هل رفض النصح سمة جيل ألفا فقط؟ 😤

زائد: هل أنت الصمغ في فريقك؟

هل أنت الصمغ في فريقك؟ 🙂

في حوار على «وول ستريت جورنال»، يعرِّف عالم النفس السلوكي جون ليفاي مصطلح «الموظف الصمغيّ» بأنه العضو الذي يحرص على تماسك الفريق، ويساعد الكل على تحقيق أهدافه، وبكل سعادة يدع الآخرين يلمع نجمهم بينما هو في الخلفية يشجعهم. وعادةً لا يسعى «الصمغ» إلى نيل الاعتراف بجهوده الكبيرة في تحقيق نجاح فريقه.

طبعًا ستسأل: وإذا كان الموظف الصمغي «ملتهي» بمساعدة فريقه، متى سيعمل على مهامه والارتقاء على سلم العمل؟ هنا المشكلة تحديدًا. رغم أهمية وجوده في الفريق، وأهمية الدور الذي يلعبه بما يفوق أحيانًا دور المدير، إلا أن نظام التقييم لا يتضمن «ماذا فعلت هذا الربع لمساعدة غيرك وتحقيق أهداف فريقك؟» بل قائم على «كم هدفًا حققت في هذا الربع؟» 

الحل، كما يقترح ليفاي، أن يُنظَر إلى فرق العمل ككتلة واحدة تُكافأ بكل أعضائها في حال تميزها؛ وبدلًا من التقييم على التنافس الفردي، يُنظَر إلى قيم العمل الجماعي.

على العموم، إن كنتَ «الصمغ» في فريقك، لن تنتظر تغيُّر نظام التقييم، وستظل تساعد فريقك وتحرص على تماسكه. لكن لا يمنع أن تخفف من  الصمغ شوي وتركّز على نفسك. 😏

في عددنا اليوم، يكتب خالد القحطاني عن تهمة رفض النصح الملتصقة بجيل ألفا، ولماذا هذه التهمة ظالمة. وفي «يومك مع الذكاء الاصطناعي» تشاركنا رناد الشمراني كيفية الاستفادة من الأدوات في خوض تجربة التأليف الموسيقيّ. وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس عن فشلك مرتين إذا لم تتقبل النقد، ولماذا الشاي اسمه بلغات العالم إما «شاي» أو «تي»! 🫖

إيمان أسعد


رسم: الفنان عمران
رسم: الفنان عمران

هل رفض النصح سمة جيل ألفا فقط؟ 😤

خالد القحطاني

غالبًا ما يتجاهل أبي إلحاح أخي الأصغر وطلبه المستمر لقيادة السيارة؛ إذ لم يبلغ سن الحصول على تصريح للقيادة حتى الآن. ولكن في صباح يوم الجمعة، أعطاه أبي مفتاح سيارته، وطلب منه أن يقود بنا إلى الجامع لحضور صلاة الجمعة.

ضحكت في نفسي حينها لأني توقعت ما سيحصل طوال الطريق: سيعطيه أبي بعض النصائح لاتّباعها في أثناء القيادة، ولكن سيأخذ أخي منها فقط ما يشاء سماعه، ويترك ما لا يعجبه دون أي خوف. وفي الغالب لن يقبل أبي بعدم اتباع نصائحه بحذافيرها، ولن يتركه يقود السيارة في طريق العودة.

حصل بالفعل ما توقعته، ولكن ما اختلف هو طريق العودة. فبعدما وصلنا للمسجد وصلينا لتحيته، جلسنا نحن الثلاثة معًا، وانتظرنا الأذان والخطبة التي تبعته. وبين الصفوف المكتظة بالمصلين، حاول شاب، بدا لي في سن أخي، الوصول إلى الصف الأول. ولكني صراحةً لم ألاحظ حركته حتى قطع الخطيب خطبته ونهاه أمام جميع المصلين عن تخطي رقابهم.

عندما خرجنا من الجامع واتجهنا إلى السيارة، كان هذا الموقف أول ما تحدثنا عنه. كان كل واحد منا يمثِّل جيلًا مختلفًا. ولكننا اتفقنا جميعًا أن الرسالة صحيحة، والنهي عن تخطي الرقاب في محله، لكن ما كان خاطئًا هو أسلوب إيصال تلك الرسالة، خصوصًا لشاب في هذا السن. حتى أبي، الذي يؤمن تمامًا بأن من هو أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة، ذكر لنا حينها موقفًا مشابهًا حصل بطفولته. فعندما نبهه رجل أمام المصلين أنه نسي ركعة في صلاته، أنكر أبي ذلك فقط للاعتراض على أسلوب الرجل بالنهي العلني. 

ولعل هذا الموقف، والذكريات التي أيقظها فيه، بيَّنت لأبي أنّ عليه أن يجد طريقةً أخرى لنصح أخي حتى يتبع تعليماته في القيادة ويستجيب لها. فقد سمح أبي لأخي بالقيادة في طريق العودة، دون أن يعطيه نصائح لا يستجيب لها.

بدا لي حينها أن مقاومة النصح ليست أمرًا خاصًا بجيليْ زد وألفا، بل هو حس يتخطى الأجيال. ينتمي أخي والشاب الذي رأيناه في المسجد لجيل ألفا، وهو جيل يُتَّهم عادةً بالعناد ورفض النصح. لكن أبي الذي يكبرهما بأجيال، تصرف بنفس الطريقة عندما كان في سنهما.

تشرح صوفي ريتشل هذه الظاهرة النفسية، وتسميها «تأثير المرسل» (Messenger Effect). وتصف أن النصيحة سواء كانت جيدةً أم لا، عامل غير مهم كثيرًا، بل ما يهم هو الناصح نفسه وأسلوبه. فالنصيحة لا تصل قلب المنصوح إلا إذا نال مُرسِلها احترامه، وأشعَره بأنه يفهمه ويثق به.

لذلك هي ليست سمةً حصريةً لجيل زد أو ألفا، بل سمة تظهر في كل جيل، خصوصًا عند بلوغهم سن المراهقة. لكن الآباء والبالغين عمومًا يلقون اللوم على الأجيال الأصغر لأنه الحل الأسهل بدلًا من العمل بجد على تغيير أساليب نصحهم ومواجهتها، ناسين أنهم عانوا منها عندما كانوا صغارًا، وأنهم لا يزالون يطبّعونها في تربيتهم وإعطائهم الإرشادات لمن هم أصغر سنًا وأقل خبرة.

تذكر الباحثة لورن وست-روزنثل النقطة ذاتها في مقالة «جيل ألفا ليس جيلًا فريدًا في قلة الاحترام — نحن فقط أسأنا فهمه» (Gen Alpha Isn't a Uniquely Disrespectful Generation — They're Just Misunderstood)، حيث تروي قصتها مع ابنتها التي تذكِّرها بنشأتها. فابنتها تعترض على نصائحها بالطريقة نفسها التي اعترضت بها الباحثة على نصائح والدتها عندما كانت مراهقة.

ولكن وست-روزنثل تذكر جانبًا أساسيًا لهذه التجربة: صحيح أنها تظهر في كل جيل، ولكنها تبدو أكثر وضوحًا وعنادًا في جيل ألفا. ويكمن السبب تحديدًا في تغيير الجيل أولوياته وعلاقته بالسلطة. وهذا التغيير انبثق من نشأتهم على الإنترنت الذي مكّنهم من التعبير عن أنفسهم دون قيود، والاطّلاع الدائم على قضايا مختلفة ومن وجهات نظر متعددة.

فعلى عكس الأجيال السابقة، صوت الأهل ليس الصوت الوحيد الذي يأخذ جيل ألفا النصائح منه، بل هم يستشيرون أيضًا محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي. لذا يرفض هذا الجيل الوصاية بصوت أعلى ودون تردد. ولا تجد أبناءه يقبلون النصيحة باستحياء كما هي، بل يشككون فيها وبمن يرسلها، ولا يتقبلونها إلا إذا توازت مع قيمهم وطاب لهم أسلوب مرسلها.

لذلك هم أكثر تأثرًا بمن يتابعون على وسائل التواصل الاجتماعي بدلًا من أهاليهم أو معلميهم. فهم اختاروا بإرادتهم متابعة إرشادات إنفلونسر حتى لو كانت هبّة، بينما يُجبَرون على سماع نصائح كبار مجتمعهم.

الخيار الأمثل هنا ليس في قمع رغبة الاستقلالية والتفكير الناقد وتلقيبها بالعناد. فهذا لن يسبب إلا اتساعًا في الفجوة التي تكبر كل يوم بين الكبير والصغير، والحكيم والمبتدئ، ويزداد عمقها مع تطور التقنية واتساع آفاقها. بل لا بد لكلا الطرفين أن يعيد تشكيل مفاهيمه عن الوصاية والسلطة والتربية. 

وسواءً كانت النصيحة رغبةً في إرشاد الحركة في الجامع أو قيادة السيارة، تبقى طريقة إيصالها حجرًا أساسيًا في ترسيخ قبولها لدى أي جيلٍ كان. 


GIPHY
GIPHY

بخاطرك تألف مقطوعة موسيقية؟ 

تخيّل أن تسمع صوتًا يمزج بين دفء العربية وأناقة الإيقاع الغربي، أن يتداخل العود مع لحن الجاز. قبل عشرات السنين، كان مثل هذا الحديث يُعَد صعبًا ومُكلفًا. لكن اليوم، و على تك توك، بدأت تظهر تجارب مذهلة لصنّاع محتوى يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإعادة تخيّل الأغاني بأساليب وثقافات مختلفة. 

قد تسمع أغنية (Fly Me to the Moon) بلمسة شرقية، أو (My Heart Will Go On) بمقام الصبا أو البيات. فإن أردت خوض تجربة مماثلة، إليك طريقة الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في تأليف موسيقا لك. 🎻

الخطوة الأولى: الفكرة قبل اللحن 💭

  • ابدأ من مشاعرك: صِفْ للذكاء الاصطناعي الإحساس الذي تريد نقله. (فرح؟ حزن؟)

  •  صِفْ هذا الإحساس بوضوح مثل: «أريد موسيقا حزينة تمزج الطرب العربي بالإيقاع الغربي». تطبيقات مثل (Suno) و(Beatoven) تحوِّل وصفك النصي إلى لحن خلال ثوانٍ.

الخطوة الثانية: صمِّم صوتك 🗣️

  • بعد أن تُنتج الفكرة، يأتي دور تصميم الصوت. كل موسيقا عظيمة تحمل خلفها آلاف التجارب. لذا جرّب أن تطلب من الذكاء الاصطناعي تغيير أسلوب اللحن: «حوِّل هذه الأغنية إلى طابع الجاز» أو «اجعلها تشبه موسيقا المقامات الشرقية.» 

  • بعض الأدوات مثل (Boomy) تتيح لك التلاعب بالإيقاع والنغمة حتى إن لم تكن لديك أي خبرة في الهندسة الصوتية.

الخطوة الثالثة: امزج إيقاعات الثقافات بذكاء 🎶

  • هنا يبدأ السحر الحقيقي. فالذكاء الاصطناعي يتيح لك دمج العود مع الغيتار الكهربائي، والقانون العربي مع البلوز الأمريكي، لتصنع صوتًا لا ينتمي لبقعة واحدة بل للعالم كلّه.

  • تطبيقات مثل (AIVA) تتيح لك تجربة هذا التداخل بأسلوب احترافي وموسيقي دقيق.

الخطوة الرابعة: انشر بإبداع لا باندفاع 👩‍🎨

🚨🚨 تنويه مهم: الذكاء الاصطناعي قد يصنع لك موسيقا مذهلة، لكن إنتاجه قد لا يكون قابلًا للنشر التجاري. لذا احرص على قراءة شروط الاستخدام بدقّة، وتذكَّر دائمًا احترام الحقوق الفكرية للفنانين والألحان الأصلية.

واحرص على أن يكون مشروعك إضافة فنية جديدة، لا مجرد إعادة تدوير لفكرة قديمة. فالإبداع مسؤولية قبل أن يكون تجربة ممتعة. 🎼

إعداد 🧶

رناد الشمراني


ادّخر بذكاء من كل عملية شراء 🧠

كل ريال تنفقه يمكن أن يصنع فرقًا في مستقبلك المالي.

«ادخار سمارت» من stc Bank حساب ادّخاري يعطيك 4% أرباح سنوية وتقدر تسحب فلوسك بأي وقت!

ادّخر اليوم، واستثمر في غدك مع «ادخار سمارت».


  • «حين ترفض تقبُّل النقد، تفشل مرتين: فأنت فشلت في تعلُّم شيء جديد اليوم، وفشلت في تشجيع الناس على مواصلة تعليمك غدًا.» آدم قرانت.  

نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+50 متابع في آخر 7 أيام