ترصّد أصدقائك في إنستقرام لا ينفعك

تشير دراسات إلى أن الاستخدام السلبي لمنصات التواصل الاجتماعي قد يؤدّي إلى ارتفاع خطر الاكتئاب، إضافةً إلى «الخوف من التفويت» (FOMO).

عدتُ مؤخرًا إلى تطبيق إنستقرام بعد حذفه لعدة أشهر، ولفتت انتباهي كثافة التفاصيل البصريّة التي عدتُ إليها بعد غيابي. فإنستقرام منصة تتميز بحميمية خاصة، إذ يمكنني الاطّلاع على صور شخصية جدًا من الروتين اليومي لآلاف الأشخاص، كأن أرى غرفة نوم أحدهم وسيارته وقهوته الصباحية كل يوم، دون أن يكون بيننا أي لقاء فعلي.

أمام هذه الكثافة من الصور ومقاطع الفيديو، من الطبيعي أن أقارن نفسي بالآخرين، لكن إنستقرام تضخّم هذه الظاهرة مع إدخالها مئات من الأشخاص ضمن دائرة المقارنة. ففي أي يوم من الأيام، أرى شخصًا يتزوج، وآخر ينجب طفلاً، وغيره يسافر في رحلة رائعة. وهكذا، فإني لا أقارن هنا نفسي بالأفراد الذين أعرفهم في الواقع فحسب، بل بمجموعة ضخمة من الذين ينتقون أفضل لحظات حياتهم فقط حتى يشاركوها، بعضها مع إضافة فلتر.

تعد هذه المقارنات المُضرّة أحد عيوب «الترصّد» غير الشعوري (lurking) في منصات التواصل الاجتماعي، أي استهلاك المحتوى الذي ينشره الآخرون بشكل سلبي دون التفاعل بالرد أو المشاركة. وهو الفخ الذي وقعتُ فيه حينما كنتُ أتصفح إنستقرام لساعات يوميًا، وأتلقى المنشورات بصمت. 

تشير دراسات إلى أن الاستخدام السلبي لمنصات التواصل الاجتماعي قد يؤدّي إلى ارتفاع خطر الاكتئاب، إضافةً إلى «الخوف من التفويت» (FOMO). لكن ذلك لا يعني أن المنصات نفسها لا تحمل منافع.

ففي حين أثبتت دراسات أضرار الاستخدام السلبي، تثبت دراسات أخرى فوائد الاستخدام النشط لمنصات التواصل الاجتماعي، مثل مراسلة الآخرين، والمساهمة في نشر المحتوى. وقد يساعد هذا النوع من الاستخدام في بناء شبكة اجتماعية مفيدة من الأصدقاء والمعارف، تعود منافعها على الصحة النفسية. فمنصة إنستقرام التي تُشعرني بفوات رحلة إلى المالديف، هي المنصة ذاتها التي استخدمتها لتوثيق ذكرياتي، ولاكتساب صداقات مثرية منذ ثماني سنوات.

استخدامي لمنصات التواصل الاجتماعي هو بالأساس مزيج معقّد من تلقٍّ سلبي وتفاعلٍ نشط. لكن بعد اطّلاعي على الأبحاث، واستذكار ما كسبتُه من إنستقرام، سأضيف تنشيط حسابي فيه والتفاعل مع منشورات الآخرين إلى قائمتي الخاصة من «اللائحة الإنستقرامية». فلعلَّ كسر حاجز «التربص الصامت» سيُساعدني في الاستفادة من صداقاتي، ويُشعرني بأنني لم أفوّت شيئًا. وإلا، فإن خيار الحذف المؤقّت للتطبيق موجود دائمًا ضمن اللائحة.

الإنسانالاكتئابوسائل التواصل الاجتماعيالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام