البوح والحميميّة الرقمية خلف الشاشة 😶‍🌫️

زائد: مستعد تشاهد دراما تركية من صنع الذكاء الاصطناعي؟

هل ستتابع الدراما التركية إذا تحولت إلى دراما من صنع الذكاء الاصطناعي بالكامل؟

في محاولة أولى، أنتجت أشهر شركات الإنتاج في الدراما التركية (Ay Yapim) -الشركة نفسها التي أنتجت «العشق الممنوع» و«إيزل» - أول مسلسل تركي بالكامل من صنع الذكاء الاصطناعي. عنوان المسلسل «جدران القلعة» (Surlar) والقصة تاريخية مستوحاة من تاريخ قلعة ألموت، وأعلنت الشركة عرضه نهاية العام على التلفزيون التركي وفي منصة رقمية «عالمية».

من بين كبار العاملين في الإنتاج التي صرحت الشركة بالاستعانة بهم: «جي بي تي» للتشطيب الإبداعي و«مدجورني» للإلهام البصري و«إيليفن لابز» للدبلجة الصوتية. وصرحت الشركة باعتمادها على أرشيفها من مسلسلاتها السابقة الخاضعة لملكيتها الفكرية.

وقبل أن تتحسَّر على مرحلة الدراما البشرية التركية، تفكَّر في هذه الميزة الجديدة:

الموسم عبارة عن ثلاث حلقات فقط، كل حلقة مدتها 15 دقيقة!

الفترة الزمنية نفسها التي كان ممكنًا أن تُعرض فيها قصة سلمى المسكينة وحبوباتها الحلوين وزوجها السهتان الضايع وأمها القاسية وأختها الشريرة دون الحاجة إلى مطها على تسعين حلقة! 😮‍💨

في عددنا اليوم، تكتب زهية الحربي عن أسباب ميلنا نحو البوح بأعمق عواطفنا وأفكارنا من خلف الشاشة بينما لا نبوح بها إلى أقرب الناس إلينا وجهًا لوجه. وفي «يومك مع الذكاء الاصطناعي» تدلنا رناد الشمراني على كيفية الاستفادة من أدوات، مثل «جي بي تي»، في تصميم خططنا المالية. وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس عن ضرورة إنهاء الخصام قبل فوات الأوان، ولماذا يحتاج دماغنا إلى لحظات «التأثر»؟ 🥹

إيمان أسعد


رسم: الفنان عمران
رسم: الفنان عمران

البوح والحميميّة الرقمية خلف الشاشة

زهية الحربي

في مساءٍ عاديّ، كتبت لصديقتي رسالةً طويلة لم أجرؤ يومًا على قول نصفها وجهًا لوجه؛ كتبتها بطمأنينةٍ غامضة. وحين ضغطتُ زر الإرسال، أدركت أنني قلت أصدقَ ما في قلبي، ولكن لأقرب شاشة، لا لأقرب إنسان.

تتكرّر هذه الظاهرة يوميًّا في حياتنا الرقمية؛ بوحٌ يتدفق خلف الشاشات، بينما تختنق الكلمات في اللقاءات الحقيقية. نتحدّث بحرية مع الغرباء أكثر مما نفعل مع المقربين، ونكتب عن وجعنا للعالم، بينما نعجز عن قوله لمن يعنيهم الأمر. فما الذي يجعل العالمَ الافتراضي مسرحًا أصدق من العالم الواقعي؟

يفسِّر علماء النفس هذا الميل بما يُسمَّى «تأثير إزالة الكوابح على الإنترنت» (Online Disinhibition Effect)، وهو شعور الفرد بالتحرر من الرقابة الاجتماعية حين يتحدث عبر الوسائط الرقمية. فالكتابة تبعدنا عن التوترات غير اللفظية، عن النظرات والوجوه والتوقعات. إنّها مساحة «آمنة» لممارسة الصدق دون خوف من الرد الفوري أو الانفعال المباشر.

ولعلَّ هذا ما يفسر جرأة البعض في الاعتذار، أو الاعتراف، أو حتى الانفصال عبر رسالة نصية. فالإنترنت لا يوفر الحقيقة، لكنه يزيل رهبتها، يجعلك تقول ما لم تكن لتجرؤ على قوله في الضوء، فقط لأنّك مختبئ خلف شاشة تشعرك بأنك غير مرئي.

غير أن هذا النوع من البوح الرقمي يخلق علاقاتٍ جديدة، حميمية مجرَّدة من اللمس والصوت واللقاء، مبنية على النصوص والصور والمحادثات الطويلة. علاقات دافئة في ظاهرها، لكنها هشَّة في عمقها، تفتقر إلى ملمس الواقعية، إلى حرارة الجسد البشري الذي لا يمكن أن تحاكيه الإشعاعات الضوئية للشاشات.

في دراسة أجرتها مجموعة باحثين أستراليين على 687 فردًا، تبيَّن أن «إحساس الفرد بأنه محمي أو غير مرئي على الإنترنت» يفسِّر 42.2% من الاختلاف في مستويات التصرف بلا كوابح رقمية. يبدو أننا نلجأ إلى المسافة الإلكترونية لا لنتقرَّب، بل لنحمي أنفسنا من القرب الحقيقي، ومن المواجهة، ومن الضعف الذي يتكشَّف حين ننظر إلى عيون الآخرين مباشرة.

قد يكون البوح عبر الكتابة محاولة لاستعادة السيطرة على المشاعر؛ فنحن حين نكتب، نختار المفردات، نراجعها، ونحذفها أو نجمِّلها، ثم نرسلها في اللحظة التي نشعر فيها أنها «صالحة للعرض»، بينما في الحديث الحقيقي لا وقت للتنقيح، ولا مجال للهروب. لهذا يبدو العالم الرقمي أكثر أمانًا من العفوية التي تربكنا في الواقع.

لكن هذا الأمان ليس بريئًا تمامًا؛ فالمنصات الاجتماعية نفسها متواطئة مع هذه الحميمية الجديدة. إذ تشجعنا خوارزمياتها على القول أكثر من الاستماع؛ فنحن نكتب، نشارك، نعبِّر، نعلق، ننشر، لكنّنا نادرًا ما نصغي. وبينما نظن أننا نبوح بصدق، نكون في الحقيقة نصوغ ذواتنا كما نريد أن تُرَى، لا كما هي فعلًا. وهنا يتقاطع البوح مع النرجسية الرقمية، وتتحول الكلمات إلى وسيلةٍ لتجميل الألم، لا لمواجهته.

في هذا الفضاء المفتوح، تتَّسع دائرة الإفصاح وتضيق مساحة الفهم. نُرسِل نصوصًا مطوَّلة عن وجعنا الشخصي، فتأتي الردود مقتضبة مؤتمتة: «لا تكبِّر الموضوع» أو «الله يعينك» ثم نعود إلى وحدتنا بالثقل نفسه الذي كتبنا به، وربّما أكثر. فقد صارت الحروف تُطفئ الألم مؤقّتًا، مثل المسكِّن الذي لا يُعالج الجرح، فقط يهدّئه.

تشبه الكتابة خلف الشاشة الحديث في غرفةٍ مظلمة؛ نسمع الصدى أكثر مما نرى الوجوه، نثق لأننا لا نُرى، ونبوح لأننا نختبئ. نمنح الآخرين خريطةً لمشاعرنا، لكننا لا نمنحهم طريق الوصول إلينا. وحين تنطفئ الشاشة، لا يبقى من البوح إلّا أثره، كرسالةٍ قديمة في بريد شخصٍ أُمِّي، لن تصل إلى وجهتها قط. 

ولعلَّ أبلغ ما في هذه الحميمية الرقمية أنها تكشف هشاشتنا المعاصرة: فنحن جيلٌ يتقن التعبير أكثر من التواصل، يكتب كي يُفهَم لا كي يُجاب، نُفضِّل المسافات على القرب، والصمت المرقمن على الضجيج الحقيقي للعلاقات.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أنّ الكتابة أنقذت كثيرين من الانعزال التام. فقد وُلدَت خلف الشاشة صداقاتٌ عميقة واعترافاتٌ مخلِصة وحوارات لم تكن لتحدث في العالم الواقعي؛ لقد منحتنا الوسائط نافذة نحو أرواح تشبهنا، حتى لو كانت مؤقتة.

لكن، هل يكفي أن نكتب كي نُفهَم؟ ربما آن الأوان لنسأل أنفسنا: ماذا بعد الإرسال؟ ماذا بعد آخر رسالة تغلقها بالتمرير إلى الأعلى؟

إذا كانت الشاشات تمنحنا الجرأة، فلتكن وسيلة عبور نحو تواصلٍ أكثر أصالة، لا بديلًا عنه. فلنستخدمها كجسر، لا كجدار؛ لأن الحميمية الحقيقية لا تُقاس بعدد الكلمات التي كتبناها، بل بقدرتنا على قولها وجهًا لوجه دون خوف من عيون من يرانا.


GIPHY
GIPHY

تحتاج إلى مساعدة في أمورك المالية؟ 

هل تعلم أِن المحلّل المالي المحترف قد يتقاضى ما يصل إلى 100 ألف دولار سنويًا؟ 😱
فكرة تغيير المسار المهني بدأت تلمع فجأة في بالك، أليس كذلك؟ لكن إذا فاتك القطار مثلي، ووجدتَ فهم المعادلات المالية ونماذج التسعير أمرًا معقدًا، لمَ لا تدع خبيرًا يتولى شؤونك المالية مجانًا؟ 👀
في السنوات الأخيرة، أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على أداء دور المستشار المالي المحترف. إذ يمكنك استخدامها لتحليل مصروفاتك، ودراسة نمط إنفاقك، ورسم خطط مالية تناسب أسلوب حياتك. والأفضل من هذا كله أنها تؤدي كل هذه المهام دون أن تضطر إلى إنفاق آلاف الدولارات. 🤑

الخطوة الأولى: افهم أين تذهب أموالك 💸

استخدم أدوات مثل (Cleo) أو (ChatGPT) لتلخيص نفقاتك الشهرية. إذ يمكنك ببساطة أن تسأل أحد التطبيقين:

  • «حلّل لي مصاريفي من هذا الجدول، واقترح أين يمكنني التوفير.»

  • وسيظهر لك ما تصرف عليه أغلب أموالك، ومتى يحين وقت الادخار الذكي.

الخطوة الثانية: صمّم ميزانية بأسلوبك 🛍️

بدلاً من القوالب المالية الجاهزة، اطلب من الذكاء الاصطناعي تصميم ميزانية مخصّصة لك. ويمكنك اقتراح سيناريو عليه يوائم ظروفك:

  • «أنا أنفق على القهوة أكثر من اللازم، لكن أريد التوفير للسفر. كيف أوازن بينهما دون أن أضغط على نفسي؟»

  • هنا سيحوِّل الذكاء الاصطناعي مرتبك الشهري إلى خطة، ويقترح نسبًا للصرف بناءً على أهدافك. سيقترح مثلًا تخصيص 10% من الراتب فقط على الترفيه، لتكتشف لاحقًا أنك وفرت مبلغًا ضخمًا فقط عن طريق اتباع النسب المخصصة لك.

الخطوة الثالثة: دع الذكاء يتنبأ بمستقبلك المالي 📈

باستخدام (ChatGPT) + خطة صرفك المالية الحالية، يمكنك إنشاء محاكاة لستة أشهر قادمة بناءً على سلوكك المالي الحالي.

  • ارفق له الراتب وتقسيمة الصرف الحالية، وسيخبرك مثلاً: «بهذا النمط من الإنفاق، ستصل إلى هدف الادخار في أربعة أشهر فقط.».

الخطوة الرابعة: استثمر بذكاء لا بعشوائية 🧠

لا يمنحك الذكاء الاصطناعي توصيات استثمارية جاهزة (ولا ينبغي له ذلك)، لكنه قد يساعدك في فهم المخاطر المبنية على المبالغ والجهات التي تستثمر بها. يمكنك مثلًا أن تطلب منه شرح أساسيات أدوات الاستثمار، مثل شراء الأسهم، أو أن يحلل أخبار السوق ومستجداته بلغة مبسّطة قبل أن تتخذ قرارًا بالاستثمار.

  • 🚨 تنبيه: أدوات الذكاء الاصطناعي مثل «جي بي تي» ليست مرجعًا رسميًّا وموثوقًا للمعلومات. اطلب منه دومًا إرفاق المصادر لتحليلاته، ودائمًا ارجع إلى تلك المصادر للتأكد من صحة معلوماته. أو يمكنك توظيف محلل مالي محترف بمرتب 100 ألف دولار بالسنة 🤷🏻‍♂️.

الخطوة الخامسة: اجعل الذكاء شريك انضباط لا رقيبًا 🤝

استخدمه لتذكيرك بأهدافك المالية، لا لإحباطك عندما لا تتمكن من تحقيقها. إذ يمكنك أن تطلب منه: «ذكّرني بأهدافي المالية في نهاية كل أسبوع، وراجع معي ما تحقق.» سيصبح الحوار المالي عادة صحية، لا مصدر توتر.

في  النهاية، تذكَّر ما قاله الأب الروحي للمالية وارن بافيت:
« لا تدَّخر ما يتبقى بعد الإنفاق، بل أنفق ما يتبقى بعد الادِّخار.»

إعداد 🧶

رناد الشمراني


كيف تحبس فلوسك في قفص؟ 💸

الفلوس تطير، هذا طبعها.

لكن فيه ناس تطير فلوسهم بلا رجعة، بين المقاهي والطلبات العشوائية والهبّات.

وفيه ناس يحبسون فلوسهم في قفص، يبنون عضلة التخطيط المالي بالادخار والاستثمار المبكّر، ويشغّلون فلوسهم بالصفقات منخفضة المخاطر عشان تخدمهم طول العمر.

الأهم أنك تستثمر وتدّخر عن طريق منصة مصرحة ومعتمدة، مثل صفقة المالية.


  • «إن كنت تحب الآخر أكثر من رغبتك في إثبات موقفك أمامه، انهِ خصامك معه اللحظة. فالاعتذار يفقد حميميته ويبرد مع طول الانتظار؛ وسرعان ما ستمر عليكما أعوامٌ من الجفاء.» جيمس كلير

  • لماذا نحتاج إلى لحظات «التأثُّر»؟

  • ابن جاري طفلي، وطفلي ابن جاري.

  • لما أسمع موسيقا وأسلطن.


نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+40 متابع في آخر 7 أيام