النرجسية الرقمية وصورتك المثالية الزائفة

زائد: لماذا يدمن الشباب منصات التواصل الاجتماعي؟

هل تفضل رفقة جوالك على قضاء الوقت مع عائلتك؟

بظاهرها، تقرب منصات التواصل الاجتماعي البعيد، وتبقينا مطلعين على أخبار أهلنا وأصدقائنا، لكن وجدت دراسة جديدة أنها تعزلنا عن العالم الذي نريد أن نبقى متصلين به.

وشملت الدراسة استبيانًا أُجري على الشباب في السعودية بين سن الثامنة عشرة والخامسة والعشرين من مختلف المناطق والجنسيات. ووجد فريق الباحثات أن «إدمان» منصات التواصل الاجتماعي منتشر بين أكثر من 30% من الشباب السعوديين، وأعراضه الوحدة، وقضاء ساعات على الجوال بدلًا من الحركة.

لا تتعجل بلوم إنستقرام أو تك توك على هذه العزلة، أو التحذير منهما.

صحيح أن هذه المنصات تساهم فيها، لكن هذا «الإدمان» قد يكون متنكرًا على شكل عوامل نفسية أخرى، كالاكتئاب أو القلق. لذلك، يستخدمها الشباب كمرهم قد لا يعالج هذه الحالات من جذورها، ولكنه على الأقل يساعدهم على تخفيف حدة آثارها. 🤳🏻

في عددنا لليوم، يكتب محمود عصام عن أثر التقنية في الذات الحقيقية، ولماذا أصبح من السهل علينا تزييف إنجازاتنا. وفي «شباك منور»، تشاركك شهد راشد تأملاتها في لوحات نابضة من الحياة لفنان من الأوروغواي بدأ الرسم في عمر الستين. ونودعكم في «لمحات من الويب» مع اقتباس عن معيشتنا داخل فكرتنا عن العالم، ونصائح لك إذا قررت الانتقال إلى وظيفة جديدة. 🧳👨🏻‍💼

خالد القحطاني


Imran Creative
Imran Creative

النرجسية الرقمية وصورتك المثالية الزائفة

محمود عصام

استضاف برنامج تلفزيوني شهير في مصر مجموعة من المذيعات في سياق احتفائي. وخلال الحلقة، كشفت إحداهن عن «موهبتها الخفية» في الرسم، فعرضت عددًا من اللوحات التي ادّعت أنها من إنجازها الشخصي، في محاولة لإبراز جانب فني مغاير من شخصيتها. لكن بعد مرور أسابيع قليلة، تبيَّن أن تلك الأعمال تعود في الأصل إلى ثلاثة فنانين غير معروفين على نطاق واسع، يعرضون أعمالهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.

المفارقة أنَّ هذه الإعلامية المعروفة لا تحتاج إلى مثل هذا الادعاء ابتغاء الإعجاب. فما الذي يدفع شخصًا ناجحًا إلى نسب ما لم يصنعه إلى نفسه؟

لعل التفسير الأقرب أنَّ عصرنا الرقمي لم يعد يتسامح مع «العادي». ففي زمن منصات التواصل الاجتماعي لم يعد النجاح أو القبول كافيين؛ بل يُتوقَّع من المرء أن يكون استثنائيًا في كل شيء. هكذا يسعى الجميع إلى التميز، ويقضون معظم أوقاتهم في تلميع ذواتهم. ومع مرور الوقت يلتصقون بالصورة الزائفة التي صنعوها لأنفسهم، فيما يمكن تسميته بـ«النرجسية الرقمية».

يسعى النرجسيون الرقميون إلى نيل الإعجاب عبر الإعجابات والتعليقات من المتابعين على منصات التواصل، ما يخلق حلقة مفرغة تجبرهم على الحفاظ على صورتهم المثالية باستمرار. لذلك يحدِّث كثيرون ملفاتهم الشخصية ليقدموا صورة مثالية عن أنفسهم، وقد تفضي هذه الصورة المعدلة إلى شعور بالتفوق والاستحقاق، وهما سمتان من السمات الشائعة للنرجسية.

فما فعلته التقنية تحديدًا أنها طبَّعت النرجسية في حياتنا العادية اليومية، وذلك بإضفاء الشرعية على أفكار مثل الترويج للذات، والاستحقاق، والأنانية. تخيل أنك تتجول في مكان عملك وتخبر الجميع بمدى روعتك، وتتجاهل ردودهم، وتشارك أدق تفاصيل يومك (بما في ذلك ما تناولته قطتك على الإفطار)؛ سيجعلك ذلك زميل عملٍ بغيض. أما في العالم الرقمي، تحولك هذه المشاركة إلى «مؤثّر»

تعزز الأبحاث هذا الاستنتاج. فقد بيَّنت دراسة مشتركة بين جامعتي سوانزي وميلانو أنَّ شبكات التواصل الاجتماعي تغذي احتياجات «النرجسي الرقمي». إذ أظهرت أنَّ من يفرطون في نشر صور السيلفي يبدون سمات نرجسية تزيد بنحو 25% على المعدل الطبيعي، علمًا بأن ثلثي مستخدمي هذه المنصات يعتمدون على نشر السيلفي كوسيلة للتعبير عن الذات.

ولا يقتصر الأمر على النرجسية المرتبطة بالثقة الفائقة بالنفس؛ بل ينبع أيضًا من شعور بانعدام الأمان وانخفاض تقدير الذات. فقد توصلت دراسة أخرى في جامعة فلورنسا إلى أنَّ شبكات التواصل تجتذب خصوصًا «النرجسيين الضعفاء» الذين يخفون هشاشتهم خلف صورة مبالغ فيها للذات.

ويتوافق هذا مع ما يؤكده إلياس أبو جوده، أستاذ الطب النفسي في جامعة ستانفورد؛ فالشخص الظاهر في حساباتك على وسائل التواصل لا يعبر عن ذاتك الحقيقية، بل يبدو أكثر جاذبية وصحة وروعة لأنه مكوَّن فقط من ذكرياتك الجميلة. لذلك ينتهي بك الأمر إلى التعلق به لأنك معجب بجاذبيته. وما كان يُنظَر إليه سابقًا على أنه سلوك نرجسي متمركز حول الذات أصبح اليوم السلوك السائد الذي يوجِّه المجتمع؛ إذ يقدم البشر نسخًا منقحة ومضخمة من حياتهم، ثم يقعون في حب هذه النسخة من أنفسهم.

تَعامَل الجميع مع قصة تلك المذيعة على أنها استثناء، لكنها في الحقيقة مرآة لما يمكن أن يقع فيه أيٌّ منا. فبينما نحمِّل أنفسنا ضغوطًا دائمة لنبدو أفضل، وأذكى، وأكثر إلهامًا مما نحن عليه، تصبح المسافة بين الذات الحقيقية وتلك المُصطَنعة أكثر هشاشة. ويبدو أن التحدي الحقيقي لا يكمن في مقاومة استخدام وسائل التواصل كما يروج البعض، بل في أن نظل حقيقيين ونحن نستخدمها، دون أن نقع في حب الصورة التي نرسمها لأنفسنا، ونصدقها.


عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.

توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎

سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


تجذبني ألوان العمل أكثر من أي شيء آخر، وهذا ينطبق على الأوروغوياني بيدرو فيقاري المولود عام 1861. امتهن المحاماة غالبية حياته، وتفرَّغ للرسم بعمر الستين. تعلم على يد فنانين أوربيين، دون أن يلتزم بأساليبهم. ويطغى على أعماله أسلوب الفن الساذج «Naïve Art». 👨🏻‍⚖️

  • اختار فيقاري هذا الأسلوب ليتماشى مع الذاكرة، والاستلهام من أحداث حياته الماضية، وكأنه يرمز إلى ذكرى شوهها مرور الزمن مثل لوحة «Off for the Honeymoon» التي رسم فيها عروسين في احتفال صاخب يراقبه من بعيد، حيث تطغى الألوان الساطعة. ولوحة «El Tango, cabaret» تصور لقطة لرقصة التانقو، يلامس فيها فيغاري الواقعية بخجل دون إعطائنا تفاصيل كثيرة، فلو استبعدنا العازفين في هذه اللوحة لصعب التعرف على القصة. كأنه يلقي الكرة في ملعبنا لرسم الملامح وخلق المحادثات. 🎻 ⚽️

  • تعكس ألوان لوحاته المبهجة ثقافة الأوروغواي المحبة للحياة والفرح، وتصور مشاهد الاحتفالات والحياة اليومية على حد سواء؛ كأنه يخبرنا أن شعبه يعامل الحياة مثلما يعامل الاحتفالات. حتى المشاهد العادية مثل «Lavanderas en los médanos o Los amigos»، وكذلك «Pampa»، يسلط فيها فيقاري الضوء على الألوان سواء كانت ساطعة أو هادئة، فهي أساس اتصاله بوطنه. فالسماء بزرقتها البهية وشمسها الحارة المشرقة  تمنح الناس إلهامًا ليبتهجوا ويشرقوا بدورهم، ولو بارتداء قميصٍ أحمر. 🐎🇺🇾

  • لوحتي المفضلة من أعمال الفنان تحمل عنوان «Pericón» وهي رقصة فلكلورية. أكثر ما أحببته فيها هو الجمع بين الطبيعة برسم الشجر والحيوانات والبشر، فالجميع يشارك في متعة الرقص ونسيان كل شيء عداه. عشرات الأشخاص يرسمهم فيقاري من بعيد، يصوِّر أياديهم تتماسك، مع سطوع فساتين النساء، والفرقة على اليمين، والكلاب المتحمسة، كلها تحمل روحًا مبتهجة نكاد نحسّها دون أن نرى علاماتها على الوجوه، وكأنها دعوة مفتوحة للرقص. 💃🏻🦮

    إعداد 🧶

    شهد راشد


  • «نحن لا نعيش في عالم، بل نعيش داخل فكرتنا عن العالم. ويظهر الرعب حين تنهار تلك الفكرة — حين تتكشّف التشققات.» يوجين ثاكر

  • تفكر بتغيير وظيفتك الحالية؟ مازن الضراب عنده كم نصيحة لك. 

  • لما ترمي همومك، ايش يصير؟

  • أن نمشي على خطى الأسلاف. (بمعنى الكلمة)

  • على وين رايح؟


نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+50 متابع في آخر 7 أيام