كيف نعرف أنفسنا حقًا؟ 🪞
زائد: هل شاركت موقعك على خريطة إنستقرام؟ 🗺️

في الثانوية، كنت وأصدقائي مهووسين بخريطة سنابشات. استخدمتها لاتباع مواقعهم، حيث اعتدت زيارتهم في الأماكن التي وجدتهم فيها على الخريطة، سواءً أكانت منتزهًا أم مقهى. 🗺️
أُضيفت نفس الخاصية في إنستقرام مؤخرًا، ولكن لم يستقبلها المستخدمون، وأولهم أصدقائي، بنفس الحماس، حيث تشبه الآن مدينة أشباح. لا أحد يود مشاركة موقعه، والجميع يحذر منها ويشارك نصائحَ إلغاء تفعيلها تلقائيًا.
لا أدري إذا كان هذا الحذر نتيجة نضج منا، وتجنبًا للإحراج من زيارات غير مرغوبة. ولكنها بالتأكيد توضح انعدام الثقة في الشركات التي تدير تلك التطبيقات، ووعيًا متزايدًا باجتياح التقنية لخصوصيتنا ومراقبتنا.🕵🏼♂️
في عددنا اليوم، تتأمل آلاء حسانين في سؤال «من أنا؟»، وتشاركك رحلتها في اكتشاف ذاتها الحقيقية. وفي «خيمة السكينة»، تكتب مجد أبو دقة عن السعادة التي يمنحها إياها فصل الخريف، وتذكرنا بأن المعجزات تحدث أيضًا في جميع الفصول. ونودعك في «لمحات من الويب» مع اقتباس يذكرك بأن الجمال أقرب مما تتصور، ومين اخترع كلمة بودكاست. 📻
خالد القحطاني

كيف نعرف أنفسنا حقًا؟ 🪞
قد يكون سؤال «من أنا» من أكثر الأسئلة المّلحة التي تواجه الإنسان على مر العصور. فقد نُقش على معبد أبولو الشهير عبارة «اعرف نفسك»، ورغم بساطة كلماتها فإن تطبيقها ليس بهذه السهولة؛ فنحن البشر كائنات معقدة إلى حدّ كبير. وقد حاول الإنسان منذ الأزل أن يعرف نفسه، من خلال النظر إلى انعكاس ذاته في الماء، والرسم على جدران الكهوف والنقش عليها، وحتى من خلال الرحلات الروحية وطرح الأسئلة الوجودية العميقة.
لكن كيف يمكن أن نعرف أنفسنا حق المعرفة؟ وإلى أي مدى يمكن أن يقول الإنسان بأنه يعرف نفسه حقًا؟ هل يكون ذلك من خلال تأمل ملامحنا في المرآة وتجاعيد وجوهنا؟ أم عبر النظر إلى مرايا أنفسنا الداخلية ومحاولة تشخيص الندوب الكامنة فيها؟
حين نقيّم أنفسنا فإننا نقع غالبًا في فخ التحيز، إذ نعمد إلى تجاهل عيوب قد تكون جوهرية، أو نميل إلى تضخيم هذه العيوب بحيث يكون من المُحال رؤية غيرها، لذلك كيف نصل إلى توازن موضوعي بحيث يمكننا رؤية الحقائق والاحتمالات؟
تلعب التصنيفات دورًا مهمًا في تلبية حاجة البشر إلى الانتماء، فنحن نشعر بالراحة حين نظن أننا نعرف أنفسنا ولو معرفة سطحية، إذ يمنحنا ذلك هوية مميزة ما يساعدنا على التعامل مع المجتمع. فنقول مثلًا: «أنا انطوائي» أو «أنا شخصية قيادية»؛ لكن هذه التصنيفات قد تكون خطرة، إذ تحصر الذات في قوالب ضيقة.
حتى علم النفس الحديث يميل إلى اختزال البشر في تشخيصات مثل «مكتئب» أو «يعاني من قلق مزمن». والحقيقة أن ذواتنا أعقد من أي خانة أو اختبار وأوسع منها، وهذه التصنيفات لا تلخص سوى جزء صغير منها. هذا لا يعني رفض التشخيص أو العلاج، بل يعني فقط عدم السماح لهما بتحديد صورتنا بالكامل، وأن نتصالح مع فكرة أننا لا نعرف أنفسنا إلا جزئيًا.
لكن كيف يمكن تحرير الذات من كل هذه التصنيفات والمؤثرات؟ وهل من الممكن تحريرها أصلًا؟
من خلال رحلتي الشخصية، وجدت بأن تحرير الذات ممكن، لكنه لا يخلو من الألم. حتى نبلغ النور لا بد أن نمر عبر المناطق المظلمة أولًا. لذلك يجب أن نتحلَّى بالشجاعة لرؤية عيوبنا دون تضخيم أو استنقاص، ثم نتصالح مع بشريتنا، لأننا كما يقول توماس ميرتون: «ما دمنا مفتونين بأنفسنا سرًّا، ستظل عيوبنا تعذبنا بتدنيس واضح.»
رحلة معرفة الذات ليست سهلة أو ممتعة دائمًا، وأجد أنها رحلة شخصية إلى حد كبير، حيث يمكن للعلاج النفسي أن يقدم بعض الإضاءات والإرشادات، لكن على الفرد أن يعي أولًا بأن تحرير ذاته هي مسؤوليته الكاملة، وليست مسؤولية المعالج ولا الوالدين ولا المجتمع، ولا حتى من ألحقوا الأذى بذاته أو خانوها. لذلك يمكن أن نستيقظ بمجرد خروجنا من رداء الضحية، ونتعامل مع حياتنا وأحداثها بمسؤولية، دون لوم ذاتي أو نقد أو تنمر.
صحيح أنه لا يمكننا التخلص تمامًا من القيود البيولوجية والاجتماعية، لكن الوعي بها يمنحنا القدرة على التعامل معها تعاملًا أفضل، فنحن أكبر من مجرد كائنات «ذكية» أو «فاشلة» أو «عظيمة». حتى عندما نحكم على أنفسنا بالذكاء، قد يصيبنا هذا بالخيبة عندما نفشل في أمر ما، لكن عندما نعي بأن هذا الفشل ممكن، فقد يمكّننا ذلك من التعامل مع الذات على أنها في تطور مستمر، ونصبح أكثر وعيًا بأننا ذوات تجرب وتحاول في هذه الحياة، وأن الحق في الحياة والتجربة والخطأ هو حق أصيل لكل إنسان.
وسنتمكَّن حينئذ من المغفرة لآبائنا الذين حاولوا وأخطأوا، لأنهم يعيشون الحياة للمرة الأولى أيضًا. وسنصبح أكثر رأفة بأطفالنا، الذين لديهم الحق ذاته في التجربة والخطأ، ونتفادى أن نُسقِط عليهم عدم تسامحنا مع أخطائنا ورغبتنا أن نكون مثاليين. ستنسحب الرحمة التي نمنحها لأنفسنا على كل الكائنات، وسننظر بعين العطف إلى التجربة الفردية باعتبارها جزءًا من تجربة الإنسانية جمعاء، بدلًا من النقد واللوم والعزل.
السر الذي ساعدني في رحلتي لمعرفة الذات هو الرحمة والتعاطف الذاتي، وقد تعلمت ذلك على كبر. فنحن قد تربينا على أن نظهر التعاطف والرحمة إزاء الآخرين، لكننا لم نتوقف كثيرًا أمام إظهار الرحمة تجاه أنفسنا. إذ كم مرة يتوقف الناس ليخاطبوا أنفسهم قائلين «أنت تحاول وأنت رائع وأنت محبوب» عندما يمرون بمشاعر سلبية أو عندما يحزنون؟
تساهم الرحمة في بناء روابط أفضل مع الذات، وتطور القدرة على احتواء الحزن، وتهدئة النفس، ومنحها الطمأنينة. وشخصيًا، انخرطت في الألم سنوات عديدة وانغمست في الحزن والكآبة حتى ظننتها جزءًا من كياني وطبيعتي. ولم أكن حينها قد طوّرت بعض الأدوات اللازمة للتعامل مع نفسي.
بدايةً كنت أهرب من ذاتي إلى ممارسات أخرى، مثل الانخراط مع الناس، والخروج المستمر من المنزل، وبناء الصداقات والعلاقات الاجتماعية وحتى الضحك الدائم؛ وكل مرة كنت أقول: ربما عندما أحصل على حياة أخرى، سأتوقف عن الشعور بالألم الشديد والحزن، وأتخلص من الكآبة. لم أكن أعي حينها أن الهدف ليس محو الألم كليًا بل في احتوائه، وأن المغزى ليس التوقف عن الشعور، بل عيش المشاعر كلها دون الانغماس فيها واجترارها، وأن احتواء الألم أبسط وأفضل من الهرب منه.
ثم حانت لحظة المواجهة الكبرى، عندما لم يعد هناك جدوى من الهرب من الذات، فالتفتُّ، رغمًا عنّي لكل ما هربت منه، وتذكرت صديقتي التي قالت لي ذات يوم: «أن تهرب، يعني أن تظل في المكان ذاته». فبدأت في مواجهة صادقة للذات، وعشت تلك الأيام في عزلة ووحدة وحزن كاد أن يغرقني، ومن شدّة حزني خُيّل إليّ أن الحزن كوّن حولي بحيرة تنبع من أعماقي وأنّي أطفو عليها.
ليس ضروريًا أن تكون الرحلة مؤلمة إلى هذا الحد، لكن هذا ما عشته فعليًّا، فقد هربت كثيرًا من وحوشي حتى هاجمتني وحاصرتني، وأيقنتُ حينها بأنّ الوقت قد حان للتعامل معها ومع نفسي.
بدأت بالكتابة والعلاج النفسي والتأمل كطريقة شفائية، وقضيت ساعات وساعات في التحدث مع معالجتي النفسية والكتابة، حتى شعرت بأني أفرغت كل الحزن المكبوت في داخلي. ثم طوّرت أدوات أتعامل بها مع أحزاني دون تبرير للذات، فمن يبرر لنفسه سيجلدها عندما تنتهي حجته على التبرير.
عندما تعي بأن في داخلك طفلًا صغيرًا خائفًا، له حق التجربة والخطأ، ومهمتك كبالغ هي إرشاده برحمة وصبر، سيسهِّل ذلك رحلة معرفة الذات كثيرًا، وربما يقود إلى التعافي الحقيقي، وقد تتوقف أخيرًا عن الهرب من نفسك.
وأجد أن المعضلة الأساسية التي تعيق هذه الرحلة تكمن في عدم تمكن الإنسان من الجلوس بهدوء مع نفسه، من مرافقتها ومحبتها، من أن يقول لها: «أنا هنا من أجلك». ولهذا يدور الناس في دوائر من الألم المتواصل، ويستمرون في الهرب من ذواتهم بتطوير عادات إدمانية، قد تكون المخدرات أو حتى العمل. لكن عندما يصل الإنسان إلى الشعور بالراحة أثناء جلوسه وحده مع نفسه، وقتها فقط يحلُّ السلام الذاتي. وستعرف نفسك حقًّا بهدوء ورحمة وتعاطف.


تميمة حظي في أكتوبر الخريفي 🍂
لعلي لا أؤمن بكثير من تمائم الحظ والنحس؛ ولكن ثمة تميمة واحدة لم تخطئ مدى عمري: الخريف. كل ما هو سعيد وكل ما هو مليء بالمعجزات يحصل لي في الخريف، وخاصةً في أكتوبر. ذلك الشهر الذي وصفه أحمد خالد توفيق قائلًا: «إنه أكتوبر، الشهر الذي تنتهي فيه أحلام الصيف الزاهية بينما آمال الشتاء الغامضة لم تولد بعد.»
عدا أنَّ لم يكن لي أحلام صيفٍ زاهية؛ فالصيف لطالما جاء ثقيلًا علي، جوًّا وموسمًا. حتى أنَّ أحداثه في عديد من السنين حلَّت عليَّ ثقيلةً إلى درجة دفعتني إلى ترتيبها في قائمة «أسوأ أصياف حياتي».
بينما لي قائمة مضادة تمامًا لأكتوبر؛ ففي أكتوبر ولدتُ مرة بعد الأخرى، ولدتُ فيه حقيقةً، وبدأت فيه جامعتي، وعدت وولدتُ في عرفات ذات أكتوبر، وبدأتُ تجربة جديدة في دولة جديدة، وبدأت قصة زواجي فيه أيضًا.
أما الصيف فقد بقي الأمر بيني وبينه كأنه عداءٌ شخصي، ولمدّة طويلة من عمري. ثم، وقبل ثلاث سنوات تقريبًا، حاولت عقد نوع من الهدنة. إذ بعد سنين عجاف مرَّت عليّ بصيفها وخريفها، قررت التصالح مع السنة كلها دون توقعات كبيرة. أريد فقط أن أستمتع بأبسط الأشياء التي أستطيعها. وفعلًا مررت بصيفٍ هادئ جدًا لم يخلُ من بعض اللحظات الساحرة ، فقد كنت أحاول أن أدع يوليو يعيش على سجيته؛ شهرًا هادئًا حتى الكسل.
حتى بعد التصالح، لم أقع في حب الصيف، ولكنه أصبح مجرد موسم يمكن أن يمر هادئًا ويمكن أن نسترخي خلاله. إلا أن طفلتي قد قررت أن تولَد في منتصف يوليو، في عز الصيف، في ذلك اليوم الذي لطالما سخرتُ من أختي لأنها ولدت فيه. ودومًا ما كنت أغيظها بأن لا أحد يولد في شهور الصيف، وأن عليها أن تجد وقتًا آخر ليكون يوم ميلادها.
لكي ها هي طفلتي تولد في يوليو لتفسد عليَّ علامة نحسي الوحيدة، ولتذكّرني أني منحازة إلى الخريف؛ فالابتلاءات قد تقع في أي وقت، والنعم تأتينا دائمًا حتى في منتصف الصيف. نحن فقط من يجب أن نكون حامدين شاكرين في كل الفصول والأوقات.
إعداد 🧶
مجد أبو دقة

كيف تحبس فلوسك في قفص؟ 💸
الفلوس تطير، هذا طبعها.
لكن فيه ناس تطير فلوسهم بلا رجعة، بين المقاهي والطلبات العشوائية والهبّات.
وفيه ناس يحبسون فلوسهم في قفص، يبنون عضلة التخطيط المالي بالادخار والاستثمار المبكّر، ويشغّلون فلوسهم بالصفقات منخفضة المخاطر عشان تخدمهم طول العمر.
الأهم أنك تستثمر وتدّخر عن طريق منصة مصرحة ومعتمدة، مثل صفقة المالية.

«الجمال ليس ما نبحث عنه في البعيد فحسب، بل ما نصنعه بإدراكنا في القريب، فكل لحظة وعي هي فعل فني يغيّر طريقة وجودنا في الحياة.» فهد الزويهري
مين اخترع كلمة بودكاست؟
بين دوستويفسكي وابن القيم، حسين الإسماعيل يشارك في «خربوشة» إحصائيات عن أكثر الكتاب والكتب تكرارًا في ترند «عشرة كتب.»
القمرية: سر الدائرة في واجهة البيوت القديمة.
الاختلاف لا يفسد للود قضية.



نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.