاقية لن يتحقَّق من خلال الشعور بالذنب أو الخجل، فالمطلوب من صاحب الامتياز إدراك أن في امتيازه فرصةً لأن يكون جزءًا من الحل.
أما أولئك الذين لا يملكون امتيازاتٍ تُذكر، فطبقًا لرأي أحد المنظّمين قد تكون المشاركة في «مسيرة الامتيازات» تجربةً قاسية أكثر منها تعليمية. فالنشاط، الذي يُفترض أن يرفع الوعي، يفرض في الواقع عبئًا عاطفيًا كبيرًا على المشاركين الأقل حظًا، وغالبًا ما يُطلَب منهم الخوض في تفاصيل شخصية أو استدعاء ذكريات مؤلمة، فقط ليكونوا «أدوات توضيح» أمام أصحاب الامتيازات. في النهاية، يبدو أن الهدف الحقيقي لهذا النشاط هو تنوير أصحاب الامتيازات عن امتيازاتهم، بينما يتحمّل الآخرون كلفةً نفسية لا يستحقّونها.
حصد مقطع الأب ملايين الإعجابات، وتحول إلى ترند عالمي، لكنه أثار أيضًا انتقاداتٍ واسعة، وهي الانتقادات ذاتها التي طالت تمرين «مسيرة الامتيازات»، رغم أن تلك النسخة العائلية من المسيرة كشفت لنا منحًى آخر، وهو الفوارق العميقة بين جيلين؛ إذ يبدو الامتياز هنا ليس مالًا أو سلطة، بل طفولة آمنة، أو وقتًا للعب، أو غياب الهمّ المبكّر.
صحيحٌ أننا لم نبدأ جميعًا من الخط نفسه، وأن بعض الامتيازات تُورَّث لنا دون جهدٍ منّا، لكن لا يبدو من المفيد، ولا من اللائق، أن نقف جميعًا في صفٍّ واحدٍ لنتبيّن تلك الحقيقة البسيطة، أو لنقيس بماذا نتفوّق على بعضنا. فمَن لم يُدرك تلك الحقيقة بعد سنواتٍ من التعامل مع الناس، لن تُحدِث معه بضعُ خطواتٍ إلى الأمام أو إلى الخلف فرقًا.


هل تدرك رفاهية أن تملك يدًا
تمرّ طفلتي الآن بمرحلة نمو تقودها إلى استكشاف يدها. في البداية أصبحتْ تفتح قبضتها مدةً أطول، ثم أصبحتْ تمسك ثيابها أثناء فتحها وقبْضِها تلك اليد الصغيرة، وبعد ذلك بدأتْ ترفعها أمام وجهها فترى تلك القبضة وترى حركتها.
عندما ترى طفلتي يدها تنشغل بها عن أي شيء آخر حولها، تنظر إلى قبضتها بدهشة وتُمعِن في تأملها وهي تحركها وتفتحها وتقبضها. وبذات الدهشة أراقب دهشتها؛ ودهشتي هنا تعود إلى انشغالها وتأملها بإعجابٍ بشيءٍ مألوفٍ جدًا لا يلفت النظر أبدًا مثل قبضة اليد.
ذكَّرتني دهشة طفلتي بجملة قالتها إحدى طالباتي التركيات -بعفوية شديدة- في جلسة ودِّية وبلغتها الأم: «يا لها من رفاهية أن تتقن العربية وتفهم القرآن». هذه الجملة فتحت لي أُفقًا لم أره قبلًا؛ لم أفكر يومًا أن حديثي وفهمي للغتي الأم رفاهية.
كلما نظرتُ إلى عيني طفلتي المُتأمِّلة يدها تذكرت قول تلك الطالبة وسرحت فيما حولي؛ فأجدني قد أَلِفت جلّ النعم؛ فلا أقضي الوقت ناظرةً إلى أعضاء جسدي وحركتها متفكّرةً في عجيب خلق الله. حتى إنني أنظر بألفة شديدة غالبًا إلى نعمٍ طال انتظارها بعد مدّة من امتلاكها. فإذا ما أردت أن أحمد الله لن أتذكر يدي ولا لغتي ولا حتى بعض تلك النعم التي قضيت عمرًا متشوقةً لها.
الأطفال والطلاب، يتشاركون نعمة الجهل التي تقودهم إلى متعة التجارب الأولى، مما يدفعهم إلى النظر بعينين لامعتين إلى نِعَم أخفى التعود بريقها عنّا؛ وقضاء الوقت معهم يجدد فينا تقدير النعم اليومية المألوفة.
إعداد 🧶
مجد أبودقَّة

ادّخر بذكاء من كل عملية شراء 🧠
كل ريال تنفقه يمكن أن يصنع فرقًا في مستقبلك المالي.
«ادخار سمارت» من stc Bank حساب ادّخاري يعطيك 4% أرباح سنوية وتقدر تسحب فلوسك بأي وقت!
ادّخر اليوم، واستثمر في غدك مع «ادخار سمارت».

«في بعض الأيام، يكون أعظم إنجاز لي أن أجلس بهدوء مع كوب قهوة، وأن أسمح للعالم بأن يكون العالم.» بيلي كولينز.
دليل لعبة «السيك» من الجزائر.
كيف أصبحت أذواقنا متشابهة؟
كل مُرٍّ سَيمُر.


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.