من أين جاءت الجماهير الإندونيسية في الجوهرة؟
الفرصة التجارية الكبيرة في إندونيسيا وكيف نستغلها




من أين جاءت الجماهير الإندونيسية في الجوهرة؟
«من وين طلعوا؟ شلون عندهم هالجمهور؟»، بمثل هذه العبارات تساءل الوسط الرياضي السعودي خلال الأيام الماضية، بعد أن شهدنا حضورًا جماهيريًّا ضخمًا للمنتخب الإندونيسي فاق العدد المتوقع في المواجهة الماضية بين المنتخب السعودي والمنتخب الإندونيسي على ملعب الجوهرة. فقد تجاوز عددهم 9 آلاف مشجع بدون أدنى شك، واتخذت جماهير إندونيسيا الدور الثالث على يمين المنصة بالكامل مكانًا لها.
وتكرر الأمر مرةً أخرى في لقاء العراق، وهي المرة الثالثة على الملعب نفسه التي يحضر فيها للمنتخب الإندونيسي هذا العدد الكبير. كان الدور الأول لواجهة الملعب ممتلئًا، والدور الثاني ممتلئًا حتى منتصف خلف المرمى، على عكس الجمهور العراقي الذي لم يملأ واجهة الملعب.
حضرتُ المباريات الثلاث التي لعبها المنتخب الإندونيسي على ملعب الجوهرة في جدة، إضافةً إلى المباراة الشهيرة التي جمعت منتخبنا السعودي بالمنتخب الإندونيسي في جاكرتا على استاد «قلورا بونق كارنو». وقد جاء شغف الجماهير الإندونيسية بكرة القدم عاليًا جدًا؛ إذ ربما يرون الآن أن المنتخب الإندونيسي قد وصل أخيرًا لما طمحوا إليه.
كرة القدم في إندونيسيا ليست لعبة حديثة، وليست لعبة هامشية لديهم، بل هي اللعبة الأكثر متابعةً والأكثر ممارسةً في إندونيسيا. إلا أن أداء المنتخب الإندونيسي كان أقل بكثير من طموحات المشجعين، والمنتج المحلي الإندونيسي أقل جودة بكثير من الدوريات المحيطة به.
استغلت الكرة الإنقليزية الضعف الإندونيسي في كرة القدم، واستطاعت أن تغزو بلادهم عبر أندية إنقليزية، فأصبح مانشستر يونايتد في إندونيسيا أكثر الأندية متابعةً. وعندما ذهبت إلى جاكرتا كانت مشاهدة الأندية الإنقليزية بمختلف ألوانها من أكثر الأشياء انتشارًا بين الشباب. تشعر أنك تسير في لندن عندما تشاهد سيارات الأجرة هناك بشعارات مانشستر يونايتد وأرسنال وتشيلسي.
استطاع هوتِر رئيس الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم تحويل هذا الشغف في كرة القدم إلى انتماء قوي للمنتخب الإندونيسي. ومنذ الدور الأول للتصفيات، بدأ الأمر يكبر ويكبر ويكبر حتى وصل المنتخب الإندونيسي للدور التالي من التصفيات النهائية، وضَمَن التأهل بشكل رسمي إلى بطولة كأس آسيا 2027 التي ستقام في بلادنا بإذن الله.
كما ساعد مشروع التجنيس المنتخب الإندونيسي كثيرًا بمشاهدة الحلم والعيش فيه. لكن هذا الحلم انتهى بالكامل هذه الليلة بالخسارة (1-0) أمام المنتخب العراقي. ورغم كل هذا الألم انتظر جزءٌ كبير من الجماهير في ملعب الجوهرة لإلقاء التحية على اللاعبين بعد اللقاء.
وعلى عادتي الصحفية، توجهت إلى مدرجات الجماهير الإندونيسية لمدة ساعتين للحديث معهم والحصول على الإجابة التي يبحث عنها الجميع، «من وين طلعوا؟». وتوصلت إلى أربع فئات هي الأغلب في المدرج، رغم وجود فئات أخرى أيضًا.

الفئة الأولى: المواليد والمقيمون في مكة المكرمة وجدة
لا شك أن الرابط الديني بين السعودية وإندونيسيا ركيزة أساسية في هذه الفئة. التقيت بسعودي مع زوجة إندونيسية وأبناء سعوديين في المدرج، وقال لي أحد الأبناء: «كلنا مع أمي اليوم عشان يفوزون واحنا نفوز الثلاثاء ونروح لكأس العالم، أمي أول مرة تحضر بالملعب ولّا أنا دايم أحضر للاتحاد». يوجد الكثير من هذه الفئة في مكة المكرمة، والكثير منهم حضروا بسعادة ويستمتعون بقضاء وقت هنا في جدة.
قال لي أحدهم: «أنا ما أعرف شيء بالكورة بس لما عرفت أن إندونيسيا بتلعب ضد السعودية، وشفت أصحابي بينزلون من مكة لجدة حجزت معهم المباريات الثلاث، حضرت قبل كم يوم مباراة السعودية وإندونيسيا واليوم العراق وإندونيسيا، إن شاء الله نحضر الثلاثاء المقبل كمان للسعودية والعراق أنا وكل الأصحاب. كان ودي يتأهلوا المنتخبين بس إن شاء الله واحد منهم يتأهل ولا يخربها علينا العراق.» كانوا رفقة من أربعة أشخاص، يستمتعون بوقتهم في ملعب الجوهرة.
الفئة الثانية: العاملون لدى العوائل السعودية
أثناء تجولي في الممرات وجدت سعوديًّا كبيرًا بالسن، بعمر الستين سنة تقريبًا، يرتدي الشماغ ويتوجه لمقاعد الجماهير الإندونيسية، راقبته حتى جلس على مقعده، ثم ذهبت إليه وكان إلى جانبه إندونيسي يعمل سائقًا لديه، وطرحت سؤالي بالعامية: «وش جابك يا عم؟»
أجاب: «هذا أنور يشتغل عندي عشر سنين ما شفت منه أي قصور، كل صباح كان يودّي عيالي للمدرسة ويرجعهم وأنا مطمئن. أعرف أنه يحب الكورة ويشجع برشلونة وقلت لعيالي يحجزوا له مباريات إندونيسيا، في المباراة اللي ضدنا راح مع أخوياه واليوم أنا جبته هنا، ووعدني يحضر معي مباراة للأهلي بالدوري مقابل هالجية، يستاهل أنور هاليوم.» تأثر السائق جدًّا لحظة حديث العم، وتمنيت لو سجلت هذه اللحظة كمقطع مرئي بدلًا من التسجيل الصوتي، ولكن الصحافة علمتني أن للكلمة قوةً ربما تتجاوز المقاطع المرئية.
كما وجدت ثلاث شابات سعوديات وإلى جانبهن ثلاث عاملات إندونيسيات، وأطفال وأم وعاملة إندونيسية. هنا عامل وهناك عاملة، توجد أعداد كبيرة منهم، حتى أن شركة سياحة سعودية في جدة روّجت لحجز تذكرة وباص ووجبة عشاء مقابل 50 ريالًا، استفاد منها غالبية العاملات والعمال في منازل مواطني مدينة جدة.

الفئة الثالثة: العاملون في المراكز الصحية والتجارية
لاحظت بكثرة دخول الأفواج، مجموعات من الرجال والنساء يدخلون سويًّا ولديهم دائمًا دليل يقودهم «أيوه بالضبط نفس اللي تشوفهم بالعمرة». استفسرت عن الأمر، وأوقفت كثيرًا من قائدي المجموعات، بعضهم سعوديون وبعضهم من الجنسية الإندونيسية. المجموعات عاملون في مستوصفات أهلية ومراكز تجميل أو فنادق ومراكز تسوق أو مطاعم؛ هي رحلة عمل وفرصة لتعزيز الروابط خارج العمل.
تحدثت مع سعودي يقود مجموعة، وهو موظف بقسم العلاقات العامة في مستوصف في مدينة جدة، وقال لي: «جاني المدير وقال احجز لكل الإندونيسيين اللي عندنا مباراة العراق عشان تكون أخف عليكم، وعطهم إجازة نصف يوم وطلعوهم يغيرون جو. رحت أبحث بالموضوع لقيت المكاتب السياحية مجهزين الفعالية بكج كامل للمباراتين مو لمباراة واحدة، ومن المستوصف للملعب لا تجمع ولا باصات ولا شيء؛ كل شيء كان عليهم. والأهم أننا وسعنا صدورهم واحنا بعد وسعنا صدورنا.»
الحقيقة أن مجموعات العاملين هنا هي الأكثر عددًا والفئة الأعلى حضورًا. وربما عندما يلعب منتخب إندونيسيا في الرياض ستكون هذه الأعداد مضاعفة، وفرصة رائعة للشركات السياحية.
الفئة الرابعة: القادمون للعمرة وكرة القدم
هناك بعض القادمين للعمرة وحضور المباراتين، خاصةً من الألتراس الذين تحدثت معهم، وقالوا لي: «إن عدد القادمين من إندونيسيا للعمرة والمباراة 70 شخصًا مع ألتراس المنتخب الإندونيسي». لم أصادف أعدادًا كبيرة من القادمين للعمرة على عكس ما يقال في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ربما هي فرصة للشركات السياحية مستقبلًا في كأس آسيا. (عمرة وكرة قدم، لمَ لا؟)
ذهب ممثلو وسائل الإعلام الإندونيسية والعراقية إلى مكة، واللاعبون كذلك. هي فرصة وربما نستغلها مستقبلًا إن وضعت القرعة منتخب إندونيسيا في مدينة جدة عام 2027.
الأمر المثير والمنتظر بالنسبة لي، معرفة أين سيلعب المنتخب الإندونيسي في بطولة كأس آسيا 2027 التي سنستضيفها -بمشيئة الله-، ربما ستمنح الجماهير الإندونيسية دافعًا قويًّا لمنتخب بلادهم مرةً أخرى هنا في السعودية.

الفرصة التجارية .. طريقة الاستغلال
رسالة قوية أرسلتها الجماهير الإندونيسية من جدة إلى الأندية السعودية كلها حول الفرص التجارية الممكنة في حالة جلب لاعب إندونيسي. إذ سيضيف لمسةً على الجانب الفني والجانب التجاري والجماهيري للنادي، وكثير من لاعبي المنتخب الإندونيسي يحترفون في أندية متوسطة في أوربا، وبالتأكيد يملكون جودة تنافس في دوري روشن.
وقد تحدثت في العدد الذي نشرته هنا بعد مباراة منتخبنا والمنتخب الإندونيسي عن الفرص التجارية من اللاعبين الإندونيسيين، وإمكانية الاستفادة منهم في أنديتنا وتعزيز حضورها الدولي وتعزيز انتشار الدوري السعودي.
شاهدت مثالًا أمامي أريد شرحه لكم الآن لكي نفهم كيف يعمل الأوربيون في هذا الملف. في لقاء إندونيسيا والعراق حضر لاعبان حاليّان يلعبان في نادٍ هولندي يطلق عليه اسم أوتريخت: لاعب منتخب إندونيسيا ميليانو جوناثانز، ولاعب منتخب العراق زيدان إقبالي.
أرسل نادي أوتريخت مراسلًا ومصورًا كما ترون في الصورة أعلاه؛ للحصول على تصريحات خاصة من الثنائي واللاعبين الإندونيسيين السابقين للنادي أيضًا. يهدف ذلك إلى تعزيز انتشار النادي في مواقع التواصل الاجتماعي ورفع الإيرادات.
تحدثت مع المراسل حديثًا مطولًا حول ذلك، ويقول: «نفعل ذلك في كل مباراة خاصة مع لاعبي منتخب إندونيسيا، فالنادي يستهدف هذا السوق ومهتم بتعزيز المحتوى الرقمي من خلال استغلال لاعبيه السابقين والحاليين.»
أكمل: «لا أستطيع أن ألزم اللاعبين السابقين بالتصريح لقناة النادي، بعضهم يوافق والبعض لا، أما بالنسبة للاعب فريقنا فيوجد بند بعقده يلزمه بالتصريح لنا فقط بشكل حصري ولن يصرح لأي جهة أخرى، وهذا شرط وضعناه لجميع اللاعبين الإندونيسيين.»
يُعَد السوق الإندونيسي سوقًا مهمًّا يجب أن نلتفت إليه. فعدد سكان إندونيسيا يبلغ 282 مليون نسمة، وسنملك أفضلية في هذا السوق بسبب الرابط الديني. يجب علينا أن نتحرك ونبدأ بالسيطرة على حصة في هذا السوق، المغري تجاريًّا للجميع إلا نحن.

البيت الذي تظنّه بعيد المنال صار بين يديك، وبخيارات متنوعة.
لأن «سكني» حوّلت مخطط البيت الذي يشغل ذهنك كل يوم إلى واقع،
وجمعت جميع المشاريع في منصة واحدة، وسهّلت عليك البحث، والمقارنة، والاختيار.
تصفّح الوحدات السكنية الآن ولا تضيّع فرصة العمر

📺 في حلقة جديدة من «في المرمى»: يكشف قويدو فينقا -الرئيس التنفيذي السابق لشركة نادي النصر- العديد من الملفات التي تخص الشركة والنادي مع الإعلامي بتال القوس.
الحلقة الأولى من «صنع في السعودية» على قناة نادي الخلود: يتحدث اللاعب السعودي عبدالعزيز العليوة عن بيئة النادي وبدايته معه وطموحاته المستقبلية.
🎥 من قناة «دوري روشن السعودي»: لقطات خاصة لم تُعرَض من قبل عن قمة الاتحاد والنصر على ملعب الإنماء في جدة. إثارة كروية بين بنزيمة ورونالدو في مواجهة لا تُنسى!

يواصل المنتخب السعودي استعداده للقاء العراق لختام ملحق تصفيات كأس العالم.
الاتحاد: الشنقيطي يقترب من العودة.
الشباب: اختبارات فنية تحدد مصير الصبياني.
الهلال: نونيز يتجاوز الإصابة.. وينتظر الاختبار.
النصر: عودة ويسلي.. الناصر يقترب.. والنجعي يلامس الكرة.
تشيلسي يحقق أكبر نمو إيجابي بـ 364 مليون يورو .. والقادسية السعودي بـ 30 مليون.
برونو فرنانديز نجم يونايتد: «تعلمت الكثير من خيسوس.»


نشرة صباحية تقدِّم أهم خبر في الكرة السعودية وتحلّله من جميع الزوايا. مع قصص حصرية من شخصيات مُطّلعة تبقيك على اطلاع دائم بعالم الكرة أولًا بأول.