الإشكالية في رفض فنجال القهوة ☕
زائد: هل جربت المتصفّحات الذكية؟
وأنا أشاهد المناظرة الأخيرة بين المرشحين لمنصب عمدة نيويورك، لفتني رد زهران ممداني عندما وجّه له منافسه أندرو كومو انتقادات لاذعة متسائلًا بسخرية: «كيف يقود مدينة بهذا الحجم من لم يُدر حتى فريق عمل صغير؟» واتهمه بأنه يفتقر لأي خبرة تنفيذية أو إدارية. 🫣
لكن ممداني ردّ بهدوء وثقة: «ما أفتقر إليه من خبرة، أعوّضه بالنزاهة. وما تفتقر إليه من نزاهة، لا يمكن تعويضه بأي خبرة»
كانت جملة تلخّص فلسفة مختلفة في معنى الكفاءة والجدارة. فالقيمة الحقيقية ليست في عدد سنوات العمل، بل في نوعية البصمة التي تتركها. 💪🏽
في عددنا اليوم، أكتب عن صعوبة رفض فنجال القهوة والأعراف الاجتماعية التي لا نتفق معها لتأثيرها السلبي علينا. وفي «يومك مع الذكاء الاصطناعي»، تشاركك رناد الشمراني تجربتها مع المتصفّحات الذكية، وما يميزها عن المتصفحّات التقليدية. ونودعك في «لمحات من الويب» مع اقتباس يذكرك أن تقيس الحياة بثراء تجاربها، ومعنى «تأثير الثُلْثَين». ⏲️
خالد القحطاني

الإشكالية في رفض فنجال القهوة ☕
خالد القحطاني
للقهوة حضورٌ طاغٍ حولي وفي ذاكرتي، ولها مكانتها الخاصة في يومي. أبدأ كل صباح بمذاقها، سواءً أكانت ساخنة أم مغمورة بالثلج. وعندما لا أحتسيها، أشعر بأني فقدت شيئًا لا أستطيع تسميته. كما أنها رمز راسخ في كرمنا وضيافتنا، وموجودة في كل مكان ألتفت إليه: في مكتب جدي على مدار الساعة، وفي مجالس أفراد أسرتنا، وفي كل جمعاتنا وعزايمنا.
أحرص أن أحتسيها في الصباح، وقبل حلول الواحدة ظهرًا، تاركًا لها وقتًا كافيًا لتغادر جسمي قبل نهاية يومي وحلول موعد نومي. فالكافيين، المادة المنشطة في القهوة، لا يغادر أجسامنا إلا بعد نحو عشر ساعات من استهلاكه، تاركًا إياها في حالة مفعمة بالطاقة أقرب إلى الجزع.
ومع دفء طقوس تحضيرها ومشاركتها في الجمعات، إلا أني أصبحت أتجنبها لهذه الأسباب المتعلقة بصحتي، أو أحاول احتساءها بكميات معقولة. لكن لا شيء أصعب من زيارة عم أو خال وردِّ يده عندما يحاول ملء فنجالي مرة تلو أخرى. قد يكون الامتناع عن إصراره رمزيًا، ولكنه، على الأقل بالنسبة لي، يبدو رفضًا لحسن ضيافته، ومقاومة لعُرْفٍ كبرنا عليه.
تذكر دراسة أن الأعراف المعتاد عليها، مثل قبول فنجال قهوة، تُعلِّمنا كيف نتخذ قراراتنا اليومية، خصوصًا في المواقف الاجتماعية. فعندما نجد أننا نمارسها مع من حولنا، تمنحنا شعورًا بالاتحاد والتناغم. فالانسجام معها يُرسِّخ فينا أننا ضمن وحدة واحدة، لكنها تتطلب منا كذلك أن نتحامل على أنفسنا؛ فنضطر للصبر عليها حتى لو اختلفنا معها أو كان لها آثار سلبية علينا. فعدم قبولها يعني بطبيعة الحال عدم قبولنا كأشخاص. لذلك نحرص على الالتزام بها، في السر قبل العلن، تجنبًا لعُزلتنا عن مجتمعنا.
أعترف أن وصفي يبدو مبالغًا فيه، فهو مجرد فنجال واحد، لا يعني قبوله أو رفضه نهاية العالم. ولكنه وضَّح لي كيف نشعر عن أنفسنا وكيف يشعر من حولنا تجاهنا عندما نحاول الابتعاد عن الأعراف الاجتماعية لنعطي الأولية لصحتنا. فلماذا أشعر بالإحراج أو عدم الانتماء فقط لتجنبي شرب القهوة، مع علمي بأنها ستبقيني مستيقظًا طوال الليل؟
قرأت مؤخرًا على «إكس» تبادلًا جعلني أشكك في هذا العرف، ولكنه أيضًا وضح لي كيف سيُقابَل هذا التشكيك. بدأ هذا التبادل عندما شاركَتْ مستخدمة مقطعًا ظريفًا لعائلة في مدينة ميلانو تطلب من نادل مشروب كابتشينو بعد التاسعة مساءً. يتظاهر النادل مازحًا باستقالته، مستغربًا طلبها للقهوة في هذه الساعة. علقت المستخدمة بأننا كسعوديين لا نبدأ شربها إلا بهذه الساعة المتأخرة أصلًا.
حينها لفت انتباهي رد على هذا التعليق استنكرت فيه مستخدمة أخرى هذه العادة، حيث افترضت أن نمط استهلاكنا للقهوة، على مدار النهار والليل، سببٌ أساسي في انتشار القلق والأرق بيننا. وتذكر أنه رغم رسوخ هذه العادة، فإن ضررها أكبر من نفعها، غير أنّ استنكارها استُقبِل بموجة من الانتقادات، معلّلين غضبهم من حجتها بأنها تعارض عُرفًا أساسيًا في مجتمعنا.
بالطبع تختلف طبيعة أجسامنا وطرق تعاملها مع الكافيين. بعضنا لا يتأثر بالقهوة أبدًا، وتجده ينام مباشرةً بعد شربها، والبعض الآخر يتحسس جسمه من أي كمية منها، مهما صغُرت. لكن في الحقيقة الكافيين له تأثير في جودة النوم وقد يسبب الأرق، كما أن آثاره تتفاقم لدى من يعانون مشاكل النفسية.
رغم ما في رفض فنجال القهوة من ثِقَلٍ عليّ، إلا أن قبوله فيه أذى على صحتي. وهو مثل بقية الأعراف، قد يُقَابَل امتناعنا عنها بالاستغراب أو التندّر، ولكننا في عدم التزامنا نعطي الأولية لما يناسبنا شخصيًّا، وما لا ينهك صحتنا وأجسادنا. لذلك أكتفي بتقدير فنجال القهوة من بعيد، وبالروح الجماعية التي تبعثها بيننا. وأكتفي بكوب واحد من القهوة يوميًا، قبل الساعة الواحدة ظهرًا.

.gif)
الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف تجربة التصفّح
قبل أعوامٍ قليلة، كان تصفّح الإنترنت يعني التنقل بين العديد من الروابط، والانتقال من نافذةٍ إلى أخرى في رحلةٍ طويلة بحثًا عن إجابةٍ واحدة. لكن مع ثورة الذكاء الاصطناعي ظهرت لنا المتصفحات المدعمة به، وأحدثها هو (ChatGPT Atlas). أعادت المتصفحات هذه تعريف معنى «التصفّح» من الأساس؛ فلم نعد نطلب المعلومة فحسب، بل أصبحنا نتحاور معها.
فيما يلي بعض حالات الاستخدام لهذه المتصفحات الذكية:
الخطوة الأولى: التصفّح بالمعنى لا بالكلمات 🌐
في السابق، كنا نكتب كلمات مفتاحيّة وننتظر نتائج لا حصر لها. أما اليوم، يفهم المتصفّح الذكي نية المستخدم وسياق بحثه.
فعوضًا عن صياغة طلب تقليدي، مثل:«أفضل أماكن السياحة في اليابان»، يمكنك أن تقول له :
«أخطّط لرحلة إلى اليابان في الشتاء، وأرغب بتجربة تجمع بين الهدوء والثقافة.»
سيقدّم لك المتصفّح حينها مزيجًا من النتائج، تشمل المواقع والمواسم والمقالات وحتى توصيات محلية.

الخطوة الثانية: البحث بذكاء 🧠
كم مرة أغرقك الإنترنت في بحرٍ من الصفحات والمقالات المقترَحة؟
ميزة المتصفّحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل (Atlas – Sigma AI Browser) هي قدرتها على اختصار رحلة البحث في ملخّصٍ واحدٍ متكامل، يلخّص لك المقالات، ويستخرج النقاط الجوهرية، ويقدّمها بأسلوبٍ منطقيٍّ وسهل القراءة.
يمكنك أن تكتب مثلًا:
«لخّص لي آخر الأبحاث حول الطاقة المتجدّدة في الشرق الأوسط»، وسيقدّم لك المتصفح تحليلًا شاملًا، مدعومًا بالمصادر، كما لو أنك قرأت عشرات التقارير في دقائق معدودة.
الخطوة الثالثة: يمكن للمتصفح أن يكون شريكك في العصف الذهني 🤝
هناك ميزة جوهرية أخرى في المتصفحات الذكية، ألا وهي أن البحث فيها لا يكتفي بأن يقدّم لك الإجابة، بل يتفاعل معك.
يمكنك أن تطلب منه على سبيل المثال:
«حلّل لي هذا المقال، وبيّن وجهات النظر المختلفة»، فيقدّم ملخصًا نقديًّا ويربط بين الأفكار.
هذه القدرة على «الفهم والمناقشة» تجعل المتصفّح أداةً للتعلّم أكثر من أداة للبحث فقط.
الخطوة الرابعة: تجربة شخصية لكل مستخدم 💯
مع الوقت، يتعلّم المتصفح الذكي اهتماماتك وطريقتك في السؤال، فيقترح لك محتوى أو يوجّهك لمواضيع قريبة من اهتماماتك. فهو يتذكّر ما قرأته، ويقارن ما تسأل عنه الآن بما بحثت عنه سابقًا، ليقدّم لك رحلة مصمّمة خصيصًا لك.
في النهاية، كما قال المفكر الألماني يوهان قوته: «من لا يعرف كيف يسأل، لا يستطيع أن يتعلّم شيئًا.»
ولعلّ في هذا القول ما يُلخّص جوهر المعرفة: أن السؤال هو الشرارة الأولى لكل فهمٍ جديد. فالذكاء الاصطناعي قد يُسرّع طريقك إلى الإجابة، لكنه لا يسلكها عنك.
لذا تساءل مع (ChatGPT Atlas) قدر ما تستطيع؛ فدائمًا سيكون معينًا لك في عملية البحث!
إعداد 🧶
رناد الشمراني

ادّخر بذكاء من كل عملية شراء 🧠
كل ريال تنفقه يمكن أن يصنع فرقًا في مستقبلك المالي.
«ادخار سمارت» من stc Bank حساب ادّخاري يعطيك 4% أرباح سنوية وتقدر تسحب فلوسك بأي وقت!
ادّخر اليوم، واستثمر في غدك مع «ادخار سمارت».

«ليس المهم طول الحياة، بل عُمقها.» رالف إيمرسون.
سمعت عن «تأثير الثُلْثَين»؟
زفاف ملكي في 1957 قد يكون من ألهم تارة «قيم أوف ثرونز».
ماذا تقول لصاحب العمر؟

يلَّا نشرب قهوة.
الذكاء الاصطناعي مثالي، لكن هل هو مبدع؟

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.